من هم الراسخون في العلم
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
وصف الراسخون في العلم قديما انهم من ذوي القدس العالي وانهم الاقرب الى الله والاكثر زهدا وتعبدا حتى وصل علم اللاهوت والتلمود الى احتكارية مقدسة فكانت الكنسية والكنيس ولا تزال وعاء الراسخون في العلم .
ولكن منهجية الفهم القرءاني تضع للرسوخ صفة مشاعة في يد العالم نفسه وهو اليقين في المادة العلمية .. ان توفرت شروط اليقين عند العالم فان الرسوخ العلمي يقوم بين يديه .
العالم الذي ياخذ المادة العلمية مستنسخة من غيره لا يستطيع ان ينقل اليقين من وعاء العالم الذي قال بالعلم الا وعاء العالم الاخر الطالب للعلم .. اليقين هو مستقر عقلي لا يمكن نقله بكل فنون النقل وبالتالي فان العلماء الذين يأخذون العلم من مصادر قالت بالعلم لا يملكون اليقين بل يملكون (الثقة) بما قال اول القائلين بالعلم والثقة بقول العالم لا يكون مستقرا عقليا بل هو عبارة عن نتاج عقلاني مبني على الضن والريب ... ذلك ما يتحقق امام نواظرنا في تراجعات علمية مركزية تصور فيها العلماء انها راسخة بين ايديهم ولكن سرعان ما تبخر اليقين منها وهذه الظاهرة بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي ولفت مختلف الاختصاصات العلمية .
اذن الرسوخ العلمي صفة العالم الذي يباشر اليقين بنفسه ولا يستنسخ اليقين من اخرين ...
ولا يمكن ان يقوم الرسوخ العلمي ما لم يقرأ العالم خارطة المصمم الذي صمم الخلق .. مثله مثل (كاتولوج) المصمم الذي يصمم الاجهزة في زماننا فان لم يقرأ العالم خارطة المصمم ومواصفاته فهو لا يستطيع ان يمتلك ناصية الرسوخ (اليقين) فيما يراه من مفاصل الجهاز
ذلك هو الخلق اجمالا وله مصمم صممه واتقن صنعه وان لم يقرأ العالم خارطة المصمم فان دائرة الضنون لا تمنحه فرصة اليقين ومن ثم الرسوخ العلمي
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)
نعم ليكون من الموقنين من خلال رؤيا ملكوت السموات والارض وهو الخلق اجمالا ..
ذلك هو الرسوخ في العلم وما احوجنا اليه في زمن يزداد قساوة على اسلامنا ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق