سر العقل والسماوات السبع السماء السابعة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
في تثويراتنا مع السماوات السبع بصفتها مفصل رئيس من مفاصل الخلق اشار له الله في القرءان وفصل بيانه .. ربط السماوات السبع بمنظومة العقل تتجلى في السماء السابعة التي ورد ذكرها تحت لفظ (الطور)
(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) (الطور)
قيل في الطور انه جبل في سيناء ... !! وفي مثل ذلك القول غياب تام للسان العربي المبين الذي جعله الله صفة ملازمة للقرءان
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء)
نرى اللسان العربي المبين في طور ... وعقولنا معنا ولن نستعير عقول كانت في التاريخ ادت رسالتها في مضامين يومياتها سواء كانت معرفية او عقائدية ...
البناء العربي في لفظ (طور)
طر .. طار .. اطار ... طور .. طير .. طائر .. طيران .. طائرة ... تطوير .. مطر .. مطار .... والتطير .. و ... و ... وبناء عربي يلبي كل حاجة في المقاصد ..
الطير هو ذلك المخلوق الذي يطير في السماء وبنص قرءاني
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:79)
واثارة في العقل ... هل يقصد ربك ذلك الطير الذي نعرفه ..؟؟ اليس الطير يصطاده الصياد ويمسك به ؟؟؟ فكيف (ما يمسكهن الا الله) ... !! تلك اثارة تدير العقل باتجاه معاكس ... ذلك ما يؤكده ربك في القرءان
(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (الملك:19)
الم يروا ...؟ ماذا ..؟ طير فوقهم صافات ... يقبضن ... ماذا يقبضن ...؟ وهل الطيور التي نعرفهن فوقنا يقبضن شيئا ...!! انها رجرجة عقل تساوي ثقل عقل الانسان بكامله ... !!
وما يمسكهن الا الرحمان ..؟؟ وهي صفة الله (رحم + رحم) وهو في صفة تشغيل الصورة واللاصورة (العالمين) وهو عالم + عالم .. ونحن لا نزال في لسان عربي مبين ...
اذا اردنا ان نقرب عقولنا من مقاصد الطير نستطيع ان نقترب .. نقترب من صفة يتصف بها الانسان الا وهي (التطير) وهو احتواء صفة الطير في اللسان العربي المبين
(فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأعراف:131)
التطير في مقاصدنا هو عندما يضع الانسان قانون من عنده يربطه بفاعلية او نشاط ... عندما يخرج الرجل من داره واول ما يشاهد من الناس رجلا كريم العين (اعور) فانه قد يتطير به ويتشائم من ذلك اليوم فيحصل له ما يزعجه ... لقد وضع ذلك (المتطير) قانونا عقلانيا من عنده يربط بموجبه مشاهدة الرجل الاعور (مثلا) بما يحصل من احداث سيئة .. ولكن (طائرهم عند الله) فهل تعيها اذن واعية ..!!
انه قانون الحدث ... انه عند الله .. وما من (طير) .. يقبض .. الا وهو بيد الله سبحانه ... انه الطير .. انه لفظ (طر) اصبح (طير) باضافة ياء عربية تعني في القصد (الحيازة) ...
كتاب ... كتابي ... كاتب .. يكتب .. كتب .. كتيب .. انها (ياء) تدل على الحيازة والحيز للشيء ...
طر ... وسيلة فاعلية نافذة .. ومنها الطائرة .. فهي تمتلك وسيلة فاعلية نافذة .. ومثلها الطائر فهو يمتلك وسيلة فاعلية نافذة وعندما يكون (طير) فهو حيز الوسيلة الفاعلة النافذة ..
هو الطير في مقاصدنا الذي ينفذ بوسيلته من قوى الجذب التي تجره نحو السقوط (الارض) ولكنه بما يمتلك من وسيلة نافذة في (حيزه) فانه يطير فيكون (طائر) ومثله (طائرة) أي حاوية صفة الطيران ... فهي فعلا حاوية .. لا تطير لوحدها .. بل تحوي بداخلها حاوية توفر وسيلة الطيران للانسان والاثقال الاخرى .. فهي ليست (طير) بل (طائرة) لانها حاوية صفة الطيران .. وتلك مقاصد العربي اللسان في حرف (التاء) كما جاء في معالجات سابقة ..
ذلك هو لفظ (طر .. طير .. طور .. مطر)
مطر ... هو مشغل صفة (الطر) وهو (المطر) مشغل الوسيلة الفاعلة النافذة وهي جاذبية الارض لقطرات الماء (نزول المطر) .. انه لسان عربي مبين ... يحمل بيانه معه بلا معجم او قاموس او وساطة تاريخ العربية .. بل بعقولنا التي لا تزال عربية اللسان !!!
طر ... طور ...
الواو حرف يفيد في القصد فاعلية الربط .. (فلان وفلان) فالواو رابطة ... رسام .. رسامون .. الواو رابطة ربط اكثر من رسام ... قل .. قول ... الواو رابط صفة المقال ...
دخول الواو على لفظ (طر) فتكون (طور) فهي في القصد تعني نفاذ فاعلية رابط الوسيلة
فالـ طور هو وسيلة نافذة الربط
ومنه في فطرتنا العربية لفظ (التطور) فهو يعني وسيلة احتواء رابط الوسائل النافذة .. ومنها يقوم التطور ... الصناعي ... الحضاري .. الاجتماعي .. بوسيلة نافذة الربط ...
اعلى وسيلة نافذة في الربط هو العقل لذلك قال العرب ان الطور هو ملكة العقل ... ومنها :
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
فكل مخلوق له وسيلة نافذة الربط .. (ملكة عقل)
تلك هي السماء السابعة .. فما من طائر الا ويمسكه الرحمان (الله) ... واولم يروا الى الطير فوقهم صافات .. (يقبضن) ... وما يمسكهن الا الله (الرحمن) ..
لو امعنا كثيرا بالبيان لاتخذنا موقع المفسرين ... مهمتنا تنحسر في التذكير ... فيلثور كل من يشاء فقد ذكرنا قومن بما ذكرنا القرءان فليذكر من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا يرى فيه العقل
السماء السابعة ... الطور ... حكومة الله .. الرابط الذي يربط كل فاعلية نافذة مهما بلغ حجمها وشكلها وكيفيتها وفي جو أي سماء .. من الاولى حتى السادسة ... !!
(فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:83)
لانه يمسك كل طائر أي (يمسك كل وسيلة نافذة الربط)
وما هي الا ذكرى .. فاذكروا ألاء الله ان كنتم لله عابدين
(فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(لأعراف: من الآية69)
يا ايها الانسان (انس + انس)
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن:13)
في اية عالم الصورة ... واية عالم اللاصورة ... باي منهما تكذبان ..؟؟؟
الحاج عبود الخالدي
تعليق