تحية واحترام
اذا كانت الحقيقه ضائعه في التاريخ كما نسمع ونقرأ في الاختلافات الدينيه المختلفه في الارض او كما نسمع ونقرأ عن اسباب الحروب التاريخيه او نقرأ ونسمع العلم كيف يصور لنا تاريخ نشأة اصل الانواع (نظرية دارون) وكيف يدحض اخرون تلك النظرية الا ان الاكثر تناقضا حين نقرأ تاريخ تكون الارض والاجرام والمجرات وغيرها كما نقرأ في التاريخ المتضادات التاريخيه مثل (اسود وابيض) في تاريخ الملوك والاباطره فان مثل ذلك السجال بين الحقيقة والخيال مقبول لاننا غائبين عن احداث تلك الحقب التاريخيه
السجال بين الحقيقة والخيال الذي نعيشه اليوم اصبح خانقا لدرجة لا تطاق ولا يمكن لعقولنا ان تستقيم او تستقر في صغائر الامور وكبائرها واذا اخذنا الزخرف الحضاري لنعيره عقلا فان العقول تنفلت من مستقرها فنرى مدن كبيره واسعة شاسعة ولكن الساحق من اهلها يعيشون في قماقم صغيره واذا فكرنا في الوفرة الغذائيه ونضاهيها بمجاعات التاريخ فاننا الافضل حتما ولكن غذاؤنا يدمر سكينتنا فهو غذاء مسموم رغم ان البشريه لم تشهد مجاعه منذ خمسينات العشرين وحدثت مره في الصين فقط واذا فكرنا بالطاقه في النور والطبخ فيومنا جميل وبالامس ينامون بسبب الظلام ويستحمون ربما بالشهر مره لصعوبة الحصول على الطاقه وامرأة اليوم تفتح صنبور الماء فينهمر وامراة الامس تمشي كثيرا لتنقل جرة ماء لمنزلها ولكن هل امرأة اليوم اكثر سعادة من امرأة الامس
انه سجال قاسي بين الحقيقة والخيال ولكن هل لذلك السجال الفكري ضروره تدفع العقل نحو الاستقرار والسكينه فتذكرت بضع دجاجات كانت تربيها امي تعيش في حر الصيف وبرد الشتاء وتبحث عن غذائها بين اركان حديقة المنزل تحت الشمس او تحت زخات المطر ومع تلك الذكرى وجدت على التلفاز حقول دواجن حديثه بحداثة عصرنا وقد جهزت باجهزة تبريد وتدفئة واناره فائقه وعلفها يسري بين جموعها وكأنه نهر يتدفق من حبيبات متدرجه حسب عمرها ولكني فوجئت بخيبة امل حين عرفت ان عمر دجاجات امي كان طويلا لسنتين اوثلاث وتشيخ ولكن دجاجات الحقول تذبح بعد 35 يوم من فقسها وهي في عمر طفولي (فروج) فعرفت ان دجاجات امي اكثر سعادة من دجاجات محطات التربية الحديثة
سجال فكري غير ناجح بين حقيقة اليوم وخيال الامس فتعب عقلي وماتت فيه رغبة التفكير وبرزت فيه رغبة في الخيال نافرا من الحقيقة لان الحقيقة تحتاج الى صياد قاسي القلب
لكل من امسك بالحقيقه وهجر الخيال
احترامي
تعليق