رجل من أصحاب الكهف ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
البداية كانت برغبة صديق مقرب لي في الستينيات من عمره أراد أن يروي لي رؤيا منام يراها منذ ثلاث سنوات تتكرر معه مرة كل سنة و لم يدري تفسيرها و هي أنه يرى في المنام أن له دارا أخرى مكتملة البناء و مجهزة بكامل تجهيزات السكن و هي غير بعيدة عن داره التي يسكنها في الواقع ... و في الواقع لا وجود لتلك الدار في الموقع الذي يراه هو في المنام و هو لا يملك غير داره التي يسكنها و دار أخرى ورثها عن أبيه تسكنها أخته الغير متزوجة و أمه الطاعنة في السن و لكنها ليست تلك الدار الأخرى التي كان يراها في المنام ... و في المنام كان يرى أنه يقوم من داره التي يسكنها و يذهب ليتفقد داره الأخرى الغير موجود في الواقع و الفرق في هذه السنه أنه رأى أنه جار له لا يعرفه و لم يره في الواقع و هو شيخ كبير كان يربي الغنم في تلك الدار قد فتح باب في الجدار بينه و بين داره فسأله صديقي قائلا يا شيخ لما فتحت الباب في جدار داري و قد أعطيتك مفتاح الباب الرئيسي لتدخل إلى الدار فأجابه جاره أن ذلك كان لداعي تفقد الغنم التي أودعها الجار في داره ... و قد طلب مني صديقي أن أعبر له عن تلك الرؤيا فلم أرد إلا أن أستشيركم في فك رموزها لولا أنني أعتقد أن الدار الأخرى ترمز للدار الأخرى و داره في الواقع ترمز إلى داره الدنيا و لكني لم أفهم المغزى من الجار و الغنم و الباب الذي قام الجار بفتحه في الدار الأخرى لصديقي في المنام و التي أذكر أن لا وجود لها في الواقع ...
و في خضم الحديث عن الرؤى و العوالم الأخرى أخبرني صديقي بقصة حدثت معه مع رجل أعتقد جازما أنه من أصحاب الكهف ... في تسعينيات القرن الماضي اصطاد صديقي طيرا بريا يشبه الديك الرومي أسود اللون لولا أنه أكبر من الديك الرومي حجما حسب وصف صديقي له و لم يرى مثله من قبل حتى أنه لا يعرف له اسما أو نوعا من أنواع الطيور ذلك الطير ... و في صباح يوم السوق الأسبوعي استيقظ صديقي باكرا و صلى الفجر في بيته ثم حمل الطائر بيديه متجها به إلى السوق ليبيعه و قد كانت الطريق إلى السوق فارغة تماما و في مكان في الطريق قريب من مقهى هناك ضهر أمامه على غفله منه رجل في الثلاثينيات من عمره شديد بياض الوجه مع حمرة قليلة في وجهه لا لحية في وجهه أو شارب ( لا شعر في وجهه ) يرتدي على رأسه طاقية بيضاء و يلبس جبة ( قميص طويل ) بيضاء و حذاء أبيض اللون فسأل ذلك الرجل صديقي بكم تبيع ذلك الطير فأجابه صديقي بـ 1000 دينار ... يقول صديقي أن الرجل استدار ثم عاد و قابلني بوجهه و بين أصابع يديه ورقة مالية من فئة الألف دينار جديدة تماما و كأنها لتوها خرجت من المطبعة و لم يلمسها بشر قبله قط ... يقول صديقي أنه امسك بالورقة المالية 1000 دينار و سلم الطير البري للرجل ثم توجه للمقهى المقابل مباشرة و جلس على كرسي و طلب فنجان قهوة من صاحب المقهى و قبل أن يتم طلبه من صاحب المقهى تذكر ما يروى من روايات عن الرهبان الصالحين الذين يخرجون للناس ثم يختفون دون أثر و قال في نفسه أن الرجل الذي اشترى منه الطائر واحد منهم ... يقول صديقي فخرجت مسرعا من المقهى و مشطت المكان و المحيط لكنني لم أجد أثرا لذلك الرجل و كأن الأرض قد ابتلعته في ثواني معدودة ... يقول صديقي أنه لم تتعدى دقيقة واحدة فقط عن بيعي للطائر لذلك الرجل و المحيط كان فارغا من الناس و لم أدري أين ذهب ذلك الرجل ...؟
{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
وجه التطابق بين قصة الرجل الذي اشترى الطائر من صديقي و بين أحد أصحاب الكهف كما يلي
1- العملية التجارية بين صديقي و بين الرجل الغامض وقعت في وسط المدينة في الطريق المؤدية إلى السوق الأسبوعي الذي يباع فيه كل شيء من ألبسة و خضر و معدات مختلفة و فواكه و حيوانات برية و مدجنة ... و صاحب الكهف بعث إلى المدينة
2- الطائر الذي اشتراه الرجل الغامض من صديقي هو طائر بري حتما و بما أنه بري فإن الصفة الغالبة عليه أنه طائر مزكى مائة بالمائة و احتمالية أن يدخل الشيطان في تكوينيته منعدمة تماما لأن يد التربية الإنسانية لم تطأه أبدا لأن صديقي اصطاده يوم السبت مساءا و باعه يوم الأحد يوم السوق الأسبوعي ... و صاحب الكهف أرسل إلى المدينة ليشتري طعاما يشترط فيه الزكاة بعد التدقيق بالنضر المادي للطعام و لا يوجد خير من طائر بري يحقق ذلك الشرط {فلينضر أيها أزكى طعاما}
3- الرجل الغامض اشترى الطائر بورقة مالية من فئة 1000 دينار جديدة و كأنها خرجت من المطبعة للتو لا أدري من أين أو كيف تحصل عليها
4- الرجل الغامض أتم المعاملة التجارية بلطف بدليل أنه لم يفاوض صديقي على ثمن الطائر و قبل بما طلبه صديقي من ثمن ليتم الصفقة التجارية بسرعة قبل أن يشعر أحد بوجوده و حتى لا يشعر صديقي باختلاف ذلك الرجل عن بقية الناس
5- الرجل شاب مكتمل البناء الجسدي تظهر عليه علامات القوة و الفتوة و الوقار على حسب وصف صديقي له
6- الرجل اختفى بسرعة في غضون أقل من دقيقة و لم يعثر له على أثر
7- الرجل اختار الوقت المناسب بعد وقت الفجر بقليل و المكان المناسب الطريق المؤدي إلى السوق ليشتري حاجته قبل أن يتكاثر الناس في محيط السوق و يكتشف أمره
هذه القصة التي رواها لي صديقي جعلتني أعيد فتح ملف أصحاب الكهف لألاحظ : مايلي :
- موقع الكهف هو موقع لا يمكن العثور عليه بالوسائل التكنولوجيا الحديثة ( تكنولوجيا الدجال ) مهما كانت تلك التكنولوجيا متطورة لأنه موقع لا يمكن الاهتداء إليه إلا بدلالة الله عليه ( من يهدي الله هو المهتدي ) و لو كان بمقدور قوى الدجل العالمي العثور على موقع الكهف لسارعوا إلى محاولة تعطيله كما يسعون إلى تعطيل المواقع الإسرائيلية المقدسة .
