وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .. من هم ؟
من اجل بيان مقومات الأمان
من اجل بيان مقومات الأمان
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } (سورة التوبة 119)
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .... الله سبحانه يطلب من المؤمنين (طالبي الامان) وطالبي التقوية بنظم الله (اتقوا الله) ان يربطوا كياناتهم مع كيانات الصادقين ودليل الربط هو حرف الواو في لفظ (و كونوا) وبتدبر بسيط للنص نرى وضوحا في البيان الشريف يهدي طالبي الامان والقوة ان يصاحبوا كيانات الصادقين ويكونوا بمعيتهم وهو امر قد يكون سهلا عندما يكون (الصادقون) في (زمن ومكان وحالة) يسمح بكشف (صدقهم) من (كذبهم) فمن يريد ان يشتري سلعة من دكان فان التعرف على صفة الكذب من الصدق صعبة في صفة ذلك البائع كما ان الانسان لا يستطيع ان يكشف الصادق من الكاذب بسهولة حتى وان كان صديقه او جاره او زميله في العمل كذلك يكون من المستحيل كشف صفة الصدق والكذب في الاشخاص تأريخيا ففيه مؤرخون كاذبون وفيه صادقون والدليل هو ان تأريخ المنافقين غير واضح بموجب نصوص شريفه ونقرأ في القرءان
{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } (سورة المنافقون 1)
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } (سورة محمد 29 - 30)
فكيف لنا ان نعرف المنافقين وهم فئة غير صادقه بنص القرءان إن كانوا في زمننا او في زمن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والله لم يشأ اخباره بهم بل ترك الامر له ليعرفهم من لحن القول وسماتهم في زمنهم فكيف لنا ان نسمع لحن قولهم ونرى سماتهم لنعرف صفتهم ولكننا ملزمين ان نصدق بكل من صاحب رسول الله في زمن رسالته الشريفة ونقرأ في القرءان
{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } (سورة آل عمران 167)
فكيف لنا كبشر لا نمتلك ما لا يريده الله سبحانه من كشف سر الآدمي الا هو وحده فكيف سنكون مع الصادقين بدلا من الكاذبين !! ولماذا يقول لنا ربنا (وكونوا مع الصادقين) وهو يعلم ان العقل الادمي لا يمكن ان يخترق عقل ءادمي ءاخر !!؟ والسؤال الفكري الصعب هو ان كيف يطلب الله منا ان نكون مع صفة لا يمكن كشفها الا من قبل الله سبحانه الذي يعلم سرائر الانسان ونحن لا نعلمها !
{ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } (سورة الأنبياء 110)
فكيف لنا ان نعرف الصادق من الكاذب لنكون مع الصادقين ونرفض معية الكاذبين !!
ذلك الاختناق الفكري الذي قام لدينا استمر طويلا ضمن حراك الفكر وقد نرجعه الى ثمانينات القرن الماضي دون ان نحصل على اجابة فكرية (علمية) تتيح لنا ادوات فكرية او ادوات مادية لتفريق الكيان الصادق عن الكيان الكاذب سواء كان في سريرة رجل نحن بمعيته او كان ضمن فكر فلسفي او علمي او ديني او حتى الكيانات العقائدية والسياسية والتي تتصف بالصدق او الكذب حيث يصعب او يستحيل فرز صفاتها كمكون صادق او كاذب بيقين عقلي مطلق وأمين يصلح ليكون تطبيقا قرءانيا يطمئن القلب ذلك لان ما يعلنه الصادق دستور يمكن تفعيله لدى المصدق وفي ذلك خطرا واضحا ان كان خاطئا في معياره وذلك الامر نراه بشكل يقيني في من اعتنق بعض الافكار السياسية او الافكار العقائدية المتطرفة او حتى اعتناق الفكر الفلسفي المتجدد عبر تاريخ البشرية ! فهي مأساة عقل قبل ان تكون مأساة تطبيقية في حياة الساعي لنشاط ما
في خضم تلك التفاعليات الفكرية وجدنا ان هنلك كيانات تعلن عن كذبها بشكل مبين ويقيني ويمكن ادراكها بفطرة يقينية وان تلك الكيانات (الكاذبة) باعترافها قد غزت افكار الناس بشكل ملفت وحاد صغارا وكبارا ذكورا واناثا الا وهو كيان (الفن التمثيلي) سواء كان للكبار او للصغار او كان في اغنية او في تمثيلية او مسلسلة او فلم سينمائي او في اعمال مسرحية او افلام كارتونية فهي كيانات تعلن انها (كاذبه) وبشكل مفعم بالكذب ففي بعض الافلام تتصدر مقوله مكتوبة في اول الفلم او المسلسلة تقول ان ما فيها هو من (وحي الخيال) ولا ترتبط بالواقع من حيث الشخصيات والاحداث !! فهي مكونات او كيانات تعلن كذبها حتى تلك التي تقول انها من قصة واقعية الا ان من يشاهدها لن يرى الشخوص الحقيقية ولا الاحداث الحقيقية ومن يشاهدها يعلم انهم ممثلون وان ما يشاهده المشاهد ما هو الا (مكون كاذب) بوصف كينوني لا يقبل الشك
من تلك الانعطافة الفكرية اليقينية يتضح ان هنلك مكونات تعلن كذبها وان النص الشريف الذي يطلب من الذين ءامنوا ان يكونوا مع الصادقين فان تعذر عليه كشف صدق الصادقين فـ ليذهب الى ضديده (الكيان الكاذب) الذي يحمل هوية الكذب بطبيعته فيتجنبه تطبيقا لنص الاية (وكونوا مع الصادقين) وهو ميزان فكري ملزم لحامل العقل وقد جاء في القرءان نصا يقدح صانعي المشاعر (مستشعرات فكرية)
{ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } (سورة الشعراء 224 - 227)
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ... من المؤسف ان تم تفسير لفظ (الشعراء) بانهم الذين ينظمون وزنا قوليا سمي بـ (الشعر) بل الشعراء لفظ من جذر (شعر) وهو الاستشعار بالشيء سواء اعلن منظوما مقفى او قيل نثرا فهو (شعور) يسشعره العقل قد يصدق وقد يكذب ويتبعه ذووا الغايات المتطابقه مع المستشعر (الغاوون) وذلك التخريج من لسان عربي مبين ولكن القرءان احكم فقه الاستشعار بصفة غير حميدة (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) واستثنى منهم الذين ءامنوا اي الذين قاموا بتأمين مستشعراتهم الفكرية في (ذكر الله) وانظمته الصالحة وليس في مستشعرات سلبية مثل المشاعر الغرامية او منافع دنيوية ! او كبرياء قبلي او مديحا لشخص او ذمه
الكيانات (غير الصادقة) والتي تعلن كذبها بشكل مبين كما روجنا لها انتشرت في زمننا بشكل مفرط ودخلت المنازل وغرف النوم وشملت الكبار والصغار على حد سواء رغم اننا لا نعالج صفات السوء فيها والتي تعبث في اخلاق طلبة الايمان وعوائلهم فذلك امر مشهور ولكن ما نريد طرحه هو خطب كبير غير مرئي عند الارتباط بالمكونات الكاذبة تلك وهي انها كيانات ذات تفاصيل واحداث تستقر في ذاكرة العقل وذلك مدرك فطري يمكن ان يمسك به كل عاقل فمن يشاهد احداث فلم او مسلسل او مسرحية او اغنية تستهويه تستقر في ذاكرته بتفاصيلها وتؤثر في مستشعراته العقلية تأثيرا مريحا او مستفزا وما يستقر في الذاكرة يصعب محوه والكل يعلم بتلك الضابطة الفكرية فالانسان لا يمتلك صلاحية شطب شيء من ذاكرته ابدا فالذاكرة عصية على حاملها عصيانا مطلقا !!
العقل فيه حشوة عقلانية خطيرة جدا لانها تحدد مصير الشخص في يومه ومستقبله لان الذاكرة تربط حاملها مع قراراته الكبيرة والصغيرة حتى عاداته ولحن القول كما ذكرنا القرءان فان اختلطت في الذاكرة البشرية مكونات صادقة ومكونات كاذبة فالفطرة لوحدها قادردة على ان تدرك مخاطرها على كينونة ما تنتجه حشوة العقل واهم حشوة في العقل هي (الذاكرة) التي تلعب دورا حاكما وحاسما في قرارات الانسان (الفكرية والمهنية والمادية والمجتمعية وووو) لانها تمثل ارشيف عقلاني كبير جدا ولكنه منتج انتاجا مهيمنا على عقلانية العاقل وهو لا يدري والناس جميعا يعرفون ذلك من خلال تجاربهم الشخصية والرقابية فالشخص حين ينمو في بيئة صالحة يكون قراره موزونا وحراكه الفكري ينتج انتاجا ايجابيا ومن ينمو في بيئة فاسدة فيكون عقله فاسدا ومن ينمو في بيئة عدوانية يكون عقله وقراراته عدوانية ومن يحشو عقله مكونات كاذبة فهو للكذب اقرب منه الى الصدق في ما تضخه له حشوته العقلية فيكون كاذبا على نفسه بالسليقة البشرية وهو لا يدري السبب لان عقله ينمق له ما كذب على نفسه وكأنها شطارة عقل !
تلك الصفات خضعت لدراسة ميدانيه غير معلنه للاخرين حتى المقربين وتم جمع بيانات واسعة من منتسبين في عملنا وافراد اسرتنا ومعارفنا واي شخص نعرف اولياته يتاح لنا اخضاعه للدراسة وكان المعيار الذي تم العمل بموجبه هو مدى التصاق ذلك الفرد في متابعة تلك الكيانات الكاذبة بدءا من افلام كارتون انتهاءا بشبوته ومتابعته للاغاني والافلام والمسلسلات كما شمل البحث معتنقي الفصائل السياسية والعقائدية المستقرة والمنحرفة ومحبي قراءة الروايات وكذلك شملت دراستنا قراء الفلسفة بقديمها وحديثها وقراء المادة الدينية التأريخية وشاهدنا مؤثرات تلك الكيانات في عقلانية من شملهم البحث باجوبتهم على اسئلتنا الخفية في هدفها وهم لا يعلمون انهم خضعوا لبحثنا وما سطر اعلاه كان نتيجة استدلالات لسنين عديده في كثير من الذين خضعوا لراقبتنا البحثية ولن نعزل انفسنا عن شمولية البحث
النتيجة التي وصلنا اليها ان (التألق الفكري) يتراجع بحجم ما تحمل الذاكرة من مكونات كاذبة لان العقل يختزن المكون الكاذب والمكون الصادق بنفس الكينونة ومن النتائج التي وصلنا اليها ان المفرطين في متابعة الكيانات الكاذبة لا يمتلكون ملكة قرار سليم او سريع فقد لاحظنا انهم يتباطئون في اتخاذ القرار وان قرروا فان قرارهم هلامي لا يلتزمون به لانه لم يصدر من كينونة عقل نقي فهو متأثر بشكل مباشر بمكونات كاذبة ! ولكن مرابط ذاكرة المكونات الكاذبة تفعل فعلها في النتيجة وليس في التفاصيل فهي لا تظهر كعدو عقلي لحامل تلك الكيانات فهي الاخطر على الانسان من اي عدو اخر
وجدنا شيئا مهما في ذلك البحث ان متابعة القرءان حفظا او قراءة تؤدي الى تقويم العقل وتخفيف او الغاء التصدعات التي تسببها خزائن الكيانات الكاذبة في العقل وارتبط ذلك النتاج برابط يقيني من نص قرءاني
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .... الله سبحانه يطلب من المؤمنين (طالبي الامان) وطالبي التقوية بنظم الله (اتقوا الله) ان يربطوا كياناتهم مع كيانات الصادقين ودليل الربط هو حرف الواو في لفظ (و كونوا) وبتدبر بسيط للنص نرى وضوحا في البيان الشريف يهدي طالبي الامان والقوة ان يصاحبوا كيانات الصادقين ويكونوا بمعيتهم وهو امر قد يكون سهلا عندما يكون (الصادقون) في (زمن ومكان وحالة) يسمح بكشف (صدقهم) من (كذبهم) فمن يريد ان يشتري سلعة من دكان فان التعرف على صفة الكذب من الصدق صعبة في صفة ذلك البائع كما ان الانسان لا يستطيع ان يكشف الصادق من الكاذب بسهولة حتى وان كان صديقه او جاره او زميله في العمل كذلك يكون من المستحيل كشف صفة الصدق والكذب في الاشخاص تأريخيا ففيه مؤرخون كاذبون وفيه صادقون والدليل هو ان تأريخ المنافقين غير واضح بموجب نصوص شريفه ونقرأ في القرءان
{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } (سورة المنافقون 1)
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } (سورة محمد 29 - 30)
فكيف لنا ان نعرف المنافقين وهم فئة غير صادقه بنص القرءان إن كانوا في زمننا او في زمن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والله لم يشأ اخباره بهم بل ترك الامر له ليعرفهم من لحن القول وسماتهم في زمنهم فكيف لنا ان نسمع لحن قولهم ونرى سماتهم لنعرف صفتهم ولكننا ملزمين ان نصدق بكل من صاحب رسول الله في زمن رسالته الشريفة ونقرأ في القرءان
{ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } (سورة آل عمران 167)
فكيف لنا كبشر لا نمتلك ما لا يريده الله سبحانه من كشف سر الآدمي الا هو وحده فكيف سنكون مع الصادقين بدلا من الكاذبين !! ولماذا يقول لنا ربنا (وكونوا مع الصادقين) وهو يعلم ان العقل الادمي لا يمكن ان يخترق عقل ءادمي ءاخر !!؟ والسؤال الفكري الصعب هو ان كيف يطلب الله منا ان نكون مع صفة لا يمكن كشفها الا من قبل الله سبحانه الذي يعلم سرائر الانسان ونحن لا نعلمها !
{ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } (سورة الأنبياء 110)
فكيف لنا ان نعرف الصادق من الكاذب لنكون مع الصادقين ونرفض معية الكاذبين !!
ذلك الاختناق الفكري الذي قام لدينا استمر طويلا ضمن حراك الفكر وقد نرجعه الى ثمانينات القرن الماضي دون ان نحصل على اجابة فكرية (علمية) تتيح لنا ادوات فكرية او ادوات مادية لتفريق الكيان الصادق عن الكيان الكاذب سواء كان في سريرة رجل نحن بمعيته او كان ضمن فكر فلسفي او علمي او ديني او حتى الكيانات العقائدية والسياسية والتي تتصف بالصدق او الكذب حيث يصعب او يستحيل فرز صفاتها كمكون صادق او كاذب بيقين عقلي مطلق وأمين يصلح ليكون تطبيقا قرءانيا يطمئن القلب ذلك لان ما يعلنه الصادق دستور يمكن تفعيله لدى المصدق وفي ذلك خطرا واضحا ان كان خاطئا في معياره وذلك الامر نراه بشكل يقيني في من اعتنق بعض الافكار السياسية او الافكار العقائدية المتطرفة او حتى اعتناق الفكر الفلسفي المتجدد عبر تاريخ البشرية ! فهي مأساة عقل قبل ان تكون مأساة تطبيقية في حياة الساعي لنشاط ما
في خضم تلك التفاعليات الفكرية وجدنا ان هنلك كيانات تعلن عن كذبها بشكل مبين ويقيني ويمكن ادراكها بفطرة يقينية وان تلك الكيانات (الكاذبة) باعترافها قد غزت افكار الناس بشكل ملفت وحاد صغارا وكبارا ذكورا واناثا الا وهو كيان (الفن التمثيلي) سواء كان للكبار او للصغار او كان في اغنية او في تمثيلية او مسلسلة او فلم سينمائي او في اعمال مسرحية او افلام كارتونية فهي كيانات تعلن انها (كاذبه) وبشكل مفعم بالكذب ففي بعض الافلام تتصدر مقوله مكتوبة في اول الفلم او المسلسلة تقول ان ما فيها هو من (وحي الخيال) ولا ترتبط بالواقع من حيث الشخصيات والاحداث !! فهي مكونات او كيانات تعلن كذبها حتى تلك التي تقول انها من قصة واقعية الا ان من يشاهدها لن يرى الشخوص الحقيقية ولا الاحداث الحقيقية ومن يشاهدها يعلم انهم ممثلون وان ما يشاهده المشاهد ما هو الا (مكون كاذب) بوصف كينوني لا يقبل الشك
من تلك الانعطافة الفكرية اليقينية يتضح ان هنلك مكونات تعلن كذبها وان النص الشريف الذي يطلب من الذين ءامنوا ان يكونوا مع الصادقين فان تعذر عليه كشف صدق الصادقين فـ ليذهب الى ضديده (الكيان الكاذب) الذي يحمل هوية الكذب بطبيعته فيتجنبه تطبيقا لنص الاية (وكونوا مع الصادقين) وهو ميزان فكري ملزم لحامل العقل وقد جاء في القرءان نصا يقدح صانعي المشاعر (مستشعرات فكرية)
{ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } (سورة الشعراء 224 - 227)
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ... من المؤسف ان تم تفسير لفظ (الشعراء) بانهم الذين ينظمون وزنا قوليا سمي بـ (الشعر) بل الشعراء لفظ من جذر (شعر) وهو الاستشعار بالشيء سواء اعلن منظوما مقفى او قيل نثرا فهو (شعور) يسشعره العقل قد يصدق وقد يكذب ويتبعه ذووا الغايات المتطابقه مع المستشعر (الغاوون) وذلك التخريج من لسان عربي مبين ولكن القرءان احكم فقه الاستشعار بصفة غير حميدة (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) واستثنى منهم الذين ءامنوا اي الذين قاموا بتأمين مستشعراتهم الفكرية في (ذكر الله) وانظمته الصالحة وليس في مستشعرات سلبية مثل المشاعر الغرامية او منافع دنيوية ! او كبرياء قبلي او مديحا لشخص او ذمه
الكيانات (غير الصادقة) والتي تعلن كذبها بشكل مبين كما روجنا لها انتشرت في زمننا بشكل مفرط ودخلت المنازل وغرف النوم وشملت الكبار والصغار على حد سواء رغم اننا لا نعالج صفات السوء فيها والتي تعبث في اخلاق طلبة الايمان وعوائلهم فذلك امر مشهور ولكن ما نريد طرحه هو خطب كبير غير مرئي عند الارتباط بالمكونات الكاذبة تلك وهي انها كيانات ذات تفاصيل واحداث تستقر في ذاكرة العقل وذلك مدرك فطري يمكن ان يمسك به كل عاقل فمن يشاهد احداث فلم او مسلسل او مسرحية او اغنية تستهويه تستقر في ذاكرته بتفاصيلها وتؤثر في مستشعراته العقلية تأثيرا مريحا او مستفزا وما يستقر في الذاكرة يصعب محوه والكل يعلم بتلك الضابطة الفكرية فالانسان لا يمتلك صلاحية شطب شيء من ذاكرته ابدا فالذاكرة عصية على حاملها عصيانا مطلقا !!
العقل فيه حشوة عقلانية خطيرة جدا لانها تحدد مصير الشخص في يومه ومستقبله لان الذاكرة تربط حاملها مع قراراته الكبيرة والصغيرة حتى عاداته ولحن القول كما ذكرنا القرءان فان اختلطت في الذاكرة البشرية مكونات صادقة ومكونات كاذبة فالفطرة لوحدها قادردة على ان تدرك مخاطرها على كينونة ما تنتجه حشوة العقل واهم حشوة في العقل هي (الذاكرة) التي تلعب دورا حاكما وحاسما في قرارات الانسان (الفكرية والمهنية والمادية والمجتمعية وووو) لانها تمثل ارشيف عقلاني كبير جدا ولكنه منتج انتاجا مهيمنا على عقلانية العاقل وهو لا يدري والناس جميعا يعرفون ذلك من خلال تجاربهم الشخصية والرقابية فالشخص حين ينمو في بيئة صالحة يكون قراره موزونا وحراكه الفكري ينتج انتاجا ايجابيا ومن ينمو في بيئة فاسدة فيكون عقله فاسدا ومن ينمو في بيئة عدوانية يكون عقله وقراراته عدوانية ومن يحشو عقله مكونات كاذبة فهو للكذب اقرب منه الى الصدق في ما تضخه له حشوته العقلية فيكون كاذبا على نفسه بالسليقة البشرية وهو لا يدري السبب لان عقله ينمق له ما كذب على نفسه وكأنها شطارة عقل !
تلك الصفات خضعت لدراسة ميدانيه غير معلنه للاخرين حتى المقربين وتم جمع بيانات واسعة من منتسبين في عملنا وافراد اسرتنا ومعارفنا واي شخص نعرف اولياته يتاح لنا اخضاعه للدراسة وكان المعيار الذي تم العمل بموجبه هو مدى التصاق ذلك الفرد في متابعة تلك الكيانات الكاذبة بدءا من افلام كارتون انتهاءا بشبوته ومتابعته للاغاني والافلام والمسلسلات كما شمل البحث معتنقي الفصائل السياسية والعقائدية المستقرة والمنحرفة ومحبي قراءة الروايات وكذلك شملت دراستنا قراء الفلسفة بقديمها وحديثها وقراء المادة الدينية التأريخية وشاهدنا مؤثرات تلك الكيانات في عقلانية من شملهم البحث باجوبتهم على اسئلتنا الخفية في هدفها وهم لا يعلمون انهم خضعوا لبحثنا وما سطر اعلاه كان نتيجة استدلالات لسنين عديده في كثير من الذين خضعوا لراقبتنا البحثية ولن نعزل انفسنا عن شمولية البحث
النتيجة التي وصلنا اليها ان (التألق الفكري) يتراجع بحجم ما تحمل الذاكرة من مكونات كاذبة لان العقل يختزن المكون الكاذب والمكون الصادق بنفس الكينونة ومن النتائج التي وصلنا اليها ان المفرطين في متابعة الكيانات الكاذبة لا يمتلكون ملكة قرار سليم او سريع فقد لاحظنا انهم يتباطئون في اتخاذ القرار وان قرروا فان قرارهم هلامي لا يلتزمون به لانه لم يصدر من كينونة عقل نقي فهو متأثر بشكل مباشر بمكونات كاذبة ! ولكن مرابط ذاكرة المكونات الكاذبة تفعل فعلها في النتيجة وليس في التفاصيل فهي لا تظهر كعدو عقلي لحامل تلك الكيانات فهي الاخطر على الانسان من اي عدو اخر
وجدنا شيئا مهما في ذلك البحث ان متابعة القرءان حفظا او قراءة تؤدي الى تقويم العقل وتخفيف او الغاء التصدعات التي تسببها خزائن الكيانات الكاذبة في العقل وارتبط ذلك النتاج برابط يقيني من نص قرءاني
{ إِنَّ هَذَا الْقُرءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } (سورة الإسراء 9)
من يربط عقله بمكون القرءان فانه يعمل الاصلاح في عقلانيته (يهدي) فيهتدي لـ يعمل الصالحات والاصلاح يبدأ في العقل عندما يهتدي ومن ثم ينتقل من العقل الى التطبيق الآمن !
يستطيع كل فرد ان يعالج ذاكرته الشخصية وفق ما جاء في هذا الطرح ويبدأ بهجر الكيانات الكاذبة المشهورة كما روجنا لها ومن ثم يبدأ بالقرءان بصفته مرشحة تكوينية متصلة بنظم خلق العقل وفاعلية تنزيل القرءان ووحيه فـ تعزل وشائج الكيان الكاذب في الذاكرة عن وشائج الكيان الصادق فيحصل تقويم عالي للعقل يظهر في جودة الاداء
من يربط عقله بمكون القرءان فانه يعمل الاصلاح في عقلانيته (يهدي) فيهتدي لـ يعمل الصالحات والاصلاح يبدأ في العقل عندما يهتدي ومن ثم ينتقل من العقل الى التطبيق الآمن !
يستطيع كل فرد ان يعالج ذاكرته الشخصية وفق ما جاء في هذا الطرح ويبدأ بهجر الكيانات الكاذبة المشهورة كما روجنا لها ومن ثم يبدأ بالقرءان بصفته مرشحة تكوينية متصلة بنظم خلق العقل وفاعلية تنزيل القرءان ووحيه فـ تعزل وشائج الكيان الكاذب في الذاكرة عن وشائج الكيان الصادق فيحصل تقويم عالي للعقل يظهر في جودة الاداء
ما كان لتلك السطور موجبا لطرحها بما حملته من عنف فكري الا خشية وخوفا من لعنة الله
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
الحاج عبود الخالدي
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق