تحية واحترام
تشكلت يوم امس 6 ـ 5 ـ 2020 حكومة الكاظمي الجديده وسط تحديات نوعية وشكلية وذات علقات معقدة مما ينذر بحقبة زمنيه قاسيه سيمر بها اهل العراق في الزمن القريب الآتي
مخاض ولادة هذه الحكومة كان عسيرا جدا وتمخض عن ارضيه قانونيه يقودها جيل حاكم رفضه الشارع العراقي بجملته وقد اتهمت المؤسسة الحاكمة بالفساد والمصلحية الشخصية والمذهبية والعرقيه فكيف تولد حكومه من نفس المسلسل السياسي الذي فشل في ارضاء جمهور المحكومين وبشكل حاد اما احتمالية رضا الجمهور عن هذه الحكومة فذلك يعني ان حكومة السيد الكاظمي تمتلك من السحر اعظمه ومن القدرة اكبرها وذلك أمل مفقود
وضع اقتصادي متدهور وعجز حكومي في تلبية ملف الخدمات والامن مع انخفاض حاد في اسعار النفظ وحجم الطلب عليه منخفض ولا يزال العراق بدون ميزيانية انفاق لغاية اليوم
ديون العراق كثيره جدا
عدد الموظفين الذين يتقاضون رواتبا حكوميه مبالغ في حجومها وعدد المتقاعدين عالي جدا وعدد الذين يتقاضون رواتب (شهيد) عاليه جدا يضاف اليها ديون تعويضات الحرب مع ايران وذلك يشكل نسبه عاليه جدا من الواجبات ذات الاولوية الاولى فتتشتت ايرادات النفط وينعدم النمو والتطور نحو الاحسن والتوقعات غير حسنه في الوقت الذي يستورد العراق كل انواع الاطعمه ولا يصنع شي
لا تزال المجاميع المسلحة والمموله تقاتل بسم الله والجيش والشرطة يقاتلون بسم الوطن وهنلك حشود شعبية مسلحة تقاتل بسم المبدأ وكلنا يعلم ان حبل الأمن هش
الجيش والشرطه لم يستطيعوا السيطرة على نظام منع التجوال من اجل كورونا فكيف سيكونوا قادرين على حماية الاستقرار عند اهتزاز سياسي او عرقي او طائفي
المنطقة النفطية في الشرق الاوسط هدفا استراتيجيا غير شفاف للمنظومة الاممية التي تتحكم بمصير الدول يقابله انعدام الوعي عند الذين حفزتهم الجهات الظالمه ليكونوا عناصر صراع لا عناصر إإتلاف وتعايش والكل يحمل كتل ضخمه من السلاح ومن ورائهم ممولين ماليين لا يقفون عند سقف محدد
مصير اولادنا كان في خطر وقد شاهدنا وعشنا الاخطار بكل اصنافها من حرب الشمال مع الكرد لغاية اليوم مرورا بحرب العراق مع ايران واحتلال الكويت وما حصل من هجوم مدمر على العراق في التسعينات وما لحق به من حصار اقتصادي دمر كل أمل وغير كل الجذور وبعدها جاء الاحتلال الامريكي للعراق وما بعده من ارهاب وتفجيرات وصراعات في كل مكان ويمكننا وصف اهل العراق بانه شعب منهك من الويلات وهو اليوم امام مرحلة واهنة بين الحاكم والمحكوم وقد يحصل انفجار مجتمعي عارم لا تحمد عقباه فلا أمل في صحوة للقبول بواقع الحال من اجل تفويت الفرصة على ظالمي هذا الشعب ولا أمل في حكومة تلبي احلام الجماهير وقد مضى على الحكم الدميقراطي في العراق قرابة 17 سنه والحال هو الحال في العلاقة بين الجمهور وحكامه من اصغر صغير حاكم لغاية اكبر كبير حاكم
نحس احساسا عاليا بالخيبه وفقدان الامل خصوصا ان الجمهور لا يعي حقيقة تشكيلات السوء التي تحيق به ويتعامل مع المظاهر وحين يحتج على الفساد الاداري مثلا فهو لا يعي ان ذلك الفساد هو جزء من خطة التدمير الامميه لثروات النفط من اجل ان يبقى اهل النفط في قاع بركة آسنه صناعيا وزراعيا وخدميا وكل شيء
بسهولة فائقة لو حسبنا ايرادات النفط من يوم ظهوره في العراق لغاية اليوم كان يكفي لاعمار قارة باكملها بمدنها واقتصادها واهلها
حكومة السيد الكاظمي لن تكون خارقة لتخترق كل المتراكمات المتراصه حتى لو تحررت من جذورها التي انبتتها
كلماتي لا تشكك بنوايا السيد الكاظمي ومن استوزرهم بل سهم الشكوك موجه للأممية التي لم تترك اهل العراق منذ ان نبع النفط من تحت اقدامهم
كلماتي ليست سياسيه بل هي حزمة حسرات ولا مطالب
احترامي
تعليق