تحية واحترام
قيل في تاريخ الفتوحات الاسلاميه الاولى انهم سموا ارض العراق بارض السواد لكثافة الزرع في اراضيه ولم يكونوا ليعلموا ان عراق اليوم ليس اسودا بزرعه بل اسودا حالك السواد بمشاكله المجتمعية والمذهبيه والعشائريه والسياسيه فلا زرع فيه ولا صناعه ولا حتى تربية حيوان فكل شيء يستورد وكل ثوب يخاط وكل كرسي يصنع وكل دولاب ومنضده ومادة بناء ومسمار يصنع في غير ارض السواد وكل غله تزرع في ارض غير ارض السواد فارض السواد باتت مقبرة غذائية وسلعية فكل شيء فيه يستهلك دون اي مساهمة من اهل ارض السواد حتى باتت ازمة النهرين (دجله والفرات) سوداء بسواد المخطط الذي جعل ذينيك النهرين مياه اسنه لا تنفع في زرع ولا شرب
عجب لارض السواد حين اكتشف النفط فيها وحين وصفوا لنا النفط في كراسات المدارس الابتدائيه قبل 60 عاما قائلين انه (سائل غليظ اسود اللون) فهل اهل المسلمين القدامى عند الفتح اسموا ارض العراق بارض السواد لان فطرتهم تدرك انه غني بالنفط السائل الاسود او انهم وصفوه بالسواد لان ارضه ابتليت بفاجعة دين ومذهب وعشيرة وحروب متتاليه وسياسيه بالية ممزقة متناحرة فالناس في ارض السواد يرون السواد من تحت اقدامهم ومن فوق رؤوسهم في سحب سوداء تنفثها مراكز انتاج النفط ويرون السواد في كل شيء لا حل له وكل ازمه مستديمه لا يمكن حلها وكل معضلة تتصاعد ولا تخفت
اعتاد الناس ان يلبسوا السواد حين يفجعون بموتاهم اما ان يكون السواد في ارض السواد فان وليد اليوم يولد مفجوع بالسواد في ارض السواد
تلك ليست آهات لكاتب في صحيفه يوميه بل هي فاجعة لها عنوان اسود تصدر من صدر يضيق بتلك الحسرات
قالوا اهجروا وهاجروا من ارض السواد ! قلنا وهل الفرار من السوء الى عيشة الغرباء اقل سوءا !
احترامي
تعليق