العمائم .. والشتائم
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
تكثر الاشارات الصحفية والادراجات الالكترونية في مهاجمة الطروحات الدينية التي يلقيها رجال دين بزيهم الديني .
تلك الظاهرة ان كان فيها موصوفات صائبة الا انها كلمة حق يراد بها محاربة الخطاب الديني من خلال منهجية الخطاب واتخاذه ذريعة لاعلان منقصة في الدين .
حتى في المحاور الجماهيرية تسمع هجوما على المتدينين وهم ليسوا رجال دين في قدح غير موفق وفق مفاهيم جمع السالب بالسالب ليكون الوصف موجبا .
تسمع احدهم يقول مثلا .. تركت الصلاة لاني وجدت المصلين غير صادقين في تعاملاتهم . وتلك هي عملية جمع سالبين ليقوم الموجب الضال في الفكر
جميع تلك الموصوفات السالبة تقترن بموصوفات سالبة ايضا لاجهاض الطرح الديني كيفما يكون في الكلام او الفعل . (ترك الصلاة ـ سالب ـ يرتبط بصفة الكذب عند بعض المصلين ـ سالب ـ فتكون النتيجة رجاحة فكر في تاركي الصلاة ـ موجب ـ ) وتلك الضلالة بعينها
منابر الخطابة ومقاعد الفضائيات هي وسيلة المتكلمين بالدين ... فيهم ومنهم كثير من الموصوفات السالبة ... ينقلب السالب الى موصوفات سالبة في الدين
الداعي الى سبيل الله يتحول الى ساعي في سبيل فكر مذهبي اذا اراد ان يستخدم منبره او مقعده في اظهار عيوب الاخرين والدفاع عن عيوبه .. فيتحول الدين الى موصوفات سالبة يتحرك فيها ذوي النوايا المضادة للدين . او ذوي النوايا المذهبية المتطرفة .
اذا كانت كل الدعوات موجهة لخطباء المنبر وذوي المقاعد الفضائية فان طرحنا يعالج القاعدة الجماهيرية التي تجعل من نواقص فن الكلام في الطرح الديني نقطة للهجوم على الدين نفسه .
ذلك يعني ان طرحنا لا يدافع عن كثير من الحالات السالبة في الخطاب الديني بل يعني عدم استخدام سالبات الخطاب الديني منقصة في الدين !!
اذا كان احد الاطباء يخطأ في العلاج فلا احد ينهض لتقويض علوم الطب .. واذا اخطأ المهندس تبقى علوم الهندسة في رفعتها ... واذا اخطأ الداعي لسبيل ربه فان تلك منقصة في الدين كله ..!!
تلك هي المعاول التي تفعلت منذ بدايات القرن الماضي عند احتلال غير المسلمين لارض المسلمين حيث تفنن المرحبون بالاجنبي في فنون عدة في كشف منقصة في رجل الدين لتكون منقصة في الدين نفسه .
تلك المعاول هشمت قدسية الدين حين الحقت تلك القدسية بشخصية المتدين وجعلت من مضامين الدين رجاله .. تلك كانت معاول الخفاء الفكري في بدايات القرن الماضي التي استخدمت ضد حكام الدولة العثمانية وتحولت نحو رجال الدين والمتدينين .
الصحوة من تلك المسارب الفكرية تؤتى ثمرة ترجى بين يدي اولادنا ليقوم الفصل بين الدين والمتدينين ... يبقى الدين في رفعته وان اساء المتدينون !!!
تلك ثقافة في زمن معاصر ... لتسوير العقيدة بسور قدسي لا تمسه اخطاء المتدينين وخطباء الخطاب الديني ،
من وجهة نظر اخرى
يترنح الخطاب الديني بين المسلمين مثخنا بجروح الخطباء فيه من خلال انفجار مفاجيء في وسيلة الاعلام المرئية في الفضائيات ومن خلال الشبكة الدولية للاتصالات ومواقع الخطاب الديني .
الطروحات الدينية التي يتصدى لها خطباء الدين فقدت عصريتها فهي مجترات كلامية بعيدة عن حضارة معاصرة .. وان وجد الخطيب الواعي لها رقيا عقلانيا فان اذان السمع مفقودة ويبقى الطرح الديني لا يعبر دوحة المنبر او حرم الجامع ...
في المواقع الالكترونية بدأت صنوف من الشتم المتبادل تظهر بشكل ملف للنظر وتتركز الشتائم من الجمهور ضد رجال دين ومفكرين اسلاميين
لم تقف الشتائم عند حد رجال الدين بل شملت العقيدة نفسها سواء كان الشتم بين معتقدين مذهبيين او شتائم ضد الدين بصفته المتطرفة وتعدت الشتيمة سقف الطروحات الدينية الى المعتقد الديني نفسه .
ولم تكن الشتائم ضد رجال الدين بل كان بعضا من رجال الدين قد لبس ثوب الشتيمة ونزل الى حلبتها فاصبح الوصف اكثر قساوة
لا يمكن لكلمات منشورة ان توقف الشتائم او توقف تبادلها ولكن البيان في معرض الحاجة الى البيان تكليف شرعي يلزم كل مكلف .
الحاج عبود الخالدي
تعليق