الفرق بين العقل والنفس
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كثير من الخلط يجري بين لفظي العقل والنفس مما استوجب معالجة هذا المفصل الفكري ضمن طروحاتنا في اثارة تذكيرية لتثوير العقل الهدف منها تحميل مشروعنا الفكري مستقرات فكرية ثابتة مع اهم طرح تم طرحه في السماوات السبع والعقل .
سر العقل والسماوات السبع ـ السماء الأولى
القرءان دليلنا دائما حيث ورد في النفس اشارات تساعدنا على انضباط العقل ازائها
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)
يضع النص الشريف اشارة واضحة للنفس في صفتها (الآمرة) وهي صفة قرار نافذ .. من هذا المنطلق الفكري يمكن ان نصف النفس بانها وعاء عقلاني يمتلك صفة اتخاذ القرار ..
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس)
ذلك نص يردف ما استنتجناه من نتاج في آمرية النفس فهي اما ان تكون آمرة بالفجور .. او آمرة بالتقوى ... وتلك هي سنة خلق فطرها الله في النفس (ابتلاء) ...
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) (الفجر:27)
الاطمئنان ايضا يتصف بصفة القرار ... ولا يمكن ان تقوم صفة الاطمئنان في الفرد الا ان يكون قد افرغ ارادته في شيء مطمئن كأن يكون الله او كأن يكون قادرا على سداد دين في ذمته مثلا فيكون مطمئنا ..
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
عندما تكون الانفس ذات صفة في (القرار) فانها ستكون في وعاء الرضا (ارض) أي ان فيها فاعلية الايجاب والقبول .. أي منظومة لا تدخل في وعاء الرضا فهي لن تكون نفس لانها سوف لن تمتلك قرار .. أي (ايجاب وقبول) .. ذلك هو ترشيد العقل في نصوص قرءانية (تعقلون) ..
النفس اذن ذات صفة تبادلية .. تتبادل الفاعلية في القرار (ايجاب وقبول) وعندما يكون في النفس قناتان هما ( فجور .. وتقوى) فان التبادلية تجري بين الوعائين فيكون القرار الصادر منها ..
اذن النفس تموت ... العقل لا يموت .. وفي ذلك انضباط فكري رفيع المقام يقرأ من كتاب ربنا ...
لذلك نرى ان الانسان عند البعث لا يمتلك قرار (ربنا اعدنا نعمل صالحا) فلو كانوا يملكون قرارا لما طلبوا العودة الى الحياة لان النفس تتحلل بالموت اما العقل فلا يتحلل ويثاب العقل ويعاقب ...
(وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:48)
ذلك لان النفس لا تمتلك أي قرار ولا تجزي حتى نفس لنفس وما فوق ذلك .. ولا يقبل منها شفاعة لان الشفع قرار ايضا .. ولا يقبل منها عدلا لان العدل ايضا قرار ...
العقل لا يتبادل الفاعلية بل ينتج الفاعلية .. أي ان العقل هو نتاج عقلاني مترابط غير متبادل ...
نتاج العقل هو الفكر .. الفكر يمتلك صفة تبادلية وليس العقل .. أي ان العقل ينتج الفكر القادر على التبادلية وتكون النفس هي الآمرة ...
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155)
شيء من الجوع والخوف ونقص الاموال ... يمكن فهمها .. ولكن نقص الانفس فهو غير معروف في انشطتنا ولكننا لو فهمنا النفس هي تبادلية تنتج قرار لعرفنا ان النقص سيكون في القدرة على القرار (الحيرة) وبذلك يكون (نقص الانفس) وهو نقص في القدرة على اتخاذ القرار ..
التوحيد هو فكر محض .. عندما يدخل العقل يتفعل العقل فينتج (فكر) ذلك الفكر تبادلي بين التوحيد والكفر .. النفس هي القناة التي يصدر منها الأمر بين الكفر والتوحيد
عندما يطلع الانسان على الفكر التوحيدي يبادله في عقله مع الفكر الكافر ... تلك تبادلية تفعل العقل فينتج العقل نتاجات عقلانية محض .. تحضر هنا قناتي النفس الرئيسيتين في اصدار الامر (اما شاكرا واما كفورا)
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:10)
(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:3)
العقل ينتج البيان .. يختزن البيان .. يقيم البيان .. عندما يرى الانسان (الطويل) فيتفعل في العقل (القصير) وعندما يرى الانسان (الغضب) يتفعل في عقله مختلف الغضب (الهدوء او السكينة) ... لا يصدر العقل قرارا .. القرار يصدر من (النفس) ...
تلك هي ميكانية الترشيد الفكري بين العقل والنفس مستقرأة من مراشد قرءانية وما كانت من فكر مستعار من أي مدرسة فكرية
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)
الاية في الفهم هي (حيز فعال) والله سبحانه يؤكد ان كل (حيز فعال) عندما يفعله الخالق في العقل سيكون ذو نتاج (ان في خلق) .. أي ان (يعقل العاقل) أي يفهم العاقل كل حيز فعال ويجب ان يتم ربطه في العقل بصفة (الخلق) .. عندما يتم ذلك يتفعل العقل فيكون بصفة (يعقل .. يعقلون)
اذا لم يرتبط تفعيل العقل بين الحيز الفعال (آية) والخلق فان عملية العقل وتفعيله لن تتم وان تبادلية الفكر سوف تقع في احد النجدين (فجور ... تقوى) أي ان النتاج العقلي سوف ينحسر ويقوم مقامه فعل تبادلي في (النفس) ... ذلك يعني ان العاقل عندما يفعل عقله بايات الله سيربطها بالخالق والا فان النفس امارة بالسوء فيقول (داروين) ان تلك الايات هي من فعل الطبيعة وفي ركبه يسير كثير من الناس
اذن تفعيل العقل (يعقلون) يجب ان يكون في منظومة (خلق) أي خلق السماوات والارض وما يجري من تفعيل في حيز الدواب واحياء الارض بعد موتها وتصريف الرياح ...
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
اذن ستكون الرؤيا في النفس وفي الافاق للحيز الفعال (آية) لان النفس صاحبة قرار حتى (يتبين) الحق لانه سوف يتصل بالباطل وعندما يتصارع الحق والباطل في النفس سيكون الله شهيدا
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)
اذن الله يكون شهيدا في النفس فان لم يرحم فالنفس تشطط بقرارها اما في العقل فان هنلك اجازة مهما كان نوع فاعلية العقل ونرى ذلك في نص شريف
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الأنعام:76)
ما كفر ابراهيم بل كان يتبادل الفكر وما قرر ان يعبد الكوكب بل كره تنصيبه ربا لان الرب لا يأفل عن مربوبه
وعاء عقلاني فيه نتاج وفيه تفكر بين ربوبية الكوكب ودوام الرب .. وفي النفس قرار ان لا يكون الآفل ربا ...
ففي العقل اجازة في التفكير (تبادل الفكر) وليس فيه اثم وبعد النتاج العقلي (يعقل) يمر القرار من خلال قناتين (فجور) و (تقوى) ...
تلك هي فارقة العقل والنفس .. اثارة تحتاج الى التثوير (تفكر) ومن بعد التفكر سوف تمر في وعاء النفس ... اما القبول .. واما الرفض ... والله سيكون شهيدا على تلك المحاورة (التفكر) في الاثارة ويتم الفصل بين ما يقوله (فرويد) وما يرشده العقل من قرءان انزله الله لنتفكر باياته ..
(فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:78)
وشمس فرويد افلت ... وشموس كانت قبله افلت وشموس جاءت بعده افلت ولكن ربي دائم وانا لا احب الآفلين ... ولئن لم يهدنا ربنا لنكونن مع القوم الضالين
سر العقل والسماوات السبع ـ السماء الأولى
القرءان دليلنا دائما حيث ورد في النفس اشارات تساعدنا على انضباط العقل ازائها
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)
يضع النص الشريف اشارة واضحة للنفس في صفتها (الآمرة) وهي صفة قرار نافذ .. من هذا المنطلق الفكري يمكن ان نصف النفس بانها وعاء عقلاني يمتلك صفة اتخاذ القرار ..
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (الشمس)
ذلك نص يردف ما استنتجناه من نتاج في آمرية النفس فهي اما ان تكون آمرة بالفجور .. او آمرة بالتقوى ... وتلك هي سنة خلق فطرها الله في النفس (ابتلاء) ...
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) (الفجر:27)
الاطمئنان ايضا يتصف بصفة القرار ... ولا يمكن ان تقوم صفة الاطمئنان في الفرد الا ان يكون قد افرغ ارادته في شيء مطمئن كأن يكون الله او كأن يكون قادرا على سداد دين في ذمته مثلا فيكون مطمئنا ..
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
عندما تكون الانفس ذات صفة في (القرار) فانها ستكون في وعاء الرضا (ارض) أي ان فيها فاعلية الايجاب والقبول .. أي منظومة لا تدخل في وعاء الرضا فهي لن تكون نفس لانها سوف لن تمتلك قرار .. أي (ايجاب وقبول) .. ذلك هو ترشيد العقل في نصوص قرءانية (تعقلون) ..
النفس اذن ذات صفة تبادلية .. تتبادل الفاعلية في القرار (ايجاب وقبول) وعندما يكون في النفس قناتان هما ( فجور .. وتقوى) فان التبادلية تجري بين الوعائين فيكون القرار الصادر منها ..
اذن النفس تموت ... العقل لا يموت .. وفي ذلك انضباط فكري رفيع المقام يقرأ من كتاب ربنا ...
لذلك نرى ان الانسان عند البعث لا يمتلك قرار (ربنا اعدنا نعمل صالحا) فلو كانوا يملكون قرارا لما طلبوا العودة الى الحياة لان النفس تتحلل بالموت اما العقل فلا يتحلل ويثاب العقل ويعاقب ...
(وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:48)
ذلك لان النفس لا تمتلك أي قرار ولا تجزي حتى نفس لنفس وما فوق ذلك .. ولا يقبل منها شفاعة لان الشفع قرار ايضا .. ولا يقبل منها عدلا لان العدل ايضا قرار ...
العقل لا يتبادل الفاعلية بل ينتج الفاعلية .. أي ان العقل هو نتاج عقلاني مترابط غير متبادل ...
نتاج العقل هو الفكر .. الفكر يمتلك صفة تبادلية وليس العقل .. أي ان العقل ينتج الفكر القادر على التبادلية وتكون النفس هي الآمرة ...
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155)
شيء من الجوع والخوف ونقص الاموال ... يمكن فهمها .. ولكن نقص الانفس فهو غير معروف في انشطتنا ولكننا لو فهمنا النفس هي تبادلية تنتج قرار لعرفنا ان النقص سيكون في القدرة على القرار (الحيرة) وبذلك يكون (نقص الانفس) وهو نقص في القدرة على اتخاذ القرار ..
التوحيد هو فكر محض .. عندما يدخل العقل يتفعل العقل فينتج (فكر) ذلك الفكر تبادلي بين التوحيد والكفر .. النفس هي القناة التي يصدر منها الأمر بين الكفر والتوحيد
عندما يطلع الانسان على الفكر التوحيدي يبادله في عقله مع الفكر الكافر ... تلك تبادلية تفعل العقل فينتج العقل نتاجات عقلانية محض .. تحضر هنا قناتي النفس الرئيسيتين في اصدار الامر (اما شاكرا واما كفورا)
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:10)
(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الانسان:3)
العقل ينتج البيان .. يختزن البيان .. يقيم البيان .. عندما يرى الانسان (الطويل) فيتفعل في العقل (القصير) وعندما يرى الانسان (الغضب) يتفعل في عقله مختلف الغضب (الهدوء او السكينة) ... لا يصدر العقل قرارا .. القرار يصدر من (النفس) ...
تلك هي ميكانية الترشيد الفكري بين العقل والنفس مستقرأة من مراشد قرءانية وما كانت من فكر مستعار من أي مدرسة فكرية
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164)
الاية في الفهم هي (حيز فعال) والله سبحانه يؤكد ان كل (حيز فعال) عندما يفعله الخالق في العقل سيكون ذو نتاج (ان في خلق) .. أي ان (يعقل العاقل) أي يفهم العاقل كل حيز فعال ويجب ان يتم ربطه في العقل بصفة (الخلق) .. عندما يتم ذلك يتفعل العقل فيكون بصفة (يعقل .. يعقلون)
اذا لم يرتبط تفعيل العقل بين الحيز الفعال (آية) والخلق فان عملية العقل وتفعيله لن تتم وان تبادلية الفكر سوف تقع في احد النجدين (فجور ... تقوى) أي ان النتاج العقلي سوف ينحسر ويقوم مقامه فعل تبادلي في (النفس) ... ذلك يعني ان العاقل عندما يفعل عقله بايات الله سيربطها بالخالق والا فان النفس امارة بالسوء فيقول (داروين) ان تلك الايات هي من فعل الطبيعة وفي ركبه يسير كثير من الناس
اذن تفعيل العقل (يعقلون) يجب ان يكون في منظومة (خلق) أي خلق السماوات والارض وما يجري من تفعيل في حيز الدواب واحياء الارض بعد موتها وتصريف الرياح ...
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53)
اذن ستكون الرؤيا في النفس وفي الافاق للحيز الفعال (آية) لان النفس صاحبة قرار حتى (يتبين) الحق لانه سوف يتصل بالباطل وعندما يتصارع الحق والباطل في النفس سيكون الله شهيدا
(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)
اذن الله يكون شهيدا في النفس فان لم يرحم فالنفس تشطط بقرارها اما في العقل فان هنلك اجازة مهما كان نوع فاعلية العقل ونرى ذلك في نص شريف
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الأنعام:76)
ما كفر ابراهيم بل كان يتبادل الفكر وما قرر ان يعبد الكوكب بل كره تنصيبه ربا لان الرب لا يأفل عن مربوبه
وعاء عقلاني فيه نتاج وفيه تفكر بين ربوبية الكوكب ودوام الرب .. وفي النفس قرار ان لا يكون الآفل ربا ...
ففي العقل اجازة في التفكير (تبادل الفكر) وليس فيه اثم وبعد النتاج العقلي (يعقل) يمر القرار من خلال قناتين (فجور) و (تقوى) ...
تلك هي فارقة العقل والنفس .. اثارة تحتاج الى التثوير (تفكر) ومن بعد التفكر سوف تمر في وعاء النفس ... اما القبول .. واما الرفض ... والله سيكون شهيدا على تلك المحاورة (التفكر) في الاثارة ويتم الفصل بين ما يقوله (فرويد) وما يرشده العقل من قرءان انزله الله لنتفكر باياته ..
(فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:78)
وشمس فرويد افلت ... وشموس كانت قبله افلت وشموس جاءت بعده افلت ولكن ربي دائم وانا لا احب الآفلين ... ولئن لم يهدنا ربنا لنكونن مع القوم الضالين
الحاج عبود الخالدي
تعليق