مسلسلات .. مخدرات ..
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
في فلسفة كلام قال احدهم :
الاعلام المرئي هو خير وسيلة للاتصال بالجماهير ..!!
فاردفه زميله قائلا :
بل قل ان الاعلام المرئي هو خير وسيلة لقيادة الجماهير ...!!!
تلك حقيقة نمسكها .. مشهورة في مضامينها ... يعرفها الجمهور بفطرته ..
فاذا كانت الجماهير مقادة بالاعلام .... من يكون القائد ...؟
علمتنا الثقافة القرءانية ان لم تستطع مسك الحقيقة فامسك صفاتها ..
تلك الثقافة متأتية من الفكر العقائدي المسطور في القرءان ... ان لم يستطع الانسان مسك حقيقة الخالق فليمسك بصفات الخالق فهي بين يديه ... ذلك ما فعله ابراهيم عليه السلام .
في نشاط انساني واسع التغطية في الاعلام المرئي تشتد حمى المسلسلات الدرامية الطويلة في قصتها والمتنوعة في مصدريتها مما جعل مؤسسات الدبلجة تنشط بشكل متصاعد كلما تنشط مؤسسات الانتاج الدرامي ..
فهل هي قيادة جماهيرية في بشائر العولمه ..!!
وما هي صفات القائد في تلك القيادة ...؟
واين يقع الجمهور من هدف القائد ... !!
تلك اثارة تثور في العقل ونتاجها يكون :
في بساطة بسيطة جدا لرصد عقل الانسان سيجد كل انسان انه يمتلك وعائين للعقل :
الاول : واقعي تنفيذي
الثاني : خيالي .. تستقر فيه تخيلات الانسان ...
تلك الماسكة الفكرية هي ممارسة عقلية فردية لا تحتاج الى مصادقة الفلاسفة او مؤسسات العلم الاكاديمي ...
نشاط فكري يطبق فهو تنفيذي اي (واقعي) .... نشاط فكري غير قابل للتطبيق يعني لا يمكن تنفيذه أي (خيالي) ..
عندما يستخدم الفرد وسيلة المخدرات الفموية او غيرها انما يفتح وعاء الخيال على مصراعيه ويخرج من واقعه التنفيذي بشكل شبه تام اثناء تعرضه لتأثيرات المخدر ...
تلك الظاهرة يمكن رصدها ببساطة متناهية لدى المتعاطين للمخدرات وهي مشهورة شهرة اجتماعية واسعة وعلماء الطب يربطون ذلك بلزوجة السائل المخي وتاثير تلك اللزوجة في رسم خيالات واسعة عند متعاطي المخدرات .
الخروج من الواقع الى الخيال يتحصل بشكل يقيني يدركه كل ذي عقل يمتلك ولو قدرا من الرصانة في مشاهدة الدراما المتلفزة ...
كل الجمهور يعلم علم اليقين ان ما يراه من احداث مصورة ومحادثات تصنع الحدث انما هي تمثيل لا يرتبط بالواقع باي وشيجة حتى ولو كانت القصة واقعية في احد المجتمعات
ينفلت عقل المشاهد من واقعيته ويغرق في وعاء الخيال ويتعاطف مع احداث الحدث الدرامي المرئي بشكل يثير عقل الراصد في المناظرة .
المناظرة بين فعل المخدرات ... وفعل المسلسلات ...
التنظير بين الاثرين لا يحتاج الى عمق في العقل فهو واضح لكل راصد حتى لو قبل بفكرة استهلاك الوقت من اجل التسلية البريئة كما يروج البعض لذلك ... او لزيادة الثقافة الشخصية عند متابعة العمل الدرامي ...
الخروج من الواقع الى الخيال يؤدي شيئا فشيئا الى تضييق وعاء الواقع التنفيذي وتوسيع وعاء الخيال عند الفرد ...
ذلك يحصل عند المبتدئين في تعاطي المخدرات ... شيئا فشيئا ... ينقلب العقل من واقعيته الى الرغبة الجامحة في الخيال ... حتى يصل الى الادمان ..
نفس الشيء يحصل متناظرا مع مشاهدة الحلقات الاولى من أي مسلسل فسرعان ما تنقلب الواقعية الى ادمان لمشاهدة تلك الدراما في تفعيل الوعاء الخيالي عند الفرد ...
ربما سيعترض من لا يتعامل مع المسلسلات واعتراضه في محله فهو غير مشمول بهذه الاثارة ولكنه لو يشاهد خلو الشوارع في مدينته قبيل عرض المسلسلة سيرى ان المخدرات العقلية قد نفذت في عقول الجماهير ... وبشكل يشكل خطرا اجتماعيا جسيما ...
عندها سيتعرف على صفة القائد الذي يريد ان يغرق الجماهير في الخيال ....!!
تتوسع دائرة الخيال عند الافراد ...
تضيق دائرة الواقع ...
سيكون القائد اكثر قيادة للجمهور ...!!! في وعاء الواقع الذي تم تحجيمه ...!!
يقود جموع من السكارى ... وما هم بسكارى من خمر او هيروين ..!!
بل من مسلسلات درامية ملأت الخافقين ...
اخرجت الناس من صحوتهم ..
ليتمرغوا بالخيال ...!!
في اوسع مصادقة جماهيرية عرفها النشاط البشري ..!!
في شفافية تدغدغ مشاعر الناس ..!!
فهل يمكن ان نصف المسلسلات بانها فايروس عقل يحتاج الى لقاح كما هو لقاح الوقاية من الفايروسات الفتاكة ...؟؟؟!!
اذا استطاع متابعي الفاضل ان يتوائم بعقلانيته مع طرحنا ...
فان اللقاح سيكون من جنس الفايروس نفسه ... لقاح عقل ايضا ..!!
فيكون العقل العقائدي بين يديه ... سفينة نجاة من كل خطر داهم ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق