تحية واحترام
من عاش في الخمسينات من القرن العشرين يحمل ذاكرة الثورات العربية وغير العربية التي كانت تحصل بموجب مفاجأة الانقلابات العسكرية التي يقوم بها ضباط في الجيش والذاكرة كانت تحمل اخبارا عن انقلابات متتاليه في كل ارجاء الارض وفي الشرق الاوسط كان اهمها الانقلاب العسكري الثوري في مصر سنة 1953 وكنت اشهد الهيجان الشعبي في بلدي لجيل الكبار انذاك بشكل جعل الصغار مثلي يتصورون ان الحلول لدحض الظلم والفساد في ثورة انقلابية عسكرية يقودها ضباط احرار جدا جدا (وسرعان ما شهدتها في العراق عام 1958) حيث تعرض العراق لـسلسلة من الانقلابات العسكرية من عام 58 لغاية عام 68 وكل قادتها هم ضباط احرار لغاية قصوى حتى ضاعت علي شخصيا من فيهم العميل ومن فيهم الحر الاصيل ؟ وحصلت في سوريا مجموعة انقلابات وفي السودان وليبيا في تلك الحقبة الزمنية وكلها (انقلاب عسكري) يقوده ضابط او مجموعة ضباط وطنيون جدا واحرار جدا
عندما بدأت ثورة الشارع التونسي حين حرق (بوعزيزي) نفسه في عام 2010 ضد زين العابدين بن علي وبعدها ثورة مصر الجماهيرية ضد حسني مبارك عام 2011 وفاز الثوار بتغيير النظام كان عجبا ! وبعدها في نفس السنه ثورة ليبيا ضد القذافي فهي نقطة تحول نوعيه حيث الجماهير هي التي تنقلب على حكامها وليس الجيش وتصورنا انه حدث نوعي فريد ؟ وربما حميد .. ولكن !
هل يستطيع العاقل ان يقول لمن يصفه بالحاكم الظالم وهو في منصبه عليك ان تخرج من مقعدك لاني ثائر في الشارع ضدك !! لانك موصوف جماهيريا بالفساد والظلم والباطل فكيف يمتلك ذلك الظالم الفاسد حكمة مغادرة منصبه سواء كان فردا او مجموعة سياسيين متحكمون بالسلطه ؟؟ لا أدري كيف قامت حكمة لسان الثائرين بمثل تلك المنهجية وهل نجاحات ثوار مصر وتونس وليبيا استطاعت ان تستبدل الظالمين للشعب بشرفاء من الشعب ؟
تمر خلال هذه الايام ذكرى ثورة العراق ولبنان وربما غيرها من الثورات وقد بحت حناجر الجماهير وقدمت مزيدا من الدماء مطالبة بالتغيير والاصلاح ! فماذا حدث ؟
هل ثقافة الجماهير تغيرت عن زمن الانقلابات ؟ او هل ثقافة حكام الارض تغيرت ؟
نحن نعلم ان مثل كلماتنا لا تسمن ولا تغني ذلك الشأن شيئا ولكنها ليس اكثر من حسرات قد تكون نافعة للباحثين عن جذور الحقيقه
احترامي
تعليق