عنصر الزمن بين ماضيه وحاضره
من أجل قابضة تقبض الزمن
الفصل الاول
من أجل قابضة تقبض الزمن
الفصل الاول
حسب نص القرءان فصغيرة الزمن تأتينا بغتـه
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة الأَعراف 187)
لفظ (بغتة) كتب في المصحف بالتاء (ــة) الا ان تكوينة اللفظ بالهاء (ــه ) وليس بالتاء فهي (بغتــه) وفي المصحف كثير من المختلفات مثلها ذلك لان المحدث اللغوي استحدث في القرءان بعد عصر الرسالة الاول وبشكل يقره جميع مؤرخي رسم المصحف الشريف وتنضيده حيث لم يكن علم قواعد اللغة العربية معروفا في الحقبة الاولى من انتشار القرءان في امصار المسلمين ولم يكن لما يسمى بقواعد اللغة العربية اي وجود معرفي او مجتمعي , عندما يقرأ القاريء القرءان فان استمر بالقراءه بعد ان يقرأ (بغتةً) فهو يقرأها بالتاء المنونه وان اراد التوقف عندها فيقرأها بالهاء (بغتــه) لان التنوين والحركات جميعا فرضت على القرءان من اجل تحريك الالفظ وحروفها وكذلك من اجل الحشو اللغوي الذي دخل على القرءان دون اجازة السابقين واللاحقين من حملة القرءان فالتنوين لا يمكن ان يعلو الهاء (ــهً) فجعلوها (ــة) لغرض تنوينها
فهي (بغتـــه) بالهاء وهي تعني في علم الحرف (ديمومة قابض) لـ (محتوى حيز متنحي) فحرف الهاء يعني في علم الحرف (ديمومه) لـ الصفه باركانها او ديمومه لـ الفاعليه
لو تعاملنا مع الذاكرة التي يحملها الفرد فهي في وصف فكري لـ (محتوى حيز متنحي) ولا يفقد صفته المتنحيه الا عندما نستذكره من الذاكره وهو كمعنى يمثل نفس الترجمه الحرفيه لـ لفظ (بغت) وحين تكون دائمه فتكون (بغتــه) , فالطبيب والمهني حين يمارس مهنته انما يستحضر ذاكرته من ماضيه المهني (حيز متنحي) ليفرغها في حاضر مهنته بشكل دائم فالمطرقه التي يطرق بها النجار مسمارا في صنعته انما استخدم ذكرى لفاعليه قد مضت (تنحت) في تلك الممارسة فقبضها في عقله (مهنيه) ثم استخدمها في حاضر يفعله المهني فكان سعيه وهو يطرق المسمار متصلا بماضيه وما حمل فيه من محتوى لحيز متنحي في الماضي يسقط في الحاضر فيتمم غرز المسمار بشكله الصحيح المهني
عندما يباغت المهاجمين عدوهم فذلك يعني انهم يهجمون على عدوهم دون ان يحس عدوهم بهم اي ان (محتواهم القتالي متنحي الحيز) كأن يهجمون في الظلام او يأتونهم زحفا ليباغتوا عدوهم (بغته) ومثلها حين تبغت الساعة الساعي في حاضره فان ماضيه ينصب في حاضره فيبغته (مباغته) وهو لا يدري انه استخدم ماضيه (ما اعتاد عليه) ففي مثلنا مع النجار اعلاه نراه يستخدم ماضيه في حاضره وهو لا يدري انه ارتبط بماضيه حين استحضر مهنيته الماضية في سعيه الحاضر ومثله من يكتب رسالة على قرطاس بالقلم فهو انما يستنفذ ومضة زمن يكتب فيها ما يكتب بغته عنه يوم تعلم القلم فهو لا يعود بماضيه الى ما تعلم من كتابه بل يكتب وهو لا يدري ان ماضيه قد حضر في حاضره وهو يكتب !! مثله حين يقوم التلميذ باداء الامتحان التحريري فانه يستحضر ماضيه في حاضره بشكل مباغت ويتحول الى فطرة قلم يكتب به في عنصر زمني حاضر اصله من عنصر زمن مضى حين درس درسه واتقن فهمه الذي اودعه في ذاكرته مرتبط بزمن يوم نشأ الفهم وهو انما يستعيده في زمن امتحانه بغته
تلك الـ (بغتــه) تمتلك ديمومه بدلالة حرف الهاء وبدلالة ما ضربنا من امثال فطرية في السطور اعلاه وتلك الدلائل الفطرية ملزمة لحامل العقل وهي صفات يدركها كل عاقل بلا استثناء شرط ان يتنازل العاقل عن ثوابت معرفيه غير علميه بخصوص بيان لم يثبت علميا ان الذاكره في مكان ما في الدماغ او جزء منها في النخاع الشوكي لان المتمسك بتلك المعرفة الباطله غير قادر على ان يوائم عقلانيته مع هذه السطور الحرجه , من ذلك الحراك الفكري يقوم استدلال ان الماضي يقوم في الحاضر بكينونته حين يمارس الساعي فعلا من اي نوع
الفارق البحثي الذي قد يفرق بين القاريء وما تحاول هذه السطور ان تبرزه لمرءاة العقل كما قلنا اعلاه يقع في بيان مكمن الذاكره فالناس قديما وحديثا يعتقدون ان الذاكرة تكمن في موقع ما في الدماغ او في الحبل الشوكي في الافعال الانعكاسية مثل حركة الاقدام او عندما يمارس الانسان ركوب الدراجة الهوائية فهو يدير قدماه بتناسقيه رائعة دون ان يفكر او ان يعتصر دماغه ليفعل فعله في تدوير عجلته الهوائيه ومثله بعض الحرفيين حين يمارسون حرفتهم وادمغتهم خالية من التفكير او التركيز فيما يفعلون .. تلك الصفة يسميها علماء فسلجة الجملة العصبية بانها تصدر من الحبل الشوكي وعجبا ما قالوا فهم لم يثبتوا ان مركز الذاكرة يقبع في مكان ما في الدماغ ولكنهم يدعون ان (الفعل الانعكاسي) من مصدر ذاكره اخرى يكمن في الحبل الشوكي !!
لن ندعي باطلا ان علماء العصر عجزوا عن تحديد مراكز الذاكره الا ان تلك حقيقة يعرفها ذوي الاختصاص فمنهم مثلا العالم (بافلوف) الذي قال ان مركز الذاكرة في القشره المخيه ورسم خارطة لتلك الذاكرة في تلك القشره ففصلها كما يتم تفصيل خارطة الجغرافيا فمنطقة للنطق واخرى للمشاعر واخرى للتعرف على الاشياء والاشخاص واسمائها الا ان علماء ءاخرين خلفوا بافلوف اسقطوا تلك النظرية من خلال تجارب فسلجية اجريت على ادمغة الحيوان وانتقلت الى مظاهر تم التعرف عليها عند الانسان في حادثة مشهورة عن جندي امريكي في حرب فيتنام اصيب بشضية في رأسه اتلفت منطقة ذاكرته الخاصه بالاشكال والاسماء فاصبح بعد شفائه نسيجيا لا يعرف اهله ومن يكون هو وبقي عشر سنوات فاقدا لتلك الذاكرة وفجأة بدأ يتذكر نفسه واهله فظن المختصين ان تلك المنطقة التي حددها بافلوف والتي شاهدوا تلفها نسيجيا قد شفيت وبما ان مؤسسة بحثية متعاقده معه على الكشف الدوري لـ دماغه من اجل العلم فقاموا بفتح قحف الجمجمة ولاحظوا ان تلك البقعة التالفة من القشره المخية لم تشفى ولا تزال على حالها من التلف النسيجي ولكن منطقة اخرى من قشرة الدماغ تحفزت لتقوم بوظيفة الذكرى لـ الاشكال والاسماء في الذاكرة ومنها تذكر اسمه واسم عائلته ومن ثم تعرف على اشكالهم وكان التساؤل الكبير (اين هي الذاكرة الام) التي استطاع ذلك الفاقد لذاكرته استعادتها ؟؟ وكيف استعادها .. وجوابنا هنا هو ان الذاكرة تقبع في عنصر الزمن كما نفصله في هذه المذكرات الحرجة على حملة المعرفة !
قال ءاخرون ان مستودع الذاكرة يقع في (اللوزة المخية) ولكنهم لم يستطيعوا ان يثبتوا قولهم ففي عمليات جراحة الدماغ عندما يرفعوا اللوزة المخية يصبح الانسان كالحيوان لا يمتلك عقل اساسا وليس ذاكرة فحسب
اذا تحولت مراصد الباحث الفكرية نحو رصد الذاكرة في عنصر الزمن فان تحولا علميا كبيرا يناله الباحث ويدفعه الى كينونة الزمن ويمكنه إن شاء عبور سقف علوم العصر وما نحن الا في الف باء تلك المحاولة ولا نضمن استمرارها لوحدنا لاننا لا نمتلك بقية زمن يكفي لاستكمال هذه المهمة لانها تحتاج الى جهد فكري وتجريبي ذا حجم كبير لانها تتحدى عملقة علمية خرساء في موضوع عنصر الزمن
في مثل مفترض لو كان ثلاثة اشخاص يجلسون على طاولة واحدة احدهم هندي فرضا والاخر فرنسي وءاخر عربي يعرف لغة كل من الهندي والفرنسي بشكل متقن فانه يصلح ان يكون مترجما بين الهندي والفرنسي رغم انه عربي وحين يستذكر الهندي مفردات لغته عندما يتكلم ويستذكر الفرنسي لغته حين يتكلم فان العربي سوف يستذكر لغته هو وذاكرته المرادفة لـ الالفاظ في الترجمة لكليهما لان الالفاظ عند العربي تنقلب من هنديه الى عربيه ومن ثم تعود لتنقلب الى فرنسية .. ذلك المثل المفترض يوضح ان لكل شخص من اولئك الثلاثة المفترضين رابط خاص بهم مع ذاكرة الزمن الذي يمر في حاضرهم وانهم حين تكلموا ارتبطوا بذاكرة من الماضي تحضر في الحاضر الا ان كل واحد منهم يمتلك رابطه الخاص به في تفعيل ذاكرته من (البغتـــه) التي يبغتها عنصر الزمن في عقولهم
تلك الرؤيا التي قامت على مثل افتراضي نرى مثلها في التطبيق عندما يكون لكل شخص من المعاصرين رابط خاص به بمجمل شبكة الاتصالات وفيها مستودعات ما اختزنته الشبكة من فاعليات مكتوبة او مصورة او مسموعه او فيديوهات بالوان احداثها ولكل مرتاد يرتادها فيها ذاكرة تخصه او تهمه وهو يمتلك معها بصمة دخول تخص حاسبته الشخصية او هاتفه الشخصي الا انها لا تأتيه (بغته) فتبهته لانها من خامة مادية تقنية وليست من عنصر زمني يبغت الحي الواعي .. تلك التجربة الافتراضية مع عنصر الزمن انقلبت الى واقع مادي مثيل في الاتصال الخاص بـ شبكة الاتصالات وفيها ذاكرة تتاح حسب الرابط الذي استخدمه المتصل بالشبكة الدولية مع التأكيد كما هو دائم في بحوثنا ان المثل استحضر للتوضيح ولا يتطابق كينونة بمرابط المخلوقات في عنصر الزمن
من ذلك الحراك الفكري الحذر نستطيع ان ننتقل الى كينونة رابط الذكرى الشخصية بعنصر الزمن لنعرف ما اذا كان ذلك الرابط يتحكم به عنصر الزمن او ان يتحكم به الانسان المتذكر نفسه
في مثلنا الافتراضي لـ الفرنسي والهندي والعربي يمكن ان نرصد بوضوح بالغ ان المترجم (العربي) انما يستدعي ذاكرته عند الترجمة اي انه يستدعي الماضي لحاضره فيكون قادرا على الترجمة بين الهندي والفرنسي وهو ينتقل لثلاث مرابط مع الماضي في مفردات اللغة العربية والهندية والفرنسيه في زمن واحد حين يترجم للطرفين .. ذلك التحكم من قبل (المتذكر) تقوده الجملة العصبية للشخص مثله مثل الحرفي الذي يستدعي ماضيه في حاضره وهو يمارس حرفته ولاصناف مختلفة من مقاطع الزمن الماضي وليس من فسحة زمن واحد لانه حين تعلم حرفته لم يتعلمها خلال ومضة زمن واحدة بل قد تكون حرفته قد امتدت الى سنوات مثل الطبيب الجراح الذي يستخدم ومضات لا حصر لها من ماضيه الجراحي وهو يقوم بعملية جراحية في حاضره بل تحضر ذكرى مهنتيه في عقله بغته !! من ذلك يتضح ان الماضي يحضر في الحاضر من خلال عنصرين فاعلين ,الاول بارادة الشخص والثاني بدون اراده بل بغته ويمكن توضيح ما يجري ان استدعاء الشخص لذاكرته لن تكون بغته الا ان افراغ الماضي في الحاضر هو عنصر المباغته مثل الشخص الذي يكتب على قرطاس فانه يكتب الفاظ تحضر في ذاكرته من ماضيه وهي التي تبغته ومثل تلك الصفة تظهر بشكل مبين عند الشاعر عندما يقول شعرا وعندما يسأله سائل كيف قمت بالشعر سيقول (لا ادري) حيث تحل الالفاظ في عقله ليدلو بها من لسانه
بالقدر المحدود الذي عالجنا فيه رابط عنصر الزمن الماضي بحاضر الانسان من خلال رصد استحضار ذاكرته الماضية الا ان الانسان بطبيعته التي يدركها عقله غير قادر على ادراك ما سيحدث في مستقبله فالذاكرة خالية معرفيا بشكل تام عن اي شيء سيحدث له او امامه خلال ومضة الزمن الاتي الا ان القرءان بنصوصه التذكيرية يربط حاضر الانسان بمستقبله ضمن برنامج دقيق ومحكم كما نقرأ في النص الشريف التالي :
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } (سورة الزلزلة 7)
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } (سورة الزلزلة 8)
العمل سواء كان خير او شر فهو يحصل في حاضر الساعي (الفاعل) الا ان القرءان يربط المستقبل (الزمن الآتي) بالحاضر من حيث النتيجة لا من حيث الذاكرة كما عالجنا الشطر الاول من رابط الانسان بماضيه من خلال الذاكرة لان المستقبل لا يتيح ذاكرة لـ يدركها الفاعل للخير او الفاعل للشر
امام ذلك (التفكر) الذي يحث عليه القرءان (يتفكرون) نستطيع ان ندرك ان الانسان لا يرى الخير وهو فاعله في زمن ءاتي بل يأتيه الخير جاهزا (يره) وهو لا يسهم بفعله بل يوفق اليه توفيقا في زمن يأتي وهو يأتيه بغته ايضا بصفته الحميدة وهو نتيجة لما فعله من خير في زمن مضى الا ان فاعلي الخير يرون خيرا وقد لا يكون من جنس ما عملوا الا ان اتحاد الصفة يقع في صفة (الخير) وهي دائما تقع في حاجة الشخص فمن يمتلك كثيرا من المال لا يرى ان رزق في زمن ءاتي مالا انه خير مخصوص لفعل خير فعله بل يظن ان رزقه من ماسكة وسيلته المعتاده في الرزق وانه يمارس الانفاق من ماله ولا يربطه بخير سابق فعله بل سيرى الخير في شكل ءاخر من الخير الذي فعله ومثل ذلك يدركه العقل البشري جميعا فمن يسهم في نجاة غريق مثلا وهو فعل خير سيوفقه ربه خيرا له مثلا في نجاة ابنه ايضا ولكن لا يشترط ان تكون نجاة ابنه من غرق بل قد تكون نجاة ابنه من حادث سير وهو خير يره فاعل الخير في الماضي , نفس المراشد الفكرية تنطبق على فاعل الشر فهو سيرى في مستقبله شرا (يباغته) ولكن موصوفه قد يختلف عن موصوف الشر الذي فعله في ماضيه
من ذلك الحراك الفكري المستند الى (تحليل فكري) لواقع حال مرئي مرتبط بذكرى قرءانيه من سورة الزلزله يتضح ان ذاكرة الحاضر تقيم رابطا مع عنصر الزمن في المستقبل (اليوم الاخر) وبذلك نستطيع ان نبني قيمومة فكرية في عقولنا ان الماضي يحضر في حاضر الساعي وينقلب الى المستقبل ومن ذلك الرشاد (الاولي) اي المبدئي نستدرك ان الزمن يدور من الماضي الى الحاضر الى المستقبل ويمكن ان نرسم سهما لمسار عنصر الزمن مع افعالنا ان الزمن يدور علينا باتجاه عقرب الساعه فمن حرث الارض ثم بذر بذور القمح وسقاها فهو حاضر يسقط في ماضي ما عمل وفي حاضره اينعت واثمرت بقيمومة زمن مضى وبعد حصادها قام بطحن القمح في حاضره من ماضي حرثه وزرعه ومن ثم قام بشي عجينة الدقيق في الفرن فصارت خبزا في حاضره وحين يأكلها ستكون جزءا من بناء جسده في يومه الاخر فلو عكسنا مسار عنصر الزمن في تلك الراصده من الخبز لغاية حرث الارض ونثر البذور في مسعى ذلك الشخص فان المسار سيكون تراجعي عكس عقرب الساعة وذلك يعني ان مرابط الزمن كانت في البناء التسلسلي تسير مع الساعي باتجاه عقرب الساعة
اذا رسخ مسار تلك الخارطة الزمنية لدي الباحث سيرى ما يخالف ذلك المسار في الخلق ولكنه مسارا فيزيائيا مرتبطا بالزمن حيث يرى ان (الفلك الدوار) يدور (عكس عقارب الساعة) فالارض والشمس والقمر والمجرات والالكترونات وهالة الميزونات تدور بما يعاكس عقرب الساعة ! ونحتاج هنا الى وقفة فكرية نرى فيها رابط ذلك الاختلاف التكويني بين المسارين (سعي الانسان مع الزمن) و (حراك الفلك مع الزمن) فهما يدوران بشكل متضاد ونتسائل هل لتلك الفارقه في اتجاه مسار الزمن نقطة ضوء فكري يمكن ان تساعدنا على استدراج عقولنا لرفع شيء من المجهول عن عنصر الزمن
اذا تصورنا (فكريا) شريطا ممغنط عليه احداث فلم فان تصوير الفلم يبدأ من نقطة تدور على اسطوانة دائرية تدور عكس عقارب الساعة وكذلك الاسطوانة التي يلف عليها الشريط الخام تدور عكس عقارب الساعة ايضا والحدث يدخل على الفلم الممغنط من خلال باثق مغنطي يحول الصورة الى اثر مغنطي يسجل احداث حاضرة ماديا .. فهل حراك المادة الكونيه من الذرات لغاية المجرات تمثل حراك يشبه ءالة التسجيل المغنطي للفلم الممغنط ؟ .. للجواب على ذلك التساؤل نحتاج الى وقفة تأمل فكري اطول من سابقتها !
لو وضعنا تصورا افتراضيا مفاده ان شارعا معبدا يربط بين مدينتين تسير عليه سيارات لشركة نقل متجهة من المدينة (س) الى المدنية (ص) ذهابا وايابا فاذا تصورنا ان سيارات الشركة الذاهبة من (س) الى (ص) هي وحدات من عنصر الزمن وان ركابها هم ذاكرة محموله على تلك السيارات فذلك يعني ان السيارة التي تمثل وحدة الزمن فرضا تنقل شخوصا لمرة واحدة فقط الى المدينة (ص) وتعود كما تعود الذاكرة لحائزها على خادم زمني (سيارات شركة النقل) كما في مهنية المهني في مثالنا الافتراضي اعلاه فهي اخذت مسافرين وفي يوم (ءاخر) سترجعهم الى المدينة (س) التي خرجوا منها في زمن ماضي , حين نرصد مسار تلك الحركة سنجدها معاكسه لمسار الساعة عدا (بريطانيا والهند) وربما غيرهما فهما دولتان (حسب علمنا) يجعلون مسار الذهاب يسارا والعودة يمينا حتى ان مقود السيارة ومقعد السائق يكون على يمين مسار السير , ذلك ليس غريب فهنلك ساعات صنعت تدور عكس عقارب الساعة كان لها وجود في الخمسينات الا انها اندثرت لان فطرة الناس اتجهت الى مسار الساعة من اليمين الى اليسار فاصبحت الساعات المغايرة تراثية فقط
يمكن ربط تلك المفترضات الفكرية بمظاهر علمية تطبيقية مرئية في زمننا ونمارسها بشكل مستمر مثل الشريط الممغنط وبلورة السليكون او بلورة الجرمانيوم وبموجب تقنيات معروفة يمكن ان تحمل ذاكرة ضخمة من الاحداث !! وهي لا تدور كما يدور الفلك الا انها تمتلك الكترونات ونيوترونات وبروتونات في خامتها تتكون من شحنات تسمى ميزونات وهي تدور عكس عقارب الساعة كما يدور الفلك واذا عدنا لفرضنا السابق في بصيرة للشريط الممغنط لوجدنا ان كلا الاسطوانتين الحاملتين للشريط تدوران عكس عقارب الساعة عند تسجيل الاحداث او عند عرضها فنرى ذاكرة (مادية) مستقرة على شريط ممغنط مادي ايضا الا انه متقن بتقنية دواره .. عند تلك النقطة نفترض ان عنصر الزمن يستثمر الكون باكمله وبمختلف ارجائه ويأتينا بمسار يعاكس عقرب الساعة الا ان مستودعاته للذاكرة التكوينية تدور باتجاه عقارب الساعة
الفطرة العقلية تدرك بشكل مبين ان الزمن مرتبط بحراك فلكي (ليل ونهار) وهي دورة الارض حول نفسها وكذلك (شهر قمري) وهي دورة القمر حول الارض او (سنة شمسية) وهي من دورة الارض حول الشمس ومن خلال حركة تلك الاجرام الثلاث نرصد حركتان لـ الارض (حول نفسها + حول الشمس) ولكننا لم نستطع ربط عنصر الزمن من خلال دورة الشمس حول نفسها (لا تدخل في حسابنا للزمن) ودورة القمر حول نفسه كذلك ومن تلك الراشدة الفكرية التي تدعمها المكتشفات العلمية نجد ان عقولنا لا تستطيع ان تدرك حجم فاعلية عنصر الزمن في مساحة لا محدودة للكون المادي باجرامه والاقمار التابعة لكثير من الاجرام كذلك المجرات التي لا تحصى مع ما تحدث به العلم مؤخرا عن (الثقوب السوداء) , اذا رسخ لدى الباحث حجم الكون العظيم ومرابطه التي لا تحصى فان رغبته في ادراك تكوينة الزمن سوف تضيق وتضيق حتى تصل الى اقرب نقطة يمكن ان يرصدها الباحث في الحركة النووية لذرات العناصر التي تمثل خامة جسده هو وجميعها تدور عكس عقارب الساعة وعندها يبدأ الباحث بالبحث عن اقرب المرابط التي قد تنفعه في فهم الخادم الزمني وندفع عقولنا نحو المادة العلمية التالية :
رسخ عند علماء الحراك العضوي (البايولوجي) ان خلايا الجسم في الانسان وغير الانسان تمتلك في نواتها ذاكرة نافذة التفعيل مثل ذاكرة المهني التي روجنا لها في مثلنا الافتراضي وان خامة تلك الذاكرة تشمل البرنامج الوراثي بكامله لحياة المخلوق ولكنها تعطل ذلك البرنامج عدا ما تختص به لـ برنامج العضو الذي تنتسب اليه فخلية الكبد مثلا تحمل ارشيفا كاملا لحراكها البايولوجي للمخلوق الذي تحيا فيه بمجمله الا انها توقف وظيفة الكل عدا الجزء المخصص لوظيفة الكبد في ذلك المخلوق , وفي تجارب اكاديميه لاحظ العلماء ان خلية من لسان ضفدع تم نقلها الى عين الضفدع فبدأت تلك الخلية المنقولة وظيفتها بصفتها جزءا من عين الضفدع مما يؤكد ما ذهب اليه الباحثين في الفسلجة العضوية الى ان خلية واحدة من جسد مخلوق نباتي او حيواني ومن اي عضو منه تكفي لمعرفة كامل البرنامج التنفيذي للفاعليات العضوية لذلك المخلوق وهي كم هائل لا يمكن احتوائه من البيانات المؤرشفة في خلية واحدة وقيل في بعض الموصوفات العلمية ان حاسبات الارض جميعا لا تكفي لتحميل برنامج عضوي لحبة قمح واحده !
اكتشاف الخلايا الجذعية الذي اعلن في الحقبة الزمنية القريبة من كتابة هذه السطور اكد بيانات الجيل الاول من الباحثين في الفسلجة العضوية حيث تعتبر الخلية الجذعية خلية خام تصلح لزرعها في اي نسيج عضوي تالف من المخلوق ونسمع ان تلك الممارسة قائمة لتعالج ما كان صعبا في جيل علماء الامس
ذلك البرنامج البياولوجي العظيم سواء كان في الكروموسومات او الجينات او الاعضاء وصولا لاصغر وحده بايولوجيه مستقله مثل الخليه انما تربط برنامجها ربطا تكوينيا مع عنصر الزمن فعمر الخلايا (زمن) يختلف بين الاعضاء ومن المعروف ان خلايا الجمله العصبيه عمرها يساوي عمر المخلوق كما نرصد بيضة الطير ومساحة زمن الفقس وندرك الاختلاف البرامجي بين المخلوقات فحظانة البيض يختلف بين فصائل الطيور وكذلك زمن الحمل يختلف بين فصائل الثدييات ومن تلك البيانات المعروفة ندرك ان عنصر الزمن يهمين على برامجية تلك المخلوقات ويختلف تكوينيا حسب اختلافها المنهجي التكويني ومثل ذلك الرصد ينفعنا في قراءة تكوينة الزمن من خلال تكوينة المخلوقات وصولا الى علة كل منهجية عضوية اي قراءة المنهج العضوي من خلال هيمنة عنصر الزمن لان حساب عنصر الزمن سهل ميسور بعددات زمنية تكوينة (ايام وشهور) او ساعات ودقائق وثواني .. ذلك ليس طموحا علميا بل هو منهجا علميا نطرح تذكرة منه من اجل توسيع مهمة الباحث ان اراد الجهاد من اجل علوم الله المثلى
في هذه المرحلة من مذكراتنا هذه استخدمنا الامثال القائمة على الفرض التجريبي المرئي وربطنا تلك الافتراضات مع حقائق علميه معروفة ومشهورة فمسعانا غير مبني على فرضيات خيالية بل استخدمنا الامثلة المفترضة كأدوات تساعدنا على توسيع مداركنا لما نريد ان نصل اليه بالبحث لذلك نتسائل تساؤلات كبيره وهو من حق الباحث (اي باحث) وهذه التساؤلات تمتلك صفه غاية في الاهمية ونصها :
هل عنصر الزمن هو (سر الجاذبية الكونية) المجهول علميا جهلا مطلقا ؟!
حيث نرى مساران متعاكسان في المسار لاهم عناصر الخلق في الفيزياء والبايولوجيا وعنصر الزمن
او
هل الفيزياء الكونيه والبايولوجيا والموت والحياة في رابط مزدوج مع الزمن
والاكثر اثارة
هل عنصر الزمن هو سر الخلق الاكبر
هل الفيزياء الكونيه والبايولوجيا والموت والحياة في رابط مزدوج مع الزمن
والاكثر اثارة
هل عنصر الزمن هو سر الخلق الاكبر
مراجع لـ مذكرات قرءانيه ذات صله بخلق الزمن
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق