مقدمة في الصوت والعقل وصحة الانسان
من اجل بيان قرءاني مفقود علميا
من اجل بيان قرءاني مفقود علميا
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرءانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الأَعراف 204)
البشرية في زمنها المعاصر خاضعه لطيف اعلامي موحد المنهج وان اختلفت بعض الاهداف الا ان التعليم الاكاديمي الموحد الطيف والاسلوب بدأ مع بدايات التنظير للدوله الحديثه وتحول الى منهج فعال وراسخ مع قيام الثورة الفرنسية في جمهوريتها الاولى وانتشر في بقاع الارض موحد الطيف والمنهج بدءا من التعلم الابجدي وصولا الى اعلى قمم التعليم ومؤسسات صناعة وبثق العلم وواضح جدا ان دستور ذلك المنهج قد كتب بحبر واحد ومن محبرة واحدة !! وفي كل ارجاء الارض
لم يكن لـ الصوت اي حضور اكاديمي علمي في كونه واحدا من مظاهر الخلق له اثر سلبي او ايجابي في صحة الانسان واستقرار مملكته العضوية (جسده) سوى بعض المحاولات التي استخدمها الطب النفسي في معالجة الاحتقان النفسي بوسيلة سماعية (الموسيقى) الا ان ذلك النهج اختفى مع جيل السبعينات واصبح العلاج النفسي دوائي الصفة والمنهج والاكثر من ذلك هو خلو المدرسة الاكاديمه من اي رابط (علمي ممنهج) بين الصوت وصحة الانسان العامه سوى بعض التقارير التي حاولت كشف الغطاء عن بعض الحقائق الا ان تلك النتائج ضامرة ولم تر نورا ساطعا في اكاديميات العلم ومؤسساته ولم تمتلك منهجا اكاديميا له اركان او مقومات نافذة ونذكر هنا بعضا منها
في احدى الولايات الامريكيه انهارت بناية متعددة الطوابق ضمن مجمع سكني من عدة بنايات نفذتها شركة بناء واحدة وحصلت وفيات واصابات كثيرة بين سكانها وكان سهم الاتهام موجها للشركة المنفذة والتي نفذت المشروع قبل قرابة ربع قرن ورغم ان محامي الشركة قد عرض كافة اوراق التنفيذ الاصولي للبناء عند تنفيذه مرحلة بعد مرحلة مشفوعا بالفحوصات الرسمية للخرسانه ومعايير البناء المصادق عليها رسميا الا ان هيئة المحلفين كانت تميل لاتهام الشركه وحين عرض محامي الدفاع ارجوزة كلامية ثقيله على اسماع الهيئة قائلا (ان التمسك بادانة الشركه يعني ضياع السبب في وقوع البناية ويعني ان هيئة المحلفين ستكون مسؤوله عن اي انهيار مماثل !!) .. شكلت لجنة علمية للبحث والتقصي عن الاسباب فوجدت ان خرسانة تلك البنايه مشققه مجهريا (هشة) وعند مقارنتها بالبنايات الاخرى لم تر تلك الظاهرة وكانت الخرسانه صلده ومستقره وحين البحث عن الفارق بين تلك البنايه المنهارة وزميلاتها اتضح ان القبو في البناية المنكوبه كان دارا لـ (الديسكو) ولسنين طويله !! ثبت لدى لجنة من علماء الفيزياء ان اصوات الديسكو العالية كانت سببا في تصدع صلادة خرسانة تلك البناية . على اثر تلك الحادثة اصدر محافظ تلك الولاية قانون محليا يمنع فيه نوادي الصخب ان تكون في منشئات خرسانيه او متعددة الطوابق لان الصوت كان سببا في تلك الحادثة .
في تقرير امريكي اكاديمي ذكر ان قامت مجموعة علمية بوضع مصدر صوتي مزعج (صخب) في قاعة دواجن لانتاج بيض المائده لفترة محددة فلوحظ انخفاض معدل الانتاج وصغر في حجم البيض !! ومن ثم اعتمد فريق البحث وضع موسيقى في نفس القاعة ولمده زمنيه مماثله وجد زياده في معدل الانتاج عن جدول الانتاج قبل التجربة ووجد ان حجم البيضة المنتجة قد سجل تزايدا .. الصوت كان هو السبب
النحالون يدركون ان خلايا النحل حين تكون بالقرب من شارع رئيسي مليء بكثافة من السيارات فان انتاجها ينخفض او تتهالك الخلية وتضمر .. الصوت هو السبب
الاطباء يعلمون ان الصوت الصاخب سببا في التوتر والتوتر يعني فسلجيا ارتفاع في هرمون يسمى (الادرنالين) وهو هرمون يسمى ايضا هرمون الازعاج ويتسبب في اضطراب وظيفي لبقية الهرمونات العامله في الجسد .. الصوت هو السبب
في دراسة المانية بريطانية مشتركه شارك فيها علماء متخصصين وجدوا سريريا ان الضوضاء الشديدة والصخب سببا مباشرا في ارتفاع ضغط الدم وقد اكتشف السبب بداية في الصدفة على يد طبيب الماني واعلن الظاهرة على مؤسات كان قد سجل معها زماله في بريطانيا والمانيا مما دعاهم لتشكيل فريق بحث اثبت باليقين ارتفاع ضغط الدم بسبب الضجيج ... الصوت هو السبب
في معايير استخدام مكبرات الصوت في الاماكن العامة والخاصة تشترط السلطات المعنية ان يمنع استخدام وحدات مكبرات الصوت التي تزيد عن 5 واط وعندما تزداد القدرة الصوتيه عن 5 واط فيستوجب رفع مكبر الصوت حتى تصل تلك المعايير الى رفع مكبر الصوت ذو 20 واط على اعمده لا تقل عن 16 ـ في الاماكن المفتوحه و 20 متر في الاماكن المسقفة .. لان الصوت المرتفع يؤذي الانسان الذي يعتبر كتلة عضوية فعاله لها قوانينها الطبيعية .
قدم احد العلماء بحثا على شريط وثائقي اظهر فيه ان النباتات ومنها (زهور الزينه) حين تكون في اجواء هادئة تنتج وردا رائع الصورة واللون والمعطر منها حسن العطر وبالعكس حين تكون شتلات تلك الزهور تتعرض لـ صخب فتبدأ بالضمور بشكل كان واضحا في ذلك الفلم .. الصوت هو السبب
الانسان يدرك بشكل لا يقبل الشك ان حلاوة الصباح في سكونه وصوت الطيور والعصافير المغردة !! ذلك لان ضجيج الحضارة يخفت نسبيا في الصباح ومن ثم يبدأ بالتصاعد اثناء النهار .. من تجاربنا كنا نستخدم سماعة الطبيب لسمع الاصوات على مقطع المنيوم لشباك المختبر وكنا نسمع الضجيج على شكل صوت الحرف (ش) وله شده عاليه واكثر الاوقات انخفاضا هو في الساعة الرابعة صباحا وبشكل يتصاعد كلما دخلنا في النهار وذروته لغاية المساء ويبدأ بالتناقص بعد الثانية عشرة ليلا
الانسان (لنفسه على نفسه بصيره) وهو يدرك ان الضجيج يزعجه كثيرا وفي احيان كثيره يسبب له صداع في الرأس
فطرة الانسان تدرك ان الضجيج يؤثر على المرضى الراقدين في المشافي لذلك تنتشر لافتات طلب الصمت في ممرات وغرف المشافي وكذلك الناس في بيوتهم يمنعون الاصوات ان كان لديهم مريض (اي مرض)
الانسان يدرك بفطرته ان الاصوات الضخمه تسبب له الهلع وقد تصل لحد الاغماء (فقدان الوعي) وتلك الظاهرة معروفه في بلدان تكثر فيها الانفجارات
الانسان يدرك بفطرته ان صوت الاطلاقات النارية مفزعة وترعب الاطفال اكثر من الكبار لان نظم السيطرة على هدوء الانسان العقلي عند الصغار لا تزال غضة
الانسان بفطرته يدرك ان ارتفاع صوت من يحدثه يزعجه بقدر ما كان مرتفعا الا انه ظلوما جهولا فيستخدم مكبرات الصوت
النقاط اعلاه طرحت على انها متحسسات عقلية يدركها كل حامل عقل وليست وثائق اكاديميه عليها تواقيع ملونه او اختام دائرية او مستطيله لان العقل هو من يصادق وليس الوثائق الاكاديمية التي تخفي اكثر من ما تعلن ولعل مؤسسة (حرب النجوم) و تدخلات المخابرات الامريكيه في البحوث العلمية اكبر دليل يجعل الباحث يبحث في مجسات عقله اولا لان الثقة بالوثائق الاكاديميه تشوبه ضبابيه غير حميدة وعليه ان يعتمد على قدراته العقلية ليصل الى حقيقة تنفعه وتكون رحمة له كما جاء حكمها في دستور القرءان
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرءانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الأَعراف 204)
اذا قريء القرءان يصدر القاريء صوتا (بداهة فكرية) فاذا استمع المستمع وانصت فان (علة تقوم لها ماسكه تشغيليه) وهي في (لعلكم) وفيها حاوية رحمه (ترحمون)
انها نقطة بداية لفهم نظم الله وسننه في الصوت اولا وفي القرءان ثانيا ليتقوى الانسان خصوصا في زمن الضجيج فكل شيء حضاري يعمل بالوقود او بالكهرباء يصدر صوتا غير حميد المسامع والله برحمته جعل القرءان فينا لينذر من كان حيا ويبشر المؤمنين (طالي الامان)
مصير نقطة البداية سيكون بحجم الاهتمام والمتابعة من متابعي هذا المعهد ذلك لان الساعي يضاعف سعيه عندما سعيه يرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق