حوار هام من حوارات ( علوم العقل في القرءان).
السلام عليكم
لا نخفي خطورة ملف العقل فقد استطاع علماء النهضة (المادة) ان يبتنوا لعقل الانسان جبال من المعرفة المادية النافذة تطبيقا والتي ادخلت ميادين الاستثمار البشري في كل شأن يدخل ضمن النشاط الانساني حيث انتشرت الالة الحديثة انتشارا فاق كل التصورات وملأ اركان كل نشاط بشري حتى في ابسط انشطته واعظمها الا ان الحضارة فشلت فشلا ذريعا في كشف الغطاء عن كينونة العقل وفاعلياته وضوابطه وبقي العقل مجهول كينونة في النظم العلمية وكأنه فأس يهشم جبروت النهضة العلمية ورفعوا شعارا اكاديميا في اكبر اكاديميات الارض قالوا فيه (العقل بلا جواب) وقد جاء ذكر تلك الصفة في القرءان
{ وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } (سورة القصص 37 - 39)
لعلي اطلع إلى إله موسى ... وتعني (نقل علة موسى) في حيازتي والنص فيه استفزاز عربي (لعلي اطلع إلى) وليس لعلي (اطلع على) وقد نحتاج هذه التذكرة في مقام لاحق !! إله موسى او (ألة موسى) لا تزال في مجهول فلو ان فرعون (ملك ظالم) مثلما يقولون فهو يعرف ان الهه هو يعني اله موسى ان كان بشرا مثله الا ان موسى ليس بشر بل هو (وعاء المساس العقلي) اي الرابط الذي يربط المخلوق بالعقل الذي فطره الله في الخلق في اصغر صغيرة (بعوضة ليس تحتها شيء) الى اكبر مجرة في الكون او النقاط السوداء كما يصفون !!
لفظ (موسى) في علم الحرف القرءاني يعني (فاعلية مشغل غالب الربط) وفرعون زماننا يبحث عن (فاعلية المشغل) لانه يعرف (غلبة الربط فيه) فهو (عقل لا ينتزع) من المخلوق ولعل مختبر سويسرا العملاق بالجهد والمال فشل في تسريع المادة لعبور سقف سرعة الضوء لان المادة ترتبط برابط عقلاني (غالب) لا يمكن (اضعاف المشغل) لتضعف (غلبة الربط) الا ان فرعون استطاع ان يستقطب عقل البشر الموسوي (ذبح الابناء) فالعقول البشرية جميعا مستقطبة من قبل فرعون الحضارة في وجه علمي مدروس ونافذ والكل يسعى للحصول على وسام فرعوني فما ان تقوم في العقل صحوة علمية جزئية او مفصلية ترى حاملها يحملها على طبق ذهبي ليسلمها الى فرعون مقابل منصب او وسام او دراهم معدودة تأطرها براءة اختراع مختومة باختام (رسمية) واختام علمية رسمية وهي هي همتان لـ (هامان) الدولة في كل ارجاء الارض الا ان القائم بها هو (عقل موسوي) بشري فطره الله في عقل الانسان
ذلك العقل يقرأ ما هو (متواري) من العلة الظاهرة مثل عنصري تكوين الماء فالماء ظهر في ما كتبه الله في الخلق (مخلوق مرئي) الا ان علة التكوين خفية (متوارية) يدركها عقل موسوي ومثله بناء العنصر وذراته ومكونات الذرات فهي عناصر ظاهرة الا ان علة التكوين (متوارية) يمكن ان يدركها العقل السادس ذلك لان العقل السادس مرتبط بالطور وهو (المستوى العقلي السابع) وهنا تظهر (فاعلية التشغيل + غلبة الرابط) التي يتمتع بها العقل الانساني السادس فارتباطه بالطور مسطور في القرءان
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا ءاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (سورة البقرة 63)
الا ان الميثاق لم يكن فعالا في زمن الحضارة فاخذوا من الطور (ذكرى) ليس لتقوية العلة في مستقرهم على الارض بل لغرض الطغيان والظلم في الارض بما هو خارج عن رضوان .. اما ءالية اخذ الميثاق فهي ءالية فطرية مودعة في العقل الموسوي ذاته ان يكون (التطبيق العلمي اي (استثمار العلة لـ الخير وليس لـ الشر) مثلما فعل العالم الشهير (نوبل) حين اكتشف التحلل السريع للمادة ليفتح نفقا في الجبل ويختصر مسافة طويلة بين مدينتين تقعان على طرفين متقابلين للجبل الا ان ميثاق (نوبل) الذي انشأ تلك الممارسة انقلب الى صناعة المتفجرات ليقتل البشر بشرا مثله !!
عقل ... لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (نقل فاعلية نتاج لـ فاعلية ربط متنحية) لذلك استعصت تكوينته على العلم لان (فاعلية الربط) في العقل (متنحية) ويريد فرعون ان يطلع (الى) ذلك الاله الذي يفعـّل العقل !! ... الطفيليات مخلوقات تم التعرف عليها من قبل علماء العصر وهي ذات (عالم بايولوجي) كبير ولكل طفيلي بايولوجي يوجد (مضيف) يعيش عليه متطفلا الا ان العلماء اكتشفوا ان الطفيلي يمتلك (ارشيف معلوماتي عظيم) عن مضيفه وهو انما يتطفل على مضيفه بموجب تلك المعرفة وهي عقلانية وقالوا بها انها مودعة في جينات الطفيلي !! فهي (عملية تنزيل) تنزلت على الطفيلي وهو مخلوق (مستقل) في الخلق الا ان عقلانية المخلوق المضيف له تم تنزيلها في الطفيلي كما يتم (تنزيل) برنامج ما في حاسبة ما او كما يتم تهكير حاسبة او موقع انما يتم (تنزيل) معلوماتي (نافذ) يهكر او يتنزيل برنامج مضاف والمثل لا يتطابق بالتكوين بل يوسع مدارك الفهم فالعقل (يتم تنزيله) والقرءان (نزل على قلب المصطفى) عليه افضل الصلاة والسلام ولفظ (قلب) لا يعني مضخة الدم بل يعني (قبض فاعلية ربط متنحية النقل) فـ (حل القرءان) حلولا في عقلانية المصطفى الشريفة فكان اول من نطق القرءان على الارض !!! وبين لفظي (عقل , قلب) حرفان متشابهان في خارطتهما الحرفية (ق , ل) وهما (عقل ـ قلب) وذلك يعني (نتاج فاعلية ـ ع و قابضة ـ ب مقرونة بفعل ربط متنحي ـ ق وناقل ـ ل) ففي (العقل) نتاج فاعلية بظهور حرف (ع) في خارطة اللفظ الحرفية وفي (القلب) قبض بظهور حرف (ب) في خارطة اللفظ الحرفية لذلك جاء في القرءان لفظ القلب كثيرا ومنه مرض القلوب وسلامة القلوب ومنها (افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها) وغيرها لان القلب قابض والعقل منتج وكليهما من تكوينة (فاعلية ربط متنحية) مع (ناقل) ينقلها ولغرض توضيح البيان نستدرج الى عقولنا كيف تأخذ الحاسبة برنامجا من حاسبة اخرى فالحاسبة التي (تأخذ) البرنامج انما هي تمتلك (قلب) او ما يسمى (hard disk) اما الحاسبة التي تمنح تمتلك (برنامج) يتم بثقه عبر (وصلة) من الحاسبة المانحة نحو الحاسبة التي تأخذ ومثلها (الطور) وفيه (خذوا ما ءاتيناكم) كما يقول العقل صمتا ايتها الحاسبة خذي ما ءاتيناك من برنامج !! ونؤكد ان المثل لا يتطابق بالتكوين بل لغرض تقريب كينونة الطرح فالعقل يتفعل في رحم عقلاني اما الحاسب الالكتروني يتفعل في رحم مادي وفرق كبير بين الرحمين رغم ترابطهما في التكوين
الامساك بالعقل على طاولة مادية لا يصلح لبيان (العلة) التي قدرها الله سبحانه في كينونة العقل اذ يستوجب التجرد من المادة لبناء ادوات عقلية في عملية الامساك بالعقل اي ان معالجة (ابني لي صرحا من الطين) لن تنفع في كشف مكنونات العقل بل تقيده لان المادة تأتي بعد العقل في نظم الخلق ولا يمكن ان نرتقي من وعاء مادي الى وعاء عقلاني بسبب (فاعلية الربط المتنحية) بين المادة والعقل الا اننا يمكن ان نرصد مظاهر عقلانية في اوعية مادية ولكنها لا تصلح ان تكون (ادوات) توصلنا الى كينونة علة العقل .
الحاج عبود الخالدي
تعليق