بسم ءلله الر حمن الر حيم
التهلكة طريق الهلاك
يتلو رؤوس الشياطين ومرضى القلوب
القرءان ليجدوا مبررات الجبن و الهوان و الذل ، يتلونه ..ليختطفوا منه عبارات منزوعة عن روحها بكسر الإحكام فيها ، سياقا وموضوعا
ليبرروا الرّق و العبودية و النفاق و الكفر ، يتلونه خطفات ليأتون راكعين للظالم و مسالمين الطغاة. قرءان يتلوه المريض ليصف شرذمة البشر الصهاينة القردة الخنازير ألمنزوعي الإنسانية بحمائم السلام المضطرين لرد العدوان ، هكذا ليصبّوا جم جبنهم و ذلهم على شباب باع نفسه في سبيل حريته و حرية بلده.
عجيب أمر أمة أشرفت على الهلاك
كيف تستمر في قتل أخر أنفاس المقاومة فيها و أخر شهقات الحرية، أمة أشاع فيها رؤوسها ثقافة الهوان و الركوع منذ٦قرون من زمن
ليسهل ذبحها في الليل و يأتي رؤوس الشياطين ليزيدو السلطة المهانة المتهاونة... أوكسجين الفناء فينسب للقرءان شيئا يُضحك من يقرأه ،
ينسبون.. للقرءان أّنه طلب من الإنسان و الجماعات الحذر و الامتناع عن مواجهة الإحتلال بالوسائل المتاحة !!!!
يعتمدون على خطف عبارة من سياق ليُسكت بقية القرءان :
"و لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"
أرءيت أيّها المؤمن الحر .... كيف يقول لك القرءان أن تذهب للنوم و تخدع للراحة. أنت لست في مستوى الصهاينة والماسونية ومن لف لفهم وسار ع في خدمتهم و ليس في نفس قدرات الإحتلال لتقاوم !!!
شيء غريب حقّا ..
كيف يطالب القرءان الإنسان أن يقاتل الإنسان دفاعا عن حريته حتى و إن كان عدد من يقاتل قليلا ثم هو في هذا المقطع يطالبه بالإمتناع في صور متناقضة .
إنّ القرءان يصف علّو من قاتل الأحزاب مجتمعين في سورة الأحزاب.
بل إنّه في مقاطع من سورة الأحزاب يقطع الأنفاس من هول اللقاء ، و لكنّه يقول أن المؤمنين لم يجبنوا و لم تنهار معنوياتهم بل قالوا :
"هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله ورسوله"
هل من المعقول أن تطالب من يقاوم بالتحضير.. للمواجهة !!
إنّه شيء طبيعي جدّا أن يحضر من يواجه لأنه يعلم أن إمتناعه عن التحضير يعني حتفه و لا أحد في هذه الدنيا يرغب في الفناء، فمن نافلة القول الحديث عن التحضير و القرءان لم يأمر به لأنه طبيعي بل قال :
"و أعدّوا لهم ما استطعتم"
أي أنّ العدة لا تعني أن تفوق من تواجهه بل يعني أن تستعد في حدود إستطاعتك و الأهم أن لا تخضع و إن ذهبت نفسك في المعركة و قتل من يواجه معك.
لنعد لبيانات القرءان التي ورد فيها مقطع "و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" لنرى هل حقّا أن القرءان يطالبنا و يأمرنا بالخضوع أم أنّه يحثنا إلى المواجهة دفاعا عن الحرية و العرض و الأرض أيّا كانت النتائج ، لنقرأ :
" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمـ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) و َاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (ج) وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامـِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامـِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمـْ إِلَى التَّهْلُكَةِو أحسنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) " البقرة
قرءان يسري في الروح المتوّقدة للدفاع عن حريتها و عن خيارها و قناعاتها السائرة في طريق الإيمان ، قرءان لا يلتفت لدعاة الإنتحار الجماعي بترك الكافر متغلبّا ليهلك مشروع الرّب.
لا يلتفت إلى دعاة الإستسلام الطوعي ا:
"و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا"
لماذا عبارة "في سبيل الله" في معرض القتال و المدافعة؟؟؟
إذ فعل "قاتل" يعني وجود طرف أو أطراف تُقاتل طرفا أو أطرافا،
فألف التفريق في "قـ ا ـتلوا" لتوضيح الأطراف المتقابلة المادية
سبيل الله تعبير عن سير إلى الله ،فالسبيل هو السكة التي لا تشعب فيها ، فالله نظام مشروع يوصل إلى الهدف ينقل من عمق إلى عمق و من بُعد إلى بُعد في سلسلة تصاعدية نحو معرفة النظام الذي يحكم الكون .
فـ " القتال في سبيل الله" وصف لكل من يسير للمعرفة و الإنفتاح على الكون و الأفاق و يأتي من يريد أن يجبره و يكرهه على غير قناعاته بقوّة الحديد و النّار. هنا يقف من يسير في سبيل الله ليقول لا.
يقف ليقول ، حياتي لا تستحق الإستمرار دون "سبيل الله" إذ هي تفقد معناها و مبرراتها .
هنا يجب على من يسير أن يضع نفسه البيولوجية في الميزان فإمّا حياة في "سبيل الله" و إمّا إعطاء المثل بالقتل لمن يأتي بعد ليواصل المسيرة كما سيأتي بيانه فيما يأتي من بيانات .
القتال ليس حبّا في سفك الدماء و لا إرادة له
بل هو مجاهدة النفس عليه في ظروف إستثنائية ، فأبعد شيء عن المؤمنين هو سفك الدم :
"و لا تعتدوا"
إن الحروب الإستباقية ممنوعة عند المؤمنين حتّى و إن كان العدّو يتربص
فغاية المؤمنين أن لا تُسفك الدماء لأنها بيت من بيوت الله الحرام .
إن كان العدّو يتربص فللمؤمنين التحضير للقاء مخابراتيا و عسكريا و نفسيا .
فإن بدأ الحرب فللمؤمنين حق وواجب قتاله بل إرغامه على معرفة قدره و تجريده من أنيابه :
"إنّ الله لا يحب المعتدين"
فمهما سوّلت لنا أنفسنا البدء بالعدوان فالأمر مرفوض ، إذ أن من يساند الكافرين شتات من أفكار و منهم من لا يعرف إلا المحيط الذي نشأ فيه.
فواجب المؤمنين أن يمتنعوا عن إعطاء رؤوس الكفر ذريعة مواصلة التحريض بقطع كل فكرة للإعتداء، أمّا و أن العدوان حدث فلهم حق القتال و حق مواصلته لغاية إرغام المعتدي.
ليس المقصد بعبارة "إن الله لا يحب المعتدين" قضية عاطفية من "ذات إلهية" ،
بل إنّ الحب هو الضم و الإحتواء في نفس البيت في مفهومه القرءاني ، فالمعتدي نهايته الصغار و الفناء ، تلك سنّ' إلهية مهما طالت الأزمان. فالكون لا يسع المعتدين و حتفهم معادلة زمنية.
إن من بدأ العدوان عليه دفع الثمن :
"واقتلوهم حيث ثقفتموهم"
فلن يعرف المعتدي راحة أبدا ليعرف من خلفه أنّ المؤمنين ناس مسالمون أمّا أن يعتدي عليهم أحد فالأمر يختلف تماما
و من رأوه وديعا ينقلب أسدا هصورا لا يرده إلاّ إستسلام المعتدي و إذعانه.
و ترتسم المواجهة بطرد المحتل الكافر من أماكن إحتلاله :
"و أخرجوهم من حيث أخرجوكم"
فلا يجوز للمؤمنين أن يسيروا في مشروع كافر و يرتضونه :
" و الفتنة أشد من القتل"
فحياة الإستسلام أشد على المؤمنين من القتل ، ففيها يفقدون كرامتهم و حريتهم و إنسانيتهم
و لنا أن نقف لحظات في هذا المقطع القرءاني :
" و لا تقاتلوهم عند المسجد الحرامـ حتى يقاتلوكم فيه ؟؟؟؟؟ "
إن المسجد الحرام هو معنى كوني ولا ينبغي حصره كمكان معينا بجغرافيته بل
المسجد الحرامـ وصف يُلازم كل مكان يُحرم فيه سفك دم الإنسان، فجسم الإنسان حرام لا يجوز إيذاءه بأي حال من الأحوال إلاّ إن اعتدى هو على غيره،
فالحرام ليس تشريعا فقهيا بل هو وصف لخطورة الإقتراب من محيط معين ، إذ عواقب الإقتراب سننية في القرءان و ليست قانونية إجرائية.