- موقع الكهف هو موقع تابع للنظام الشمسي في النهار بدلالة ( إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين ) و تابع للنظام الأرضي في الليل إلا أن أصحاب الكهف لا ينطبق عليهم ما ينطبق على الكهف في الليل بدلالة ( إذا غربت تقرضهم ذات الشمال )
- موقع الكهف هي بقعة في الأرض إما أن تكون قريبة من موقع الحدث الذي حدث لصديقي أو أنها منطقة على الأرض تمكن أصحابها القدرة على التواجد في أي بقعة من الأرض يريدون لولا أن لغة الكلام التي تكلم بها الرجل مع صديقي توحي بأنه من المنطقة نظرا للقانون القرءاني الذي يربط لسان المتكلم بموقع المتكلم
- وصف القرءان لأصحاب الكهف بأنهم رقود لا يعني بالضرورة أنهم نيام بل يعني أنهم خارج المؤثرات الزمنية السائدة مثلما يكون من ترقيد الخضر و الفواكه أو ما يسمى بالمخلالات التي يتم تخليلها و في لهجتنا الدارجة نقول ترقيدها كمثل فلفل مرقد أو زيتون مرقد يعمد إلى ترقيده لنفي المؤثرات الزمنية عنه بغرض تخزينه و الاستفادة من لأطول مدة زمنية ممكنة
- فعل الترقيد البشري يحدث في موقع الكهف بتأثير الشمس على المستوى العقلي الخامس ( فتية ) بفعل التزوار في النهار و التي تعني استبدال المؤثرات ... و لنا في فطرتنا الناطقة تسمية قريبة من التزاور الذي تقوم به الشمس و هي تسمية (الزاورة) و غطاء الفراش أو البطانية التي يقوم الناس بتغطيتها على أجسادهم لنفي برد الشتاء عنهم ليكون الإنسان الذي يغطي نفسه بالزاورة قد أمن دفئا بديلا عن البريد الذي يملأ أركان الغرفة أو المنزل أي ما داخل الزاورة دافئ و ما خارج الزاورة بارد ... و على نفس المثال من تزاورت عنه الشمس في موقع الكهف يكون خارج المؤثرات الزمنية الأرضية مثلما من تزور بالزاورة فهو خارج مؤثرات البرد الشتوي
- ما تزاور به الشمس عند مطلعها أي طيلة النهار في موقع الكهف موصوف بأنه ذات اليمين ( قراءات تبادل قوى الجذب) ليقوم الإدراك الزمني للمدركات الزمنية التي يدركها المستوى العقلي الخامس (فتية) و المستعمر للجسد البشري ذي المستويات العقلية الأربعة التي لا تدرك الزمن و النوم خير دليل على ذلك عنما يغيب المستوى العقلي الخامس عن الجسد يغيب إدراك الجسد للزمن ...تلك المدركات الزمنية مرتبطة بالموقع حتما في اعتقادنا فالإنسان على الأرض يدرك الزمن الأرضي لأن يوم الإنسان الأرضي هو دورة كاملة للأرض حول نفسها إلا أن موقع الكهف هو موقع يدرك فيه صاحبه الزمن الشمسي في النهار أي يوم الشمس أو دورة كاملة للشمس حول نفسها و لا يدرك الزمن الأرضي في موقع الكهف نهارا بل يمكن إدراكه ليلا بعد غروب الشمس لمن لم تقرضه الشمس قبل غروبها بما يمكنه من البقاء على مدركاته الزمنية الشمسية
- ما تقرضه الشمس للفتية عند غروبها هو قراءات قوى الجذب الشمسي ليعتبر الفتية أنفسهم تابعين للزمن الشمسي طيلة الليل و ليقوم الفتية بتبادل قراءات قوى الجذب مع الشمس في اليوم الموالي و هكذا
- الاستفادة من موقع الكهف تشترط التواجد في موقع الكهف قبل غروب الشمس للاستفادة مما تقرضه الشمس للفتية في موقع الكهف و من ثم المبيت في موقع الكهف و انتظار مطلع الشمس الجديد ليستفيد أو يدخل الفتى الذي استفاد من قرض الشمس في نظام التزاور الشمسي
- و في الأخير نسأل إذا كان الرجل الذي صادفه صديقي واحد من أصحاب الكهف و إذا كان موقع الكهف ليس قريبا من موقع ضهور صاحب الكهف و إذا كان صاحب الكهف ذاك من السكان الأصليين السابقين للمنطقة و هو قد ءاوى إلى الكهف و بما أن الإيواء إلى الكهف هو إيواء الفتية فهل يعني هذا أن الإيواء إلى الكهف لا يعني بالضرورة التواجد في موقع الكهف بل يكفي فقط إقامة رابط عقلاني مع موقع الكهف للخروج من زمن السعي الأرضي إلى زمن السعي الشمسي كما يكون من إقامة المصلي لرابط مع موقع القبلة في مكة ...
- ملاحظة أخيرة : المنطقة التي اصطاد منها صديقي الطائر البري تسمى ثنية اليهود و هي نفس المنطقة التي حدثتكم عنها سابقا في طرحنا بعثرة القبور أين طلب مني صديقي هذا برقية المكان لاعتقاده بوجود كنز دفين فيها و لما رقيتها ليلا باستخدام ماء المطر ظهر لنا في الموقع ما يشبه نارا بيضاء فضية غير محرقة كلما لمستها ازدادت في الاتقاد حتى أطفأة جذوتها بالطين
http://www.islamicforumarab.com/vb/t4020/#post16571
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تعليق