سر العقل والسماوات السبع السماء الخامسة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لا يزال العقل مجهول.. ولا زلنا نحاول ان نرتقي سلالم السماوات السبع وعندما نكون في السماء الخامسة ستكون هوية الانسان التي نعرفها في المخلوق الناطق ذو القدرة على التصنيع وفيه الكفر والايمان وبما يختلف عن مخلوقات الله الاخرى من مادة ونبات وحيوان .
المستوى العقلي الخامس هي عقلانية الروح المتجسدة التي تحل في جسد الادمي وليس لها وجود في بقية المخلوقات عدا مخلوق الجان .. انها عقلانية متجسدة وليس عقل الجسد فعقل الجسد في مستويات اربعة اوجزناه في اربع سماوات .
ذلك المستوى العقلاني الذي ابى ان يعرّف عن نفسه وحير الفلاسفة واخرس اجهزة القياس العلمية وهو لن يخرس ويبقى يتحدى جبروت الانسان وعلماء الانسان وهو فيهم ... بل وهو القائد في نفوسهم وهم غير قادرين على فهم اول اولياته .
العقل في عقلانية الروح المتجسدة الذي يختفي عند النوم وعند الغيبوبة وعند التخدير والذي بحثوا عنه في قشرة الدماغ وفي الحامض النووي (دنا ورنا) وهم لا يزال يبحثون ..دون ان يمسكوا بخيط اولي واحد فقط وانما يتخبطون في فرضيات متصارعة غير مستقرة ..
عقل ... لا وزن له .. لا طول ولا عرض له .. ولا طعم ولا رائحة .. الا انه موجود يقول للانسان من انت
(يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار)
ذلك هو العقل الانساني في مستوى السماء الخامسة من مستويات العقل السبع التي خفيت على الناس ولكنها سطرت في القرءان مذخورة لزمن العلم ليقول الله لعباده في قرءانه الذي جمعه وقرأه انه (اكبر) من أي جبروت ... حجته بالغة ..
في هذا الادراج لا يرتقي الطموح لمعرفة كينونة العقل الانساني بل نطمح في رسم حدود ذلك العقل في عقلانية الناطقين ووضع اول لمسة لفهم العقل من القرءان وعندما يكون العقل سماء خامسة سوف نعرف ان هنلك (تنزيل) بين ذلك المستوى والمستويات العقلية الاخرى في تفاعلية محكمة محبوكة من لدن خبير عليم .
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
في المستوى العقل الخامس يتألق وصف الارض (الرضا) وندرك ذلك التفاعل في رغبات انسانية بين الرفض والقبول لنفهم ان الرضا ملازم للعقل اينما يكون العقل في المادة او الخلية او العضو او الكائن الحي او في عقلانية الانسان التي نعيش كنفها .. تنزيل الامر بين السماوات يتم من خلال فهم نص قرءاني (من الارض مثلهن) وهو مفتاح للفهم يسري مع الباحث في القرءان يعرف من خلاله العقل قبل المادة ..
حدود ذلك المستوى العقلي (سماء خامسة) يتحرك كلما كان الانسان في صحو .. في صحوة الانسان سماء خامسة (عقلانية متجسدة) يرتبط فيها العقل بالجسد بروابط نمسك بخيوطها بمفردات معرفية بسيطة وعندما يكون الباحث تخصصيا فان وشائج تلك العقلانية تكون الاكثر ربطا في عقل الباحث والاكثر فهما ..
عند النوم تختفي عقلانية الروح المتجسدة ويبقى الجسد فاعلا في كل تفاعلياته وقد ورد نص شريف لتلك التفاعلية تحت نص (والتي لم تمت في منامها)
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
المستويات الاربعة التي شملها طرحنا الموسوم (سر العقل والسماوات السبع) هي التي لا تموت في منامها وهي عقلانية المادة وعقلانية الخلية وعقلانية العضو وعقلانية الكائن الحي وتلك لا تموت في النوم .
ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ... وهي عقلانية الروح المتجسدة التي ننطق بها وهي في (مرسلة الى اجل مسمى) يعرفه الناس كثيرا وهي دورة حياة الانسان وعند الموت يتحقق الاجل المسمى .. سواء موت النوم او الموت الابدي ..
العلماء يعرفون تلك الحقائق ويؤكدون ان حالة الوعي لفاقد الوعي لاي سبب اذا لم يعود له وعيه خلال 72 ساعه فان الشخص يكون في حالة موت سريري ولكن جسده يمكن ان يبقى تحت اجهزة الانعاش مدة غير محددة وتلك من ثوابت علوم الطب ولها شهرة اعلامية واسعة وقد اطلعنا على حالة خاصة بقيت فيها امرأة تحت اجهزة الانعاش قرابة عشر سنين في احدى المستشفيات البريطانية .
النفس في كل واحدة من مستويات العقل الاربعة في جسد الانسان تبقى حية تحت الانعاش لانها (لن تمت في منامها) وعدم الموت يعني (حياة) .. لذلك استطاع العلماء ابقاء جسد المريض تحت الانعاش لفترة غير محددة
اما تلك النفس التي (قضى عليها الموت) فهي مستوى عقلي سادس سوف نتحدث عنه في الادراج القادم (السادس) حيث سنرى اسرار كثيرة عن الذاكرة وعن مستقرات العقل التكوينية (وعلم ءادم الاسماء كلها) .
النفس في العقلانية الخامسة عند الانسان لا تموت عند النوم بل تنقطع وشيجة واحدة بين المستوى الرابع والخامس وتبقى وشيجة اخرى فعالة ... رابطان يربطان بين المستوى الخامس والمستوى الرابع (ذهاب واياب) رابطة الاياب هي التي تنقطع فيتحصل النوم اما رابطة الذهاب فتبقى فعاله ولكن فاعلية العقل تكون غائبة لانها ذات مربط واحد .
في عمليات التخدير اذا كانت فاعلية التخدير عالية فان انقطاع رابطتا الذهاب والاياب يؤدي الى الموت السريري وعدم العودة لحالة الصحو واطباء التخدير يعرفون تلك الحقائق .
كثير من الاشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية (تحت التخدير) كانوا يسمعون حديث الاطباء ويمتلكون قدرا من المعلوماتية عن العملية التي اجريت لهم وقد صرح بعضهم بتلك الظاهرة وذلك لان رابط الذهاب يبقى فعالا .
نرصد ذلك الرابط (الذهاب) عند النائم فالنائم عندما يسمع اسمه يستيقظ اما اذا نودي بغير اسمه فانه لا يدرك النداء كما ان النائم يستيقظ بمجرد وصول شخص ينتظره لان رابطة الذهاب فعالة عنده ..
نفس الشيء يحصل للأم مع رضيعها فهي وان تكون نائمة الا انها تستلم اشارة صحوة ابنها فتستيقظ لارضاعه حتى لو كانت من النساء ذوات النوم العميق الا انها مع رضيعها تمتلك رابطا يتفعل عند النوم .
يوجد رابطان (عصبان) بين الدماغ والجملة العصبية التي تقع في سقف القلب وهما عبارة عن عصبين يربطان القلب بالدماغ اطلق عليهما علماء الفسلجة عصبي (السمبثاوي والباراسمبثاوي) والعصبان لا يزالان مجهولان في وظيفتهما الرئيسية والمعلن عنهما انهما يقومان بتنظيم ضربات القلب الا ان تقارير اخرى تحدثت عن عمل عقلاني كبير وهو في صدور امر من احد العصبين لادخال الشخص في حالة اللاوعي ..
ذلك يحصل في الخوف الشديد والرعب الشديد او عند سماع خبر مزعج او مفرح (مثير جدا ) او عند الالم الشديد فان الجهاز السمبثاوي يخفض ضربات القلب فتحصل الغيبوبة وتلك الصفة هي من حافات العلم ...وتستخدم في اجراء بعض العمليات في ميدان القتال عندما تفتقد مستلزمات التخدير حيث تحصل الغيبوبة عند الخاضع للجراحة من شدة الالم وبعدها يمارس الجراح مهمته وكأن المجروح قد تم تخديره ويؤتى ذلك الفعل من خلال امر يصدر من الدماغ عبر عصب الباراسمبثاوي لتخفيض ضربات القلب لاحداث فعل الغيبوبة ..
عندما نفهم العقل ونفهم دوائر العقل ونعرف اين يذهب العقل في النوم والغيبوبة فان مثل تلك الحافات ستكون منطلقات علم يعلو فوق علوم الأعلمين .
رابط الذهاب ورابط الاياب سنة خلق فطرها الله سبحانه تربط بين كل سماء وسماء (يتنزل الامر بينهن) .. العلماء يعرفون واحدة فقط ولكن القرءان العظيم فصلها تفصيلا رائعا ولا يسعني طرحها لانها من مضامين علوم القرءان الثقيلة وتحتاج الى متخصص في منهجية العلم القرءاني ولكن يمكن الاشارة التذكيرية اليها فقط .
يمكن ان نمسكها بالمنطق الهندسي ... كل نشاط مهما كان نوعه فهو مرتبط بما حوله برابطان (داخل وخارج) .. تلك صفة هندسية معروفة لاهل العلم .. دوائر الكهرباء .. محركات الطاقة .. الانهر .. البحيرات .. التنفس .. المأكل .. المشرب .. وكل نشاط له رابطان (مدخل ومخرج) وهو في العقل بين سماء وسماء (ذهاب واياب) وهو نفسه في تكوينة المدخل والمخرج في كل منظومة فعالة خلقها الله او يصنعها الانسان ..
الذهاب (مخرج) في العقل غير معروف ... ولا يعرف احد اين تذهب الذاكرة .. ولماذا لا تعود احيانا (نسيان)
الاياب (مدخل) في العقل غير معروف ايضا ولا احد يعرف كيف يقول الشاعر شعرا وكيف تحضر الاثارة العقلية في عقله ولا احد يعرف كيف تستحضر المعلومة من الذاكرة .
مرابط الذهاب والاياب في العقل من المجاهيل الكبرى لان العلم والعلماء لا يضعون للعقل حدود بل لا يعرفون حدود العقل ليعرفوا ويتعرفوا على مداخل العقل ومخارجه .. والقرءان ... هنا ... بين ايدينا ... (موجود .. محفوظ) ... ينطق بالحق الذي هم عنه غافلون ...
عقلانية الروح المتجسدة (السماء الخامسة) هي الاكثر اهتماما وشرحها وتفصيلها واغناء مضامينها لا يمكن ان يغطى بسطور في مقالة منشورة فهو يحتاج الى مجلدات بل الى اجيال من العلماء ليغطوا كامل مضامين تلك السماء التي يتفرد فيها الانسان وهو يعبث في الارض بلا هدى وبلا كتاب منير ...
معرفة السماء الخامسة والامساك بمرابطها التكوينية بما تحتها من سماوات وبما فوقها من سماوات تجعل العلم نورا بلا حافات مظلمة وتغني الانسان المعاصر في السيطرة على عقله اولا .. شفاء العقل سيكون قبل شفاء الامراض ... الامساك بتلك المضامين العقلية (السماء الخامسة) سوف تؤتي ثمارا ايمانية وتشفى القلوب المريضة (الذين في قلوبهم مرض) قبل ان تشفى امراض القلب والسرطان لان هذه مرتبطة بهذه ولا فاصل بينهما .
عقلانية الروح المتجسدة فيهاعشر حاويات (نظام عشري) ومن تلك الحاويات العشر تكون (النفس) التي تموت في النوم (انقطاع رابطة واحدة) وتموت النفس ايضا موتا ابديا (انقطاع رابطان) .. ولكن العقل في السماء الخامسة لن يموت .. النفس تموت ... العقل لا يموت .. لان كل تفاعليات العقل تنتقل اول باول في المستوى العقلي السادس الذي يسجل كل تفاعليات الانسان في وعائه وهي نفس مقضي عليها بالموت (يمسك التي قضى عليها الموت) ويرسل الاخرى وهي بين ايدينا (الخامسة)
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار)
فكل ما يفعل الانسان يكتب في ذلك الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ويكون ذلك في النفس التي قضى عليها الموت (المستوى العقلي السادس)
عندما نعالج الاحلام نجد انها تفقد في النوم منطقيتها ... وعند الصحو غالبا ما تكون الاحلام غير منطقية .. ذلك يعني ان الاثارة العقلية تتواصل بين السماء السادسة والرابعة دون ان يكون للمستوى الخامس رابط (الاياب) بل تمر الاحلام فقط من خلال رابط (الذهاب) فيكون المنطق مختلفا عندما يسجل رابط الذهاب فقط حضورا في المستوى الخامس ... لذلك الموضوع حضورا عقليا كبيرا على بساط بحث قرءاني متخصص وبما يغني فضول الانسان المعرفي في فهم الاحلام التي استعصى فهمها على البشرية جمعاء . ولكنها كانت عند يوسف عليه السلام مفهومة بموجب ضوابط علوم العقل التي اودعها الله فيه .. !
المستوى العقلي الخامس هو الاخطر في المعرفة الانسانية وهو الاكثر حاجة في علوم البشر وهو يحتاج لوحده الى مدرسة متخصصة ولا تكفي محاولة فردية لادراك مضامين ذلك الخلق العظيم ..
هذا الادراج هو اثارات عقل تذكيرية لا ننصح بخزنها في العقل بل ننصح بتثويرها والامعان بتثويرها في عقول تعشق العلم والقرءان فيقوم العلم عند الثائر ولن يقوم العلم في قراءة صفحات منشورة .
المستوى العقلي الخامس هي عقلانية الروح المتجسدة التي تحل في جسد الادمي وليس لها وجود في بقية المخلوقات عدا مخلوق الجان .. انها عقلانية متجسدة وليس عقل الجسد فعقل الجسد في مستويات اربعة اوجزناه في اربع سماوات .
ذلك المستوى العقلاني الذي ابى ان يعرّف عن نفسه وحير الفلاسفة واخرس اجهزة القياس العلمية وهو لن يخرس ويبقى يتحدى جبروت الانسان وعلماء الانسان وهو فيهم ... بل وهو القائد في نفوسهم وهم غير قادرين على فهم اول اولياته .
العقل في عقلانية الروح المتجسدة الذي يختفي عند النوم وعند الغيبوبة وعند التخدير والذي بحثوا عنه في قشرة الدماغ وفي الحامض النووي (دنا ورنا) وهم لا يزال يبحثون ..دون ان يمسكوا بخيط اولي واحد فقط وانما يتخبطون في فرضيات متصارعة غير مستقرة ..
عقل ... لا وزن له .. لا طول ولا عرض له .. ولا طعم ولا رائحة .. الا انه موجود يقول للانسان من انت
(يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار)
ذلك هو العقل الانساني في مستوى السماء الخامسة من مستويات العقل السبع التي خفيت على الناس ولكنها سطرت في القرءان مذخورة لزمن العلم ليقول الله لعباده في قرءانه الذي جمعه وقرأه انه (اكبر) من أي جبروت ... حجته بالغة ..
