(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي
غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)
غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)
من أجل أن يكون القرءان دستورا للخلاص
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) (الانبياء:1)
الأزمات البيئية التي يعلنها الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب تعلن عن نذير شؤم قادم سيدمر كثيرا من مستقرات الناس ويقتلع كثيرا من بهرجهم في دنيا مزخرفة وهو إن دل على شيء فلا يدل على غير غضبة إلهية بسبب انغماس الناس ولهفتهم في ممارسة التطبيقات العلمية المعاصرة التي أعلن عدم أمانها وهي تخترق نظم الطبيعة وتعبث بها بشكل خطير جدا كما انغمس الناس في تطبيقات علمية متكاثرة عابثين باجسادهم واجساد ابنائهم وانعامهم في أغذية معاصرة تعرضت الى تلاعب خطير في تطبيقات علمية شملت الكثير من التدخلات غير الطبيعية في اغذية الانسان والحيوان والنبات مما جعل غلة الحيوان والنبات مؤثرا عابثا في الاجساد تحمل فاعليات مدمرة لنظامها الذي فطره الله والناس في غفلة بسبب فاعلية سمومها ذات الفاعلية الطويلة الأجل فاخرجت الناس من صراط الله في (أحسن تقويم) الى غضبة الله في (أسفل سافلين) فظهرت امراض العصر منذ الربع الثاني للقرن الماضي وهي تتصف بصفة التزايد في النوع والكم السيء فكان عذاب سعير تلك الامراض يتزايد بشكل ينذر بالخطر من حيث النوع المتكاثر مثل اصناف جديدة من الفايروسات وعجز التطبيقات العلمية في معالجتها كما انتشر مرض السرطان بشكل فاق النسبة الوبائية التي اقرتها المنظمات الصحية العالمية الا ان اعلان وبائيتها لم يتم تحت حجة انها امراض غير معدية كالسرطان والسكري وضغط الدم والزايهايمر ... تلك الازمات جاء مثلها في القرءان بشكل واضح
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الاَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
تصيبهم بما صنعوا قارعة وما اكثر الاغذية الصناعية التي روجنا لها كتذكرة قرءانية في صفتها الدستورية بانها (ميتة) من ارض ميتة لم يختلط فيها الماء مع نبات الارض مما يأكل الناس والانعام .. والميتة تفعل فعلها الحرام في الاجساد فتدمر منظومة الجسد في تركيبته الجينية التي لا يرى العلماء كينونتها (الحق) فتكون فيها قارعة تحل (قريبا من دارهم) وهم لا يشعرون ان ما صنعوا هو سبب تلك القارعة
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (لأعراف:63)
ولكن الناس معرضون لان من ينذرهم رجل منهم وليس بروفيسور في جامعة امريكية ولا رئيس منظمة دولية تحركها خيوط ماسونية ذلك لان رجل منكم لن يكون نبيا رسولا وان استن بسنة رسالية فان السنن الرسالية لا تساوي ثقل دراسة يقدمها فريق علماء اجانب لا يعرفون الاسلام ولا يقرأون القرءان فاصبح القرءان لا يهدي حملته وكان ويكون بحق موصوف في القرءان انه مهجورا في بشارته وفي إنذاره وان رأى الناس تطابقا بين صفات قرءانية وأحداث تحدث في يومنا من فياضانات لا مثيل لها ودرجة حرارة لم تسجل منذ بدأ تسجيل الحرارة بمقاييس معاصرة واعلام يتحدث عن ذوبان جليد قطبا الارض فهو لن يكون في (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) بل تلك هي من قرءان عتيق سطرت حكاياته مع صفات الاولين (قالوا اساطير الاولين) فيما سطر فيهم من قول في القرءان فهي قد تخص قوم نوح او لوط او قوم شعيب ولا تخص يومنا ولن يكون الانذار وكأن القرءان لم ينزل الا ليحكي قصص الاولين ولا يمتلك انذارا معاصرا او دستورا معاصرا لحملته على مر العصور
المسلمون مرشحون لاستلام الانذار من قرءانهم ومن ما كتبه الله في منظومته (كتاب الله) فيكون (إنه لقرءان كريم * في كتاب مكنون) وفيه انذار بكارثة تقرأ في ما كتبه الله للبشرية التي امعنت كثيرا في العبث بمنظومة الخلق ودمرت الطبيعة واجساد الناس والانعام وما انبتت الارض ايضا ... المسلمون مرشحون لاستلام (بشائر) الخلاص من القرءان ليعزلوا انفسهم عن الكارثة الا انهم في غفلة عن ذكر ربهم والله يقول .
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة:152)
والنص محرف بلوي اللسان فالله لا ينسى حتى نقوم نحن بتذكيره بل يقوم هو بتذكيرنا حين نذكره ... (أُذ َكـِّر ِكـُمْ) وليس (أَذْكُرْكُمْ) ... فعندما نذكر الله في طلب الحلول فهو يذكرنا كيف تكون الحلول في احتباس حراري او في سرطان وسكري وضغط دم وفايروسات قاتلة الا ان الناس يذكرون الطب والطبيب ويلتهمون ميتة الدواء وعن ذكر الله في الحلول فهم عنه معرضون وإن ذكروه فانهم يشركون مع الله شريكا في إدارته للخلق في الشفاء فيكون الطبيب والدواء هو الحل ويقولون (سبب) وكأن الله قد اشرك (الاسباب) في خلقه او في ادارته لخلقه
المسلمون مرشحون للنجاة بقرءانهم الا ان قرءانهم قد أُتخذ مهجورا فقد اتخذه المسلمون على فاعليته التاريخية وكأنه لا فعل له في يومنا المعاصر فكان مهجورا بنص قرءاني
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
القرءان فيه انذار وفيه بشرى لحملته في كل زمن ومع كل مثل فان هجره مسلموا اليوم فان منظمات الاغاثة الدولية لن تنفعهم والعلوم المعاصرة تقف عاجزة عن وقف التدهور البيئي والتدهور الصحي للناس
تلك تذكرة من قرءان في كارثة معلنة فيما كتبه الله للبشرية الخارجة على نظم الخلق (صراط الله) فمن يكون في ركب الخارجين على الصراط فلن يرحمه الله لو صلى الليل والنهار فالله ليس امبراطور بشري يرضا ببيت مديح من الشعر او بكلام توسلي بين يديه بل الله ذو بيان مبين وقد اوضح مطالبه في رحمته ليكون للرحمة مستحقين يباشرون منهجا مرسوما رسمه الله في قرءانه فمن اتخذ غير دين الله وذهب الى دين التطبيقات العلمية فلن تنفع دعوى الداعي ولن تنجيه شفاعة شفيع فنبي الله نوح لم يستطع ان يشفع لابنه ولن يستطع نبي الله لوط ان يشفع لامرأته ...
لا خير في أمة لا تعرف طريق الخلاص
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق