طيف الغربة بين الماضي والحاضر
من أجل ثقافة دينية معاصره تعتصر ارادة كاتبها
من أجل ثقافة دينية معاصره تعتصر ارادة كاتبها
لو ان احدا من الناس حصل على ثوب قديم عمره اكثر من 100 سنه ولبسه بين الناس في يومنا هذا لكان هو والثوب غريبا على اهل هذا الزمان الا ان (ثياب الدين) بقيت كما كانت في تاريخها يلبسها المتدينون من اهل هذا الزمان ولم يستغرب الناس والمتدينون منها
لو ان احد من اهل هذا الزمان بعثه الله في الزمن الماضي (قبل الحضارة) بملابسه المعاصره فانه سيكون هو وملابسه غريبا بين اهل ذلك الزمان
لو ان الخليل احمد الفراهيدي (اول مؤرخ لغوي عاش في القرن الثالث الهجري) بعث في اهل هذا الزمان وسمع قولا (تبييض العمله) فانه سوف يستغرب ويتصور ان تبييض العمله يعني صبغها باللون الابيض فـ (يستغرب) عقله من تبييض العملة ...
ولو قرأنا اليوم في هذا الزمن المعاصر نصا قرءانيا هو
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة المائدة 3)
كمال الدين !! تمام النعمه !! رضا الله لنا الاسلام دينا !! تكمن في احد عشر محرم في المأكل !!
(عجيب) (غريب) ما نقرأ ان يكون (رضا الله) لـ دين الاسلام قد حصر في البطون !! واين ذهب ذلك الدين الذي ملأ ألاف المؤلفات الفقهية في صوم او صلاة او حج او معاملات !! هل هو (دين ناقص) او (دين لا يرضي الله) او (منقصة نعمه) من الله !!؟ اي غربة في القرءان نقرأ واي غربة في الدين نرى ؟؟ !
هل دين الامس يصبح اليوم غريبا ؟ ام دين اليوم هو الغريب !!؟
تقول بحوث هذا المعهد (لا تأكلوا بيض المائده غير الملقح) لانه يتسبب في زيادة احتمالية انجاب الاناث على الذكور !! ما اغربه من قول !!
تقول ابحاث هذا المعهد (لا تأكلوا الاطعمه المعدلة وراثيا) لانها تتسبب في امراض غير معروفة الاسباب !! ما اغربه من دين !! ومثله لا تأكلوا الاطعمة التي خلط معها مواد غير عضويه مثل المواد الحافظه والمثخنات والالوان والنكهات والمواد النافخه !!
لا تشربوا المشروبات الغازية لان فيها نسبة اعلى من الطبيعي لـ غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يسبب عدة امراض عصرية
لا تلبسوا الانسجة التركيبيه لانها تؤثر في سكينة اجسادكم
يا له من طرح ديني غريب !! ولكن الاغرب منه لو نعقل (طيف الغربة) بين ماضيه وحاضره سنجد (غرابة الدين) تنتج النفور منه وغرابة كل شيء حضاري مرغوب بها فتراه متدينا بدين الاولين ويلبس زي رجال الدين من الماضي ولكنها من انسجة تركيبية ولا يستغرب من جديد الحضاره وهو يرتدي ساعة في يده فاصبح طيف غريب الماضي (معروف) وغريب المستحدث (معروف) ايضا الا ان نص القرءان في الايه 3 من سورة المائده (منسية) في كمال الدين وتمام النعمه ورضا الله ان يكون الاسلام دينا لنا ولعل اكبر ما قالته سطور بحوثنا في المعهد يوم استخدم المتصدين للدين مكبرات الصوت في الاذان وفي الخطاب الديني والسرعة الفائقة في مركبات العصر الحديث وكأن القرءان لم يفتح في ركنه القدسي وفيه نص دستوري { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ }
بين اطياف غربة الامس واطياف غربة اليوم تقوم صفة (سفه العقل) البشري عموما ففي الوقت الذي تقدس الشعوب ماضيها عبر وسائل متحفية يبقى العقل البشري متمسكا بحاضره وان ناقض الماضي معرفيا او منهجيا سواء في العقل او في ادوات ممارسة الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن و (رفاه) كما في النقل السريع والاتصالات والالوان الصناعية والعطور الصناعية وتخريب جينات الخلق في المأكل والانعام
الغريب المستغرب في بحوثنا المعاصره لا يقابلها الغريب الحديث المستحدث فكل حديث محبوب مرغوب الا الفكر الديني وكل قديم جاء من الماضي غريب مرفوض (الا الدين) يتمسك به المتدينون (كل الاديان) فنحن نعيش ونحيا مع دين السابقين وحياتنا معاصرة جدا في الفكر وفي ممارسات الحضارة وادواتها وكأنها ولدت غير غريبه ورغم غربتها تمسك بها اهل هذا الزمان الا ان (مواكبة الدين) لممارسات اليوم ان كان غريبا فهو مرفوض لانهم يقولون ان (اصل الاشياء الاباحة الا ما حرم بنص) وكأنهم بحثوا في دين الامس فلم يجدوا نصا يحرم المشروبات الغازية !! او الادوية الكيميائية !!
موهلي دين هذا الزمان هم القائلون (كل بدعه جهاله وكل جهالة في النار) والجهل يأتي من غربة الغريب !! الا ان كل غريب مبتدع كان مرغوبا رغم جهالته ويذكر في تاريخنا القريب ان احدهم حين رأى السيارة لاول مره قدم لها علف حيواني ليرى هل تأكله ام لا !! ومن جهالة ذلك الرجل الذي نقل الاباء لنا تصرفه الجاهل نقرأ اليوم عدد الوفيات والجرحى بسبب حوادث السيارات التي تبلغ ارقام مخيفة تزيد على نسب القتل في الحروب وبشكل دائم غير متقطع ذلك لان الرجل الذي قدم العلف لـ السياره كان (مكين الفطره) و (متين الفطره) وليس بجاهل كما اسموه ذلك لان السيارة لو اكلت العلف الذي قدمه لها لـ شعر بالامان منها !! لان معيار (الامان) الفطري في ركوبته في ان تأكل ركوبته العلف
اول قطار سيره احد المستثمرين واجه رفضا من الناس حتى اجبر المستثمر ان ينقل فيه الماشيه ذهابا وايابا حتى أمن الناس شر ذلك الغريب (قطار) فركبوه لان صفته (أمين) على حياة من بداخله وليس لان صفته (سريع) ولكن اهل زمننا المعاصر يأكلون غلة اليوم وهم يعلمون ان الامراض تنتشر بشكل مرعب !!
حداثة الدين فقدت طيفها التكويني فاصبح القرءان مثل الموسيقى والغناء محفوظ على صحف الكترونية وتفنن قراء القرءان كما هو الفن في الغناء وانتشرت كتب السابقين والحديث في الدين وامتلأت الشبكة الدولية لـ الاتصالات معلنة مواد (دين الامس) فضاع علينا (دين اليوم) واكبر الادلة شمولية هي الاية 3 من سورة المائده والتي تعلن كمال الدين في احد عشر محرم من المأكل ليرضى الله لنا الاسلام دينا ويتم نعمته علينا ويكمل لنا ديننا
مجلس مناقشة محرمات المأكل
ما اغرب الامس وما اغرب اليوم .. بين غربة الامس وغربة اليوم مطلب ثقافي يرتكز على معايير الامان (الايمان) فمن يؤمن بالحضارة ونظمها فقد كفر بنظم الله وسننه
وما اغرب ابراهيم في ملته التي ورد دستورها في القرءان
{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا } (سورة مريم 48 - 49){ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } (سورة إِبراهيم 37)
حين يكون الزرع يكون الناس وفي الاقليم غير المزروع لا يوجد بشر !! وكل زرع اصبح اليوم موبوء بشراكة بين نظم الله ونظم الحضارة
زرع اليوم غريب في يومنا عن زروع الامس وزروع الامس اصبحت غريبه في يومنا في ثقافة (الغريب) عن دينه والغريب في حضارته المعاصرة
{ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } (سورة يونس 41)
هذا المنشور قد يكون الحرف الاول من فاتحة (بداية النهاية) لـ المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة وقل { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } فان اطلقنا حرف البدايه فان حروف النهاية يكتبها الله بمشيئته
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق