سقوط ألآلـِهـَه
من أجل بيان الشاهد والمشهود في شهادة ان لا إله الا الله
لا يخفى على احد من المسلمين ان (شهادة لا إله الا الله) شرط اساس في قيام الاسلام في المسلم وقيل فقها ان الشهادتين (لا إله الا الله) و (محمد رسول الله) هي ركن الاسلام الاول وهو (ما وقر في القلب) ونطق به اللسان لذلك فان (منطق اللسان) يفرض ان تكون هنلك شهادة وان الشهادة يجب ان يشهدها الشاهد فهي لا يمكن ان تؤتى بطريقة النقل من الاباء فقط وإن كانوا قد دلونا عليها قولا بل لا بد من تفعيل صفة الشهادة عند توفر (المشهود) وأن يكون الشاهد قد شاهد الصفه التي يشهد بها وهي نفي صفة التأليه لغير الله ليبقى الله الإله (الاوحد) والا فان ذلك الركن من الاسلام سيكون مجرد (ترنيمه) نقلها الاباء لـ الابناء قولا واستقرت في وجدان الابناء على انها حقيقه ثابته الا ان ظهور ءالهة كثيرة متألهه في كل شيء حضاري اصبحت ترنيمة لا إله الله وحده لا شريك له لا تتوافق مع صفة الشهاده التكوينيه (مكون الشهاده ماديا) بسبب وجود عدد متزايد من الالهة في عصرنا الحديث فـ الوطن إله وهو رب اعلى يتحكم بمواطنيه والدواء إله والشهاده الاكاديميه إله والفكر المذهبي إله والعشيرة إله والقوميه مثلها وهكذا اصبحت الالهة كثيرة وتتكاثر في الزمن الحضاري الحديث بما يختلف عن صيغ الحياة التي سبقت زمن الحضاره حيث كان الانسان يخضع لـ الطبيعه بنسبه تكاد تكون تامه فتكون مرابط الاولين مع نظم الهيه غير صناعيه ومع مواد طبيعيه غير كيميائيه في مأكل ومشرب وملبس ومسكن فكانوا (يشهدون) ان لا إله الا الله لانهم شاهدين على ذلك بيقين (عقلاني ومادي) وان ما نشهده اليوم بوحدانية الله قد تحمل (شهادة عقلية) الا ان الشهاده الماديه (المشهود) الذي يؤكد وحدانية الله تكاد تختفي من كثرة انداد الله وشركائه في كل نشاط الادميين وهو شرخ كبير يمر على غفلة جماهير المسلمين ذلك لان (ثقافة التوحيد) اعتمدت في الخطاب الديني الموروث بصفتها ثقافه نفعت اهلها في زمنها وهي اليوم ثقافة عمياء لا يمكن تفعيلها في زمننا المليء بالالهة المتكاثرة في كل مفصل من مفاصل حياتنا فاليوم لا توجد اصنام في مكه بل توجد ءالهة معاصرة يعبدها المسلمون ويستيعنون بها مثل مؤسسة الطب الحديث والوطنيه وغيرها كثير كثير ورغم ان كل مسلم مصلي يقول في صلاته (اياك نعبد واياك نستعين) الا ان عبودية الوطن واضحة مبينه والاستعانه بالوازع الوطني في اوجها في كل اقليم وحين يتصدع رأس المصلي القائل اياك نعبد واياك نستعين نراه يبتلع قرص الاسبرين ليستعين بمؤسسة الدواء الكيميائي الحديث
اذا اراد المسلم ان (يشهد) ان لا إله الا الله فان ثقافة التوحيد المعاصرة توجب اسقاط كل الالهة (عقلانيا وماديا) فلا يغفر الله ان يشرك به فمن يقول (الله الوطن) ويطبق ذلك في حياته انما اشرك الوطن مع الله ومن يستعين بالطب الحديث والدواء الكيميائي ويهجر سنن الله في الشفاء فان الشرك قائم لا محال لانه يستعين بغير الله فيخسر الانسان يومه الداني ويومه الاخر فيخسر الدنيا والاخره
الالهة المتكاثره لا يكفي ان يتم اسقاطها عقلا والتمسك بها تطبيقا والاستعانه بها ماديا فلا بد من ممارسة مادية في اسقاط الالهة ليبقى إله واحد معبود عقلا وتطبيقا يستعان به هو الله الاوحد لان كل الالهة سقطت بين يدي الشاهد نفسه وهي مطلب نجاة لـ ثقافة اليوم التوحيديه فلا وجود لاصنام الامس وفي الامس لم يكن لـ ءالهة اليوم حضور فيهم
اسقاط الالهة الواحد تلو الاخر شأن متاح وهو ممارسه متيسره الا ان انسان اليوم لا يعير لذلك الشأن المتاح فرصة التنفيذ فيقول الكثير من الناس ان الشافي هو الله وان الدواء سبب فجعلوا السبب شريكا لله الا ان اسقاط الدواء الكيميائي والالتجاء للطب البديل هو الشأن المتاح في مرجعيتنا الى الله
{ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة هود 4)
