بالرغم من الاتهام المبطن الذي وجهه المتحدث باسم الخارجية الصينية عن احتمالية ضلوع الجيش الأمريكي في إدخال فيروس كورونا إلى مدينة ووهان ونفي أمريكا لهذه التهم، إلا أن كلا من البلدين يحاول أن يستثمر هذه الجائحة العالمية ومعاناة الناس لتحسين اقتصاده! فالحكومة الصينية قد قامت بتأميم أغلب الشركات الأجنبية المقامة على أراضيها بطريقة شبه مجانية، بشرائها أسهم شركات صناعة التكنولوجيا بسعر زهيد لم يشهد التاريخ له مثيلا بعد فرار المستثمرين من الجنسيات الأمريكية والأوروبية من أراضيها. أما ترامب فقد أمر وزير طاقته لشراء كميات ضخمة من النفط الخام بسعر زهيد "حيث بلغ سعر برميل النفط السعودي 25 دولارا" لملأ الاحتياطي النفطي الأمريكي الاستراتيجي عن آخره. كما وجه ترامب لدول لاتحاد الأوروبي ضربة موجعة بحظره السفرإليها مما كبد أسواقها المالية خسائر فادحة بلغت 33%، والغريب أنه استثنى بريطانيا "الخارجة من الاتحاد" رغم تفشي الوباء فيها!! وسواء أكانت أميركا أو الصين من طوّر كورونا واستخدمه كسلاح بيولوجي، أو نتج الفيروس عن سلوكيات بشرية فاسدة، فإن العالم كله بما فيه الشعوب الغربية هو من سيدفع ثمن تحكم وجهة النظر الغربية الرأسمالية الميكافيلية بمصير العالم. كما أن الحرب التقنية والتجارية بين الصين وأمريكاعلى تزعم العالم اقتصاديا سيفاقم من معاناة البشرية التي لم تتعافى بعد من أزمتها المالية في 2008. وليس غريبا على الدول الرأسمالية استغلال واستثمار معاناة البشرية لتحقيق مخططاتها الاستعمارية الجشعة، فهؤلاء هم الذين كبدوا العالم ملايين الضحايا في حروب عالمية، وهم الذين فتكوا بالناس بقنابلهم النووية والنابالم واليورانيوم المنضب والأسلحة الجرثومية، فهذه الدول لا تقيم وزنا لأرواح البشر بل مركز دورانها حول مصالحها بل مصالح المتنفذين فيها.
فهلاّ أدرك المسلمون اليوم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والمهمة الموكلة لهم، وهي إنقاذ البشرية جمعاء من ضنك الرأسمالية المجرمة؟
إن الإسلام وحده هو القادر على صياغة مجتمعات مطمئنة مستقرة، عبر حرصه على تحقق القيم الإنسانية والخلقية والروحية بجانب القيمة المادية في المجتمع ولم يجعل قيمة تطغى على أخرى، مما ضرب أروع الأمثلة، لما طبق عملياً، في استقرار المجتمعات وطمأنينتها.
فهلاّ أدرك المسلمون اليوم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والمهمة الموكلة لهم، وهي إنقاذ البشرية جمعاء من ضنك الرأسمالية المجرمة؟
إن الإسلام وحده هو القادر على صياغة مجتمعات مطمئنة مستقرة، عبر حرصه على تحقق القيم الإنسانية والخلقية والروحية بجانب القيمة المادية في المجتمع ولم يجعل قيمة تطغى على أخرى، مما ضرب أروع الأمثلة، لما طبق عملياً، في استقرار المجتمعات وطمأنينتها.