الانصات لصوت القرءان
تدبر القرءان من اجل بيانه والاهتداء لـ احكامه
تدبر القرءان من اجل بيانه والاهتداء لـ احكامه
قد نتصور ان الاستماع لـ القران والانصات له حالة واحدة او متشابهة الا ان الزامية عقولنا في تدبر القرءان تـُنـَحي الفكر منحى مختلف
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } (سورة النساء 82)
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (سورة محمد 24)
اذن نحتاج الى منقلبات فكرية (قلوب مفتوحة) غير مقفلة لغرض رفع الاختلاف الظاهر في عقولنا في (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) فمن يستمع الى محاضرة مثلا فهو ينصت لها بالتبعية ومن ينصت في محاضرة فهو يستمع اليها
لفظ (أَنْصِتُوا) من جذر عربي هو (نص) ومنها نص القرءان او نصوصه الشريفة وذلك الجذر العربي له تخريجات عربية على عربة عربية لا تزال تستخدم في منطق الناس (نص .. ينص .. نصا .. ناصي .. ناصية .. ناصيات .. نصية .. نواصي .. مناص .. منصة .. منصوص .. منصات .. تنص .. نصت .. انصات .. انصت .. ينصت .. انصتوا .. انصتت ....
لفظ (نص) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية متنحية تبادلية) مثل قراءة نص فالصوت يكون فاعلية متنحية تبادلية مع موضوع الصوت مثل بيان المحاضر في محاضرة او (فاعلية متنحية تبادلية ايضا) مثل الصوت وهو (فاعلية متنحية) تبادلية ايضا الا انها مختلفة التكوين فالاستماع يكون لتبادلية البيان بين الملقي والمتلقي والتنصت يقيم تبادلية الفعل المتنحي (الصوت) من الملقي الى المتلقي فالاستماع تبادلية بيان والانصات تبادلية صوت بين حنجرة المتكلم واذني المنصت
يمكن ان نضع بعض الامثله لفهم المدرك العقلي لـ الانصات .. والاستماع ومنها
الاستماع للموسيقى لا يقيم بيان بين الموسيقى وسامعها الا قليلا نادرا اما الانصات للموسيقى فهو خالي من البيان بل تلقي الصوت فقط
لفظ (سمع) يعني (نتاج فاعلية غالب التشغيل) فنحن نسمع بغلبة فاعلية (غصبا عنا) لان احد منا لا يستطيع اطفاء اذنيه فاذا كان الصوت للبيان لمعرفة الاشياء من صوتها كان تكون الفاظ او صوت مطرقة او صوت منبه سياره او حيوان الا ان الموسيقى هي صوت لا يعلن عن شيء فينصت لها السامع ولا يحلل صوتها في عقله الا اذا كان موسيقيا او من المهتمين بفن الموسيقى
في دوائر المخابرات والامن في كل دولة مؤسسة او مؤسسات لـ التنصت على الاتصالات (اصوات ورسائل) حيث مهمتها مهمة (انصات فقط) اما تحليل مكنون ما تنصتوا عليه فهو سيكون من مهمات اقسام اخرى وليس من مهمات قسم التنصت !
من ذلك الترشيد الفكري (تفكر) + (تدبر) نستطيع ان ندرك وظيفة الانصات للقرءان فهي لن تكون لغرض تبادلية البيان بين القرءان والعقل بل لتبادلية (الصوت) بين العقل والصوت لان الصوت (حين يسمعه السامع) يتصل بالجملة العصبية مباشرة عبر متحسس الاذن ويسري على شكل موجة عصبية لها وظيفتها (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) اي ترحمون في ما اعتل في اجسادكم
القرءان المقروء على ءالات التسجيل لا يحمل ذلك الطيف الصوتي الطبيعي الخارج من حنجرة القاريء فهو غير مشمول بعملية الانصات وقد يكون مشمولا بعملية الاستماع (تبادلية البيان بين العقل والقرءان) حتى في مجالس العزاء فان صوت مكبر الصوت لا يتفاعل مع صفة الانصات لان الصوت ليس من حنجرة القاريء بل من دوائر الكترونية لا تقيم قيمومة موج صوتي تكويني كما هي الحنجرة
ذلك الترشيد الفكري يرتبط بتكوينة الاية الشريفة التالية :
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (سورة الإسراء 82)
فمن ينصت لصوت القرءان الصادر من حنجرة بشرية يحصل على ذلك التنزيل الشافي ان انصت له انصاتا تكوينيا مكتمل الاركان ولكن الظالمين ليس فقط لا يستفيديون منه بل تحصل لهم خسارة فوق خسارتهم (وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)
اذن هنلك شروط لـ الانصات لـ صوت القرءان لنحصل على رحمة لعللنا (وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فاحتواء الرحمة تأتي من خلال الانصات او الاستماع المقرون بالانصات وتنزل على المريض (غير الظالم ) تنزيلا والظالم يزداد سوءا بعلته فاقدا محتوى الرحمه وزيادة له في الخسران
اركان تلك الرحمة الالهية صعبة جدا ولا يفلت احدا من ظلم نفسه ذلك لان القرءان تم تحريك الفاظه وحركات اللفظ تعني اختلاف الموج الصوتي وقد جاء في القرءان منع تحريكه
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } (سورة القيامة 16)
يمكن لاي فيزيائي متخصص بتقنيات الصوت ان يكشف بشكل تقني الفرق بين نص القرءان بحركاته المعهوده في المصاحف ويفحصها كلمة كلمة سيجد الفارق الكبير في صوت القرءان بدون حركات !! وهنلك اختلافات جذرية في الفاظ القرءان من خلال البصمة اللغوية التي ادخلت عليه على مر التاريخ مع العلم الاكيد ان قواعد اللغة العربية استحدثت بعد منتصف القرن الثالث الهجري فهي لم تكن من تكوينة تنزيل القرءان على المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
الاستشفاء بصوت القرءان يذهل العقل والاستشفاء بتطبيقات البيانات القرءانيه الخاصة بالشفاء تعلو سقف علوم العصر باعلى هامات علماء العصر لو اجتمعوا على مر قرون من الزمن
عند الانصات للقرءان لا يحتاج غير العربي لغة عربية ليحصل التنزيل القرءاني في عقله بل يهديه القرءان للتي هي اقوم بموجب نظم كونية متينة وقاهرة خلقها الله سبحانه في ام الكتاب الذي كتبه الله في الخلق وقد ارانا الله اياته في عدد متكرر من البشر اتصفوا بانهم يحملون القرءان في عقولهم بلا حفظ او تعليم وقد ظهر كثير من اولئك الاشخاص على شاشات التلفزيون وفي المجتمعات البسيطة والقروية ولم يكن للتلفزيون حضور جماهيري
غير العربي ملزم بقراءة القرءان في صلاته المنسكية الزاما بعربيته الا انه يسمع صوت القرءان من حنجرته هو وهو يصلي لان الصلاة لا تقع بلا صوت فتكون صلاته واجبا عباديا عليه لرحمته من رحمة الهية اعدها له ولمن يصلي (وان كان عربيا) ولا يفقه بيان القرءان في صلاته !
{ قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا } (سورة الإسراء 110)
الازمة القائمة فينا ان صوت القرءان قد تعرض لترسبات زمن طويل الامد تلاعبت به الغفلة واعداء الاسلام ورغم ذلك فان ذكره محفوظ ومن ذكره يقوم بيانه فلن تستطع الايادي الاثمة والغافلة من طمس ذكر القرءان لانه محفوظ بامر الهي
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (سورة الحجر 9)
الانصات للقرءان يعني (صمت العقل) وتشغيل اداة السمع (الاذنين) فقط لاستلام صوت
القرءان ليمر عبر الجملة العصبية فيفعل فعله (العظيم)
القرءان ليمر عبر الجملة العصبية فيفعل فعله (العظيم)
ذلك الوصف ينطبق على غير العربي وهو يستمع لـ القرءان لانه لا يدرك بيانه بل يستلم فيض صوته كمخلوق
الرقيا بالقرءان ترتبط بالبيان القرءاني اعلاه (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرءانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ورغم ان الناس الناسين قد ظلموا انفسهم بنسيانهم الا ان الله الذي كتب على نفسه الرحمه لم يجعلهم خارج رحمته رغم عدم قيام قيمومة الانصات للقرءان بسبب اختلاف القراءة المحمل بالحركات اللغوية وقد وعد الله عباده شيئا لطيفا لانه لطيف بالعباد
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } (سورة الأنبياء 94)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق