دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

    نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

    من اجل بيان جروح العقل المعاصر


    { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } (سورة الأحزاب 72) { قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ } (سورة عبس 17)

    الإنسان مخلوق عظيم وهو سيد يسود نفسه ويسود بقية مخلوقات الله من نبات وحيوان وبيئة فما هي الامانة التي يحملها ؟ ... الجواب على ذلك السؤال يحتاج الى فطرة العقل الانساني نفسه فهو المخلوق الوحيد الذي يتحكم بعقله هو وبجسده هو بما يختلف عن بقية المخلوقات وهو المخلوق الوحيد الذي يتحكم بعلاقته مع الطبيعة سواء طبيعة الاشياء او طبائع مخلوقات الله بما فيها المادة (الجماد) فاستطاع استثمار المادة فبنى منازل له وادوات واستطاع اشعال النار واستثمارها واستطاع ان يتحكم بالحيوان ويدجنه لمصلحته واستطاع ان يزرع ويستثمر الزرع لمأكله وملبسه حين تألق منفردا عن بقية الخلق في غزل شعيرات القطن والصوف وحياكتها للبسها والوقاية من برد او حر ... ذلك الانسان الذي خلقه الله حمله الامانه بموجب النص الشريف الذي توج تذكرتنا هذه وجعله خليفة في الارض وهي بحد ذاتها أمانه كيفما فهمنا معنى الامانه , الامانة لها عناوين وظيفية وممارسات وادوات ومنهج تطبيقي نحاول تقريب مفاهيمها بوسيلة فكرية معاصرة

    { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة 30)

    الانسان يدرك انه لا يحق له قتل نفسه ومن يقتل نفسه فهو ءاثم وهو المتضرر الاول من مقتله والانسان بطبيعته ينفر من اي عدو يقترب منه ويدافع عن نفسه مثل اي حيوان مفترس او افعى او عقرب او مادة سامة او رياح عاتية او ءالة جارحة

    { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءادَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } (سورة يس 60)

    ففي طبيعة خلق عقل الانسان كتب الله ذلك العهد وهو نفوره من اي شيء يعاديه سواء كانت نارا مشتعلة او حائط ءايل للسقوط او سيارة مسرعة وهو يعلم ان السيارة عدو له فهي تقتل مالكها او راكبها او من يقترب منها ولكنه يعبد السيارة على شارع مـُعبـَّد بالاسفلت !! فقد خان الامانه التي حملها في ممارسة تصورها شفافة وهي عدوة له ومثلها كل ءالة عصرية دوارة ولكنه خائن لامانته مع كل مرغوب ومبهج وفيه متعة لان الانسان عجول بطبيعة خلقه والحضارة بنيت على العجالة في كل شيء وتتزايد العجالة من جيل لجيل في عصر التطور فالافضل هو الاسرع عند استخدامه

    { وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } (سورة الإسراء 11)

    الانسان يدرك انه المسئول الاول عن سلامة جسده من الخطر والفساد الذي يصيب الجسد وكل تلك الصفات امانة في عنقه والانسان يدرك بطبيعة عقله انه مسئول عن سلامة الاخرين ايضا وان لا يفسد في الارض فالامانة التي يحملها الانسان تبدأ بجسده وتنتهي في كل شيء خلقه الله على الارض في محيط الانسان لانه خروج على الامانة التي اودع الله مكنونها في عقل الادمي فان كان ذا عقل امين فلا يغفل عن صفة العدوان والظلم ولكن حين يخون الامانه يبني لنفسه معاذيره وهو لا يؤمن بها يقينا لانها تتعارض مع طبائعه الفطرية وهو يدري انها مغروسة فيه بموجب العهد الذي كتبه الله في طبائع الانسان يوم خلقه

    { بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } (سورة القيامة 14 - 15)

    وبذلك الخرق الكبير لـ الامانة التي حملها الانسان بتكوينته يعاقب عاجلا او ءاجلا

    { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } (سورة الصافات 22 - 24)

    المسئولية (الذاتية) تلك هي التي فرقت الانسان عن غيره من المخلوقات مثل الحيوان والنبات والمادة لان تلك المخلوقات لا تمتلك عقلا يفكر بل تمتلك عقلا غرائزيا وكأنه برنامج الكتروني غير مسئول بين يدي الخالق فالظلم يبدأ بالعقل وينتشر مخترقا الامانة التي كتبها الخالق في مخلوقه

    { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ
    قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } (سورة آل عمران 117)

    ترك السابقون الاوائل تأريخ مكتوب عن العبودية حيث كان الانسان القوي يستعبد الانسان الضعيف في حين كان يستوجب فطرة ان يقوم القوي باعانة الضعيف على ضعفه وتلك قراءة اولية في فطرة عقل محض مجرد من كل الاختناقات الفكرية او العدائية وقد اشتهر في التأريخ كيف كان الطغاة الاقوياء يستعبدون شعوبهم ونحن ندرك ان الطاغية لا يستطيع ان يستعبد شعبا لوحده الا ان الطاغية يجتذب امثاله من خونة الامانة ليجعلهم ادوات ظلمه ويجعل لهم منهجا متينا في بناء تلك العبودية بالقوة والبطش والوحشية

    { إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } (سورة الجاثية 19)

    ولاية الظالمين بعضهم لبعض نجدها بوضوح في أجندة الاباطرة الظالمين تحت صفة (سلسلة المراتب) كما في الجند وقادته والولاة ونياشينهم والنبلاء والشرطة والعملاء وهم بعضهم اولياء بعضهم ووليهم الاكبر هو السلطان الجائر او الظالم الاكبر وتلك كانت صفة الظلم ومنهجه التأريخي وعند تدبر منهج العبودية المعاصرة نراه انه منهج غير مختلف بجوهرة الفكري في زمن التحضر ولكن مختلف بجوهره التطبيقي المعاصر ففي تطبيقات عبودية العصر لا توجد ملكية رقيق كما كان سابقا فقد صدر مثلا من عصبة الامم المتحدة عام 1926 قرارا بمنع تجارة الرقيق وانتقل ذلك الميثاق الى المفوضية السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة بعد تحلل عصبة الامم وقيام منظمة الامم المتحده القائمة الان ولكن العبودية قائمة تحت صفة تذكيرية من القرءان (
    وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) الا ان العبودية بقيت قائمة بتطبيقات مختلفة عن الزمن الغابر حيث كثير من شواهد العبودية ظاهرة في الدولة الحديثة مثل (الوظيفة الحكومية) في الدوائر المدنية والتعليمية والصحية والادارية والعسكرية والامنية وكل مفصل من مفاصل الدولة الحديثة مبني على مبدأ (المراتب) بدءا من منظف ارضية الدائرة واثاثها صعودا الى مديرها صعودا الى المديريات الرئيسية صعودا الى الدوائر الوزارية صعودا الى مجلس الوزراء صعودا الى الرئيس فهي سلسلة (بعضهم اولياء بعض) والمستعبد يستعبد الاخرين من افراد الشعب كما كان في زمن الاباطره لان (الموظف) عقد ولايته للدولة الحديثة مقابل اوراق ملونة تدفع له كأجر شهري وهو لا يدري حين يطبق القوانين انه مستعبد كما كان الاباطرة يستعبدون ازلامهم ليكونوا اليد الضاربة على الشعوب فقد اصبح الامبراطور الاكبر هو (الدولة الحديثة)

    اشعلوا نشيد الوطنية في الصغار عبر التعليم الابتدائي وقاموا بتأليه الوطن بشكل كاذب فالوطن تتقاذفه اهواء الحكام وخياناتهم ولعل الانقلابات العسكرية المتضاده التي شهدتها اواسط القرن العشرين تنفي صفة ثوار الوطن وتعلن كذب دعواهم من خلال الامعان بالتنكيل بافراد الشعب وقد فعل الاعلام المبرمج فعله الجبار لانجاح تلك العبودية وهو جزء منها والاعلاميون لا يدركون الغاية وان ادركوا الهدف ! فان مات الرئيس او استبدل مجلس الوزراء الا ان الوطن لا يستبدل ! فهو ابدي الوجود ولكن اسياد الشعب يستبدلون

    تلك الصفات اصبحت معروفة وقد زوقت وسوقت تحت تطبيقات لمسميات الديمقراطية وحرية الرأي الفردية في كل شيء حتى في الاباحية والمثلية وحرية المعتقد وشفافية اختيار الحكام بمنهج ديمقراطي مفتعل لغاية اخرى مع ما يصاحبها من زخرف حميد في دولة تسعى لرفاه شعبها والدفاع عن مصالحه والاسراع في تطويره ورعاية الصغار والكبار بميزانيات مالية ضخمة (اطنان من الورق وقليل من الحبر) مع ما يصاحبه من قيام الدولة بعمران المدن بشكل يجلب لب الانسان ويجعله مواطنا صالحا كلما شعر ان وطنه يمنحه الامان والطمأنينة وليس خالقه الذي كتب على نفسه الرحمة فنسي ما مودع بفطرته ان عقله امانة مؤتمن عليها , نرى ذلك في فطرة كل انسان يدري انه (يعتز بعقله) ولا يريد ان يتجاوز احد على عقله ولا ينتقص منه شيء الا انه خان عقله لانه غافل عن حماية عقله من الاختراق الممنهج حيث ارتفع مفهوم (الامانة الوطنية) بصفته هدف سامي يسعى المواطنون للتمسك به ونسوا الله خالقهم حتى في الديانات غير السماوية نسوا خالقهم المسمى باسمه وله مجسم يركعون بين يديه وحل محله (الحكومة) بصفتها رب اعلى تحرص على سعادتهم وزقهم وامانهم وطمأنينتهم اي ان البشرية كلها رحلت عن عقيدتها وان كانت وثنية وركعت لحكوماتها رغم انها لم تتنازل عن عقيدتها ولكن العقيدة بقيت وكأنها تراث منهجي فعال !! الا ان البشرية المعاصرة مثقفة بثقافة شبه شامله في ان العقيدة الدينية لا تتقاطع مع مفهوم الوطنية بل ان العقيدة الدينية تدفع المتدين لاحظان الوطنية وقيل في ذلك أن (حب الوطن من الايمان) , المسلمون لهم دستور قرءاني ان قرأوا فيه

    { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (سورة الحشر 19)

    نسيان النفس يعني اختزالها او وقف فاعليتها فيصبح الانسان سهل القياد ويستعبد وهو لا يدري

    { أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } (سورة النحل 108)

    الله غير طبائعهم (طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ) فاصبحت الدولة الحديثة مقام الخالق في عقول البشرية المعاصرة لذلك نرى الانحدار الفكري واختلاف جوهري في معايير انسانية فنرى الجرائم البشعة في الدول الاكثر تحضرا ونرى صفات التمرد تظهر هنا وهناك وتصاحبها عمليات سلب ونهب وقطع طرقات وهي صور واضحة لـ انسان اليوم في ظل تطور كبير لبنية الدولة الحديثة وقد يتصور البعض ان بعض الشعوب في رفاه وجنة ونعيم وذلك لمن يرى ظاهرها اما الحقيقة فهي سوداء داكنة ودستور (القرءان) يقول

    { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } (سورة الجاثية 23)

    حضارة شفافة الا ان باطنها عبودية نافذة ولكن الاستشعار بها مفقود بسبب الجهل بنظام العبودية المعاصر وذلك الجهل اعمى وهو يتجدد بمزيد من الوسائل المستحدثة فيتزايد كماً ونوعاً وقد سمي في خارطة الخلق بـ (الضالين) و (الغافلين) فالغفلة والضلال تعني انتحار العقل في حامله لانه خائن لـ الامانة بامتياز لان العقل هو الامانة العليا التي اودعها الله في الانسان الظلوم الجهول (وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) فاقتران صفة الظلم بالجهل هي خيانة امانه متميزة يمارسها الانسان بجهله الا ان طبيعة عقله كخلق تجعله يدرك خروجه عن طبيعة خلقه في لحظة صحو خاطفه !! لكنه يتأقلم مع جاهليته ويتصور انه انما يمارس صلاحيات طبيعية اودعها الله في خلقه مثله مثل السارق حين يفلسف فقه سرقته ويجعلها حق له بسبب حاجته في مال من يسرقه

    الغفلة التي تشكل غلافا سميكا حول طبيعة الادراك العقلاني (الفطنة) هي التي اخرجت الانسان عن مساره الطبيعي حيث استثمرت تلك الصفة من خلال منهجيات ذكية جعلت الارض قرية صغيرة دون استثناء شبر واحد لـ تستعبد شعوب الارض بوسائل دائمة التحديث باسم دولة الوطن فلم تعد العبودية اقليما محددا فقط كما كان اباطرة وسلاطين الامس التأريخي عندما اصبحت البشرية جميعا تقاد من خلال لجام حضاري واحد ومن خلفه بشر مثلهم ظلموا انفسهم وخانوا امانتهم وقد لا نراهم في صورة الحدث بل هم يفكرون بفكر راقي وعقولهم الفطرية بعيدة عنهم الا ان عقولهم الخائنة معهم ويخططون ويقررون باساليب لا يكشفها الا العقل الذي لم تنحره دولة الحداثة فيدرك ان الدولة هي بديل الاباطرة القدماء الذين استعبدوا الشعوب ولكن نوع الاستعباد مختلف الجوهر والغاية

    سؤال بسيط يوجه الى العقل في صحوة لحظية ... كيف تستعبدنا الدولة الحديثة من خلال اوراق مطبوعة لا تساوي شيئا ولا تحمل اي قيمة فعلية بل قيمة افتراضية ؟؟! ومن افترضها ؟ هل بنك الاصدار ؟ ومن هو بنك الاصدار ؟ انه ابن الدوله ووليدها وربيبها ؟ من هم هؤلاء الحكام في الدوله ؟ هل مراتب من الذين ظلموا انفسهم وخانوا امانتهم ؟ فكيف يتخذون قرارات بالحرب والتجريم لدول اخرى بعيدة كل البعد عن دولتهم ؟ مثل ما يجري الان على الساحة الدولية ؟ وما هي حكاية البورصة وما هي فائدتها للشعب ؟ وما هي حكاية التسليح الفائق في كل مكان وعلى ذمة اي فئة من الشعب تلك التحالفات العسكرية وذلك الانفاق الهائل على ميزانية الدولة ؟

    تلك الاسئلة جميعا يجيب عليها المسئولون في الدولة على اوتار شعارات حضارية يطرب لها المتحضر ويغفل عن الحقيقة وهو لا يدري

    مكننة الانتاج الفائق المسمى max prodution خفضت العماله الصناعية بنسب حرجة ومثلها المكننة الصناعية المتطورة في الزرع والانبات والحصاد خفضت استخدام العمالة البشرية بشكل حاد جدا ففقد كثير من جماهير البشر في العالم وظائفهم الاحترافية فضاعت جماهير لا تحصى وتسكعت في المدن الكبيرة في اعمال خارج حرفيتها وقد لا يجد احدهم سوى بضع ساعات من العمل في الاسبوع كذلك ابتكر ما يسمى بالريبوت الالي الذي انتشر بشكل واسع في كثير من الصناعات الرئيسية مثل صناعة السيارات والالكترونيات وغيرها كثير وتلك المنهجية انما تقيل وتعزل وبشكل مفرط اعداد غفيرة من العاملين في الصناعة وساهم الاعلام المضلل الذي يدفع الجماهير نحو هدف غير مرئي يزيد من ضلالية الجماهير في كل مفصل وكأن الدولة إله متأله يبحث عن حلول والحقيقة ان الدولة هي التي صنعت الازمه وذلك يدفع الى اذلال الجماهير الغفيرة واستعباد ضعفاء الوسيله في برامجية قاسية لـ تستعبد البشر بواسطة سلسلة مراتب الظالمين (بعضهم اولياء بعض) وهم خونة الامانه فتكاثرت حشود الجيوش والشرطة والاستخبارات والافراط في العمل الوظيفي الحكومي المستهلك وغير المنتج صناعيا او زراعيا وهي صورة حديثة لـ العبودية تختلف في المنهج عن عبودية الماضي ولكن بشكل اكثر قساوة واصعب مراس

    سطورنا لا تدعو الى ثوره او تمرد بشري على دولهم ولكنها تدعو الى صحوة مسلم لا يريد ان يخون امانة خالقه

    { هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } (سورة الكهف 44)

    فهل ولاية الدولة الحديثة (حق) ؟ يقول نعم حق من هوخائن لامانته مع الله

    مجمل ما سطر اعلاه معزز بنصوص قرءانية وهي سوف لن تؤثر في موقف المستعبدين المعاصر لانهم نيام على سرير عبودية معاصرة ولن تؤثر فكريا بـ عبيد وعباد الحضارة لان الخاضع للتخدير لا يصحو الا حين ينتهي مفعول المخدر عسى ان تكون هذه الذكرى نافعة لطلبة الامان فيذكرون القرءان وفيه

    { فَقَالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (سورة يونس 85 - 86)

    الحاج عبود الخالدي


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

    بسم ءلله الرحمان الرحيم

    سلام عليكم أجمعين

    نقف وقفة إحترام ءبتاه القرءاني الجليل الحاج الموقر عبود الخالدي حفظك ءلله تعالى من كل سوء ...ونولك ماتتمنى..

    ءستاذي ومعلمي تقول عاليه ( حيث كثير من شواهد العبودية ظاهرة في الدولة الحديثة مثل (الوظيفة الحكومية) في الدوائر المدنية والتعليمية والصحية والادارية والعسكرية والامنية وكل مفصل من مفاصل الدولة الحديثة مبني على مبدأ (المراتب) بدءا من منظف ارضية الدائرة واثاثها صعودا الى مديرها صعودا الى المديريات الرئيسية صعودا الى الدوائر الوزارية صعودا الى مجلس الوزراء صعودا الى الرئيس فهي سلسلة (بعضهم اولياء بعض) والمستعبد يستعبد الاخرين من افراد الشعب كما كان في زمن الاباطره لان (الموظف) عقد ولايته للدولة الحديثة مقابل اوراق ملونة تدفع له كأجر شهري وهو لا يدري حين يطبق القوانين انه مستعبد كما كان الاباطرة يستعبدون ازلامهم ليكونوا اليد الضاربة على الشعوب فقد اصبح الامبراطور الاكبر هو (الدولة الحديثة)

    اشعلوا نشيد الوطنية في الصغار عبر التعليم الابتدائي وقاموا بتأليه الوطن بشكل كاذب فالوطن تتقاذفه اهواء الحكام وخياناتهم ولعل الانقلابات العسكرية المتضاده التي شهدتها اواسط القرن العشرين تنفي صفة ثوار الوطن وتعلن كذب دعواهم من خلال الامعان بالتنكيل بافراد الشعب وقد فعل الاعلام المبرمج فعله الجبار لانجاح تلك العبودية وهو جزء منها) المقال سيدي ملهب وملهم في نفس الوقت
    نحن اليوم ءمام إله واحد عبدناه بغفلة ونسيان وجهل عظيم ءنه ( المسيخ الدجال) في صورة التقنيات الحديثة والخاضعة لفئة قليلة جدا من البشر يتحكمون فى كل شيء...
    نعيش بين طوفان البشر الغويم...في حدود مرسومة قاسية...ولامهرب منها إلا لصورة حياة عكسية تماما عن الحداثة والتطور بعيدا في الجبال والوديان وهي معوقات كثيرة....قلة المال....كثرة المصاعب....قلة الإيمان واليقين...فكيف نكون مع الناس
    وننجوا؟؟ كيف نرتحل باهلنا وهم اكثر الأحوال ضدنا ويصفوننا بالجنون والردة؟؟؟ كيف نستطيع المقاومة؟؟؟
    ظننا في ارتحالنا خيرا....ولكن كم بيانات المعهد الاسلامي للدراسات ءصابتنا بكثير من الحسرة على حالنا وزماننا والذي ينطبق عليه قوله تعالى ( .....فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون...)( كذالك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لايؤمنون ولو جائتهم كل ءاية حتى يرو العذاب الأليم) ( وأذان وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم...) ءبتاه الجليل...
    نحن مستدرجون للعذاب جميعا إلا من اعتصم بربه فلا عاصم اليوم من أمر ءلله إلا من رحم) نوح عليه السلام ومحمد صل ءلله تعالى عليه وسلم ءنذرا في قمة بلاغهم الرسالي العلمي من الدجال وءخبرا بأن العالم كله سيسير ورائه الاقليلا من البشر لايصل إلى 130ألفا من الناس بكل أهاليهم وذراريهم...فكيف نزج ءنفسنا فيهم فضلا عن معرفتهم والتعلم منهم والبراءة قبل يوم العذاب الأليم.....ويبقى عقلنا ملتهبا بلاجواب على حالتي من كل الجوانب وليس في قلبي ولا لساني إلا ترداد لقوله تعالى ( ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)
    ءبتاه الجليل ءنت نعمة في زمننا وصيحة جعلتنا نستفيق على حال ( ءبكم ءبرص ميت) مع عجز وءستضعاف ولم يبق إلا رجاء رحمة ربنا ءن ينجينا من هذا البلاء الذي صحونا عليه ولعجزنا نرجوه ءن يرحمنا برحمته الواسعة ويهدينا هو اليه بقوته هو ءو يأخذ ءنفسنا من هذا الزمان فدرجة عليا في النار خير من الدرك الأسفل منها....
    ولكننا نرجوه لظننا خيرا به
    سلام عليكم
    لاتستبدلو ولاية ءلله تعالى بالولايات الجاهلية

    تعليق


    • #3
      رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

      تحية واحترام

      مقتبس
      (اطنان من الورق وقليل من الحبر)

      المقتبس اعلاه حفز عندي ذكرى رجل خرج متقاعدا من الوظيفة الحكومية في عام 1990 وحصيلة عمره منزل متواضع ورثه من اباه + 6000 دينار مودعة في صندوق توفير في بنك حكومي وكان ينوي ان يشتري بها منزلين متواضعين قريبة منه احدهما مستخرج منه دكان كان يريده لابنه لممارسة عمل بقاله في المنطقة والدارين يؤجرهما لدعم راتبه التقاعدي القليل ... وجاءت الهجمة على العراق في شتاء 1991 فتوقفت البنوك وجميعها حكوميه عن تسليم زبائنها سحوبات نقدية من اموالهم المودعة في البنك سواء ذوي الحسابات الجارية او ذوي صناديق التوفير وبعد ان تم وقف اطلاق النار فيما سمي بـ (عاصفة الصحراء) بقي التوقف البنكي ساريا لفترة زمن غير قليل وحين استطاع سحب الـ 6000 دينار كانت تساوي ثمن 60 بيضة من بيض المائدة !! فذهبت مدخراته التي جمعها خلال اكثر من 40 سنه واصبحت تساوي 60 بيضة !!

      مثل تلك الحادثة لا تعد ولا تحصى في كثير من الدول وبدون حرب حين تتراجع العملة المحلية ازاء الدولار فنرى مثلا كل من لبنان ومصر وسوريا وتركيا وكثير كثير من بلدان العالم واصبح راتب الموظف الحكومي بعد عاصفة الصحراء على العراق لا يساوي قوت يوم واحد فقط !! والعراقيون يعرفون ذلك والمصريون والسوريون وغيرهم رغم انهم انهم تضرروا اقل من العراقيين الا ان العراق شهد خسارة فادحة تساوي حجم ثروته النفطية ان لم تكن اكثر لان الهاوية دمرت النفوس اكثر دمار الاموال فالشعب العراقي مدمر نفسيا ولن تنفعه ثروات مالية لتصلح نفسيته

      سعر الدولار ازاء الدينار العراقي في الستينات كان يساوي (291 فلس) اي ان الدينار الواحد كان يقابله 3,43 دولار الا انه بدأ يتراجع اثناء الحرب العراقية الايرانية على حساب ثروات العراقيين بشكل مفجع حتى حصل الانهيار في زمن الحصار على العراق عندما وصل سعر الدولار الواحد الى 3000 دينار عراقي اي ان نسبة انهيار الدينار وصلت الى اكثر من 10290 % فضاعت ثروات موروثة من الاباء وثروات جيل الاحياء !!

      تلك هي العبودية الحديثة !! ويا ليتها عبودية لسلطان محلي كما هم سلاطين العهود الغابرة ولكنها عبودية اممية تتحكم بمصير اولادنا لجيلنا واجيال قادمة لم تنجبها الارحام بعد

      احترامي


      sigpic

      من لا أمان منه ـ لا إيمان له

      تعليق


      • #4
        رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

        المشاركة الأصلية بواسطة أمين أمان الهادي مشاهدة المشاركة

        سعر الدولار ازاء الدينار العراقي في الستينات كان يساوي (291 فلس) اي ان الدينار الواحد كان يقابله 3,43 دولار الا انه بدأ يتراجع اثناء الحرب العراقية الايرانية على حساب ثروات العراقيين بشكل مفجع حتى حصل الانهيار في زمن الحصار على العراق عندما وصل سعر الدولار الواحد الى 3000 دينار عراقي اي ان نسبة انهيار الدينار وصلت الى اكثر من 10290 % فضاعت ثروات موروثة من الاباء وثروات جيل الاحياء !!

        تلك هي العبودية الحديثة !! ويا ليتها عبودية لسلطان محلي كما هم سلاطين العهود الغابرة ولكنها عبودية اممية تتحكم بمصير اولادنا لجيلنا واجيال قادمة لم تنجبها الارحام بعد
        احترامي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        الغريب المستغرب ان سلسلة حكام العراق من العهد الملكي لغاية اليوم حصلوا على تأييد شعبي واسع النطاق وكلما سقطت فئوية وجاءت فئوية اخرى تصفق للقائد الجديد وتخضع له بشكل يسهم به عدد غير قليل من جماهير الشعب !!

        اما المستغرب فان الناس قد فقدوا حكماء يتكلمون مثل رجال الدين او المفكرين او المعارضين سياسيا فهم جميعا ان تكلموا فتراهم يتكلمون عن ظلم الحاكم لــ فئة من الناس او غيرها ولم ينتبهوا الى ذوبان اموالهم وتراثهم الزراعي والصناعي حتى اصبح اهل العراق الاكثر فقرا من دول انتاج النفط او الدول الزراعية او الصناعية

        الغريب ان شعب كامل صامت لا يتكلم !!! وان تكلم تكلم باسم فئوية سياسية او دينية معارضة فاين كان حكماء المجتمع العراقي في ذلك الزمن واين هم الان وان تكلموا فلا مقاومه ابدا والمقاومة فقط سياسية وعرقية ودينية اما مقاومة تدهور الاصول المالية فلم اجدها في اهل العراق ولو بنسبة منخفضة او حتى فردية

        رغم ان المقاومة صعبة الا انها لن تكون مستحيلة خصوصا في العراق فلا توجد (بورصة) ولا توجد (سلة عملات) ولا توجد منظومة فعالة يمكن ان تستخدم كأداة للمحافظة على اصول رأس المال .. من الذين قاوموا الانحدار في الاصول المالية خرجوا من البلاد وهربوا اموالهم ولكنهم وقعوا في مطبات ليست مرتبطة بالاصول المالية بل بخسارة فادحة لهويتهم واصولهم وخبراتهم وما كانت اصولهم المالية الا اطار معاشي مضمون اما مرابط الحياة الاخرى فلم تكن في صالحهم وصالح اسرهم وكيانهم سواء الديني او العرقي او اي صفات كانوا يحملونها من خبرات صناعية او زراعية او تجارية وبالتأكيد ان ذلك الوصف القاسي لا يشمل كل الذين نفروا من ارضهم من ذوي الاصول المالية وهنلك استثناءات كثيرة ولكنها في نفس الوقت تحمل صفة الوهن في موصوفات صميمية اخرى

        الحراك الاممي الخفي الذي يتحكم بكل الشعوب انما يمتلك افق فكري واسع لدرجات عقلانية رفيعه ولا يمكن الوصول الى تلك العقلانية الرفيعة الا مع صحوة عقلية بنفس علو عقلانيتهم بل اعلى منها


        ولكن الصحوة لا تقوم جماعية بل لـ نجاة فردية بسبب خصوصية العبودية التي قبلتها الجماهير عموما


        السلام عليكم

        قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

        قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

        تعليق


        • #5
          رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها


          تحية واحترام

          الحاج الخالدي وفقكم الله على ذلك النور الفكري الذي نحتاجه بشده ونسأل اذا كانت الاصول المالية تعني فيما تعني ثروات الاغنياء ولكن الطبقة الفلاحية والطبقة العمالية والموظفون لا يملكون اصول ماليه فهم غالبا على قدر معياش يومهم فكيف يتضررون من تدهور سعر الصرف للعملة الوطنية والاهم من ذلك كيف يستطيع الجمهور الوطني عموما بفقرائهم واغنيائهم ان يقاوموا تدهور العملة وانخفاض سعرها مقابل ثبات العملة العالمية

          الاضرار التي حصلت في اهل العراق واقتصاده كارثية الوصف وتسببت في ضياع شريحة واسعه من الناس وتحولت من شريحة منتجة هادئة الى جماهير منفلتة تمارس العدوان من اجل العيش وبعدها تحولت الى جموع بشرية لا يمكن السيطرة عليها كما هو حاصل الان من تظاهرات واضطرابات واسعة النطاق

          نسأل الله الوسيلة

          احترامي
          sigpic

          من لا أمان منه ـ لا إيمان له

          تعليق


          • #6
            رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

            المشاركة الأصلية بواسطة أمين أمان الهادي مشاهدة المشاركة

            الطبقة الفلاحية والطبقة العمالية والموظفون لا يملكون اصول ماليه فهم غالبا على قدر معياش يومهم فكيف يتضررون من تدهور سعر الصرف للعملة الوطنية والاهم من ذلك كيف يستطيع الجمهور الوطني عموما بفقرائهم واغنيائهم ان يقاوموا تدهور العملة وانخفاض سعرها مقابل ثبات العملة العالمية
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            سلطوية القانون وضخامة حجم الخطط المركزية امميا ومحليا تجعل وسائل الجمهور ضعيفه سواء كان جمهور المستثمرين او جمهور العمالة او عموم الناس الا ان وسيلة المقاومة لن تكون معدومه بل تمتلك بعض الجماهير اذرع تفعيليه اصوليه تخفف من وطأة تدهور العملة الوطنية

            حصل مثل تلك الصفة في زمن الحرب العراقية الايرانية من عام 1980 لغاية عام 1988 وكذلك حصل الاسوأ بعد الضربة الجوية للتحالف الاممي على العراق في شتاء عام 1991 كرد فعل على احتلال النظام العراقي للكويت وما سمي بعدها بـ الحصار على العراق والذي استمر لغاية سقوط نظام الحكم السابق

            الذي حصل حينها ان المصانع العراقية للقطاع الخاص والمسجلة رسميا والتي كان تعدادها يزيد على 50000 مصنع بين صغير ومتوسط يقابلها بعدد اكثر ومتكاثر مصانع نشأت بمكننه عراقية الصنع لم تسجل في سجلات الدولة وغطت حاجات المستهلكين بنسبه قد تصل من 70ــ 80 % سلعيا وبمختلف حاجات المجتمع والتي اتصفت وقتها بالخفوت بسبب سقوط مرتب الموظف الحكومي بشكل مرعب ادى الى تنازل المجتمع عن كثير من متطلباته السلعية كما نشطت ورش الخياطه المنزليه والتصنيع العائلي بشكل ملفت ليغطي سلعيات وفيره لمجتمع متعب اقتصاديا

            استطاع المجتمع العراقي (بشق الانفس) عبور تلك الازمة التي استمرت من الثمانينات لغاية 2003 ولكن بخسائر فادحة فقد هاجر الكثير من ذوي الاختصاص والاغنياء والعمال وتدهور التعليم واصبح اجر الموظف الحكومي لا يساوي قوت يوم واحد مما ادى الى انهيارات خلقية واسرية وصحية كما هو معروف اعلاميا وبشكل مفرط

            المجتمع العراقي حين اصبح يوما فيرى نفسه قد اصبح مجتمعا دميقراطيا ظهر قرابة 500 مكون سياسي تم تسجيله رسميا وحصل ما حصل خلال سنوات الديمقراطية من سوء معروف عالميا رغم توفر رواتب وظيفية عالية وكتل نقدية ضخمة بيد الجمهور ادت الى خراب متزايد صحبة ما سمي بالحرب الطائفية وانفلات امني لا تعالجه الفلوس التي تكاثرت بين ايدي الجمهور الذي كانت بالامس شحيحة للغاية

            من ذلك الشرح الموجز لموصوفات ما جرى في العراق وما يجري الان في سوريا وليبيا ولبنان واليمن والسودان وغيرها ان الازمة الاقتصادية المبرمجة في انهيار العملة الوطنية تحطم حامل المال وفاقد المال ايضا فمراصد الباحث لا تستطيع ان تفصل بين الازمة الاقتصادية لتدهور العملة عن الخطة (الام) التي تسعى لـ تحويل البلد الى مستهلك للسلاح والسلعيات فيترك الصناعة ليصنع الازمات التي لا حل لها وكأن تلك المجتمعات قد خضعت لسحر الشياطين

            اذن تساؤلكم الكريم لا يمكن معالجته ما لم يكن هنلك تكافل مجتمعي بين الفقراء والاغنياء وذلك لم يحصل بسبب استهداف شخصية المواطن من خلال الخلل الاقتصادي المفتعل واستثمار مختلف الوان الناس السياسية والعرقية والطائفية فالمجتمع غير المتكافل يفرز طبقة من الخونه والفاسدين في كل مكان وليس في دولة محددة بالاسم فتبقى الازمة المحلية (محلية) وتدوم لسنوات كثيرة في البلدان التي اشرنا اليها اعلاه وغيرها كمثل وليس حصرا والتي تشهد تدهورا مستديما بسبب مغذيات الجذور المجتمعية لهرمونات الازمة

            لغة الحصار والعقوبات الاقتصادية الدولية التي تمارسها الدول الكبيرة والمجتمع الدولي عموما هي اساليب (ساحقة) تسحق المجتمعات المستهدفة والمقاومة لمثل تلك الاساليب الحضارية السيئة يحتاج الى صحوة جماعية وذلك ما لم يحصل و(لن يحصل) لان جذور الخطط الفرعونية متشعبة الى شعب نافذة وغير مرئية عند الجماهير ذلك لان فروع فرعون كما ذكرنا بها القرءان جوهرية تمس المجتمع حتى وان كان ابن ءادم في رحم امه او لا يزال نطفة في الاباء والارحام

            { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ
            مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } (سورة القصص من الاية 38)

            {
            قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى } (سورة غافر من الاية 29)

            { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ
            أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ } (سورة الزخرف 51)

            { فَقَالَ
            أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } (سورة النازعات 24)

            لا سبيل سوى انتظار الحكم الالهي في القضاء على فرعون المؤتلف بفروعه ضد مجتمعاته كما جاء في نصوص القرءان بصفته دستور تطبيقي نافذ .. غرق فرعون وءاله وجنده هو الامل لا غير وهو ليس ممكنا لفئوية بشرية او سياسية او عرقية فالامر لله حصرا ومعيار الامر الالهي متعلق باستحقاق (بناة الاسراء) فان وصلوا الى درجة استحقاق تكفي استثمار رحمة الله فان الخلاص سيكون الهي النشأة والنفاذ وهو الخلاص الجماعي ام الخلاص الفردي فهو متاح ولو لشخص واحد او فرادى كل ضمن مجتمعه فالمقاومة الحقيقية تقوم حيت يقترب الفرد من ربه ويبحث عن مرضات الله ليتصل بها في كل لون من الوان نشاطه ومرضات الله لا تحتاج الى مفتي شرعي او معرفة فقهية فـ رضوان الله بند قائم في فطرة حامل عقل فطره الله الذي فطر السماوات والارض

            { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
            وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة التغابن 15 - 16)

            السلام عليكم

            قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

            قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

            تعليق


            • #7
              رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

              السلام عليكم

              سادتي الافاضل العراق يمر اليوم في مخاض صعب جدا ويبدو انه ليس على مفترق طرق بل هو على بوابة طريق واحد الا وهو (الدمار) فهل من سبيل فردي للخروج من هذه الازمة التي سموها اقتصادية ؟

              في الحقيقة اني ارى ان نهاية هذه الازمة ستعلن الحكومة انها غير قادرة على تسعير الدولار رسميا وسوف يتم تعويمه على اقتصاد هش وذلك سيؤدي الى زيادة الفقير فقرا مما يؤدي الى هوة كبيرة في التكافل الاجتماعي الشعبي وذلك ينذر بما يختلف عن الحرب الاهلية التي يتحدث عنها بعض المحللين بل ستتحول الساحة الى صراع طبقي فالفقير سيجد ضالته عند الغني واذا كان الغني قادر على الدفاع عن نفسه فان خسائر بشرية كثيرة ستكون واقع حال وقد حصل ذلك بعد انهيار دولة النظام السابق وقد تنهار دولة النظام القائم عندما ينفلت الموظف الحكومي من وظيفته خصوصا قوى الامن والجيش وذلك ما حصل في 2003 عند الاحتلال

              كيف نحمي انفسنا من مثل تلك التصورات ان حصلت ؟ هل بالهجرة ؟ ونسأل هنا كيف سيكون أمر الله عند حصول ذلك التحليل

              سلام عليكم

              تعليق


              • #8
                رد: نظم العبودية بين ماضيها وحاضرها

                المشاركة الأصلية بواسطة حسين الجابر مشاهدة المشاركة

                كيف نحمي انفسنا من مثل تلك التصورات ان حصلت ؟ هل بالهجرة ؟ ونسأل هنا كيف سيكون أمر الله عند حصول ذلك التحليل
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                في دستور القرءان أمثلة كثيرة تؤكد علو وهيمنة الادارة الإلهية في اكبر واعظم الشؤون قساوة ونقرأ

                { إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ
                وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } (سورة الأَنْفال 42)

                {
                وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة يونس 107)

                الله سبحانه تكفل بحماية المؤمنين والدفاع عنهم

                { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
                سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الأنبياء 87 - 88)

                { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
                وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (سورة النحل 97)

                النصوص الشريفة اعلاه يصعب ادراك مفاصلها العلمية ما لم يكون المؤمن له دراية في (كيف يكون مؤمن) وكيف يكون من الناجين وكيف يعمل صالحا مع التأكيد على ان الخطاب الديني الموروث لا يوضح لنا المرابط العلمية لـ الايمان و لـ العمل الصالح و ماهية مرابط ظلم النفس وكيف يكون (امر الله مفعولا) بصيغته الايجابية للعبد ذلك لان الخطاب الديني يوصي بصفات عامة كانت صالحة في زمن قبل الحضارة اما في الزمن الحضاري فان موارد الخطاب الديني لا تحمي العباد المنغمسين بحضارة المتحضرين وعلينا ان ندرك :

                الله هو الله في الحرب والسلم وهو الله في الفقر والغنى وهو هو الله في سجن يوسف وغدر اخوته والملك ومن ظلمه (إمرأة العزيز) ولكن يوسف نجاه الله بالامر الالهي المباشر !!

                عمل الصالحات تعني في التدبر العقلي ان هنلك (خطايا) تحتاج الى اصلاح وهنلك عيوب تحتاج الى إزاله فالقربى الى الله ليست حصرا في الدعاء اللفظي او في إداء المناسك وقول الصدق والابتعاد عن المحرمات المشهورة بل هنلك محرمات حضارية فرضت على الناس منها (ولاية الوطن) وحب الوطن كحب الله ومنها المأكل الفاسد (غير الطبيعي) والمشرب الفاسد (غير الطبيعي) والملبس الفاسد (غير الطبيعي) وممارسات فاسدة حضارية النشأة والتنفيذ ووووو وصفات لا تعد ولا تحصى من الخطايا جبلنا عليها مجبرين والتخلص منها بين يوم وليلة مستحيل ولكن هنلك نص قرءاني يمنحنا بارقة أمل كبير ضمن وسعة رحمة الله

                { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
                وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (سورة الأَنْفال 33)

                وفي مثل نوح الذي كان يقترب من واقعة الفناء الكبير للبشر ورد نص تذكيري عظيم الشأن

                { وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
                يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ } (سورة هود 52)

                { أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ
                فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءاخَرِينَ } (سورة الأَنعام 6)

                فإن بدأ العبد بالتكفير عن ذنوبه يتوقف العذاب والهلاك وينجو مع الناجين

                { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
                لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة الزمر 53)

                ابدأ بالإستغفار يتوقف العذاب ويدلك ربك على طرق الاستغفار ويعلمك ربك ما لم تعلم لانه سبحانه الغفار

                { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ
                وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } (سورة ق 16)

                ولا تكن من الذين نسوا الله فانساهم انفسهم

                { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
                نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (سورة الحشر 19)

                اذا كان يأكل ويشرب ويلبس ويمارس ما لا يرضي الله فقد نسي الله في ذاته وان عاد لربه سيجده توابا وينجيه وهو صادق الوعد

                {
                قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة آل عمران 95)

                الملة الابراهيمية (البراءة) من كل شيء لا يرضي الخالق فيما خلق هي صراط الله المستقيم

                السلام عليكم
                قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

                قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ

                تعليق

                الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 4 زوار)
                يعمل...
                X