الشراكة في استحداث النظم
من أجل فهم التكليف الديني في زمن التحضر الفائق
{ إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (سورة النساء 48) { إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } (سورة النساء 116)
توقف المغفرة شأن خطير جدا ذلك لأن الإنسان مرشح لـ يخطأ بشكل مستمر ويهنأ الفرد حين يستشعر بـ خطيئته فيصلح ما اخطأ فـ اكتشاف الخطأ يعني الامتناع عن الخطيئه وهو هدف بشري كامن في طبيعة خلق كل انسان مهما بلغ من العدوان والانحراف والاجرام الا ان كل باحث سيجد في بواطن طبيعة عقل كل خطـّاء رغبة في درء الخطيئه من نفسه وعن نفسه !!
مفهوم الاستغفار في تبصرة قرءانيه تفيد ان المستغفر انما يستبدل الفعل الخاطيء بفعل صالح اما الشرك فهو فعل خاطيء لا يمكن استغفاره اي لا يمكن استبداله بممارسة صحيحة غير خاطئه فهو ما نسميه في معارفنا (تورط) او (ورطة) يقع الانسان بها ولا مخرج منها
اذا عرفنا ان الله سبحانه لا يمكن ان يشخصن في شخصية او كيان او في موضوع محدد الابعاد كصفة من صفاته او في اي شاردة عقل او واردة عقل لذلك فان الشرك بالله (صفة) لا تقوم في شخصية الله او مكون محدد التأليه كأن يكون (خالق) او (رحيم) او (رحمان) او (إله) او في كل ما حملته اسمائه الحسنى لان الله لا حدود له ولا يمكن ادراك الذات الالهية باي صورة من صور حراك العقل فيكون الشرك بالله لا يعني الشرك بصفة من صفاته بل الشرك بالله يقع في سنن الله ونظمه فأي نشاط او حراك بشري ان خلط بين نظام الهي ونظام جيء به من دون الله فان ذلك هو الشرك بعينه وهي خطيئة لا يمكن اصلاحها لان الله القائل (لا يغفر ان يشرك به) ..
ذلك الرشاد الفكري ليس من رأي مسطور بل هو من ثوابت علم قرءاني اظهرنا بياناته على صفحات هذا المعهد وهنلك قاعدة بيانات ذات وسعة علميه تكفي لتأكيد ما رشد بين ايدينا ان (الشرك بـ الله) يقع في سنن الله وليس في ذاته الشريفه فاذا قام رسوخ لتلك الراشدة الفكرية عند الباحث القرءاني او اي متابع كريم لبحوثنا فانه سيرى ان حياتنا الحضارية كلها عباره عن حزم متكاثرة اشركت سنن الله مع سنن بشرية جيء بها من دون الله
في زمننا الحضاري القائم اتجه الحراك البشري بشكل مفرط باشراك نظم مستحدثة مع نظم الهية في كل انشطة الناس في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومسكنهم وفي حلهم وترحالهم حتى بات ابناء الحضارة مثقلين بالامراض والتدهور البيئي واصبح لسان البشر يتحدث باسهاب عن كوارث قائمه وكوارث ءاتيه فـ بالاضافة لـ أمراض العصر المنتشرة هنلك تطورات غير حميده يستشعر بها البشر عموما وهي تتصف بالتزايد ولا مرد لها فصرخوا في التغيير المناخي وشحة المياه والتصحر والتزايد السكاني المفرط واختلال في نسب الهواء وتلوث هوائي خطير وتدهور جيني يتزايد (الامراض الوراثيه) فـ صرخات البشريه اصبحت لا احصاء ثابت لها لانها في تزايد مستمر عددا وكماً وخطورة
مثال 1 :
حين يكون ربنا قد خلق البشر واودع في عقله سنة (المعاوضة السلعية) فان ذلك المنهج في الخلق اختص به الانسان دون غيره من مخلوقات الله اجمالا لذلك استن سنة المعاوضة بوسيلة معدنية خلقها الله وليس من خلق بشري وهما (الذهب والفضة) وذينيك المعدنين يحملان صفات تكوينيه تؤهله ليكون اداة الانفاق بيد البشر الذي فطر الله فيه فطرة التبادل السلعي وفي القرءان نص يبين تلك السنة
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِوَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (سورة التوبة 34)
فـ سبيل الله في المعاوضة السلعيه هما (الذهب والفضة) بيقين فطري يمكن ان يدركه كل طالب لـ الحقيقه , واذا عرفنا ان الاحبار والرهبان هم ليسوا رجال دين (حصرا) كما نقله لنا الناشطون في تفسير القرءان بل يمتلكون صفة اخرى فهم ليس حصرا منظمي ومروجي النظم العقائديه بل هم منظمي ومروجي العملة الورقيه (البنكنوت) ايضا !!
لفظ (الرهبان) من جذر (رهب) وهو يعني في علم الحرف القرءاني (قبض وسيله دائمه) وهو ما يحصل في وسيلة التبادل للعمله فالاموال الورقيه يتم قبضها بشكل دائم عبر البنوك ومثلهم بـ (الصفه) رهبانية النصارى فهم يقبضون وسيله عقائديه بشكل دائم بصفتهم (حملة اسرار الرب) !!
لفظ (الاحبار) من جذر (حبر) وهو في علم الحرف القرءاني يعني (وسيله فائقة القبض) وهي صفة ظاهرة جدا في أنشطة المصارف في قبض العملات حتى تحولت اخيرا الى (حراك رقمي) وليس ورقي محض فالاوراق الماليه المتداوله بيد الجمهور لها (سقف قانوني) فلا يحق للمواطن ان يتعامل (نقدا) بشكل مفتوح ففي بريطانيا مثلا يتم تحديد الحد الاعلى بـ (10000) باوند وفي امريكا بـ 10000 دولار وفي كل دول العالم هنلك سقف قانوني للقبض والاقباض النقدي المباشر الا في النظام المصرفي فانه بلا سقف محدد (قبض فائق) و (إقباض فائق) فـ المصارف ذات وسيله فائقه في القبض والاقباض وهي التي بنيت عمدا كـ شريك مع سبيل الهي (المعاوضه السلعيه التي اختص بها البشر) وكانت الشراكة من خلال استبدال الاداة الالهية (الذهب والفضة) بعملة من ورق فهم رهبان واحبار بموجب الخطاب القرءاني الشريف
أدوات سبيل الله في المعاوضة السلعية التي اختص بها الانسان هي (الذهب والفضة) فجعلوها مكنزه في اوعية مصرفية (بنوك اصدار العملة) ولم ينفقونها في سبيل الله فهم قد اشركوا نظاما ورقيا مطبوعا او (نظام رقمي مصرفي) شراكة مع سنة الهية في نظام المعاوضة البشري فاصبحوا واصبح الانسان المعاصر غير قادر على الاستغفار من تلك الشراكة غير الحميده مع نظم الله ولو تدبرنا صفة (الانفاق) التي اختص بها البشر حصرا والتي خلقها الله وليس غيره لوجدنا ان لولا ذلك السبيل الالهي لما قامت العملة الورقية من جذورها وهنا تبرز صورة (شراكة النظم) بين ما استنه االله وما استنه الانسان المعاصر ومثل تلك الشراكه (لا يغفر الله) للبشر وهي تعني في (علم القرءان) ان البشر اصبحوا لا يستطيعون استبدال فاعلية التعامل مع العملة والورقية وهذا شأن يمكن ادراكه بالفطرة ذلك لان الله لا يغفر ان يشرك به فلا يستطيع انسان اليوم فردا او جماعة او امة من الناس ان يعودوا الى نظام المعاوضة التكويني باستثمار معدني الذهب والفضة !! لان الله لا يغفر ان يشرك به بموجب قوانين الهية نافذة في البشر الذين اركسوا انفسهم في حفرة غير حميدة لا يستطيعون الخروج منها فلا احد يقبل (اليوم) ان تشتري منه سلعياتك بالذهب او تبيع عليه بالذهب او الفضة لان الله قد اغلق تلك القدرات بموجب سنن الهية (علوية) نافذة فينا يتحكم الله بها (بيده ملكوت السماوات والارض) نراها ونستشعرها الا ان اننا مرغمين على الاستمرار بما اشركوا (تابعين لهم) وقد حملنا مقومات قوم (تبع) الذين قدحهم الله في القرءان (انهم كانوا قوما مجرمين) فلا نستطيع الخروج من تلك الخطيئة لان نظم الله مغلقه عند البحث عن الفعل البديل سواء كان الفاعل فردا او عصبة من الناس او كل الناس !!
مثال 2 :
الله سخر لنا وسيلة السفر وهو نظام خلق جعل فيه الله مخلوقات مخصصة تقبل الركوب على ظهورها
{ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ } (سورة الزخرف 12 - 15)
عندما بدأ الانسان باستخدام الالة المتحركه في السفر بدءا بالقطارات ومن ثم السيارات وغيرها كانت بداية الشرك بالنظم الالهية وعندما كفر الناس بانعم الله واتجهوا الى نظم من دون الله عند استبدال اداة الوسيله من الانعام الى الالة اصبح خيار الانسان الذي اشرك مع نظم ربه نظاما مستحدثا خطيئة لا رجعة فيها لان (الله لا يغفر ان يشرك به)
الامثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى وقد تشمل الغالبية الساحقة جدا من النظم الحضارية التي اختص بها الانسان المعاصر دونا عن الاجيال التي سبقت الحضارة واصبح غير قادر على الرجوع لـ الله اي غير قادر على الرجوع الى (نظم الله) وسننه التي استنها مسخرة من عنده لـ الانسان الذي تفرد في خلقه بما يختلف عن كل ما خلق الله فـ الامثلة لا تعد ولا تحصى في المأكل والمشرب والملبس والمسكن وغيرها مثل الـتأليه الوطني او نظم المعرفه او نظم التنظيف بما هو مستحدث من مواد كيميائيه تحمل بنود عقوبة الكافر بنظم الله معها فهي مواد سامه ويعرف الناس انها سامه الا ان الانسان المعاصر يستخدم من المنظفات ومواد قتل الحشرات والتعقيم المفرط ما اركسه في فساد كبير ولا رجعة لان الله لا يغفر ان يشرك به
من يسر الحال ان نخطأ ونصلح الخطيئة لان مع العسر يسرا
{ وَءاخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَءاخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة التوبة 102)
ومن عسر الحال ان يكون الخطأ غير مؤهل لـ الاصلاح مهما بلغ الخاطيء من جهد
اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
مصادر :
الشركاء ..!!
العملة الورقية واصحاب الحصان
قصاصة ورق ماسونية
العملة الورقية صفة شيطانية 2
عبادة الورق
الحاج عبود الخالدي
تعليق