(وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
(الزلزلة:8)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أحبتنا وأعزائنا..كثير من القصص والأحداث تمر علينا جميعا أو نسمع بها أثناء حياتنا المقضية..البعض يتعظ منها ومن عظيم دروسها..والبعض الآخر تمر على مسامعه مرور الكرام..!!
القصة التي أرويها لحضراتكم من أرض الواقع.. وكاتب السطور.. شاهد حال على احداثه بأدق تفاصيله.. نرجوا من الله ان يكون فيه الأفادة بحكايتها لحضراتكم..!!
في شمال العراق وفي ثمانينيات القرن الماضي..وفي ذروة الصراع ابان الحرب العراقية الأيرانية.. كان أحد سواق سيارات الاجرة العاملين بين المدن يقوم بعمله المعتاد بنقل المسافرين بسيارته من مدينته الصغيرة الى مدينة مجاورة كبيرة المساحة.. والعودة مساءا الى مسكنه..
حكى السائق وقال.. هل تعلمون ياأخوتي .. وكان الحديث موجها الى الركاب الذين كان يقلهم بسيارته.. بأن وعد الله حق..!! وأنه لايخفى عليه خافية..!!
فسأله أحد الراكبين..فسر لنا ووضح ماتقصد..؟؟
فأكمل السائق مسترسلا بحديثه..وقال..
ملكية هذه السيارة تعود لأخي.. وهو الآن يقضي مدة محكوميته في السجن لمدة خمسة عشر عاما..!! ويدفع ثمن ذنب غير الذنب الذي أتهم به..؟؟؟
تعجب الجميع وطالبوه أن يكمل..؟؟
قال:-
في مساء يوم شتاء ماطر وفيما كان أخي يعود بسيارته الى مدينته وحيدا.. كان أحد الجنود من المتواجدين في ثكناتهم العسكرية المنتشرة بين المدينتين يعبر الشارع الى الجهة المقابلة..وكان المطر شديدا وقتها وكان الشارع خاليا من السيارات والمارة ايضا..وشاءت الأقدار ولم ينتبه أخي الذي كان يقود سيارته مسرعا لهذا العابر..بسبب هطول الامطار والظلام الدامس.. فدهس العابر بسيارته وأرداه قتيلا من فوره..!!
وأكمل يقول..لم يشاهده أحد.. فأنطلق بسيارته..تاركا الجثة الهامدة.. لوحده..!!
وتابع..
عاد السائق المذكور(أخي) الى منزله.. ومرت أيام واسابيع وأشهر..وهو في صراع دائم مع ضميره .. نسى الحدث مع مرور الزمن.. وظن ان الموضوع قد انتهى..!!
بعد مرور فترة تصل السنة من الزمن تقريبا على الحادث..وفيما كان السائق يستعد لمغادرة منزله الى عمله المعتاد.. أوصته زوجته بأن لاينسى أن يشتري لها حبلا من السوق..لتنشر عليه الغسيل..!!
كالمعتاد نقل بسيارته المسافرين الى المدينة الأخرى.. وأنشغل بمشاغل اليوم..فنسى ان يشتري الحبل لزوجته..
مساءا وفيما هو يعود الى منزله..وفي نفس الموقع الذي دهس فيه الجندي سابقا.. شاهد سلكا مقطوعا ملفوفا على قارعة الطريق..فتذكر الحبل الذي اوصت بها زوجته لشراءه .. فأوقف سيارته وألتقط السلك الطويل الملفوف من الشارع ووضعه داخل صندوق سيارته..ليفرح به زوجته..بدل الحبل..!!
بعد عدة كيلومترات من المسير وصل بسيارته الى نقطة السيطرة العسكرية الموجودة عند مدخل مدينته.. بعد وقوفه امام نقطة التفتيش..سأله العسكري الذي كان واقفا يؤدي واجبه..ماذا تحمل بالصندوق..؟؟
فأجاب السائق بكل ثقة بوجود لاشئ ..انه فارغ.. فطلب منه العسكري أن يفتح الصندوق..فأستجاب لطلبه بكل يسر.. وما أن وقع بصر العسكري الذي يقوم بالتفتيش على كومة السلك الملفوفة حتى تم القبض على هذا السائق وتم تبريحه ضربا مبرحا.. ومحاكمته فيما بعد..والحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما بتهمة انتماء هذا السائق الى افراد من جماعات تعمل ضد الحكومة..من العصاة..وقيامه بقطع سلك الاتصالات بين الربايا.. التي تم مهاجمتها أمس من قبل اعوانه..!!
وأكمل السائق قائلا.. أخي الآن مسجون و يقضي فترة محكوميته.. وهو قرير العين ومرتاح البال..!!
انتهت..
رواه لكم بكل محبة
سوران رسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تذكر ..قول الله سبحانه
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
(الزلزلة:8)
سلام عليكم
تعليق