في هذا الادراج لا يرتقي الطموح لمعرفة كينونة العقل الانساني بل نطمح في رسم حدود ذلك العقل في عقلانية الناطقين ووضع اول لمسة لفهم العقل من القرءان وعندما يكون العقل سماء خامسة سوف نعرف ان هنلك (تنزيل) بين ذلك المستوى والمستويات العقلية الاخرى في تفاعلية محكمة محبوكة من لدن خبير عليم .
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
في المستوى العقل الخامس يتألق وصف الارض (الرضا) وندرك ذلك التفاعل في رغبات انسانية بين الرفض والقبول لنفهم ان الرضا ملازم للعقل اينما يكون العقل في المادة او الخلية او العضو او الكائن الحي او في عقلانية الانسان التي نعيش كنفها .. تنزيل الامر بين السماوات يتم من خلال فهم نص قرءاني (من الارض مثلهن) وهو مفتاح للفهم يسري مع الباحث في القرءان يعرف من خلاله العقل قبل المادة ..
حدود ذلك المستوى العقلي (سماء خامسة) يتحرك كلما كان الانسان في صحو .. في صحوة الانسان سماء خامسة (عقلانية متجسدة) يرتبط فيها العقل بالجسد بروابط نمسك بخيوطها بمفردات معرفية بسيطة وعندما يكون الباحث تخصصيا فان وشائج تلك العقلانية تكون الاكثر ربطا في عقل الباحث والاكثر فهما ..
عند النوم تختفي عقلانية الروح المتجسدة ويبقى الجسد فاعلا في كل تفاعلياته وقد ورد نص شريف لتلك التفاعلية تحت نص (والتي لم تمت في منامها)
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر:42)
المستويات الاربعة التي شملها طرحنا الموسوم (سر العقل والسماوات السبع) هي التي لا تموت في منامها وهي عقلانية المادة وعقلانية الخلية وعقلانية العضو وعقلانية الكائن الحي وتلك لا تموت في النوم .
ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ... وهي عقلانية الروح المتجسدة التي ننطق بها وهي في (مرسلة الى اجل مسمى) يعرفه الناس كثيرا وهي دورة حياة الانسان وعند الموت يتحقق الاجل المسمى .. سواء موت النوم او الموت الابدي ..
العلماء يعرفون تلك الحقائق ويؤكدون ان حالة الوعي لفاقد الوعي لاي سبب اذا لم يعود له وعيه خلال 72 ساعه فان الشخص يكون في حالة موت سريري ولكن جسده يمكن ان يبقى تحت اجهزة الانعاش مدة غير محددة وتلك من ثوابت علوم الطب ولها شهرة اعلامية واسعة وقد اطلعنا على حالة خاصة بقيت فيها امرأة تحت اجهزة الانعاش قرابة عشر سنين في احدى المستشفيات البريطانية .
النفس في كل واحدة من مستويات العقل الاربعة في جسد الانسان تبقى حية تحت الانعاش لانها (لن تمت في منامها) وعدم الموت يعني (حياة) .. لذلك استطاع العلماء ابقاء جسد المريض تحت الانعاش لفترة غير محددة
اما تلك النفس التي (قضى عليها الموت) فهي مستوى عقلي سادس سوف نتحدث عنه في الادراج القادم (السادس) حيث سنرى اسرار كثيرة عن الذاكرة وعن مستقرات العقل التكوينية (وعلم ءادم الاسماء كلها) .
النفس في العقلانية الخامسة عند الانسان لا تموت عند النوم بل تنقطع وشيجة واحدة بين المستوى الرابع والخامس وتبقى وشيجة اخرى فعالة ... رابطان يربطان بين المستوى الخامس والمستوى الرابع (ذهاب واياب) رابطة الاياب هي التي تنقطع فيتحصل النوم اما رابطة الذهاب فتبقى فعاله ولكن فاعلية العقل تكون غائبة لانها ذات مربط واحد .
في عمليات التخدير اذا كانت فاعلية التخدير عالية فان انقطاع رابطتا الذهاب والاياب يؤدي الى الموت السريري وعدم العودة لحالة الصحو واطباء التخدير يعرفون تلك الحقائق .
كثير من الاشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية (تحت التخدير) كانوا يسمعون حديث الاطباء ويمتلكون قدرا من المعلوماتية عن العملية التي اجريت لهم وقد صرح بعضهم بتلك الظاهرة وذلك لان رابط الذهاب يبقى فعالا .
نرصد ذلك الرابط (الذهاب) عند النائم فالنائم عندما يسمع اسمه يستيقظ اما اذا نودي بغير اسمه فانه لا يدرك النداء كما ان النائم يستيقظ بمجرد وصول شخص ينتظره لان رابطة الذهاب فعالة عنده ..
نفس الشيء يحصل للأم مع رضيعها فهي وان تكون نائمة الا انها تستلم اشارة صحوة ابنها فتستيقظ لارضاعه حتى لو كانت من النساء ذوات النوم العميق الا انها مع رضيعها تمتلك رابطا يتفعل عند النوم .
يوجد رابطان (عصبان) بين الدماغ والجملة العصبية التي تقع في سقف القلب وهما عبارة عن عصبين يربطان القلب بالدماغ اطلق عليهما علماء الفسلجة عصبي (السمبثاوي والباراسمبثاوي) والعصبان لا يزالان مجهولان في وظيفتهما الرئيسية والمعلن عنهما انهما يقومان بتنظيم ضربات القلب الا ان تقارير اخرى تحدثت عن عمل عقلاني كبير وهو في صدور امر من احد العصبين لادخال الشخص في حالة اللاوعي ..
ذلك يحصل في الخوف الشديد والرعب الشديد او عند سماع خبر مزعج او مفرح (مثير جدا ) او عند الالم الشديد فان الجهاز السمبثاوي يخفض ضربات القلب فتحصل الغيبوبة وتلك الصفة هي من حافات العلم ...وتستخدم في اجراء بعض العمليات في ميدان القتال عندما تفتقد مستلزمات التخدير حيث تحصل الغيبوبة عند الخاضع للجراحة من شدة الالم وبعدها يمارس الجراح مهمته وكأن المجروح قد تم تخديره ويؤتى ذلك الفعل من خلال امر يصدر من الدماغ عبر عصب الباراسمبثاوي لتخفيض ضربات القلب لاحداث فعل الغيبوبة ..
عندما نفهم العقل ونفهم دوائر العقل ونعرف اين يذهب العقل في النوم والغيبوبة فان مثل تلك الحافات ستكون منطلقات علم يعلو فوق علوم الأعلمين .
رابط الذهاب ورابط الاياب سنة خلق فطرها الله سبحانه تربط بين كل سماء وسماء (يتنزل الامر بينهن) .. العلماء يعرفون واحدة فقط ولكن القرءان العظيم فصلها تفصيلا رائعا ولا يسعني طرحها لانها من مضامين علوم القرءان الثقيلة وتحتاج الى متخصص في منهجية العلم القرءاني ولكن يمكن الاشارة التذكيرية اليها فقط .
يمكن ان نمسكها بالمنطق الهندسي ... كل نشاط مهما كان نوعه فهو مرتبط بما حوله برابطان (داخل وخارج) .. تلك صفة هندسية معروفة لاهل العلم .. دوائر الكهرباء .. محركات الطاقة .. الانهر .. البحيرات .. التنفس .. المأكل .. المشرب .. وكل نشاط له رابطان (مدخل ومخرج) وهو في العقل بين سماء وسماء (ذهاب واياب) وهو نفسه في تكوينة المدخل والمخرج في كل منظومة فعالة خلقها الله او يصنعها الانسان ..
الذهاب (مخرج) في العقل غير معروف ... ولا يعرف احد اين تذهب الذاكرة .. ولماذا لا تعود احيانا (نسيان)
الاياب (مدخل) في العقل غير معروف ايضا ولا احد يعرف كيف يقول الشاعر شعرا وكيف تحضر الاثارة العقلية في عقله ولا احد يعرف كيف تستحضر المعلومة من الذاكرة .
مرابط الذهاب والاياب في العقل من المجاهيل الكبرى لان العلم والعلماء لا يضعون للعقل حدود بل لا يعرفون حدود العقل ليعرفوا ويتعرفوا على مداخل العقل ومخارجه .. والقرءان ... هنا ... بين ايدينا ... (موجود .. محفوظ) ... ينطق بالحق الذي هم عنه غافلون ...
عقلانية الروح المتجسدة (السماء الخامسة) هي الاكثر اهتماما وشرحها وتفصيلها واغناء مضامينها لا يمكن ان يغطى بسطور في مقالة منشورة فهو يحتاج الى مجلدات بل الى اجيال من العلماء ليغطوا كامل مضامين تلك السماء التي يتفرد فيها الانسان وهو يعبث في الارض بلا هدى وبلا كتاب منير ...
معرفة السماء الخامسة والامساك بمرابطها التكوينية بما تحتها من سماوات وبما فوقها من سماوات تجعل العلم نورا بلا حافات مظلمة وتغني الانسان المعاصر في السيطرة على عقله اولا .. شفاء العقل سيكون قبل شفاء الامراض ... الامساك بتلك المضامين العقلية (السماء الخامسة) سوف تؤتي ثمارا ايمانية وتشفى القلوب المريضة (الذين في قلوبهم مرض) قبل ان تشفى امراض القلب والسرطان لان هذه مرتبطة بهذه ولا فاصل بينهما .
عقلانية الروح المتجسدة فيهاعشر حاويات (نظام عشري) ومن تلك الحاويات العشر تكون (النفس) التي تموت في النوم (انقطاع رابطة واحدة) وتموت النفس ايضا موتا ابديا (انقطاع رابطان) .. ولكن العقل في السماء الخامسة لن يموت .. النفس تموت ... العقل لا يموت .. لان كل تفاعليات العقل تنتقل اول باول في المستوى العقلي السادس الذي يسجل كل تفاعليات الانسان في وعائه وهي نفس مقضي عليها بالموت (يمسك التي قضى عليها الموت) ويرسل الاخرى وهي بين ايدينا (الخامسة)
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) (الانفطار)
فكل ما يفعل الانسان يكتب في ذلك الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ويكون ذلك في النفس التي قضى عليها الموت (المستوى العقلي السادس)
عندما نعالج الاحلام نجد انها تفقد في النوم منطقيتها ... وعند الصحو غالبا ما تكون الاحلام غير منطقية .. ذلك يعني ان الاثارة العقلية تتواصل بين السماء السادسة والرابعة دون ان يكون للمستوى الخامس رابط (الاياب) بل تمر الاحلام فقط من خلال رابط (الذهاب) فيكون المنطق مختلفا عندما يسجل رابط الذهاب فقط حضورا في المستوى الخامس ... لذلك الموضوع حضورا عقليا كبيرا على بساط بحث قرءاني متخصص وبما يغني فضول الانسان المعرفي في فهم الاحلام التي استعصى فهمها على البشرية جمعاء . ولكنها كانت عند يوسف عليه السلام مفهومة بموجب ضوابط علوم العقل التي اودعها الله فيه .. !
المستوى العقلي الخامس هو الاخطر في المعرفة الانسانية وهو الاكثر حاجة في علوم البشر وهو يحتاج لوحده الى مدرسة متخصصة ولا تكفي محاولة فردية لادراك مضامين ذلك الخلق العظيم ..
هذا الادراج هو اثارات عقل تذكيرية لا ننصح بخزنها في العقل بل ننصح بتثويرها والامعان بتثويرها في عقول تعشق العلم والقرءان فيقوم العلم عند الثائر ولن يقوم العلم في قراءة صفحات منشورة .
الحاج عبود الخالدي
تعليق