الأروقة المظلمة في ضياء حضاري
معايير الدين في الخطاب الديني
تزينت المساجد بزينة حضارية وانوار كهربائية فانتهى زمن الشموع وجدران الاجر والطين في جوامع المسلمين ... وتحول الكتاب الى قرطاس جميل مطبوع بمطابع حديثة وغلاف انيق وورق صقيل واصبح كتاب اليوم سمة حضارية واضحة فاختفت قراطيس الجلد وحبر الجاز ومدواة الكاتب وكل كتب الدين وجوامع المسلمين ما هي الا وعاء حضاري يتعامل مع الخطاب الديني الذي يمارسه فقهاء معاصرين تمنطقوا بنظم الدين وهم يبثقون المادة الدينية في كل محفل تلفزيوني ملون او صحيفة او مجلة ملونة او شبكة دولية فيها منتديات دين ملونة الواجهات حضارية الحلل ولكن الراصد للخطاب الديني سيجده من ماضي الدين بكامله ولا يمتلك الدين حاضرا الا حين يتم اعادة احياء المادة الدينية وفق خصوصيتها التاريخية حتى في زي دعاة الدين المرتبط بماضيه
من المؤكد ان الدين قد ثبت ورسخ منذ اربعة عشر قرن ولا يحق لاحد استبداله بدين حضاري الا ان انعطافة فكرية تلقي ضوءا فكريا على فلق الحب والنوى سنجد ان البذرة تنفلق بموجب نظام هو اقدم بكثير من تاريخ ولادة الاسلام في عصر الرسالة واذا رصدنا الزرع في حاضرنا فهو يختلف تماما عن الزرع ايام زمان الا ان فلق الحب في منظومة التكوين بقي في منظومته الا ان نظم الزرع تطورت في زمن معاصر وتم تسخير الكثير من النظم التكوينية لخدمة العدد المتزايد من البشر والحيوان وحاجات تلك المخلوقات الغذائية المتزايدة لتفعيل نظم الخلق ازائها الا الدين بقي في منظومته التفعيلية القديمة وفشلت كل صرخات التفعيل المعاصر رغم الحاجة المتزايدة لتفعيل منظومة الدين بما فطرها الله في نظم ثابتة لا تتغير ... على سبيل المثال فان الاستشفاء بالقرءان بقي كما كان قائما في الزمن القديم ولم يتصدى لذلك النظام المسطور قرءانيا علماء مسلمين لمعرفة علوم (الرقيا) بل بقيت الرقيا كما كانت في زمن مضى وما احوج المسلمين للاستشفاء بقرءانهم ..!!
لم يستطع العلم ان يختزل زمن حضانة الطير في بيضة الطير فبقيت منظومة الخلق ثابتة في تكاثر الطيور الا ان النظم الحضارية اتسعت في تسخير ذلك المخلوق ليكون غذاءا رئيسيا للبشرية التي تزايدت قرابة عشر اضعاف بين زمن بداية النهضة العلمية لغاية اليوم فتعداد البشرية يقترب الان من احد عشر مليار انسان في حين كان التعداد بما يزيد قليلا عن مليار انسان قبل 200 سنه ..!!
المسلمون في استكانة حاضر يغزو اسلاميتهم وهم متقوقعين في ماضيهم ولم يستخدموا منظومة الاسلام لنصرتهم بفاعلية متجددة تتواكب مع صرخات العصر فلبسوا الثياب الحضارية في مجمل التطبيقات المعاصرة على حساب التطبيقات الاسلامية وركنوا لولاية الدولة الحديثة وانسلخوا في اروقة وطنية على حساب ولاية الدين وضيعوا كثيرا من النظم الاسلامية متصورين انها نظم اختيارية مثل نظم تعدد الزوجية فاثخنت مجتمعاتهم بمزيد من العوانس ورضوا بتعليم اولادهم علوما مادية محض على حساب التربوية الدينية ونشطوا في حاجاتهم الدنيوية في معالجات معاصرة على حساب ضمور كبير في تفعيل منظومة الاسلام فما ان يفتتح مركزا لبيع وشراء الاسهم حتى ترى مترفي المسلمين يتهافتون على تداول الاسهم وهم يعلمون صفته الربوية المحض الا ان فقهاء الدين يصرون على تفعيل الربا بموجب ايام زمان اما ربا اليوم المعاصر فهو غير مشمول بنصوص حرمة الربا فانتشرت القروض الربوية وضاع الاسلام وسط المسلمين
السطور ليست لاغراض البكاء او اللطم على الخدود في وصف السوء الذي يعاني منه الاسلام في المسلمين الذي يتهرأ على مساحة واسعة من تطبيقات حضارية معاصرة الا ان السطور تبحث عن معايير حضارية لتفعيل المنظومة الاسلامية من اجل ان يحصل المسلمين على بطاقة النصر الاسلامية في ممارسة ذاتية لا تنظر لحيازة السلاح من اجل القتل فقتل الاخر لا يقيم النصر والنفوس المسلمة قتلت اسلامها فما هي اهمية معركة مسلحة ونفوس فقدت سلاحها ..!!
تفعيل منظومة الاسلام في زمن معاصر هو (المعيار) الاوفى وعملية التفعيل تنطلق من ناصية علمية المادة الدينية وليس من تطبيقاتها القديمة فالعلم المادي كشف الكثير من حقائق التكوين ونظم ومرابط سنن الخلق وبالتالي فان التطبيقات الاسلامية يجب ان تقوم بقيام العلة العلمية للمادة الدينية من اجل ان تكون تطبيقات الاسلام تطبيقات علمية تسهم في ثورة اسلامية معاصرة
الاسلام نعمة إلهية على المسلمين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6)
وعلينا تحديثها
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)
وتحديثها هو حصرا في حداثة تفعيلها ولن يكون النص الشريف (واما بنعمة ربك فحدث) لتعني اعلانها في حديثك مع الناس بل التحديث هو تجديد الفعل من خلال ربطه بسنن الخلق الحديثة فالسفر ليس كسفر الامس وملامسة النساء في يومنا ليس كملامسة النساء في الامس والصعيد الطيب بالامس ليس كصعيد اليوم وتحت كل فاعلية في زماننا تكمن (لماذا ..!!) فكل فاعلية اليوم هي معلولة بعلم مرتبط بسنن الخلق ونظم بايويلوجية وفيزيائية وجميعها تحت مجاهر الانسان وحاجاته العلمية في زمن العلم عدا فاعلية الدين فهي كفاعلية الامس رغم اختلاف الوعاء التنفيذي بين الامس واليوم
اذا عرف المسلمون علل الوضوء العلمية وعرفوا مسبباتها في اتمام النعمة اصبح الاسلام في يوم نصر للمسلمين
من المؤكد ان الدين قد ثبت ورسخ منذ اربعة عشر قرن ولا يحق لاحد استبداله بدين حضاري الا ان انعطافة فكرية تلقي ضوءا فكريا على فلق الحب والنوى سنجد ان البذرة تنفلق بموجب نظام هو اقدم بكثير من تاريخ ولادة الاسلام في عصر الرسالة واذا رصدنا الزرع في حاضرنا فهو يختلف تماما عن الزرع ايام زمان الا ان فلق الحب في منظومة التكوين بقي في منظومته الا ان نظم الزرع تطورت في زمن معاصر وتم تسخير الكثير من النظم التكوينية لخدمة العدد المتزايد من البشر والحيوان وحاجات تلك المخلوقات الغذائية المتزايدة لتفعيل نظم الخلق ازائها الا الدين بقي في منظومته التفعيلية القديمة وفشلت كل صرخات التفعيل المعاصر رغم الحاجة المتزايدة لتفعيل منظومة الدين بما فطرها الله في نظم ثابتة لا تتغير ... على سبيل المثال فان الاستشفاء بالقرءان بقي كما كان قائما في الزمن القديم ولم يتصدى لذلك النظام المسطور قرءانيا علماء مسلمين لمعرفة علوم (الرقيا) بل بقيت الرقيا كما كانت في زمن مضى وما احوج المسلمين للاستشفاء بقرءانهم ..!!
لم يستطع العلم ان يختزل زمن حضانة الطير في بيضة الطير فبقيت منظومة الخلق ثابتة في تكاثر الطيور الا ان النظم الحضارية اتسعت في تسخير ذلك المخلوق ليكون غذاءا رئيسيا للبشرية التي تزايدت قرابة عشر اضعاف بين زمن بداية النهضة العلمية لغاية اليوم فتعداد البشرية يقترب الان من احد عشر مليار انسان في حين كان التعداد بما يزيد قليلا عن مليار انسان قبل 200 سنه ..!!
المسلمون في استكانة حاضر يغزو اسلاميتهم وهم متقوقعين في ماضيهم ولم يستخدموا منظومة الاسلام لنصرتهم بفاعلية متجددة تتواكب مع صرخات العصر فلبسوا الثياب الحضارية في مجمل التطبيقات المعاصرة على حساب التطبيقات الاسلامية وركنوا لولاية الدولة الحديثة وانسلخوا في اروقة وطنية على حساب ولاية الدين وضيعوا كثيرا من النظم الاسلامية متصورين انها نظم اختيارية مثل نظم تعدد الزوجية فاثخنت مجتمعاتهم بمزيد من العوانس ورضوا بتعليم اولادهم علوما مادية محض على حساب التربوية الدينية ونشطوا في حاجاتهم الدنيوية في معالجات معاصرة على حساب ضمور كبير في تفعيل منظومة الاسلام فما ان يفتتح مركزا لبيع وشراء الاسهم حتى ترى مترفي المسلمين يتهافتون على تداول الاسهم وهم يعلمون صفته الربوية المحض الا ان فقهاء الدين يصرون على تفعيل الربا بموجب ايام زمان اما ربا اليوم المعاصر فهو غير مشمول بنصوص حرمة الربا فانتشرت القروض الربوية وضاع الاسلام وسط المسلمين
السطور ليست لاغراض البكاء او اللطم على الخدود في وصف السوء الذي يعاني منه الاسلام في المسلمين الذي يتهرأ على مساحة واسعة من تطبيقات حضارية معاصرة الا ان السطور تبحث عن معايير حضارية لتفعيل المنظومة الاسلامية من اجل ان يحصل المسلمين على بطاقة النصر الاسلامية في ممارسة ذاتية لا تنظر لحيازة السلاح من اجل القتل فقتل الاخر لا يقيم النصر والنفوس المسلمة قتلت اسلامها فما هي اهمية معركة مسلحة ونفوس فقدت سلاحها ..!!
تفعيل منظومة الاسلام في زمن معاصر هو (المعيار) الاوفى وعملية التفعيل تنطلق من ناصية علمية المادة الدينية وليس من تطبيقاتها القديمة فالعلم المادي كشف الكثير من حقائق التكوين ونظم ومرابط سنن الخلق وبالتالي فان التطبيقات الاسلامية يجب ان تقوم بقيام العلة العلمية للمادة الدينية من اجل ان تكون تطبيقات الاسلام تطبيقات علمية تسهم في ثورة اسلامية معاصرة
الاسلام نعمة إلهية على المسلمين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6)
وعلينا تحديثها
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)
وتحديثها هو حصرا في حداثة تفعيلها ولن يكون النص الشريف (واما بنعمة ربك فحدث) لتعني اعلانها في حديثك مع الناس بل التحديث هو تجديد الفعل من خلال ربطه بسنن الخلق الحديثة فالسفر ليس كسفر الامس وملامسة النساء في يومنا ليس كملامسة النساء في الامس والصعيد الطيب بالامس ليس كصعيد اليوم وتحت كل فاعلية في زماننا تكمن (لماذا ..!!) فكل فاعلية اليوم هي معلولة بعلم مرتبط بسنن الخلق ونظم بايويلوجية وفيزيائية وجميعها تحت مجاهر الانسان وحاجاته العلمية في زمن العلم عدا فاعلية الدين فهي كفاعلية الامس رغم اختلاف الوعاء التنفيذي بين الامس واليوم
اذا عرف المسلمون علل الوضوء العلمية وعرفوا مسبباتها في اتمام النعمة اصبح الاسلام في يوم نصر للمسلمين
الحاج عبود الخالدي
تعليق