ثبات الصفه الدستوريه واختلاف ادواتها باختلاف الزمان أو المكان!!
من أجل قرءان { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ }
ثبات الدستور مع اختلاف ادواته في الزمن والمكان شأن مشهور وواسع ومستقر في عقول كل حملة العقل البشري بلا استثناء سواء كان الدستور عقلانيا او ماديا فلو اخذنا صناعة الغزول ومنها صناعة القماش كمثل مادي لوجدنا ان دستور صفات الغزل واحده الا ان ادوات صناعة الغزول تختلف من جيل لاخر ومن بلد لبلد ءاخر وكذلك النسيج او الحياكه فهي وان امتلكت دستورا نافذا وثابتا على مر الاجيال والامكنه الا ان ادوات النسج والحياكه مختلفة ومتغيره عبر العصور والامصار ومثله على سبيل المثال ايضا صناعة الفخار او صحون السيراميك فهي موحدة في دستور صنعها الا ان ادوات صنعها غير موحده وغير ثابته فهي تتغير باستمرار وفق متطلبات لا حصر لها ويلعب الزمن عنصرا مهما في تطور ادوات الانسان عندما يرتبط بـ (الطور) فيحصل التطور في كل شيء
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)
ففي الطور (السماء السابعه) مرابط تكوينيه تدفع حامل العقل البشري المرتبط بالطور لـ التطور وهو شأن مشهود بعين بشريه واضحه فـ أمس الاجداد لا يشبه يومنا المعاصر في كل شيء رغم ان دستور الخلق ثابت في كل نشاط وحراك بشري سواء كان في فيزياء او كيمياء او بايولوجيا مسنونه بسنن إلهية لا تتبدل ولا تتحول الا ان ادوات حيازتها وادوات ربطها تختلف من جيل لـ ءاخر ومن اقليم لـ ءاخر وكل حراك البشر هو انما نتاج صادر عن عقلانيته المتميزه عن بقية مخلوقات الله فالتطور من لفظ (طور) وهو لسان عربي مبين يدركها كل ناطق وهو يدرك التطور المتواصل للعنصر البشري الا ان هنلك اختناقات في ذلك التطور اشار اليها القرءان وهي اختناقات غير حميده
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 93)
ذلك (التطور) المأتي من سنن الله وبنية التكوين (السماء السابعة) هو سنة خلق الهي مكتوب في كتاب الخليقه فـ سمعه العقل البشري الا انه نقض الميثاق
الميثاق .. هو (وثيقة) (موثقة) في كل عقل ءادمي سواء كان عالما كبيرا او صغيرا او عقل رجل معتاد ففي عقله ميثاق ان لا يمارس السوء في ما ينتجه عقله فلا يقرب يده من النار او يدفع شخصا الى نار ملتهبه ولا يرمي بنفسه من مرتفع شاهق ولا يرمي غيره ولا يجرح نفسه او غيره وعليه ان يتحكم بعقله من اجل الخير وليس الشر واشهر حادثة معروفة في التاريخ المعاصر هي في ما اكتشفه العالم الشهير (نوبل) والذي اكتشف نظام كيميائي لماده يمكن ان تتحلل بسرعه (تنفجر) وهي مادة (نترات السليلوز) وكان هدفه ان يصنع نفقا داخل جبل بطريقة تفجير الصخور لتفتيتها ليقيم نفقا يوصل بين مدينتين بمسافة قليله وبدون مصاعب دون الاضطرار لصعود الجبل والدوران للجهه المقابله بطرق وعرة وبعناء بالغ الا ان مكتشفه تحول الى ءالة دمار وصنعت منها المتفجرات القاتله للبشر وليس لتفتيت صخور الجبل فما كان من مؤسسة نوبل الا ان تمنح جائزه كبيره لكل من يسعى لـ السلام تكفيرا لما انتجه نوبل من وسيلة تفجير وكان ما حصل من نوبل هو الخروج على (ميثاق الخلق) وهو تحت نص (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) وهو النداء (العقلي) الذي اودعه الله في منهجية تكوينة العقل البشري على شكل (وثيقه عقلانيه) مودعه في طبيعة البشر
مثل (نوبل) المعروف في تاريخ النهضة اكتشف دستور (التحلل السريع للماده) لانتاج الانفجار الا ان جيل اليوم لم يستخدم نفس الاداة التي استخدمها نوبل بل تنوعت كثيرا ادوات صناعة مواد الانفجار ولم يعد لـ (نترات السليلوز) وجود في قاموس متفجرات اليوم
ادوات التعليم .. وهي ممارسه عقلانيه وان اقامت دستورا موحدا لنقل المعرفة من المعلم لتلميذه الا ان ادوات التعليم ليست موحده ولا تمتلك دستورا ثابتا لتلك الادوات في المكان وفي الزمان فهي مختلفه في البلدان وعبر الاجيال بل نراها مختلفة بين معلم ومعلم ءاخر
طرق واساليب التفكير في صومعة العقل والتي فطر عليها الانسان بطبيعة خلقه فهي ثابتة ثبات الخلق الا ان (الادوات الفكريه) تختلف من شخص لـ شخص ءاخر فمن يفكر ليومه التالي العمل لكسب المال لقوته نراه في يوم ءاخر يفكر بالسرقه لتوفير قوته وغيره يفكر بالقرض المالي والاخر يفكر بالقمار وغيره يفكر بالاستجداء وجميع تلك المطالب هي لـ حاجة الانسان الى المال وهي حاجه طبيعيه دستوريه فـ الانسان فطر من خالقه وجبل في تكوينته ان يكسب رزقه وليس كبقية المخلوقات التي يتاح لها الرزق فتأكل وتشرب ولا تلبس ولا تحتاج لـ المال الا ان حاجة الانسان لـ المال دستور عقلي ينقلب الى ادوات فكرية تنفذ في طلب المال فان ثبت دستور الحاجة لـ المال الا ان الادوات الفكرية للحصول على المال تختلف من شخص لشخص ءاخر او من يوم ليوم ءاخر
كل صفه تمتلك دستورا في الخلق او في كتاب الخليقه الا ان ادوات ذلك الدستور لا يمكن ان تثبت او تتوحد حتى في الامور الخطيرة مثل نظم التوليد والانجاب او نظم تربية النشيء او نظم البناء فكل تلك الممارسات تخضع لدستور (أزلي و سرمدي) الا ان الانسان غير ملزم ان يستخدم اداة تنفيذيه ثابته لتطبيق ذلك الدستور لغرض الوصول الى هدفه فالهدف يرتبط بالدستور الازلي الا ان ادوات التنفيذ تختلف في المكان والزمان وبشكل مبين بل فائق البيان !!
لماذا (بيان) دستور المسلمين سواء كان قرءان او سنه نبويه اعتمد (دستورية الادوات) هدفا فضاع الهدف على طالبيه وضاع بيان القرءان على حامليه لانهم تمسكوا بادوات فكرية ومن ثم تنفيذيه مستحضره من التاريخ ولا يوجد معيار روائي دقيق يقوم بتعيير تلك الادوات لمعرفة مدى صلاح نفاذيتها في زمننا ام لا !
لو راجعنا مدرسة التفسير ومدرسة الفقه الاسلامي لوجدنا ان (ادوات الدين) قائمه على مادة تاريخيه مثل (تفسير القرءان) او السنة النبوية الشريفة التي تقوم على المادة التاريخية ايضا كما ان متن القرءان تم ربطه بلسان العرب القدامى حصرا وهي (ادوات نطق) تفعلت في التاريخ وهي غير فعاله اليوم لـ الاسباب والبيانات التي حملتها السطور اعلاه , كما اثخن اللغويون قواعدهم وحشروها مع المتن القرءاني وحركوا حروف القرءان رغم ان فيه نص يمنع ذلك
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } (سورة القيامة 16)
فهم حين يقرأوا (الحمد لـ الله) بموجب حركات المرفوع والمنصوب والمجرور فيقرأونها (الحمدو للاهي) الا انهم يسمون الواو (ضمه) ويكتبونها مصغرة فوق ءاخر اللفظ (الحمدُ) ولكن حقيقة النطق انها تقرأ (الحمدو) بالواو المضافه لاخر لفظ (الحمد) , كذلك يحركون لفظ الله بالكسرة (اللهِ) وهي تقرأ (اللاهي) وهي ليست قرءان ابدا ولا تقيم اي رابط (تكويني) تذكيري مع العقل فيفقد القرءان صفته (ذي ذكر) ويفقد مقومات (الصله) بنظم الله وسننه المعدة اعدادا لـ الصلاة لـ تنهى عن الفحشاء والمنكر خصوصا في الصلاة المنسكية ذلك لانهم تمسكوا بادوات السابقين ونسوا انهم مكلفين في زمنهم هذا وليس مكلفين في زمن الاجداد
ثبات الدستور لا يعني ثبات ادواته التنفيذيه فكيف ننفذ (دستور الاسلام) وباي ادوات ؟؟
الخطاب الديني بين الثابت والمتغير
الحاج عبود الخالدي
تعليق