ولكن الثقافة الاسلاميه ربطت الرجوع الى الله عند الموت حصرا ولكن الحقيقه الفطريه تؤكد لحامل العقل ان الرجوع الى الله يعني الرجوع الى سنن الله ونظمه النافذه بلا حدود لصفه محددة الابعاد فـ الرجوع الى نظم مفتوحة لـ كل بوابات الحاجة لتأمينها بـ نظم إلهية أمينه ليقوم الامان بالله ومنه الايمان بالله والاستعانه به وعبادته حصرا بلا ند او شريك
{ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأَنْفال 19)
فان تستفتحوا مغاليق ما انتم به انما جعل الله لنا مفتاح الدخول الى رحمته (وان تعودوا نعد) لان المفتاح الفاتح لتلك المغاليق مؤمن في نظم الله بلا حدود (كل شيء) ومن صفاته سبحانه (المؤمن المهيمن) لذلك نرى بوضوح ان الناس ادركوا بفطرتهم حلولا لمغاليق عصريه مستعصيه مثل مرض السرطان الذي عجز الطب الحديث عن شفائه بشكل ءامن فالشفاء من السرطان باستخدام خلق الله الطبيعي كان ويكون رساله من الله الرحيم مفادها الرحمة المتاحه وذلك يكفي لاسقاط ذلك الاله المتأله في الطب ليذهب الناس لـ العلاج الطبيعي من خلال مصادر غذائيه تهاجم الخلايا السرطانيه وتقضي عليها كما اصبح اليوم مشهورا في صحوة الجماهير الا ان (الجرأة) في اسقاط إله الطب الحديث مفقوده لان الاكثرية الساحقة من الناس لا يزالون يألهون الطب الحديث ويعتبرونه (الشافي) فيعبدونه ويستعينون به الا انهم حين يقيمون الصلاة ينطقون (اياك نعبد واياك نستعين) فكان باطل ما نطقوا لانهم لم يسقطوا اله الطب بعد وهم تحت ولايته ولكن الله هو القال في قرءانه
{ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } (سورة الكهف 44)
اذا اقر العبد عقلا ونفذ قراره ماديا فان الالهة تسقط الواحد تلو الاخر فيكون على يقين ان لا أله الا الله لان الله الواحد (دائم) (جبار) (متكبر) لا يسقط ابدا وهنلك فرص متاحة في عقل كل حامل عقل ان يسقط كل الالهه فيرى بعين اليقين ان هنلك إلها واحدا لا يسقط ابدا
{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } (سورة الإِخلَاص 1)
ثقافة التوحيد القديمه اعتمدت على تفخيم الله ونعته بصفات اسمائه الحسنى وهي كثيره وقيل انها 99 اسم ومن خلال جملة صفاته الحسنى فهو الله (احد) وكان الاقدمون هم الاقرب صدقا في شهادتهم لان ساحات نشاطهم لم تكن تمتلك (إلهه) فلم يكن هنلك (إله لـ الزرع) كما هي (وزارة الزراعه) ولم يكن هنلك (إله الصنع) كما هي (وزارة الصناعه) ولم يكن هنلك إله للشفاء كما هي وزارة الصحة وعلى ذلك المنحى التدبري لما نحن عليه اليوم فان ما من نشاط بشري الا وله إله متأله ونحن (اياه نعبد واياه نستعين) وتلك بصيره يبصر بها حامل العقل فيدرك ان شركاء الله وانداده لا حصر لهم في حضارة اليوم وعليه ان يراجع شهادته عندما يقول (اشهد ان لا إله الا الله) فهل يقولها (تنفيذيا) بالحق ام انه يقولها لان منسك (الصلاة) يشترط ذلك القول !! قد يكون الناطق بشهادة التوحيد صادق عقلا في يقينه ان لا إله الا الله الا ان حقيقة تصرفاته وايمانه واستعانته بالهة العصر تدحض شهادته تلك لانه يعبد اربابا ءاخرين ويستعين بهم في الاكثريه من مفاصل نشاطه
سطورنا لم تكن سطور نقد لاذع كما يجري في التقارير الصحفية او السياسيه او الفكريه وليس من باب ما يسمى بـ (جلد الذات) بل سطورنا تتحدث عن مفصل علمي ينقلب الى ترجمان ثقافي قائم فينا اليوم يخص توحيد الله منقول الينا من ماضي اسلامنا ءامنا به لان الاباء اعتمدوه وتصورنا ان ذلك (شهادة حق) لان الاباء كانوا يشهدون ذلك الا ان الاباء الذين رسخوا تلك الشهادة فينا ما كان لديهم ءالهة مثلنا فاختلط علينا المد الثقافي لتوحيد الله بين زمنين مختلفين في التطبيقات ولكل انشطتنا باكثرية ساحقه !!
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } (سورة نوح 10 - 13)
تسقيط الالهة هو المسرب الفكري الملزم في زمن تكاثر الالهه اما وقار الله عقلا دون التطبيق فهو الاصعب على النفس المؤمنه في زمن سلطوية الممارسات الحضاريه
قرصنة الصلاحيات الإلهية
الحاج عبود الخالدي
تعليق