أو أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
من أجل بيان أدوات الهدى في العقل
من اولويات هذه التذكره قيام الحاجة لادراك الـ (هدى) كلفظ له وظيفة علمية ضمن بيانات علوم الله المثلى فقد ورد لفظ الهدى وتخريجاته في القرءان قرابة 200 مره مما يدلل على اهمية وظيفة ذلك اللفظ في قاعدة البيان القرءاني ...
كل التخريجات اللفظية للهدى هي من جذر (هد) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (هد .. هاد .. هادي .. هود .. هادو .. يهود .. يهدي .. يهتدي .. هدى .. هدي .. هديه .. أهدى .. هدايه .. مهتد .. مهتدي .. يهدون .. هادو .. هدهد .. و .. و .. و ..) لفظ (هد) في علم الحرف القرءاني يعني (منقلب مسار دائم) وهو اصل وظيفة اللفظ في فطرة النطق ومن ذلك الاصل في المنطق تقوم تخريجات الالفاظ لمقاصدها مثل (هدية) وهو (حاوية دائمه لحيز منقلب المسار) وهو الوصف الذي يصاحب الهدية التي يهديها شخص لاخر حيث تنقلب حيازة الشيء من حيازة الهادي الى حيازة المهدى اليه وبشكل دائم وعندها ينقلب مسار رابط اليمين من المالك الى المهدى اليه وبشكل تكويني دائم وفي المثل المساق اعلاه حاولنا التذكير بممارسة (هدي مادي) ومنه نستطيع ان نمكن عقولنا من ادراك وظيفة اللفظ عربيا في فطرة النطق العربي (خامة خطاب القرءان) وهي مهمة يختص بها البحث في القرءان عن علة النطق مرتبط بمعلولها في خارطة اللفظ الحرفية
من ذلك الرشاد الفكري نستطيع ان نفرق بين (الهدي) و (الهدى) فالاول هو (الهدي المادي) ومنه الهدية اما الثاني فهو يختص بـ (العقل) ودلالته العلمية هو (الالف المقصوره) والتي تخص الفاعليه العقلانيه وننصح بمراجعة منشورنا
بيان الألف المقصورة والألف الممدودة في فطرة نطق القلم
واذا رسخت لدينا الفارقة بين الالف المقصورة والالف الممدوة علميا في (فطرة القلم) عرفنا ان الـ (هدى) هو (فاعلية عقلانية دائمة الانقلاب) فان كان الهدى هدى الله فذلك يعني ان المهتدي امتلك (فاعلية عقلانية دائمه) لـ منقلب مسار عقلاني بين سنن الله وعقلانيته وذلك هو الفوز الكبير
النار .. لفظ قرءاني تكرر في القرءان قرابة 150 مره حملت الصفات غير الحميده بصفتها اداة عذاب
{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } (سورة البقرة 24)
وكذلك حملت الصفات الحميده
(إِنِّي ءانَسْتُ نَارًا لَعَلِّي ءاتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) ومن الصفات الحميدة ايضا
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ } (سورة يس 80)
ذلك لان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يحتاج لـ (النار) في شؤون شتى منها طهو الطعام وتحضير الخبز ومنها صناعة الفخار وكثير من الادوات التي لا حصر لها وكلها بحاجة الى (نار) ولم يكن في سنة الاولين وسيلة في اعداد النار سوى من مصدر بايولوجي (مواد عضوية) وحتى المعاصرين الذين استخدموا النفط لتحضير النار من اجل تدوير ماكنات الكهرباء وصهر المعادن فهم يعلمون ان النفط هو (ماده عضويه)
نحن نرى بوضوح بالغ (مبين) ان النار في وظيفتها التكوينيه الامينه نافعة (حميدة) وهي صورة من صور رحمت الله لعباده اختص بها الانسان دون غيره من المخلوقات
{ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (سورة النمل 8)
الا ان (النار) هي (عدو مبين) عندما تكون في وظيفة غير امينه فمن يوقد النار في موقد أمين يحصد صفتها الحميدة ومن يوقد النار في موقد غير امين يحصد عدوانيتها الحارقة فهي (أعدت لـ الكافرين)
{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } (سورة طه 9)
لغرض قيمومة العلم من القرءان فـ العقل يسأل عن الكيفية التي يأتي بها حديث موسى سواء كان الخطاب موجه حصرا للمصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وانتقل لسنته الشريفة او ان الخطاب عام ومباشر لحاملي القرءان الساعين لتدبر ءاياته ؟؟ العقل يجيب ان موسى هو المستوى العقلي السادس كما رسخ على طاولة علوم الله المثلى فهو (وعاء المساس العقلي) , ننصح بمراجعة منشورنا
العقل .. مرسل
المستوى العقلي السادس (موسى) هو رسول الهي دائم يعرفه كل حامل عقل من البشر ويدرك العاقل انه يمتلك عقلا متميزا عن بقية المخلوقات كما يدرك كل عاقل ان حراكه العقلي منتج ينتج كثيرا حتى وصل الى هذه المراحل الحضارية المتقدمة التي جعلت الانسان يسود كل شيء ويسخره لخدمته سواء كان سلبا كما في نظم الزرع والصناعه الحديثه او سلبا كما في صنع واستخدام الادوات المدمره مثل صناعة المتفجرات والاسلحة الفتاكة فكل حميد جاء من (علة نار حميدة) وكل سيء يأتي من (علة نار سيئة) ومقودها في (حديث موسى) المأتي عبر منظومة العقل التي فطرها الله في العقل البشري عموما
عَلَى النَّارِ هُدًى.. لفظ (على) تعني في علوم القرءان (عقلانية العله) فلكل علة عقلانية من جذر (عل) ومنها (على , علا) فاذا عرفنا ان لفظ (نار) من جذر عربي (نر) ويمكن بناؤه عربيا بفطرة بسيطه (نر .. ينر .. ينير .. نار .. نور .. نير .. منير .. و .. و .. و ..)
لفظ (نر) .. في علم الحرف القرءاني يعني (وسيله تبادليه) او (وسيله بديله) فاذا كانت صفة الحرف (ن) في القصد تبادلي فالصفة حميدة كما في النار النافعة المباركة (بورك من في النار) واذا كانت صفة الحرف (ن) في القصد صفة بديله فهي نار غير حميده كما في نار العذاب ومن ذلك المنطلق الفكري الذي يقوم ترشيده من تدبر القرءان نستطيع ان ندرك (الهدى) من علة النار (على النار هدى) ومثل ذلك التفريق التكويني يقوم في المستوى العقلي السادس (موسى) الا ان الازمة في ترسبات معرفتنا في القرءان فحين نسمع مثلا (هل اتاك حديث موسى) ذهبت مقاصدنا الى ان موسى هو شخصية تاريخية وكان نبيا لبني اسرائيل اما (موسى العقل) فهو غير معروف الا في هذا المعهد فقط .. كذلك فان (هل ءاتاك) تفهم على انها (تساؤل) وكأن الله لا يدري هل أتى حديث موسى ام لم يأتي فيسأل (هل اتاك حديث موسى) الا ان لفظ (هل) لا يعني التساؤل حصرا بل يعني مقاصد اخرى مثل (هل الهلال) وهو جذر عربي له تخريجات عديده فهو في البناء الفطري (هل .. أهل .. يهل .. أهلة .. مؤهل .. تأهيل .. إله .. ءالهه .. و .. و .. و ) وذلك هو اللسان العربي (مبين) يحمل بيانه على عربته
لفظ (هل) في علم الحرف يعني (ناقل دائم) وبذلك يرشد بين ايدينا ان المقاصد الشريفه في (وهل اتاك حيدث موسى) تصبح عند دخول حرف الواو على لفظ هل ليكون القصد في (وهل) يعني (ناقل ربط دائم) يأتي موسى العقل !! وهي ماده علميه تخص علوم العقل وكيفية عمله برابطه مع نظم التكوين ومنها نقرأ في القرءان عن حديث موسى ومؤهلاته بدون صفة الربط (حرف الواو)
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } (سورة النازعات 15 - 19)
لفظ (هل) الخالي من حرف الواو يعني في علة النطق (ناقل دائم) وهو يختص في موضوعية (فرعون) في المثل القرءاني واذا عرفنا ان فرعون ذو الفروع هو الحكومات الحاكمة المتحكمة عموما واشدها وضوحا هي حكومات العصر الحديث فان لفظ (هل) لا يحتاج الى رابط ليدل عليه حرف الواو لان النظم الفرعونيه تمس الناس بالطغيان فيدرك موسى العقل فعلها دون رابط ناري وما اكثر المتمردين على حكوماتهم في زمننا المعاصر بسبب الطغيان الفرعوني القاسي على الشعوب (انا ربكم الاعلى) و (ما علمت لكم من إله غيري) و (أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي) فـ ارض الله ملكه والماء ملكه بل بنيته التحتيه ليتحكم بالناس ولا يقبل فرعون ان يكون لمواطنه إله غيره وهو رب أعلى ففرعون هو الذي يكون علة احكامه (الاسباب الموجبه للقوانين) وبها يطغى على الناس
لفظ (ألنار) في علم الحرف القرءاني يعني (وسيلة مكون) لـ (فاعلية نقل) (بديل) او (تبادلي) ذلك لان الحرف (ن) في علة النطق يكون اما تبادليا (الاستبدال المتناوب) او (استبدال) لمرة واحده فيكون حاملا لصفة البديل والاستبدال
فاذا كانت النار حميده فهي (تبادلية لـ وسيلة تكوينتها) وفيها علة هدى يهتدي بها العقل البشري ومن تلك العلة قام صرح الحضارة القائم
النار تفرق الصفات و النور يربط الصفات فالنار التي نعرفها تأكل الوقود وتفرق بين صفاته لتقيم مرابط جديده غير التي كانت مترابطه في وقودها وتلك الصفة مرئية بوضوح للعقل فعندما تتفرق الصفات يقوم الهدى وتظهر العلة التي يتمسك بها العقل الموسوي فيصهر المعادن ويشغل المكائن ويقيم السبائك وكثيرة هي الممارسات التي تفعلها النار في تفريق الصفات ومنها التيار الكهربائي الذي ينتج مفرقة صفات بين نوات الذرة والكتروناتها لعمل التيار الطاقوي المعروف لذلك يكون لزاما على الباحث ان يتعامل مع الفاظ القرءان بما فيها (النار) على مقاصد الله الشريفة وعدم حشرها في صفة محددة نراها ونتعرف عليها وكأنها صفة لا غيرها في مقاصد اللفظ مثل لفظ (نار) ونقرأ
{ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } (سورة النساء 10)
من تلك التذكرة يرسخ لدى الباحث في القرءان ان النار ليست (حصرا) ذات اللهب بل النار كصفة عامة تفرق الصفات وتستبدل مرابط الشيء كما في (بطونهم نارا) فالنار ذات اللهب لا تؤكل الى ان المال الحرام يقوم بتفريق صفات الحرامي في بطنه (ما بطن من صفاته) فيتعذب بـ شر ما فعل فهي نار
في علة النار (هدى) اي (منقلب مسار عقلاني دائم) يجدها موسى العقل (المستوى العقلي السادس) منقولة الى حيازته (لعلي اجد) على النار هدى وهو ما حصل في سبل قيام الحضارة المعاصرة الا ان الازمة في تعيير الامان لذلك الهدى !! وبما ان البشرية غير متصله بخارطة الخلق (قرءان) والذي يمثل (كتاب المستخدم) فان (الاستخدام) لذلك الهدي ولد ظالما في العقل الموسوي (السادس) بسبب فقدان ميزان التعيير التكويني المودع في القرءان فبدأت البشرية تخسر الكثير حتى تصل خط النهاية في واقعة نوح جديدة
ما كان لتلك السطور ان تقوم لولا مخافة الله
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق