{ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } .. كيف ؟
من اجل قراءة منهج الايمان بالله
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 8)
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } (سورة البقرة 11)
نصوص قرءانية خطيرة لمن يريد ان ينضبط في ايمانه بالله ولا يكون من الموصوفين بما هو اقسى من ذلك
{ يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (سورة البقرة 9)
سرت معارف الناس في ان الايمان بالله يقع في ما وقر في القلب شهادة ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله في فاعلية عقلانية تنقلب الى فاعلية مادية في صلاة وصوم وحج ودفع الزكاة والصدقات والصدق في القول وتلاوة القرءان والاحسان لـ الغير وحسن المعاشرة وطلب الرزق الحلال والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل فاعلية او صفة يتصف بها المتدينون السابقون والمعاصرون
اذا اردنا ان نفقه شهادة ان لا إله الا الله فعلينا ان نفهم اولا (فقه الشهادة) وكيف تقوم تلك الشهادة
في فطرة العقل وفطرة المنطق يجب ان يكون لـ الشهادة مشهود والا كيف تقوم الشهادة من غير مشهود فاي مشهود نشاهده حين يوقر في القلب ان (لا إله الا الله) !!
ما نراه ونشهده من الصفات التي تعارف عليها الناس والمسطورة اعلاه عند المتدينين لا ترينا (وجهة الله) وانما ترينا متعارفات تعارفنا عليها على انها لله سبحانه كما استنها المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام ونقلت الينا عبر التاريخ من جيل لـ ءاخر على شكل بيانات معرفية ثابتة لانها من متوارث اجيال دون ان نرصد المؤثرات التي اثرت بتلك المتعارفات وجعلتها تختلف من طائفة لاخرى فقلنا نحن انما ءامنا !! ونشهد الشهادتين على اننا مؤمنين !!
جاء في القرءان (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) فهل نحن القائلين ءامنا بالله واليوم الاخر ام هم إناس غيرنا ؟؟ فاذا لم نكن مشمولين بنص الاية فمن هم الذين احتواهم القصد الشريف ؟ هل نترك ذلك النص للمفسرين او اقوام في التأريخ والقرءان يخاطبنا ؟ اذن كيف لنا ان نرى اي (نشهد) وجهة الله لنؤمن به ؟؟
{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة الأَنعام 79)
اذا ادركنا من القرءان وفي مثل ملة ابراهيم ان (وجهة الوجه) لله تقيم شاهدا على ان لا إله إلا الله فكيف يمكن ان نعالج قول الناس الذين يقولون (ءامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) الا انهم ليسوا بمؤمنين (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)
اهمية النصوص القرءانية اعلاه تكمن في بؤرة اختصاص تذكيري مهم من قرءان ذي ذكر يذكرنا ان هنلك من يقول ءامنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين وذلك يعني انه (إيمان خاطيء) او (إيمان على غفله) علما ان تلك النصوص في قرءان الله وهو يعني ان المرشحين لقراءة تلك النصوص هم مسلمين وهم مؤمنين كما يقولون او كما يقال عنهم والدليل هو ان المسلم يقر ويؤمن بـ المعاد بصفته ركن ايماني وهم القائلون (ءامنا بالله وباليوم الاخر) الا انهم ليسوا بمؤمنين !! اذن ما هو الايمان بالله وباليوم الاخر !! هنا تبرز اهمية تدارك (اعلان الايمان) في تشهد وتسبيح وصوم وصلاة و .. و .. و ان (الايمان العقلي) لا يقيم الايمان كاملا ما لم يتم شفعه بالايمان المادي وهنا يقوم التساؤل الكبير وهو (هل المناسك والصدقات وحسن المعشر) وغيرها من الماديات الدينية تكفي لان نصف انفسنا باننا مؤمنين بالله وباليوم الاخر ؟ ننصح الاطلاع على الادراج التالي :
يوم القيامة في ثقافة الدين
هنلك سنة عقل بشرية (فطريه) حين يرى الانسان ان صحته غير مستقره او انها تحمل مظاهر غير حميده سواء في احشائه او في عموم نشاطه فيسارع لفحص صحته بما اتيح له من ممارسات مختبرية حديثة او معرفية في اختصاص طبي اكاديمي , وهنا ان اردنا ان نتسائل عن (صحة الاسلام) في اجسادنا وفي يومنا الاخر (الآتي) اليس ذلك من نفس الفطرة التي فطر عليها الانسان حين يراقب صحته الجسدية !؟ وما هي وسيلتنا في رقابة صحة الاسلام في (عقولنا) وفي (اجسادنا) وفي مجمل كياننا الديني القائم ؟؟ .. عند تلك الفسحة التدبرية علينا ان نقرأ
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } (سورة النساء 49)
الذين قالوا انما نحن مؤمنون بالله واليوم الاخر انما زكوا انفسهم وما هم بمؤمنين فـ الايمان مظاهر (ماديه) جاء ذكرها في القرءان
{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } (سورة آل عمران 61)
ولكن من هو الذي يرى لعنة الله في نفسه او في غيره ؟ بل قالوا انما نحن مصلحون فـ تراه مصليا وصائما وعابدا بكل الوجوه المتاحة في الدين (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) الا ان القرءان يقول (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) ونرى الـ (لا أمان) في جسده كأن يكون مريضا بمرض عضال او ان يكون كيانه متصدع في سكينته او ماله او اولاده وهو قد بلغ الكبر في (يومه الاخير) وهو هو اليوم الاخر فعليه ان يفحص (كيانه الديني) وليس (كيانه الجسدي) ويرى صحة اسلامه و صلاح اولاده وكيانه وحين يرى بؤر المخالفات التي ارتكبها كما يرى صورة جسده المريضة في اجهزة معاصرة في زمنه ليرى (نظم الله) السالبه في جسده وكيانه ليحولها الى نظم موجبه تنهي ما حل بساحته من سوء وفساد صحي او فساد ما حوله عندها يشهد ان لا إله إلا الله فلا معارف الناس ولا اجهزة الحضارة ونظمها المنتشرة تنجيه من يومه الاخير الا حين يرجع الى نظم الله و (يشهد) أن (إله الا الله)
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءامَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ } (سورة البقرة 8)
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } (سورة البقرة 11)
اذا ادركنا علميا ان (موسى) هو المستوى العقلي السادس فهو كليم الله
{ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } (سورة النساء 164)
الله ليس بـ امبراطور وله بلاط او كيان يمكن الاتصال بذاته الشريفة بل الله مرئي من خلال نظمه وسننه الفاعله في الخلق والخلق فينا وحولنا نرى فيه كل شيء فلو شاهدنا حبة قمح تنفلق سنرى الله ولو شاهدنا نحلة تبحث عن رزقها سنرى الله وحين نرى كيف تبصر عيوننا سنرى الله فالله سبحانه ملأ اركان كل شيء مرئي ومن قبله عقلانية لا محدودة فلو اراد علماء اليوم ان يسجلوا الارشيف المنهجي لحبة قمح واحده فان اجهزة الحاسوب في الارض كلها لن تستوعب ذلك المنهج العظيم بـ حجمه وعظيم بـ دقته فنرى الله في ارفع مستوى عقلي نملكه وهو المستوى العقلي السادس (موسى)
{ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }(سورة القصص 30)
في الاية الشريفة اعلاه بيان تذكيري يبين ان موسى يرى العقل والماده (إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فهو رب العالم العقلاني والعالم المادي (رب العالمين)
تلك ذكرى عسى ان تنفع الباحثين عن الامان بالله وباليوم الاخر
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الذاريات 55)
فان شاء الله لـ مؤمن الذكرى ذكر
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق