فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ
من أجل تعيير حضارة اليوم قرءانيا
{ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَـ ءامُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءاذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَـ ءامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا } (سورة النساء 119)
ذلك الوصف التفسيري يتقاطع مع نص الاية 119 من سورة النساء اعلاه لان بيان القرءان مبين وخصص بتك اذان الانعام على انه تغيير خلق الله (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) فعملية القطع تعني (انقاص خلق الله) وليس تغييره وذلك من حافظات الذكر التي وعد الله ان يحفظ الذكر الذي انزله
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (سورة الحجر 9)
ذلك لان القرءان ذي ذكر (ص والقرءان ذي الذكر) فـ حافظات الذكر في القرءان وفي عقل قاريء القرءان لان القرءان خارطة خلق تم تنزيله مرتبطا بفطرة العقل التي فطرها الله في الانسان , كما ان القرءان موصوف بصفة المبين
{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ } (سورة يس 69)
السطور اعلاه لا تهاجم مدرسة التفسير بل تعلن عدم اهليتها لزمننا المعاصر التي ملئت ساحته بالعلم بدءا من شربة الماء وكاسة اللبن انتهاءا بعروش العلم الكبرى التي كشفت مرابط التكوين في الاكثرية الساحقة من الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا وهي (خامة الخلق) الاجماليه اذا اضيف اليها (العقل) الموجود بين اظهرنا الا انه مفقود علميا !!
من تلك الرجرجة الفكرية الحرجة يجزم العقل ان هنلك تغيير لخلق الله يقوم نتيحة (أمر) يصدر من جهة ءامرة (وَلَـ ءامُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) وهو تدبر قرءاني ملزم لمن اراد ان يكون القرءان دستوره الاول والاخير ذلك لان الله ضرب في القرءان من كل مثل ولم يستثن ابدا وعندها يؤمن حامل القرءان ان القرءان يغطي كل الحاجات مهما صغرت او كبرت
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } (سورة الكهف 54)
فالناس (الناسين) قرءانهم هم الاكثر جدلا من غيرهم بسبب ميراث مدرسة التفسير التي نشأت ونشطت وتوقف نشاطها والبشرية على فطرة خلق ولم يكن للعلم دورا في حياة الناس حين قامت انشطة التفسير في زمنها وفي ذلك الزمن قيل في مأثور كلامهم ساخرين (ان فسروا الماء بعد الجهد بالماء) اما يومنا المعاصر فهو زمن العلم في كل شاردة وواردة فيكون من المخجل جدا ان تفسر الماء بانه ماء واعتباره ركن من اركان الخلق الاربع (ماء وتراب وهواء ونار) !! وعلى نفس المنحى نتسائل هل الله سبحانه اصدر حكما لاهل الجاهلية قبل الاسلام فقط وتركنا ناخذ احكامهم التي الغاها الله وجعلها جزءا من قرءان قال فيه ربنا
{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرءانٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ } (سورة يس 69 - 70)
على ناصية تلك الثورة الفكرية في القرءان الذي قيل فيه (من اراد العلم فليثور في القرءان) ندرك ان (بتك الاذان) هو اداة تغيير خلق ومن ورائه جهة ءامرة علينا ان نعرفها لنحذرها ونحذر نحن اي امر يصدر منها !!
في زمننا ندرك بوضوح بالغ ما يطلق عليه بـ (التعديل الوراثي) وكأن الله سبحانه قد خلق الاشياء (عوجاء) فسعى الانسان الكفور بخلق الله لتعديل ما خلق فانتشرت مراكز التعديل الوراثي وحسب علمنا لاخر التسعينات ان تلك المراكز حكومية الربط والتمويل اي ان ما تقوم به من تغيير خاضع لامر حكومي يحمل مظهرا شفافا الا ان حقيقته غير ذلك كما يعرف الناس الناسين بفطرتهم ان الغلة المعدله وراثيا ضاره لذلك نرى ارتفاع كبير ومميز في اسعار الغله الطبيعية الخاليه من العبث الجيني !!
لفظ ءاذان من جذر (اذن) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (أذن .. مؤذن .. ءاذان .. اذونات .. يؤذن .. مأذون .. أذين .. و .. و .. )
لفظ (أذن) في علم الحرف القرءاني يعني (تبادلية مكون سريان الحيازه) الاذن التي نسمع بها .. تتبادل مكون سريان الحيازه من موجة صوتيه الى حراك عصبي يتصل بعقلانية السامع واذا توقفت احدى ادوات تلك التبادلية مثل التهاب الطبلة تتوقف الاذن عن وظيفتها التبادلية وتصبح مجرد شكل الصيوان بلا تبادلية !! فالاصل في الاذن ليس لحمة الصيوان وغضروفه بل تكوينة الاذن هي التبادلية التي تجري لسريان حيازة الموجة الصوتيه وتحويلها الى مجس عصبي
ءاذان الصلاة ... هو اشعار لقيام ميقات تبادلية حيازة ساريه كونيه مع الشمس ومنها اي اعلان يجري يراد منه الفعل التبادلي وجاء وصف ذلك في القرءان
{ فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } (سورة يوسف 70)
الاذن بكسر الذال ... يراد منه الاجازة والترخيص مثل المأذون قضائيا او حامل الاذن من الحاكم بعمل شيء وهو يحمل نفس المقاصد العقليه على خارطة اللفظ الحرفية (تبادلية سريان حيازة مكون) فما يملكه مانح الاذن (الامر بالشيء) يتبادله مع مندوب له مأذون بفعل المكون الساري الحيازه فيه بصفته البديلة عن الآمر كما هم الرسل الذين فعلوا باذن الله افعالا مأذونين بها من ءامرهم الله
