الجان بين كتاب الخلق والقرءان
من اجل علم قرءاني يقرأ
القرءان (خارطة خلق) فهو بتكوينته يقيم فاعلية ذكرى مختلفة ولا تشبه مثلا فاعلية ذكرى نيوتن او ارخميدس او انشتاين او غيرهم لان فاعلية ذكرى القرءان تكوينية الخلق فـ للقرءان وحي { وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرءانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا } وله تنزيل في العقل { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } وتلك الفاعلية التكوينية لها جذور (متعددة الذكرى) ولن تتعامل منهجيا مع ظواهر الخلق كما اقره الفيلسوف (ديكارت) عندما اعلن ان العلم يقوم حين تؤثر ظاهرة بظاهرة اخرى مع ربط علاقة السببية بينهما وهو قانون ثبت وسرى في مسار مؤسسات العلم الحديث الا ان القرءان ذي الذكر يقيم قيمومة علمية مختلفة عن مدرسة العلم المادي بمراقبة الظواهر عندما ترتبط خامة الخلق كلها ببعضها وليس من رابط خاص بين ظاهرتين فقط ونقرأ ذلك في العلم لنرى ان العلماء يتعاملون مع الشمس كظاهرة فيزياء ومع القمر ظاهره فيزياء مختلفة الا ان القرءان يقرأ مجمل ظواهر الفلك كظاهرة واحدة او متفرقة ويربطها بمجمل الخلق الاجمالي ربطا تكوينيا
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } (سورة الحج 18)
من ذلك المنحنى الفكري المنعزل عن منهجية البحوث العلمية المعاصرة عزلا منهجيا نرى ان حقائق الخلق حين يراد النظر اليها لا بد ان يكون الناظور متجها وجهة واحدة نحو مفعل ذلك الخلق وهو الله وبالتالي يكون الباحث القرءاني قد امتلك ناظورا يرى الحقيقة بيقين مختلف عن نواظير العلم الحديث
وفي ذلك الناظور المنعزل عن منهج العلم الحديث نرى :
الهالة الحياتية التي اكتشفت في الانسان وبعدها شوهدت مصاحبة لكل كائن حي في حيوان او نبات او ثمر او في مستعمرة خمائرية فـ اينما توجد الحياة (الايض الخلوي) توجد لها هالة مشعة عرفت على انها اشعاع مجهول التكوين يعلن وجود الحياة وكثير من الناس يرونها بشكل مباشر وصنعت لها مؤخرا اجهزة تقنية تري الباحث تلك الهالة فهي مرئية للبشر وهي صفة لـ (وحدة خلق) مرئية مثلها مثل (صفة التنفس) التي تلازم المخلوق الحي بشكل ملفت للعقل فاينما يحس الانسان بوحدة خلق تتنفس يدرك ان من تحتها حياة ومثلها حين يدرك الانسان هالة الحياة يدرك ان من ورائها حياة وتلك هي وحدوية الناظور العقلي في منهج الباحث القرءاني بما يختلف جوهريا عن نواظير العلماء المختلفة اختلافا جوهريا باختلاف اختصاص العالم الباحث فلكل قسم من اقسام علوم العصر ناظورها الخاص وفلسفتها مع ذلك الناظور وذلك ما لا يتطابق مع منهج الباحث في علوم القرءان كما ننظر الان الى الهالة الحياتيه بناظور واحد يجمع كل مخلوق عضوي يمتلك عنصران
الاول : كل ماده عضوية تمتلك بصمة وراثية ثابتة
الثاني : كل مادة عضوية تمتلك هالة طاقوية مجهولة ـ هالة الحياة
ونقرأ ذلك الناظور العام الشامل الذي يستخدمه الباحث القرءاني بعيدا عن التخصص العلمي المعروف في الوسط العلمي المعاصر ونقرأ في النصوص الشريفة
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } (سورة الحج 18)
{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } (سورة الرعد 15)
فهو ناظور واحد (ألم تر) وفيه شمس وقمر ونجوم وجبال (فيزياء) وشجر ودواب (نبات وحيوان) وكثير من الناس (بشر) وكذلك (ظلالهم) فيما تركوا من ظل نتيجة لحراكهم فيكون جانب مشرق وجانب مظلم (صوب الظل) وكل ذلك مشمول بالسجود حتى المخالفين وهم في العذاب فالسجود هو (فاعلية ربط) تربط كل تلك المخلوقات ربطا مباشرا بمنظومة خلق الله
القرءان ينبئنا بمخلوق طاقوي مسمى في القرءان باسم (الجان) او (الجن) وهنلك سورة مسماة باسمه (سورة الجن)
{ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ } (سورة الحجر 27)
ذلك هو القرءان ذي الذكر يحاكي البشر على مختلف اطيافهم العلمية من بطن تاريخهم العلمي لـ اخر ما اكتشفه عقل الانسان من بيانات وتلك هي سنة القرءان ومنهجيته
{ إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } (سورة الواقعة 77 - 78)
ومن مكنوناته نقرأ كتاب (الجان) في رابط تكويني مكنون في ما كتبه الله في الخلق فكل مخلوق حامل (برنامج عضوي) نرى له هالة طاقوية من نار السموم وحين نقرأ لفظ (نار) في علم الحرف نرى ان معنى اللفظ الحرفية (وسيلة تبادلية الفاعلية) فالنار عنصر من عناصر الخلق تقوم مقوماتها من خلال (تبادلية) بينها وبين المكون الذي ربط وجودها مثل (الوقود) حين يصدر نارا
السموم .. لفظ من جذر عربي (سم) وهو في البناء الفطري (سم .. سما .. سماء .. اسم .. سمي .. مسمى .. مسموم .. سموم .. و .. و .. و ) ألسموم .. في ترجمة حرفية يعني (مشغل مكون) لـ (رابط ناقل ) لـ (تشغيل غالب) اي ان (السموم) صفة فعالة تمتلك مشغل لمكون ربط ينقل التشغيل الغالب .. التغشيل الغالب يعني لا يمكن وقفه او التحكم به ونجد وصفه في (الحمض النووي) فهو (مشغل مكون) اي (مشغل برنامج المخلوق) سواء كان انسان او حيوان او نبته او خميرة وهو (رابط ناقل وراثي) من جيل لجيل وهو يمتلك صفة (تشغيل غالب) لا يمكن التحكم به او وقف مشغله ومخلوق الجان (من نار) (السموم) واصبح لدينا رباطان تذكيريان وهما ان هالة الحياة توجد حين يوجد مخلوق عضوي وان كل مخلوق عضوي يحمل (بصمة وراثية)
لفظ جن في علم القرءاني يعني (تبادلية فاعلية احتواء) وهو ما يذكرنا به كتاب الله في خلقه في العلاقة التكوينية بين الحياة العضوية وطاقوية هالة الحياة ولا توجد حياة عضوية ما لم تكون هنلك بصمة وراثية (حمض نووي) فاينما يوجد الحمض النووي توجد هالة الحياة وهي من (نار السموم) كما وضحنا ذلك في مذكراتنا في السطور السابقة
مذكرتنا اعلاه تربط ربط مبدئي (اولي) لمسرب فكري يقربنا من كينونة مخلوق الجان الذي جاء فيه نص { وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ } فاذا اردنا ان نفهم (من قبل) على قصد الاستباق (قبل وبعد) او اذا اخذناه على قصد (المصدرية) مثلما نقول مثلا (صدر القرار من قبل القاضي) فان المادة التذكيرية ترتبط بالمصدرية كما روجنا لـ (نار السموم) والتي تم ربطها بالبصمة العضوية واذا اردنا ربطها بصفة الاستباق في الخلق فالذكرى لا تتضرر علميا فمن المؤكد ان النباتات قد سبقت الانسان والحيوان في الخلق فالحيوان او الادمي حين خلق لاول مرة لا بد ان يكون هنلك غذاء معد له (قبل خلقه) فالبصمة الوراثية النباتية قد شكلت الهالة الطاقوية قبل البصمة الوراثية البشرية والحيوانية وذلك التخريج الفكري ملزم لعقلانية العاقل
المذكرات اعلاه تفتح صفحة اولى على طريق التعرف على مخلوق الجان من خلال مذكرات القرءان الشريفة بعد ان عرفنا مبدئيا تكوينة ذلك المخلوق الطاقوية ومصدرية تلك الطاقة
نقيم الذكرى (من عقل لـ عقل) ولا نمتلك نفاذ سريان تلك الذكرى في عقل الاخر لان الله يقول
{ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ } (سورة المدثر 56)
الحاج عبود الخالدي قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق