الزمان والمكان في القرءان
من أجل بيان علوم القرءان وهي تعبر سقف علوم العصر
مدرسة الفيزياء المعاصره تتصف بالبخل الشديد في مرابطها العلميه المختصة بـ الزمان والمكان ويسمى ذلك الوصف المشترك لـ الزمان والمكان في بعض التقارير العلميه بـ (الزمكان)
الزمن كـ عنصر من عناصر الخلق مجهول علمي فيزيائي ومجهول معرفي ايضا لغاية اليوم ومجهوليته تحمل صفة الامتياز وان التعامل مع الزمن فيزيائيا انحسر في حساب (السرعة) وفق المنهج الفيزيائي المعروف فالسرعة في الفيزياء تساوي حاصل قسمة المسافه على الزمن ولا جديد في علم الفيزياء منذ نشأته , عند تحليل ذلك القانون الفيزيائي الفطري يتضح بشكل يقيني ان الفيزيائيين يربطون الزمان بالمكان من خلال (المسافه) فعلى سبيل المثال قرأوا لنا سرعة القطار او الطائرة او السيارة فيزيائيا تحت قراءه معروفه (ميل / ساعه) او (كيلومتر / ساعه) ومثلها تم تحديد سرعة الضوء بـ حوالي (300,000 كيلومتر / ثانيه) واستنادا لذلك المعدل في سرعة جسيمات الضوء في (الزمان والمكان) سعى علم الفلك الحديث الى معرفة المسافه بين الارض والاجرام وقيل في ذلك الشأن مصطلح (السنه الضوئيه) ويراد منه حساب المسافه بموجب عنصر زمني وعلى نفس معدل سرعة الضوء (ثانيه) حسبوا المسافه بين راصد ارضي واحد النجوم بـ (سنه ضوئيه) على اساس ان كل ثانيه من السنه الماديه التي نعرفها (زمن معروف) تضرب في (300,000 كيلو متر) ومن ثم نحول طول اليوم زمنيا في دوران الارض حول نفسها بالثانيه لنضرب ذلك الرقم بسرعة الضوء لنعرف المسافه بين النجم المرصود والارض !! وقالوا بعدها ان ابعد نقطه في الكون يمكن رصدها هي 12 مليون سنه ضوئيه فما هو كبر حجم الكون لو كانوا صادقين في مراصدهم المحدوده !! وهي محدودة الوسيله والاداة , مثل تلك الدراسات لم تتطور فهي مجرد ارقام تفوق التصور لا ترقى للتطبيقات العلمية في معالجة العلة ومعلولها في بيانات قيل انها علمية الا انها لا تزال عقيمه الحركة فكريا وتطبيقيا لـ تؤكد تمسك الانسان برابط يربط عنصر الزمن في مسافة مادية مرئية او محسوسه الا ان علوم الباراسايكولوجي خرجت عن ذلك المستقر العلمي فـ اكدت ان الاتصال العقلاني (التلباث) او يسمى بـ (التخاطر) ينتقل عبر المسافات بلا زمن !! وكان ذلك من تجارب اجريت في روسيا واليابان وامريكا وغيرها ونشرت في الاعلام العلمي فـ العقل لا يحكمه الزمن اما الحراك المادي فهو مرتبط بالزمن ربطا تكوينيا لا يمكن تغييره مثل سرعة الضوء حيث عجز العلماء المعاصرين عن تسريع الضوء رغم التقنيات الفائقة التي استخدموها والحشد الضخم الذي حشدوه لذلك الغرض في سويسرا مؤخرا
ربط الزمان بالمكان المرئي او المحسوس هو منهج مدرسة الفيزياء المعاصره الا ان احد علماء الفيزياء المشهورين وهو (ألبرت انشتاين) ذكر في احد اطروحاته فلسفة علمية حاول فيها تجريد السرعه من قيدها المرئي (ماديا) والمحسوس كحس اولي وربطه بـ محسوسات متغيره عندما قام عقله بـ ادراك تداخل السرع وهو يرى نظام حركه مضاف من خلال مثل ضربه قال فيه ما معناه (اذا كانت سرعة كرة المنضده في لعبة تجري في قطار يتحرك على سكه فان سرعة تلك الكرة بين اثنين من اللاعبين نسبية وليست ثابتة ذلك لان السرعة سوف تختلف عند راصد يفترض ان يقف على سكة القطار والقطار يسير ويستوجب عليه ان يضيف سرعة القطار الى سرعة كرة المنضده في القطار نسبة لحسابه في السرعه وهو يفترض ان الراصد واقفا على سكة القطار) مثل تلك النسبية في الحركة تظهر ايضا حين يحسب راصد مفترض ءاخر ان سرعة دوران الارض مضافه الى سرعة كرة المنضده فسوف تختلف السرعة عند ذلك الراصد الثاني واذا رصد راصد مفترض ءاخر سرعة تلك الكره وهو في الشمس فانه سيضيف سرعة دوران الارض حول الشمس ويستمر الفرض في مراصد اخرى مع نقاط مختلفة من الكون المتحرك ...
تلك النسبية في ذلك الفرض وان تحركت على ثابت زمني واحد الا ان المسافة كانت ثابته بين لاعبين يلعبان المنضدة في القطار !! فـ رغم ثبوت السرعة في مكان ثابت (كرة منضده داخل قطار) فان تعدد المراصد يغير المكان وبموجب قانون الفيزياء تتغير نسبة الزمان نحو المكان !! وذلك ما لم يسجل ثابتا علميا يمكن التعامل معه فيزيائيا او في ناظور فلسفي علمي !! ذلك الرصد الفلسفي لنسبية السرعة في فرضية انشتاين شطبت بشكل كامل ومؤثر القوى الملازمه لمجمل الاجرام السماويه وكأن حراك الكون كله (نسبي) عدا كرة المنضدة التي اقترحها انشتاين في تجربته الفكرية كذلك شطب محصلة القوى عندما تختلف زوايا الحراك الفلكي بشكل عام وافترض ان هنلك ثابتا مطلقا لـ حركة كرة المنضده في فضاء مغنطي غير معروف الحدود .. تلك النظرة التي اهملها انشتاين يمكن ان يدركها اي فيزيائي معاصر فقوى الجذب (الوزن) يختلف باختلاف الارتفاع عن مستوى سطح البحر وهو مؤثر يؤثر في سرعة الاجسام كما ان العلماء بعد جيل انشتاين ادركوا ان وزن الشيء في الليل يختلف بالسالب عن وزنه في النهار !! وهنا تبدأ نقطة الانتقال لـ علوم القرءان { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ءايَتَيْنِ } ونحن وان رصدنا الاختلاف الفيزيائي في الوزن الا ان اختلافات كثيرة تخص (الزمان والمكان) لا تزال مجهولة الوصف والتكوين الا ان الفيزياء المعاصرة لا ترى العلم من خلال الرجوع الى خارطة الخلق (قرءان) بل تعتمد على محدودية عقل العالم وافاقه العلمية التطبيقية لذلك نجد ان هنلك حراكا فكريا حديثا يتسائل عن الخلق واصوله وكأن المجهول ينمو ويتطور مع تطور وتقدم الحراك العلمي ونقرأ في خارطة الخلق
{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا } (سورة المزمل 6 - 7)
الزمان والمكان في القرءان : 1
منسك الصلاة .. اذا كانت الصلاة المنسكية عباده وهي كتاب موقوت فهي تقوم على (رابط زمني) مؤكد { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } ومثل ذلك الرشاد الثابت قرءانيا الا انه فطري النتيجة فالصلاة ومسمياتها متصلة بالزمان ربطا تكوينيا ومواقيتها (الصبح , الظهر . العصر , المغرب , العشاء) وهي ترتبط بالمكان ايضا ففي محل الاقامه تقوم الصلاة تامه اما في السفر فتقوم الصلاة قصرا وهو دليل فطري يقيم اليقين ان الصلاة بين محل الاقامه والسفر متصلا بالزمان والمكان ففي قصر الصلاة تغير مكاني وتغير زمني في ميقات الصلاة فالمسافر قد يصلي الظهر واهله في اقامتهم لم يدركوا ميقات الظهر بعد ان كان متجها شرقا
2 ـ منسك الصوم ... وردت ذكراه واركانه في القرءان وهو منسك عبادي مؤكد في رابطين زمنيين ورابطين مكانيين
الاول : ان يقوم الصوم في ءاية النهار وهو زمن ارضي (دوران الارض حول نفسها) فهو زمن ارضي محض
الثاني : ان يقوم الصوم في رمضان { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } وهو رابط زمني فلكي (دوران القمر حول الارض) والشمس لا تدرك القمر بنص قرءاني وليس رابط ارضي كما في الرابط الاول ... اما المكان فهو يرتبط برابطين ايضا
الاول : رابط محل الاقامه وفيه وجوب الصوم حكما
الثاني : وقف الصوم في ايام رمضان عند السفر { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }
3 ـ منسك الحج .. وهو منسك واضح البيان في رابطه الزمني برابطيه المكاني في مكة والمشاعر وفي رابطه الزمني (مواقيت الاحرام) لدخول حوض مكه و(يوم الافاضه) وهو الانتقال من الحرم الى عرفات و (يوم عرفه) وفيه حكم التواجد في حوض عرفات و (ايام التشريق) وهي ثلاثة ايام توجب المبيت في (منا) وفيها منسك رمي الجمرات وهو محدد الميقات (رغم اختلاف المذاهب الاسلاميه) ومحدد المكان في ثلاث مشاعر (العقبة الصغرى والوسطى والكبرى) وهي اماكن محددة بسنة نبوية مادية يتم فيها رمي حصيات تؤخذ من حوض (المزدلفه)
{ وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } (سورة البقرة 203)
ففي الايام المعدودات زمن وفي مكه وحوضها ومشاعرها مكان والاية الشريفة اعلاه مرتبطة بمنسك الحج ضمن ترابط ءايات وردت في سورة البقرة ومنها
{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } (سورة البقرة 197)
تلك الموجزات البيانيه انما تقيم ذكرى (قرءانيه) من خلال نصوص القرءان وتقيم ذكرى (ماديه) من خلال منهجية فرض المنسك التي وصلتنا (فعلا منقولا) عن سنة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والذي علمه رب (شديد القوى) وتلك الادوات البحثية تلزمنا بالتعامل مع (الزمان والمكان) منسكيا ونحن كمسلمين نعتل بالعلة المحمدية الشريفة ومنها نأخذ المنسك العبادي كذكرى ماديه وذكرى قرءانيه
4 ـ الذكرى من نصوص القرءان :
في القرءان نصوص دستورية شريفة تقيم الذكرى (العلميه) وليس غيرها ومنها نذكر
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } (سورة يس 40)
فـ (الشمس لا تدرك القمر) بيان لا يصلح ان يكون لـ حكمه او حكم من الاحكام في الخلق ولا بيان تنفيذي نستطيع التعامل معه بل هو بيان علمي محض يجبر عقلانية حامل القرءان ان يؤمن بدستورية القرءان علميا واذا قام ذلك الدستور عند حامل القرءان فيمكن عندها ادراك الذكرى القرءانيه بشكل مبين حين يقرأ في نفس ءاية الشمس والقمر (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فان كان صومنا في شهر قمري فان ذلك لا يعني رابطنا مع القمر بل رابطنا سيكون مع (الكل) الذي يسبح في الفلك فالقمر والارض والشمس والنجوم حين تكون في خارطة متحركه في رمضان هذا العام مثلا فهي لن تكون بنفس الخارطه في العام القادم ولن تكون تلك الخارطه قبل سنتين او ثلاث كما هي في هذا الشهر الذي نصومه !! انه كون متحرك اي (مكان متحرك) على مدار الزمن فـ حين نربط انفسنا (عباديا) في صلاة ظهر اليوم مثلا فانها سوف لن تكون (ماديا) اي مكانيا و (زمنيا) كما هي صلاة الظهر في يوم امس او يوم غد لان القرءان يذكرنا بالحراك الفلكي (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ونحن نسبح معها يقينا فلا تستطيع عقولنا ان تسمح فكريا بعزلتنا عن الكون بكافة كواكبه ونجومه ومجراته وثقوبه السوداء كما قالوا في العلم وهم يعترفون ان الموجة الصادرة من الارض تستمر في الكون الرحيب دون ان يكون لها حدود تحدها ولكنهم يدركون ان الموجة الكهرومغناطيسيه (مثلا) وان سارت بشكل مستقيم الا انها تخضع لمنحنيات نتيجة تأثير قوى الجذب لـ الاجرام السماويه على اعتبار ان مكونات الموجة هي جسيمات مادية خاضعة للجذب الكوني عندما تكون الموجه تحت تأثير الجاذب بسبب قوى الجذب المعروفه لتسقط بعدها على سطح مادي (مكان ما ؟؟) في الكون وتتلاشي او تتفرع لموجات مرتده وحين نربط اجسادنا مع الكون في (زمان ومكان) غير محدود المكان وغير محدود الزمان رغم اننا نعرف محراب صلاتنا وبيت الله الحرام الذي نحج اليه الا ان تحديد مكان زمن الصلاة والحج والصوم انما نحددها على الارض الا انها غير محدده (المكان والزمان) نسبة لـ الكون الاجمالي ونقرأ ذلك البيان من تذكرة في نص قرءاني
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَءايَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } (سورة يس 40 - 41)
وهنا عقل يستوجب عليه ان يتذكر من قرءان ذي ذكر وفيه شمس وقمر وارض (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) وفيه (أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) فيكون اليقين ان الاباء وذريتهم كانوا في (فلكهم) يسبحون ونحن وابناؤنا في (افلاكنا) سابحون ايضا { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } وعندها ندرك ان هنلك وصال كوني ممنهج من عند خالق عظيم متصل بنا وان كنا به غير متصلين مثال ذلك
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (سورة ق 18)
من هو ذلك الرقيب ؟ واين يكون ؟ فان اتصل هو بنا فهل نحن قادرون على الاتصال به ؟؟ وما هو معدل هيمنته على كل لفظ ينطقه ناطق في الخلق وبكل اللغات ؟ بل بكل اللهجات ؟؟ .. هل يمكن ان يكون شخص ؟؟ او مخلوق ضخم له 10 مليارات اذن يراقب بها كل الناطقين ؟ ام ماذا ؟ .. انها تذكرة من قرءان يقيم الذكرى ان ذلك في (نظام خلق) كبير بل كبير جدا ؟؟ مودع في ذلك الفلك الذي نسبح فيه نحن وما نذرأ من ذريه.. وان كان ذلك عصيا على عقل بشري مثلنا قبل الحضاره المعاصره الا انه لن يكون عصيا على عقل بشري يعيش في زمن الحضاره وهو يرى ان بلورة صغيرة جدا من عنصر الجرمانيوم او من عنصر السليكون تستطيع ان تحمل على متنها مكالمات الهاتف في الارض كلها !! وتخزنها لوقت الحاجه فتسترجع فكيف اذا تصورنا ان قسما مهما من النجوم تخزن كل حراكنا ولكل البشر على الارض وعلى مر كل الاجيال السابقة واللاحقة بـ (صوت وصوره واحاسيس) ولا يشترط ان يكون اتصال تلك المنظومات بنا عندما تكون فوق رؤسنا سابحة في فلك الفضاء بل يمكن ان تكون متصلة بنا بنظام تبادلي التكوين يناقل ماسكات وسيلة الرقابة علينا عبر عدد هائل من الاجرام .. نستطيع ان ندرك تلك الراشدة اذا عرفنا نظام الاتصالات عبر الاقمار الصناعيه فالقمر لا يشترط ان يكون فوق رؤوسنا لتفعيل عملية الوصال فـ نظام الاتصال الروسي يختلف عن النظام الامريكي فـ الروس (كانوا او لا يزالون !!) يقيمون ديمومة الاتصال حول الارض من خلال منظومة جمعيه من الاقمار الصناعيه تدور حول الارض بتناسقية دوران محسوبه هندسيا تكفي لتغطية اوجه سطح الارض كلها وهي تتبادل البيانات من وجه الى وجه ءاخر لـ الارض عبر اتصال تبادلي بينها ليتصل بها الناس عبر تلك الاقمار !! .. اما النظام الامريكي فهو يضع قمرا على مسافه معلومة من الارض معلولة السرعة اي بمعدل سرعه يساوي سرعة دوران الارض ليغطي وجها من وجوه سطح الارض اي (قمر ثابت) فوق رؤسنا يدور ويسبح معنا وهو نظام يختلف عن النظام الروسي في (المكان) ويتطابق معه في الزمان
نحن حين نكون سابحين فلكيا فذلك يعني اننا متحركون (سابحون) في فلك متحرك رغم اننا جالسين على مقعد ارضي ثابت او على سرير النوم الا انه تكوينيا غير ثابت لانه في الفلك السابح وبذلك يكون كل شيء (يسعى) حتى ونحن جالسون على مقعد ثابت فكل شيء حين يسعى يكون محكوم بعنصر الزمن (الساعة) وان تناغمية الزمان والمكان متقنه بشكل فائق لا يمكن التلاعب بها او تفكيكها او تعطيل وظيفتها باي نوع من انواع الطاقة او الادوات لانها تقع خارج قدرات الانسان وحضارته من حيث (الزمان) ومن حيث (المكان) فلا تستطيع قدرة مهما بلغت ان تؤثر في مسبح الفلك فـ الزمان والمكان ليس فيزيائي الصفه بل هو نظام متكامل يجمع كل مرابط الخلق اي كل مسعى لا بد ان يكون حكما في (ساعة) وكل مخلوقات الله تسعى فيها (في زمنها وفي مكانها) حيث ما كانت فـ كل ذرة عنصر تسعى في مكانها وكل خلية في خميرة او في حيوان او نبات تسعى في مكانها ومكانها متحرك في فلك سابح وكل لفظ او صوت يصدر من حيوان يسعى في حنجرة او لسان وكل مطرقة تطرق الا ان صوتها يسعى من مكانه لمكان سامعيه .. ونقرأ في القرءان
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } (سورة غافر 19)
فاذا كان لـ خائنة الاعين وما تخفيه الصدور زمان ومكان نراه بمحدودية قدراتنا العقلية والجسدية والحضاريه فان الحراك الفلكي اجمالا نحن سابحين فيه وهو يحرمنا ويمنعنا من التحكم بوظيفة ذلك السبح الفلكي وبالتالي نفقد السيطرة على المكان والزمان ولكننا نستطيع ان نقيم الصلة مع المسابح الكونيه لنستثمر سنة خلقها فقط من لدن حكيم كتب على نفسه الرحمة بعباده .. خائنة الاعين ان كان لها مكان محدد فقد اختفى بعد قيام الخائنه (لحظة صدورها) كأن تكون نظرة زنا او حسد او ظن باطل ومثلها الخافيات في الصدور فهي فاعليات (عقلانيه) ليس لها زمان ومكان فالعقل يعمل بلا زمن !! كما ثبت في اكاديميات الباراسايكولجي وكما تدركه الفطرة العقلية .. وما تخفي الصدور لا يحتاج الى زمن فهو سر دفين في العقل !! الا ان هنلك مكامن كونيه تؤرشف تلك المستقرات العقليه وهي تسعى وتتحرك سابحة ضمن (كل في فلك يسبحون) فهي لن تكون خارج الزمان والمكان رغم مستقرها العقلي عند الخائن بعينه او ما يخفيه صدره .. ونقرأ
{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } (سورة الِانْفطار 10 - 12)
لو تسائلنا اين هم اولئك الكرام الكاتبين ؟ وكيف هم ؟ هل يشبهون كاميرات المراقبة المشهورة في عالمنا الحضاري ؟؟ ام هم كرام الطباع ؟؟ او كرام في الحق والحقيقه ؟؟ واذا كانت تلك التساؤلات استفزازية تستفز العقل الا ان ربطها بالزمان والمكان (موضوع بحثنا) امر حتمي وذلك يعني ان هنلك منظومة خلق كبرى بكبر الله وكبر الخلق الذي خلقه الله انما تؤرشف ما نفعل !! ولها حافظات تكوينيه لا تهلك او تبلى وقبلها ادركنا انها تؤرشف ما نقول وتؤرشف ايضا خائنة الاعين وما تخفي الصدور وفي القرءان تذكير مبين لتلك الصفة
{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } (سورة الكهف 49)
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا } (سورة الكهف 57)
{ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى } (سورة طه 52)
تلك البيانات القرءانيه (ءايات بينات) تقيم الذكرى لتقوم في العقل قائمة تدرك ما يؤرشفه النظام الكوني من افعال وتصرفات ونوايا متصلة بنا رغما عنا وان نسينا نحن ما فعلنا .. مثل ذلك الرشاد الفكري مرئي في حضارتنا المادية من خلال الكاميرات الالكترونيه المنتشرة في مواقع محددة فهي تسجل الحدث امامها وتؤرشفه لزمن غير محدود فهي انما ترتبط بالمكان وتؤرشف الحدث والزمان فيكون الارشيف (زمني مكاني) !! ذلك هو برنامج بشري مصنوع فكيف يكون الله في منظومة خلقه ؟؟!! واذا قرأ قاريء القرءان
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } (سورة الزلزلة 7 - 8)
فهل من ذاكر يذكر فـ يؤمن يقينا ان هنلك كاميرات خلق خفية (لا تنالها الايدي) و (الادوات) و (القوى) تسجل وتؤرشف كل شيء ؟ حين يكون العبد (اي شخص) خائفا من المراقبين لـ سوق تجاري خاضع للمراقبه فلا يسرق من السوق وان لا ينوي السرقه فقد يعبث بمعروضاته فيكون خائفا من سلطة الامن لتلك المؤسسه التجاريه من حساب او كلام رادع يؤذيه فهل يكون مثل ذلك العبد غير خائفا من الله وهو الـ (أكبر) في كل زمان وكل مكان وليس في سوق تجاري فيه كاميرات مراقبه !! اذن العلم والذكرى في القرءان تقيم في عقولنا فرصة الرجوع الى الله وتسوية المخالفات باصلاح الخطايا والاتجاه نحو العمل الصالح (رضا الله) لان منظومة الله الرقابية لا يفوتها شيء مهما كان خفيا !!
ذلك الزمان والمكان الفعال في الخلق المتحرك (السابح) وهو يحمل ما نذرأ من الاولاد ومن الافعال والاقوال ونظرات الاعين وما تخفيه نوايا الصدور ان كان يخيفنا كما في المكان الخاضع للرقابه الالكترونيه ويدفعنا الى الامتثال لنظم الله واوامره ونواهيه سواء من مصدر فطري او ديني الا انه في الوقت ذاته يدرك كينونة (الزمان والمكان) في وجهها الاخر في رحمت الله التي كتبها على نفسه والتابعه لنفس المنظومة الالهية الخلق .. فـ عندما يكون لـ الزمان والمكان الكوني الـ (كل) في فلك يسبحون نظام قسري مع منظومة (مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) ونظام مختلف فيه رحمه للعباد (مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) فان العبد يمتلك بفطرته (ان لم تكن تلك الفطرة فاسده) خيار الافضليه بموجب فطرته التكوينيه فيسعى لنظام الرحمه الالهي ويسعى لـ (الاتصال) بتلك المنظومة الـ (متصلة به) لان اللفظ والقول عليه رقيب عتيد فذلك الرقيب يراقب الخير في القول ويراقب الشر في القول فمن يقول ويلفظ قولا حميدا يرضي الله انما اتصل بمنظومة خلق ايجابيه (رحيمه) فهو المتصل وان كانت تلك المنظومة متصلة به تكوينيا فالعبد يمتلك وسيلة اتصال ايجابيه ايضا حين يقول ويلفظ ما يرضي الله فالكل السابح في الافلاك ونحن كبشر بمعيته تقام علينا صلة قسرية لا نمتلك سلطان عليها لان الله (جبار) اي جبري الفعل على خلقه ولكن الله منح مخلوقاته خصوصا البشر فرصة الصلة بنظمه الايجابية (الرحيمة) ونحن نرضاها لغرض (الرجوع الى الله) من اجل رضوانه ولعل اكبر واضخم ذكرى جائت في القرءان في مثل ذلك الرشاد الفكري كانت وتكون
{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } (سورة البقرة 144)
ـــ يتبع لطفا ــ
تعليق