لفظ ( بشر ) في علم الحرف القرءاني
إنسان ... يعني في علم الحرف القرءاني (تبادلية تكوينية لفعل تبادلي غالب) ... تلك الصفة نمسكها في الانسان من خلال (تبادليته لحاجاته) فهو يستبدل حاجته بحاجة غيره من مخلوق هو انسان ايضا فهو حين يكون نجارا مثلا فهو يحتاج الى ثوب فيكون مع مثيله الانسان التبادلي (خياط ونساج) وفي نفس الوقت يكون الخياط والنساج بحاجة الى النجار وتلك التبادلية هي تبادلية (تكوينية) فلا الابقار تستخدمها ولا الطيور ولا غيرها من المخلوقات بل هو الانسان متفرد في تلك التبادلية التكوينية فهو (انسان) يكون بتبادليته المزدوجة ذات (صفة غالبة فيه) ... وهنلك لفظ (انس) ويقال انه جمع انسان فلفظ انس في علم الحرف القرءاني يعني (غلبة تكوينية غالبة) فهي تكون ذات تكوينة تبادلية واحدة اي من طرف واحد ومثلها عندما يكون للشخص (انيس) فالانيس لا يأنس بما يؤنس به محدثه بل الانس يصيب محدثه فقط ومثله في منطق الناس (الانسة) فهي تؤنس الصفة الذكورية بصفتها الغالبة انثويا والانس في الانسة تبادلية الفعل تكوينيا من طرف ذكوري فقط اما حين تكون التبادلية مزدوجة وتكون بين مخلوقين بشريين تكون الصفة (انسان) لذلك جاء في القرءان في مثل مريم عليه السلام (لن اكلم اليوم انسيا)
(فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً)
بشر .... لفظ فيه وفي القرءان توجد تذكرة عقل :
.. حين ترين (بشرا) فلن اكلم اليوم (انسيا) ..
وفي النص تذكرة ان مريم لم تكن لها حاجة ما عند مخلوق بشري فيكون بالنسبة اليها ليس (انسان) بل (بشرا انسيا) حين يكون لذلك البشر حاجة عند مريم وبما ان مريم (بشر) فان تبادلية الحاجة بين (بشر وبشر) هي التي تقيم صفة (انسان) وبما انها لا حاجة لها باحد فهي لن تكلم بشرا انسيا فالانسي هو صاحب حاجة منفردة عندما يريد ان يكلم مريم ...
بشر في علم الحرف القرءاني هو ذو (وسيلة قبض لـ فاعليات متعددة ـ متنحية) فالفاعليات المتعددة (المتنحية) هي التي تمثل (حاجة) الانسان لغيره فهو ان كان مزارعا مثلا فهو يحتاج الى فاعليات متنحية عنه مثل (الحداد والنجار والخياط والتاجر وصانع الاحذية وصانع جرة الماء و .. و ... و ) وهو ان كان فعال في واحدة من تلك الفاعليات المهنية او التخصصية فيكون محتاجا لاختصاصات اخرى متنحية عن اختصاصه ... فهو انسان ... ما يحفز العقل على قبول تلك التذكرة جاء في القرءان قي صفة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام انه (بشر رسولا) وجاء ايضا (ما انا الا بشر مثلكم) فهو يحتاج الى اختصاصات متعددة متنحية لانه رسول الى بشر مثله يحتاجون مفاصل رسالته التي ينادي بها .
( الحاج عبود الخالدي )
تعليق