إنّ مهمة المؤمنين طرد المشروع و ليس التعدّي على الأفراد ، فإن كان هذا الفرد كافرا في الداخل و لكنّه ممتنع عن القتل فالحركة معه فكرية قانونية و لا يجوز بحال قتاله و إن كان جماعة .
هذا حد قرءاني رسمته علامة " ? "
فهذه العلامة تدل على حد لا يجوز تعدّيه ،
فمفهوم الصلواة في القرءان هو في رسم حدود التفاعل التي لا يجوز تعدّيها، و نرى في رسم الميم المقصوصة في "المسجد الحرامـ" نصيحة بتوسيع هذا المسجد إلى أبعد حدوده فغاية المؤمنين أن يكون كل الكون حراما لا سفك للدم فيه.
إنّ القتال ليس غايته معاقبة الأفراد و التمثيل و الإنتقام لمجرد الإنتقام ، بل غايته إنهاء مشروع الكفر :
"كذلك جزآء الكافرين"
أمّا و أّن هؤلاء انتهوا عن العدوان و عادوا لرشدهم و اعترفوا بخطورة ما يفعلون فالأمر مغفرة و رحمة :
"فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم"
إنّ الغاية في إنهاء مشاريع الكافرين هي
أن يكون الدين لله أي الدستور الذي يحكم الناس في مجتمع ما سنني ، ينطلق من أدلة و براهين و قناعات راسخة بأدلة موضوعية ،
و الغاية أن تمتنع الفتنة فلا يُكره أحد على أمر هو غير مقتنع به تجعله في أزمة نفسية خانقة أو تجعله مسجونا على رأيه أو ممثلا به في سراديب سلطة ، وهذا ما سمته الآية فتنة :
"و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله ? "
هذا حد أخر لا يجوز تعديه رسمته علامة ? ، فمتى انتفت الفتنة و كان الدين لله و ليس لرغبة بشر لا دليل عنده إلا رغبته في إخضاع الآخرين و الهيمنة على مقدراتهم و حريتهم ، متى كان هذا فلا داعي أبدا للقتال و القتل :
"فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين"
إّن الأسلاف اعتبروا "المسجد الحرامـ " مكانا معينا و كان الأجدر أن يوسعوا المفهوم ليتسع لباقي الأمكنة كلّها و قد كان هذا المكان "حراما" إلا أن انتهكت حرمته بفعل رغبات الحسم الأموية و انقلب الحرام حلال و سكت المفسرون !!!
إن الأمر متعلق بتاريخانية القرءان فمن يجعل المسجد الحرام مكانا جغرافيا ينسى أن يعطي للقرءان إسقاط موضوعه،
فالقرءان يسع الكون و لا يُقرأ في تاريخ و جغرافية فمتى انحسرت مفاهيمه في تاريخ فقد كل شرعية للحديث عن الكون و انتهى بإنتهاء دعواه الإحاطة بالكون.
لنا أن نقف كذلك مع الأسلاف في تاريخانية "زمنية" إن صح التعبير :
"الشهر الحرام بالشهر الحرامـ و الحرمات قصاص ? "
إن مفهوم الشهر في القرءان متعلق بكل من ينتشر و يتآلف ليكوّن في ـ عناصر موجودات جديدة، فالكواركات و اللبتونات شهور ، تنتشر و من تآلفها تكونت الذرات ثم الجزئيات ثم المجرات و الكواكب و الأجسام الحيّة و عدة الشهور في كتاب الله إثنا عشر شهر "ستة كواركات و ستة لبتونات"،
و الشهر الحرام الذي تتحدث عنه الآية هو ما نسميه بلغتنا الأعجمية "الأسلحة المحرمة عالميا" التي تقضي على الحياة بفعالية كبيرة كالأسلحة النووية و البكتريولوجية
فالقرءان هنا يحذّر من إنتشار و إستعمال مثل هذا السلاح فإن استعمله العدو الكافر فمن حقنا إستعماله ، فمقصد القرءان أكبر و هو تنبيهنا أن لا نغامر بإستعمال السلاح الفتّاك مهما ظنّنا أنّ متفوقين تقنيا و علميا فـ :
"الحرمات قصاص"
أي يجب علينا إتباع الكافرين و ليس سبقهم في أساليب القتل الفتّاكة و إن كنّا قادرين . فإن استعملوها فمن حقّنا الرّد.
القصاص هو تتبع الأثر وقص السير ، فإن ثبت للمؤمنين تجاوز الحرمات من العدّو للمحرمات في عدوانه فمن حق المؤمنين الرد بنفس جنس المحرم :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ? "
إنّ العلامة " ? "ترسم حبس الشيء في الخلف و عدم تقديمه للأمام،
حال نقطة الجيم المحمولة خلف السائر، إنّها هذه العلامة تقول لنا :
يمكنكم إستعمال السلاح المحرم في حال استعمله العدّو لكن من الأفضل أن لا تستعملوه و اتركوه في الخلف إن كان بالإمكان تفاديه :
" و اتقوا الله و اعلموا أنّ الله مع المتقين"
المؤمنون متفوقون طبيعة و قدراتهم النفسية عالية دائما مهما طغى الكافرون و مع ذلك يمكنهم لعوامل شتى التأخر و خلط الأولويات و الإكثار من أمل تواب الكافرين بالمواجهة الفكرية و إعطاء المثل
و لكن حال الجد لا بد للعودة إلى أساليب المواجهة التي يتقن فهمها الكافرين فهم في الغالب لا يفهمون غيرها :
"و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكمـ إلى التهلكة و أحسنوا؟ "
الإلقاء بالنفس إلى التهلكة هو تسليمها للكافرين فالهلاك ليس فقط في فناء الجسد كما يظن الناس فهناك من يحيا على بينة و هناك من يهلك على بينة و سأترك مفهوم الهلاك للتفاعل لنزيده وضوحا. فصرف الهلاك يكون بالإنفاق و تعاضد الأيادي لصرف الكافرين بكل وسيلة كي لا يهيمنوا على قرار المؤمنين .
الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة هو
جعل الأطراف تعمل في غير الهدف الحقيقي ، و سياق الآيات رسم الهدف و هو
منع الكافرين بكل وسيلة مشروعة عن الهيمنة بالقتال و القتل و المواجهة الفكرية ، كي لا تكون فتنة و يكون الدين لله و يتسع المسجد الحرام كما رسمته ميمه المقصوصة.
لا بد أن نبذل قصارى الجهد في عملية إتقان صرف الإنفاق
إذ الحسن و الإحسان في القرءان هو ما نسميه بلغتنا "الإتقان" و أما الإتقان فمفهومه أخر في ـ ثلاث نقاط بين نهاية "تهلكة" و نهاية القرءان ،
و جاءت علامة الإنتشار "أحسنوا " ـ لتوّحي أنّ هذا الإحسان لا بد و أن يشمل كل المساحات
و كأن الآية تأمرنا بإعادة بناء ما دمرته الحرب ، بناء يشمل ربّما بناءات الكافرين :
"إنّ الله يحب المحسنين"
ليس في بلاغات القرءان أمر بالإنصياع للكافرين و لا لحظة واحدة.
فمتى أتوا فقتالهم بكل وسيلة أمر قرءاني وواجب رسالي سواء قُتل الإنسان أو واصل أبناءه المعركة بعده
و لا بد أن يفهم المعتدي أن لا هدنة و لا سلم و لا راحة ما دام محتلا معتديا و سائرا في مشروع الكفر.
التهلكة طريق الهلاك
يتلو رؤوس الشياطين ومرضى القلوب
القرءان ليجدوا مبررات الجبن و الهوان و الذل ، يتلونه ..ليختطفوا منه عبارات منزوعة عن روحها بكسر الإحكام فيها ، سياقا وموضوعا
ليبرروا الرّق و العبودية و النفاق و الكفر ، يتلونه خطفات ليأتون راكعين للظالم و مسالمين الطغاة. قرءان يتلوه المريض ليصف شرذمة البشر الصهاينة القردة الخنازير ألمنزوعي الإنسانية بحمائم السلام المضطرين لرد العدوان ، هكذا ليصبّوا جم جبنهم و ذلهم على شباب باع نفسه في سبيل حريته و حرية بلده.
عجيب أمر أمة أشرفت على الهلاك
كيف تستمر في قتل أخر أنفاس المقاومة فيها و أخر شهقات الحرية، أمة أشاع فيها رؤوسها ثقافة الهوان و الركوع منذ٦قرون من زمن
ليسهل ذبحها في الليل و يأتي رؤوس الشياطين ليزيدو السلطة المهانة المتهاونة... أوكسجين الفناء فينسب للقرءان شيئا يُضحك من يقرأه ،
ينسبون.. للقرءان أّنه طلب من الإنسان و الجماعات الحذر و الامتناع عن مواجهة الإحتلال بالوسائل المتاحة !!!!
يعتمدون على خطف عبارة من سياق ليُسكت بقية القرءان :
"و لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"
أرءيت أيّها المؤمن الحر .... كيف يقول لك القرءان أن تذهب للنوم و تخدع للراحة. أنت لست في مستوى الصهاينة والماسونية ومن لف لفهم وسار ع في خدمتهم و ليس في نفس قدرات الإحتلال لتقاوم !!!
شيء غريب حقّا ..
كيف يطالب القرءان الإنسان أن يقاتل الإنسان دفاعا عن حريته حتى و إن كان عدد من يقاتل قليلا ثم هو في هذا المقطع يطالبه بالإمتناع في صور متناقضة .
إنّ القرءان يصف علّو من قاتل الأحزاب مجتمعين في سورة الأحزاب.
بل إنّه في مقاطع من سورة الأحزاب يقطع الأنفاس من هول اللقاء ، و لكنّه يقول أن المؤمنين لم يجبنوا و لم تنهار معنوياتهم بل قالوا :
"هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله ورسوله"
هل من المعقول أن تطالب من يقاوم بالتحضير.. للمواجهة !!
إنّه شيء طبيعي جدّا أن يحضر من يواجه لأنه يعلم أن إمتناعه عن التحضير يعني حتفه و لا أحد في هذه الدنيا يرغب في الفناء، فمن نافلة القول الحديث عن التحضير و القرءان لم يأمر به لأنه طبيعي بل قال :
"و أعدّوا لهم ما استطعتم"
أي أنّ العدة لا تعني أن تفوق من تواجهه بل يعني أن تستعد في حدود إستطاعتك و الأهم أن لا تخضع و إن ذهبت نفسك في المعركة و قتل من يواجه معك.
لنعد لبيانات القرءان التي ورد فيها مقطع "و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" لنرى هل حقّا أن القرءان يطالبنا و يأمرنا بالخضوع أم أنّه يحثنا إلى المواجهة دفاعا عن الحرية و العرض و الأرض أيّا كانت النتائج ، لنقرأ :
" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمـ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) و َاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (ج) وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامـِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَآء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامـِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمـْ إِلَى التَّهْلُكَةِو أحسنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) " البقرة
قرءان يسري في الروح المتوّقدة للدفاع عن حريتها و عن خيارها و قناعاتها السائرة في طريق الإيمان ، قرءان لا يلتفت لدعاة الإنتحار الجماعي بترك الكافر متغلبّا ليهلك مشروع الرّب.
لا يلتفت إلى دعاة الإستسلام الطوعي ا:
"و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا"
لماذا عبارة "في سبيل الله" في معرض القتال و المدافعة؟؟؟
إذ فعل "قاتل" يعني وجود طرف أو أطراف تُقاتل طرفا أو أطرافا،
فألف التفريق في "قـ ا ـتلوا" لتوضيح الأطراف المتقابلة المادية
سبيل الله تعبير عن سير إلى الله ،فالسبيل هو السكة التي لا تشعب فيها ، فالله نظام مشروع يوصل إلى الهدف ينقل من عمق إلى عمق و من بُعد إلى بُعد في سلسلة تصاعدية نحو معرفة النظام الذي يحكم الكون .
فـ " القتال في سبيل الله" وصف لكل من يسير للمعرفة و الإنفتاح على الكون و الأفاق و يأتي من يريد أن يجبره و يكرهه على غير قناعاته بقوّة الحديد و النّار. هنا يقف من يسير في سبيل الله ليقول لا.
يقف ليقول ، حياتي لا تستحق الإستمرار دون "سبيل الله" إذ هي تفقد معناها و مبرراتها .
هنا يجب على من يسير أن يضع نفسه البيولوجية في الميزان فإمّا حياة في "سبيل الله" و إمّا إعطاء المثل بالقتل لمن يأتي بعد ليواصل المسيرة كما سيأتي بيانه فيما يأتي من بيانات .
القتال ليس حبّا في سفك الدماء و لا إرادة له
بل هو مجاهدة النفس عليه في ظروف إستثنائية ، فأبعد شيء عن المؤمنين هو سفك الدم :
"و لا تعتدوا"
إن الحروب الإستباقية ممنوعة عند المؤمنين حتّى و إن كان العدّو يتربص
فغاية المؤمنين أن لا تُسفك الدماء لأنها بيت من بيوت الله الحرام .
إن كان العدّو يتربص فللمؤمنين التحضير للقاء مخابراتيا و عسكريا و نفسيا .
فإن بدأ الحرب فللمؤمنين حق وواجب قتاله بل إرغامه على معرفة قدره و تجريده من أنيابه :
"إنّ الله لا يحب المعتدين"
فمهما سوّلت لنا أنفسنا البدء بالعدوان فالأمر مرفوض ، إذ أن من يساند الكافرين شتات من أفكار و منهم من لا يعرف إلا المحيط الذي نشأ فيه.
فواجب المؤمنين أن يمتنعوا عن إعطاء رؤوس الكفر ذريعة مواصلة التحريض بقطع كل فكرة للإعتداء، أمّا و أن العدوان حدث فلهم حق القتال و حق مواصلته لغاية إرغام المعتدي.
ليس المقصد بعبارة "إن الله لا يحب المعتدين" قضية عاطفية من "ذات إلهية" ،
بل إنّ الحب هو الضم و الإحتواء في نفس البيت في مفهومه القرءاني ، فالمعتدي نهايته الصغار و الفناء ، تلك سنّ' إلهية مهما طالت الأزمان. فالكون لا يسع المعتدين و حتفهم معادلة زمنية.
إن من بدأ العدوان عليه دفع الثمن :
"واقتلوهم حيث ثقفتموهم"
فلن يعرف المعتدي راحة أبدا ليعرف من خلفه أنّ المؤمنين ناس مسالمون أمّا أن يعتدي عليهم أحد فالأمر يختلف تماما
و من رأوه وديعا ينقلب أسدا هصورا لا يرده إلاّ إستسلام المعتدي و إذعانه.
و ترتسم المواجهة بطرد المحتل الكافر من أماكن إحتلاله :
"و أخرجوهم من حيث أخرجوكم"
فلا يجوز للمؤمنين أن يسيروا في مشروع كافر و يرتضونه :
" و الفتنة أشد من القتل"
فحياة الإستسلام أشد على المؤمنين من القتل ، ففيها يفقدون كرامتهم و حريتهم و إنسانيتهم
و لنا أن نقف لحظات في هذا المقطع القرءاني :
" و لا تقاتلوهم عند المسجد الحرامـ حتى يقاتلوكم فيه ؟؟؟؟؟ "
إن المسجد الحرام هو معنى كوني ولا ينبغي حصره كمكان معينا بجغرافيته بل
المسجد الحرامـ وصف يُلازم كل مكان يُحرم فيه سفك دم الإنسان، فجسم الإنسان حرام لا يجوز إيذاءه بأي حال من الأحوال إلاّ إن اعتدى هو على غيره،
فالحرام ليس تشريعا فقهيا بل هو وصف لخطورة الإقتراب من محيط معين ، إذ عواقب الإقتراب سننية في القرءان و ليست قانونية إجرائية.
إنّ مهمة المؤمنين طرد المشروع و ليس التعدّي على الأفراد ، فإن كان هذا الفرد كافرا في الداخل و لكنّه ممتنع عن القتل فالحركة معه فكرية قانونية و لا يجوز بحال قتاله و إن كان جماعة .
هذا حد قرءاني رسمته علامة " ? "
فهذه العلامة تدل على حد لا يجوز تعدّيه ،
فمفهوم الصلواة في القرءان هو في رسم حدود التفاعل التي لا يجوز تعدّيها، و نرى في رسم الميم المقصوصة في "المسجد الحرامـ" نصيحة بتوسيع هذا المسجد إلى أبعد حدوده فغاية المؤمنين أن يكون كل الكون حراما لا سفك للدم فيه.
إنّ القتال ليس غايته معاقبة الأفراد و التمثيل و الإنتقام لمجرد الإنتقام ، بل غايته إنهاء مشروع الكفر :
"كذلك جزآء الكافرين"
أمّا و أّن هؤلاء انتهوا عن العدوان و عادوا لرشدهم و اعترفوا بخطورة ما يفعلون فالأمر مغفرة و رحمة :
"فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم"
إنّ الغاية في إنهاء مشاريع الكافرين هي
أن يكون الدين لله أي الدستور الذي يحكم الناس في مجتمع ما سنني ، ينطلق من أدلة و براهين و قناعات راسخة بأدلة موضوعية ،
و الغاية أن تمتنع الفتنة فلا يُكره أحد على أمر هو غير مقتنع به تجعله في أزمة نفسية خانقة أو تجعله مسجونا على رأيه أو ممثلا به في سراديب سلطة ، وهذا ما سمته الآية فتنة :
"و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله ? "
هذا حد أخر لا يجوز تعديه رسمته علامة ? ، فمتى انتفت الفتنة و كان الدين لله و ليس لرغبة بشر لا دليل عنده إلا رغبته في إخضاع الآخرين و الهيمنة على مقدراتهم و حريتهم ، متى كان هذا فلا داعي أبدا للقتال و القتل :
"فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين"
إّن الأسلاف اعتبروا "المسجد الحرامـ " مكانا معينا و كان الأجدر أن يوسعوا المفهوم ليتسع لباقي الأمكنة كلّها و قد كان هذا المكان "حراما" إلا أن انتهكت حرمته بفعل رغبات الحسم الأموية و انقلب الحرام حلال و سكت المفسرون !!!
إن الأمر متعلق بتاريخانية القرءان فمن يجعل المسجد الحرام مكانا جغرافيا ينسى أن يعطي للقرءان إسقاط موضوعه،
فالقرءان يسع الكون و لا يُقرأ في تاريخ و جغرافية فمتى انحسرت مفاهيمه في تاريخ فقد كل شرعية للحديث عن الكون و انتهى بإنتهاء دعواه الإحاطة بالكون.
لنا أن نقف كذلك مع الأسلاف في تاريخانية "زمنية" إن صح التعبير :
"الشهر الحرام بالشهر الحرامـ و الحرمات قصاص ? "
إن مفهوم الشهر في القرءان متعلق بكل من ينتشر و يتآلف ليكوّن في ـ عناصر موجودات جديدة، فالكواركات و اللبتونات شهور ، تنتشر و من تآلفها تكونت الذرات ثم الجزئيات ثم المجرات و الكواكب و الأجسام الحيّة و عدة الشهور في كتاب الله إثنا عشر شهر "ستة كواركات و ستة لبتونات"،
و الشهر الحرام الذي تتحدث عنه الآية هو ما نسميه بلغتنا الأعجمية "الأسلحة المحرمة عالميا" التي تقضي على الحياة بفعالية كبيرة كالأسلحة النووية و البكتريولوجية
فالقرءان هنا يحذّر من إنتشار و إستعمال مثل هذا السلاح فإن استعمله العدو الكافر فمن حقنا إستعماله ، فمقصد القرءان أكبر و هو تنبيهنا أن لا نغامر بإستعمال السلاح الفتّاك مهما ظنّنا أنّ متفوقين تقنيا و علميا فـ :
"الحرمات قصاص"
أي يجب علينا إتباع الكافرين و ليس سبقهم في أساليب القتل الفتّاكة و إن كنّا قادرين . فإن استعملوها فمن حقّنا الرّد.
القصاص هو تتبع الأثر وقص السير ، فإن ثبت للمؤمنين تجاوز الحرمات من العدّو للمحرمات في عدوانه فمن حق المؤمنين الرد بنفس جنس المحرم :
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ? "
إنّ العلامة " ? "ترسم حبس الشيء في الخلف و عدم تقديمه للأمام،
حال نقطة الجيم المحمولة خلف السائر، إنّها هذه العلامة تقول لنا :
يمكنكم إستعمال السلاح المحرم في حال استعمله العدّو لكن من الأفضل أن لا تستعملوه و اتركوه في الخلف إن كان بالإمكان تفاديه :
" و اتقوا الله و اعلموا أنّ الله مع المتقين"
المؤمنون متفوقون طبيعة و قدراتهم النفسية عالية دائما مهما طغى الكافرون و مع ذلك يمكنهم لعوامل شتى التأخر و خلط الأولويات و الإكثار من أمل تواب الكافرين بالمواجهة الفكرية و إعطاء المثل
و لكن حال الجد لا بد للعودة إلى أساليب المواجهة التي يتقن فهمها الكافرين فهم في الغالب لا يفهمون غيرها :
"و أنفقوا في سبيل الله و لا تلقوا بأيديكمـ إلى التهلكة و أحسنوا؟ "
الإلقاء بالنفس إلى التهلكة هو تسليمها للكافرين فالهلاك ليس فقط في فناء الجسد كما يظن الناس فهناك من يحيا على بينة و هناك من يهلك على بينة و سأترك مفهوم الهلاك للتفاعل لنزيده وضوحا. فصرف الهلاك يكون بالإنفاق و تعاضد الأيادي لصرف الكافرين بكل وسيلة كي لا يهيمنوا على قرار المؤمنين .
الإلقاء بالأيدي إلى التهلكة هو
جعل الأطراف تعمل في غير الهدف الحقيقي ، و سياق الآيات رسم الهدف و هو
منع الكافرين بكل وسيلة مشروعة عن الهيمنة بالقتال و القتل و المواجهة الفكرية ، كي لا تكون فتنة و يكون الدين لله و يتسع المسجد الحرام كما رسمته ميمه المقصوصة.
لا بد أن نبذل قصارى الجهد في عملية إتقان صرف الإنفاق
إذ الحسن و الإحسان في القرءان هو ما نسميه بلغتنا "الإتقان" و أما الإتقان فمفهومه أخر في ـ ثلاث نقاط بين نهاية "تهلكة" و نهاية القرءان ،
و جاءت علامة الإنتشار "أحسنوا " ـ لتوّحي أنّ هذا الإحسان لا بد و أن يشمل كل المساحات
و كأن الآية تأمرنا بإعادة بناء ما دمرته الحرب ، بناء يشمل ربّما بناءات الكافرين :
"إنّ الله يحب المحسنين"
ليس في بلاغات القرءان أمر بالإنصياع للكافرين و لا لحظة واحدة.
فمتى أتوا فقتالهم بكل وسيلة أمر قرءاني وواجب رسالي سواء قُتل الإنسان أو واصل أبناءه المعركة بعده
و لا بد أن يفهم المعتدي أن لا هدنة و لا سلم و لا راحة ما دام محتلا معتديا و سائرا في مشروع الكفر.
تعليق