تساؤل الأخ الفاضل : أمين الهادي
تحية وإحترام،
في هذه المشاركة المتواضعة نريد أن نقول أن الثقافة المهدوية التي تتصف بالضبابية حين ترتبط بما جاء في جوابيتكم الكريمة أن الضبابية المطلقة قد تتحول إلى ضبابية نسبية يعني القبول بأهون الأمرين فالخروج من ضباب العقيدة المطلق يكون في تنازل لضبابية نسبية أقل من سابقتها وهذا يعتبر هدف يسعى إليه طالب الحق وصولا إلى مركز الحقيقة إلا أن الإشكالية في قيام الثقافة الفردية أنها تمتلك أدوات فردية أيضا وقد تحتاج إلى قدرات شخصية فليس لكل شخص القدرة على ولوج هذه الثقافة رغم توفر الرغبة عنده والكل يعلم سماحة الدين وأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ومنظومة المهدي الإصلاحية غائبة عن أعين الناس بأدواتها وبمنهجيتها فكيف لنا أن ننطلق من قاعدة بيانات عامة وبسيطة تمكن المتدين عموما وبأدواته الشخصية مهما كان عقله بسيط أن يدرك بعقله تلك الحكومة الربانية التي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان ونشاطه .
التعريف الذي ساقته حواريات هذا الملف الخاصة بثقافة المنظومة المهدوية بأنها حكومة إلهية إصلاحية رفعت كثيرا من ضبابية تلك العقيدة وربطتها بيوميات المتدين وليس بمستقبل مجهول كما سيق في هذا الملف الكريم من حيثيات عن ثقافة الإنتظار على المكاره أفلا ترون أن التثقيف بتلك الثقافة قد يدفع المتدين إلى الخنوع وعدم الإجتهاد في دفع السوء عنه أو المظلمة التي تحيق به منتظرا تدخل منظومة المهدي ؟ ألم يكن المساكين العاملين في البحر على قصور في إختصاصهم حين يبحرون بسفينتهم إلى مواطن الخطر ؟ أولم يكن أبوا الغلام مقصرين تربويا في صلاح إبنهم ؟ ألم يكن صاحب الكنز مقصرا عندما بنى جدار هزيل على كنزه ؟ مثل تلك التساؤلات تحتاج إلى معرفة السقف التكليفي الذي يكون عليه المتدين مستحقا لتدخل منظومة المهدي الإصلاحية أي أن الحدود التكليفية التي تضع المتدين في سقف الإستحقاق الإصلاحي الرباني وما دونها يكون تكليفا على المتدين أن يقوم هو بالإصلاح ولا يتشدق بالإنتظار لمن سيأتي ليصلح له مكروه أو سوء يحل فيه .
إذا كانت المنظومة الإصلاحية المهدوية قائمة وتمارس واجبها التكويني بين الناس وحشود المتدينين يعانون من سوء ظاهر فذلك يعني أن المستفيدين من تلك المنظومة هم قلة من الناس فكيف لنا أن نكون من تلك القلة ؟ هل من خلال ثقافة عقلية فقط ؟ أو من خلال تطبيقات مادية محددة ؟ أو يحتاج الراغب إلى كليهما .
شكرنا الكبير لكل من يحاور في هذا الملف .
تعليق