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِـ ءايَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } (سورة الرعد 38)
{ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِـ ءايَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (سورة ءال عمران 49)
ذلك التدبر المبين لـ القرءان يدفعنا الى عقلانية بتك ءاذان الانعام فالانعام تحمل اذونات الهية مفطورة في خلقها الا ان عملية (بتك) جرت لها في زمننا المعاصر هدفها تغيير الخلق
لفظ (بتك) قليل الاستخدام او معدوم الاستخدام في منطق الناس ولا تتوفر له تخريجات لفظية متداوله بين الناس وهو في علم الحرف القرءاني يعني (مسك قابضة المحتوى) وقد حصل ذلك عندما اكتشفوا قدراتهم (الماسكة) لسبل الخلق الجذرية (الجينات) وصولا الى الحمض النووي الذي يعتبر اساس خارطة المخلوق فامسكوا بقابضة جينية واستبدلوا ماسكتها بغيرها فتم تغيير خلق الله واذا عرجنا على لفظ (فليبتكن) لترجمته حرفيا بموجب علم الحرف القرءاني لوجدنا وضوحا مبينا في ذلك الرشاد الفكري ( فـليبتكن ) في علم الحرف يعني (استبدال فعل تبادلي) لـ (ماسكة منقوله) لـ (محتوى حيز قبض)
استبدال فعل تبادلي .. يجري عند رفع جين ووضع جين غيره بديله
ماسكة منقوله .. هو الجين المأتي به من نبته اخرى او مخلوق ءاخر
محتوى حيز قبض .. وهو الهدف من تغيير الخلق للحصول على غلة (انعام) ذات صفة يستثمرها الانسان ظنا منه انها لصالحه الا انها ضارة به ضررا فادحا سماه الله في ءاخر ءاية البتك من سورة النساء بـ (فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) والبشرية تدرك ما تسببه الانعام (النعم) التي تم تخريب بنائها الجيني !!
تلك ذكرى من قرءان ذي ذكر للذين يعقلون الا ان كاتب السطور لا يشترط ان تقوم الذكرى عند كل قاريء لتلك السطور لان النصوص القرءانيه تبين لنا ان الهداية والانتفاع بالذكرى شأن متعلق بمشيئة الله سبحانه
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
{ وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ } (سورة الصافات 13)
وان اهتدى الانسان فلنفسه قائلا
{ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ } (سورة الأَعراف من الاية 43)
{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } (سورة يونس 100)
وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ .. وهو وصف قاسي لـ الذين لا يعقلون !! الا ان مطلب العقل (العقلانيه) وكأنها غير محدده الطريق هل هي عقلانية المأكل او المشرب او الملبس او المسكن او اي عقلانية معرفية او تاريخية ام ماذا ؟؟ انها عقلانية القرءان لان النص قرءاني ملزم فـ
القرءان رسول إلهي دائم
عقلانية الرساله امر ملزم لحامل العقل فطرة فمن تصله رساله عليه ان يعقل مضمونها والا فهو غير مؤهل لاستلام الرساله وان لم يكن يعرف القراءة والكتابه فعليه ان يوكل قرائتها لغيره ليعقلها هو لانها رسالة موجهة اليه
التغيير الجيني ورد ذكره في القرءان تحت حرمة (لحم الخنزير) وهي عملية (لحيم جيني) اي (ترقيع) الجينات وهو بعينه (تغيير خلق الله) .. ننصح بمراجعة المنشور التالي
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (4) لحم الخنزير
لـ الحقيقة وجه واحد مهما تعددت السبل الموصله للحقيقه فـ الغلة والحيوانات المعدله وراثيا كشفت مساوئها بشكل مبين يقيم الحجة على اهل هذا الزمان خاصة ومن يأتي بعدهم الا ان الانسان موصوف في خلقه { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } فهو المتضرر من كفره الا انه يكفر عن عمد وهو يعلم انه يكفر كما في الغله المعدله وراثيا والمنتشرة انتشارا واسعا غطى الغالبية القصوى من الانتاج الزراعي والحيواني وكثير من الناس تسقط في ايديهم الحيله حين لا يستطيعون تأمين اغذيتهم الطبيعيه بسبب ندرتها وارتفاع سعرها ورغم ان جماهير الناس تعلم الحقيقة الا انها لا تثور عليها ولا تحتج عليها ولم نسمع بمظاهرات جماهيريه ضد مراكز التعديل الوراثي ولا توجد معارضه شعبيه او اعلاميه لتلك الغله وذلك يعني قبول الجماهير بها رغم علمهم بضررها وهو امر صعب القبول لانه يؤدي الى نتائج كارثية تدفع الجماهير ثمنها باهضا وكأن زمن الحضارة اصبح زمن التدهور الصحي والبيئي على رضا اهل هذا الزمن
تغيير خلق الله اصبح ممارسه ساريه في كثير من الشؤون العصريه شملت المأكل والمشرب والملبس والمسكن فضاعت على الانسان مرابطه مع نظم التكوين التي سخرها الله لمخلوقاته ومنها الانسان فـ الغزو الحضاري اسقط مظاهر الطبيعه وحجر على الانسان في المدن وتقلص انتشار الانسان في الارياف بسبب المكننه الزراعيه وفي المدينه تنحسر الطبيعه لتحل محلها الخرسانه والبلاستيك و الالمنيوم وكل تلك المواد هي صناعية التكوين وليست طبيعية التكوين فـ (كل نعم الله) في الطبيعة التي خلقها تغيرت (تم بتك ءاذانها) من خلال امر حكومي اسهمت فيه حكومات الارض العصرية جميعا
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأنبياء 87 - 88)
لطالبي الامان في نظم الله مسرب مفتوح فمن يدخل رحمة ربه ينال من الامان سبل النجاة
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق