الظنون بالقرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
المسلمون يقدسون القرءان تقديسا رفيعا ويؤمنون به ايمانا رفيعا ويحبون القرءان حبا رفيعا ولكنهم ..!!
يظنون به الظنون
موضوعية الظن:
ان القرءان كتاب تعبدي اخلاقي يبثق الحكم الشرعي والحكمة والموعظة وقد نزل لهذه المهمة في الارشاد وبيان عظمة الله ووجوب طاعته وتثبيت رسالة نبيه ووصف احوال من مضى واحوال عرب الرسالة وتوجيه الناس لاحسن الاحوال ..
وهل تلك الصفات هي كافية لحاجات البشرية ..؟ ام انها جزء من حاجات البشر .. !
اسهب المفسرون والمحدثون في الفقه العقائدي تلك الصفات واضافوا عليها صفة بلاغة الكلام واعتبروا تلك الصفة اعجازية وعندما يصفون معجزة القرءان يلصقون الاعجاز بالبلاغة الكلامية !!!!
وهل تلك الصفة اختصت بنزول القرءان وفارقته في زماننا يوم اصبحت بلاغة الصحف هي البلاغة الدارجة بين الناس .. وهل المعجزة القرءانية لها عمر فتشيخ وتهرم وتموت ..!!
اضاف الفكر العقائدي للقرءان صفته العربية ولكنهم في نفس الوقت اتهموا القرءان بالفاظ غير عربية وتحدث البعض عن اكثر من سبعين لفظا اعجميا مثل لفظ روم ولفظ فردوس ولفظ اباريق ...!!
والصقوا بالقرءان تهما بخصوصية بعض الالفاظ بكونها قرءانية ولا وجود لها في لغة العرب مثل الحروف المقطعة ولفظ اعجمي ولفظ سجين ولفظ سجيل ولفظ قرءان وقد احصى بعضهم تلك الالفاظ بسبعين لفظا ...!!
وهل ذلك الظن يتطابق مع النصوص القرءانية التي تؤكد نزوله بلسان عربي مبين ؟؟
وقالوا ان القرءان نزل على لسان العرب ... فهل تلك الصفات عوج في القرءان !! او ان السابقين لهم الحق في اتهام القرءان ونحن لا نمتلك الحق في القول على قولهم !!!
هل يقبل مؤمن آمن بالقرءان ان يتفق السابقون على امر يوحي بان في القرءان عوج مؤكد ويثبتون ذلك بمنطقهم ... وفي زماننا يجب ان نلوذ بالصمت ونقبل بقولهم !! هل فيهم من يشفع لنا عن صمتنا ؟؟؟ بل وهل تقبل شفاعة واحد منهم وقد اتهموا القرءان والتهمة قد فاقت الظنون !!!
المسلمون في زماننا حزموا امرهم وقطعوا عهدا على نفسهم ان فهم القرءان كان في السابقين حصرا وتمت استقالة العقول فما ان يراد للقرءان فهما حتى تكاثرت الكتب والروايات في ما قال فلان وقال فلان ...
هل ذكر في القرءان حكما جعل في بيانه خفاء يخص صنف محدد من البشر ..؟؟ هل وصف القرءان مفصلا من مفاصله بالخفاء ام اطلق البيان وهو يعني الوضوح واضاف عليه صفة المبين ..!!
لا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم .. من حزم الامر وجعل من السابقين هم الراسخون في العلم ..!! واين ثمرة رسوخهم بالعلم ... ؟؟ اختلاف .. واختلاف ..!!
ولماذا يظنون الناس ان القرءان للعبادة والحكمة وهو الذي مافرط الله فيه من شيء وهو القرءان الذي صرف فيه ربنا من كل مثل ... اين عقولنا المؤمنة بالقرءان لنظن به ظنا يأسره في الجوامع وفي عبادات رمضانية وتحويله الى ترانيم كما في كثير من الديانات التي لا نرضى بها ..!!
عندما يخبرنا الله ان الخلق في سبع سماوات فهل هو اخبار لحكم شرعي .. لقيام مستحب او مكروه من الاعمال ؟؟ هل هو كلام حكمة وموعظة ..؟ هل هو وصف لتجربة قوم سابقين .. ؟؟ وهل في تلك مواطن للبلاغة ؟؟ ام هو وصف لنشوء الخلق وتكوينة الخلق كلها .. !!
هل الله عندما يخبرنا انه خلق السموات في ستة ايام .. هل يتغير شيء في عقولنا لوكانت عشرة ايام !! ما حكاية القرءان اذن وعقولنا في سفر تاريخ الزمنا فيها انفسنا تحت وطأة ظنون ورثناها من الاباء !!
اذا كنا نظن بقرءاننا ظنا باطلا ... فلماذا نعيب على غير المسلمين ظنونهم بالقرءان !!
انها معادلة عقل ... ولن تكون معادلة فكر ... لان فكرنا متقولب بقالب تاريخي فلا يصلح للموازنة ... الميزان في العقل .. افلا تعقلون !! وهو شعار قرءاني رصين ..
يوم يقوم القرءان فينا بصفته قرءان لنا وليس لاجدادنا .. يكون لنا القرءان نصرا ربانيا وان بقينا متمسكين بما قال فيه السابقون .. فالسابقون وضعوه في ساحة الظنون !!
لو تصورنا ان الله قد انزل القرءان لاجدادنا وليس لنا فان غضبة الهية ستقوم لاننا بذلك التصور سنكون مسؤلين عن غفلة اولادنا واولادهم واولادهم الى يوم يبعثون وكأننا وضعنا برنامجا الهيا من عند انفسنا ... وكأننا نرسم للقرءان منهجا من عندنا ... وكأن لنا الطول في قرءان الله كيف يكون ولمن يكون ..
لو ان قرءان ربي صار حكرا لعربي فذلك لا يكون .. ولو ان قرءان ربي كان حكرا للمسلمين فذلك لن يكون انه رحمة للناس اجمعين .. انه رحمة للعالمين .. انه كافة للناس ولا نستطيع ان نتنازل عن حقوقنا لغيرنا فنحن من الناس كافة .. ونحن الاحوج اليه ..
اذا كان القرءان فينا ونحن في زمن العلم ... واذا كان القرءان حاوية علم .. فذلك يعني ان القرءان غير مرئي وان ما نراه فيه محمل من محامل الظنون !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
الحاج عبود الخالدي
تعليق