قراءة في بيانات ( القطب المحمدي الشريف )
القطب المحمدي الشريف مسمى خاص من مسميات علوم الله المثلى حصرا فهو (قطب) لان نظامه نظام (استقطاب عقلاني) يولد منه (استقطاب مادي) خاص بالمنظومة المحمدية الشريفة التي تمثل ءاخر برنامج رسالي تبليغي شامل (لا محدود) في هذه الدورة للحياة البشرية على الارض فكل صفة في المنظومة المحمدية تمتلك فاعلية (مطلقة) لا تحدها حدود زمنية او حدود كونية او حدود فئوية او اقليمية فهي منظومة تبليغ رسالي لا محدودة ....
القطب المحمدي الشريف يرتكز على مباديء علم كبير والاهم من ذلك يمتلك ركيزة كبرى هي في استحقاق حمل ذلك العلم لانه علم لا يقوم بالنظم المعرفية بل يقوم حصرا بنظام (التذكرة) وبما ان الذكرى تخضع لارادة و (ادارة) الهية مباشره فان بيانات علم القطب المحمدي الشريف ستكون عصية على غير المستحقين لها فلكل علم استحقاق ولكل استحقاق مؤهلات يجب توفرها في الراغب لذلك العلم حتى وان كانت شروط الايمان متوفرة في طالب الرغبة لذلك العلم وذلك الترشيد لا نطرحه جزافا بل هو موجود في فطرة عقل بشري معروف ويمارسه مؤهلي العلم فلكل كلية علمية نظام لقبول الراغب فيها وتشترط عمادة الكلية بقبول الطالب بعد عبور شرط الدرجات ومن ثم الى شرط اجراء (مقابلة) مع الطالب قبل قبوله يجريها طاقم علمي متخصص لفحص (استحقاق) ذلك المتقدم لحمل العلم في الطب او الهندسة او غيرها وقد يقبل في الكلية او لا يقبل نتيجة لذلك الفحص وهو فحص (عقلاني محض) وهذا النظام كان يعمل به لغاية ما قبل ثمانينات القرن الماضي في العراق الا ان نظام القبول المركزي لطلبة الجامعات الغى ذلك النظام الا انه لا يزال موجود في بعض الكليات وفي الجامعات الاكاديمية في العالم وهذا النظام (قراءة استحقاق طالب العلم) يعتبر ركيزة من مرتكزات العلم نفسه فهو نظام غير متبع في كثير من العلوم فالكليات التي لا تحتاج عمق علمي يكون قبول الطالب فيها عائما حسب الرغبات ومؤهل الدرجات الامتحانية اما العلوم العميقة والشهادات العليا لا يكفي ان يكون طالب العلم حاملا لنمر (درجات) امتحانية مقبولة بل لا بد من مركز فكري يبحث عنه في عقل طالب العلم لذلك يكون من الصعب طرح مساحة علمية عائمة في موضوعية علم القطب المحمدي الشريف ونحن نعلم انها تحتاج الى استحقاق (ايماني اولا) و (ابراهيمية ثانيا) ومن تلك الركيزة تبدأ عملية بناء المادة العلمية المستخرجة من ذكرى قرءانية .
تلك اقمنا بكتابة مؤلف مهم تحت عنوان*((العقل والقطب المحمدي الشريف) الا اننا لم ننشر ذلك المؤلف ولم ننشر بياناته في الشبكة الدولية لانه لا يمتلك استحقاق للنشر فالناس في واد وبيانات ذلك الكتاب المؤلف في واد بعيد جدا)*تلك الصفة التي نعلن جزء من خصوصيتها لا تمنعنا من الصمت التام بل تمنحنا بعض الفرص لبثق قسطا من البيانات التي يمكن ان نعلنها كمادة علمية عائمة وعندها يستطيع الراغب بتلقف البيان ان يقيم التذكرة في عقله من تلك التذكرة ... ذلك لان الله يهدي العبد الى سبله ولن تنجح نظم التلقين المعرفية ونبدأ بسم الله في هذه المحاولة الفكرية الحرجة :
*هنلك تساؤل كبير بل كبير جدا الا انه يمر على خواطر المؤمنين مرورا عابرا وهو (لماذا خاتم النبيين ..؟؟) فهل الله متعسفا في ارادته حين يترك الناس بلا رسول لغاية اليوم قرابة 1400 سنه والله يعلم كم من السنين ستاتي بعدنا ستكون البشرية بلا رسول ..؟؟
اذن كيف نعالج النص التالي :*{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى*وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً*}الإسراء15اين هو الرسول ...؟؟ فهل يكفي ان يكون اهل يثرب مشمولين بالنص ونحن غير مشمولين ..؟؟
البشرية القائمة اليوم او بالامس فهل الله لا يعذبهم لانه لم يبعث رسولا فيهم ..!!
ما هو موقف حملة الديانات الوثنية القائمة الان وهم لم يبلغوا بالرسالة المحمدية فكيف يعذبهم الله ويدخلهم النار وهم غير مبلغين برسالة الله ولا يعرفون محمدا ..؟؟!! ... اضافة لهذا السؤال الفطري الذي يطلقه العقل البشري (لماذا خاتم للنبيين ..؟؟)
وكيف سيكون الحال حين نقرأ في القرءان (أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فهل كان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام غير نافعا في قومه ..؟؟!! ام انه فشل في رسالته ..؟؟ او ان رسالته من الله كانت تجريبية وفشلت او انها احتوت قلة من الناس فقط ..؟؟ وهنا يولد سؤال في العقل هو اخطر من سابقه وهو (وما ذنبنا نحن وقد انقلب الاباء على اعقابهم يوم مات او قتل ..؟؟)
ومن ثم تبدأ رحلة البحث الابراهيمية التي تتفرد بها (سنة ابراهيم) حين فكر وتفكر (بمعزل عن قومه) ليرى ءايات ربه ويعرف الله في عقله بعد ان عجز عقله ان يرى الله بعينيه في قمر او شمس او كوكب ..*اذن من هو رسول الله ..؟؟ هل هو رسول قريش ومن حولها ..؟؟ من نحن اذن ..؟؟ هل نحن بلا رسول ..؟؟ واين هو ..؟؟ وكيف يعذبنا الله وهو يقول :*{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا*صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً*}الأحزاب56الله لم يقول يا اهل يثرب صلوا عليه ولم يقل ايها العرب صلوا عليه وسلموا تسليما بل يقول يا ايها الذين ءامنوا ... فمن هم ..؟؟ هنا مركزية استحقاق اوجزنا سبل التذكير بها ليس اكثر ..!!
وفي الوسعة حرج كبير وخطير قد يعرضنا ويعرض المعهد للسوء من الذين لا يعرفون علوم الله المثلى او لا يعيرون لها اهتماما عقائديا ...
وهنا تساؤلات الغرض منها القفز على العقل لامساك سقف العقل ومداركه .. فهل من قال الشاهادتين يمتلك الاستحقاق في حمل علم القطب المحمدي الشريف ..؟؟ ام من قام بتفعيل الشهادتين يمتلك ذلك الاستحقاق ..؟؟ انه سؤال صعب ..!! بل صعب جدا ..!! لان الكلام فيه سيجعلنا في وادي بعيد كل البعد عن اودية الناس ..!!
*انك لعلى خلق عظيم ... هل هي صفة امبراطورية او صفة بشرية معتادة بين الناس ..!! وما هو الخلق العظيم ..؟؟ هل هو (اخلاق) كالتي نعرفها ..؟؟! ام انها تعني نظام خلق له عظمة وله بيان ..؟؟؟ قد نجد ثقبا في باب مؤصدة في العقل نرى منه جزء من نور في النص التالي ..!!
{وَقُلِ اعْمَلُواْ*فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ*وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}التوبة105
اذا كان الرسول يرى عمل اهل يثرب في زمنه فهل ذلك ممكن وهو عليه افضل الصلاة والسلام في منزله او في الجامع ..؟؟ اذا كان يرى عمل كل المسلمين على مر ازمانهم فهل ذلك ممكن ..!!! وكيف ..!!؟؟ ... هنا ايضا تظهر ركيزة من الاستحقاق للجواب على تلك الاسئلة الصعبة*هل يبعث فينا محمدٌ من جديدهي سنة ثابتة في الخلق وليست تبديل سنة او تحويل سنة اخي الفاضل فهو (انما انا بشر مثلكم يوحى الي) وهو متخصص برسالة يبلغها للناس والناس يتصورون ان (الحضور المحمدي) الشريف كان وترا في زمن قريش وحين يذكرنا القرءان افإن مات او قتل انقلبوا على اعقابهم فمن هو راعي تلك الرسالة بعده وليومنا هذا ..؟؟ ومن هو المذكر والمبلغ بعده ..!! وكيف نقيم الصىلاة (عليه) ..؟ ..
رغم ان الناس يمارسونها (قولا) لفظيا فيما تدبروه من كينونة الصلاة على محمد اما في علوم الله المثلى فان الصلاة على محمد تعني انه (صاحب علة تكوينية لا محدودة) واقامة الصلاة عليه تعني ( الاتصال بعلته) وهذا من لسان عربي مبين يحمل بيانه في فطرة ناطقة تمت دحرجته بايجاز تذكيري فقط ...*تحدثنا بايجاز شديد في موضوع منشور في هذا المعهد (حديث عن المهدي المنتظر) وكان الحديث عن عنصر الزمن كوعاء للمنظومة المهدوية الاصلاحية وقلنا ان هنلك زمن وسط بين زمن الموت وزمن الحياة تمارس فيه تلك المنظومة واجبها الوظيفي وادرجنا الذكرى القرءانية التي ذكرتنا بتلك الراشدة الخاصة بعنصر الزمن الوسط في عدة المرأة المتوفي عنها زوجها وهي (اربعة اشهر وعشرة ايام) وهي تعني ان (رابط الزوجية يبقى قائما) الا ان (عدة زوجات النبي) في القرءان كان طول حياتهن ...!!!!!
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ*النَّبِيِّ*إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ*يُؤْذِي النَّبِيَّ*فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّوَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً*}الأحزاب53
تلك البيانات تقيم ذكرى من قرءان وحين يتم تجميع البيانات في عقل الباحث سيجد ان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام مع رعيل كبير من المؤمنين لهم وعاء كوني خاص بهم والفرق بين الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبقية المؤمنين تكمن في ان الرسول هو (مبني ابتداءا على تلك السنن) اما المؤمنين فهم اتصلوا بتلك السنن (فالصلة قائمة من الله وملائكته على النبي) وذلك (بنيان تكويني) اما المؤمنين فهم الذين يقيمون الصلة مع (العلة المحمدية) وهو شأن معروف النتيجة عند المسلمين وهم (يوقرون رسول الله) لتلك الصفة (اتصاله بالله وملائكته) الا ان تلك المعرفة لا تمتلك مساحة علم فهي مادة عقائدية الا انها تفتقد للتفاصيل العلمية لتكون مادة علمية عقائدية لها بيان وذلك شأن كل موارد الشريعة فهي (مدركات شرعية) الا انها تفتقد الى وسيلة بيان علتها فالعلة دائما في مدرسة الشريعة (علة ظنية) ولم ترقى للعلم فلو سألت احدهم لماذا نطوف حول الكعبة سبعة اشواط فمنهم من يقول لان السماوات سبع ومنهم من يقول ان علتها (تعبدية) فعلمها عند الله ومن اجل ذلك كان جهدنا هذا وكان المعهد وقبله موقع جميعة علوم القرءان ...*(عالم الغيب والشهادة) عالم (غائب) عن معارف الناس الا ان الله يقول (له غيب السموات والارض ابصر به واسمع) ذلك العالم الغائب فيه (الرسول والمؤمنين) يرون اعمال الناس والناس سيردون الى ذلك العالم وهو كينونة من عنصر زمني (وسط) يتوسط عنصرين تكوينين من عناصر الزمن (المجهول علميا ومعرفيا) اي انه (كيان في الخلق الا انه غائب عن العقل البشري) الا ان غياب ذلك الكيان الزمني ليس غائب غيبا مطلقا وسبق ان تذكرنا ذلك الكيان من قرءان ربنا في تذكرة عدة المرأة المتوفي عنها زوجها وعدة زوجات الرسول ...*اما المستويات العشر فهي موجودة عند كل انسان الا انها لن تكون فعالة عند جميع الناس لان كل شيء في الخلق لابد ان يكون مزدوج وبنصوص قرءانية فالمرأة تمتلك خمس مستويات زوجية الا ان خمسة ازواج منها لا تتفعل عندها بل زوجها (الذكر) يرتبط بها ربطا تكوينيا في وعاء (ارض الرضا) وكذلك الذكر فهو يمتلك خمسة ازواج من مستويات العقل (مجموعها عشرة) وهي لا تتفعل بعشريتها بل خمسة منها والخمس الاخرى تقيم رابط مع الصنف الانثوي للمرأة فالمستويات الخمس الفعالة في زمن الفلك (زمن الحياة) معها خمس مستويات واجبها (الربط التكويني فقط) فلا ترى فاعلياتها ويقابله انقلاب وظيفي لتلك المرابط في زمن ما بعد الحياة (عنصر الزمن الوسط)*{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45{يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً }طه103
ففي زمن الحياة نحيا بعشر مستويات (معشر جن وانس) اما المستويات (الرابطة) فهي ذات فعالية ربط ولا تظهر فاعلياتها في زمن الحياة ولها فعالية في عنصر الزمن الوسط وحين الخروج من زمن الحياة يبقى الجن (المتعاشر) مع الانسان في زمن الحياة ولا ينتقل الى عنصر الزمن (الوسط) وهنا نص يذكرنا بذلك البيان المبين*{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14فالجن لا يعلمون (الغيب) اي لا يمتلكون (مشغل علة) مع عالم الغيب والشهادة ولنص الشريف اعلاه يبين تلك التذكرة فالجن يعيش زمن الفلك فقط وفي القرءان تذكرة علمية انه يمارس نشاطه في حاوية السعي (الساعة) وفي فزياء زمن الحياة الفلكي (قال عفريت من الجن انا ءاتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين) فهو بيان للمارسة مخلوق الجن في (زمن + سعي) مترابطان في عنصر الزمن الحياتي الذي نعرفه فـ (عالم الغيب والشهادة) والذي فيه ممارسة ترتبط بزمن الحياة (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو ذلك الزمن الوسط بين الحياة والموتالرسول عليه افضل الصلاة والسلام يمتلك تشغيل علة الهية وربانية (الله وملائكته يصلون على النبي) اما المؤمنين فلا يمتلكون تلك الصفة بل يمتلكون (رابطه) في مستويات خمس (تقيم رابط) اي (تقيم الصلة) بالعلة المحمدية الشريفة وهنا يظهر بشكل مبين ان المنظومة المحمدية الشريفة (منظومة الرسالة المحمدية) تمتلك في خارطة الخلق (رابط وسط) فمن جهة اليمين هنلك صلة الهية وملائكية بالنبي ومن اليسار صلة اسلامية محمدية ... تلك هي خصوصية الصفة المحمدية الشريفة في الخلق انها (خاتمة) لكل دين ولكل رسالة تبليغية يقوم بشر بتبليغها في (زمن الحياة) الا ان هنلك زمن (وسط) بين الحياة والموت فيه (مشغل علة محمدية) لعالم كبير فيه الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وفيه المؤمنون وهو في (عالم مادي) الا انه (غير مرئي)*{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ*بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ*}البقرة154
وهذه تذكرة بذلك العالم غير المرئي فهو موجود (ماديا) الا اننا (لا نشعر به) وهو ليس بامر غريب بشكل مطلق الغرابة بل غربته نسبية فالعلم وعلماء المادة اكتشفوا اشياء كثيرة كنا لا نشعر بها كالجاذبية او ان النبات يتنفس ما نطرحه نحن من زفير اثناء بناء الكاربوهيدرات فهو عالم غير مرئي و (لا نشعر به) الا ان الوسيلة العلمية امسكت به فلفظ (لا تشعرون) تعني ان ذلك العالم الغيبي لا يقام بـ (المشاعر) والكلام المسطور والقول المأثور بل يحتاج الى تذكرة من قرءان فنستشعر به من قرءان كما استشعر مؤهلي العلم نظم الخلق غير المرئية في مجالات لا حصر لها لم تكن من مصدرية (مشاعر) يقول بها الناس بل بوسيلة علم ممنهج يبحث عن الحقيقة بعيدا عن المشاعر ...*في زمن الحياة كان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يمتلك عشر مستويات (فعالة بعشريتها) لان (الله وملائكته يصلون عليه) برابط تكويني يخص الرسالة اللامحدودة فتفعلت عنده المستويات الخمس التي خصصت لعملية الربط فقط عند كل الناس بما يقيمون هم من مرابط ومنها انهم (يتصلون بالعلة المحمدية) وبما ان الرسالة المحمدية عنوانها (اللاحدود) فان المستويات الخمس المخصصة للربط عند الرسول (على خلق عظيم) تفعلت بكامل وعائها (المطلق) (اللامحدود) بسبب حجم تلك المرابط لانها من (صلة الله وملائكته) ولم يستثن الله صنفا من ملائكته الا ويقيم صلة محمدية مع الرسول ..!! ذلك الرسول الذي يسخرون منه ويسيئون اليه ..!!
نحن نمتلك مثل تلك المستويات ولكن الله وملائكته لا يقيمون الصلة في علتها (عليها) معنا وهنا هي الفارقة التي تفرق الرسول عن المؤمنين ويبقى الرسول في مقدمة البشرية جميعا لانه (مصطفى) اي (متقدم على الصف) وهو سيد الخلق اجمعين بموجب تلك الصفة ... المسلمون يعرفون كثيرا من صفات الرسول (اللامحدودة) وهي لسبب فعالية مستوياته الخمس الاضافية التي يمتلكها بصفتها الفعالة في زمن الحياة وفي زمن وسط وفي زمن الموت حين يموت بعد ان تنتهي وظيفة القطب المحمدي الشريف بنهاية دورة خلق بشري لتبدأ دورة خلق بشري بعدها كما في مثل نوح في القرءان*تلك الخصوصية هي التي جعلت من عدة زوجات الرسول طول حياتهن (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) فهو ليس تعسف بل هو (استكمال نظم) وهي تعني (عظيم) فتلك السنة هي (مستكملة لوسيلتها) في عدة زوجات النبي وهي تعني (عظيما)*الرسول عليه افضل الصلاة والسلام هو في (عالم الغيب والشهادة) ويمارس دوره (الرسالي) بشقيه (العقلاني والمادي) وهو (دور تبليغي) محض وهو (تذكيري) يقيم الذكرى في العقل عندما يكون البلاغ عقلانيا ويقيم الذكرى (ماديا) عندما يكون البلاغ في (رحم مادي) اي في ممارسة نبوية وليست رسالية وننصح بالمرور على ادراجنا المنشور*من هو النبي ومن هو الرسول في الخطاب الدينيولو تدبرنا الاية الشريفة 53 من سورة الاحزاب لوجدنا ان الخطاب الشريف موجه الى صفة (زوجات النبي) في حياته لان رابطه القائم معهن رابط (زوجة) يتفعل في رحم (مادي) وحين قبض عليه افضل الصلاة والسلام تحول الخطاب الى صفة النبوة (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا*رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً) انتقال صفة الخطاب من (النبي) الى (الرسول) في ءاية واحدة وخصوصية واحدة هي (زوجات النبي) تقيم دليلا علميا يكون فعالا في علوم الله المثلى ومن هم على طاولة تلك العلوم وقد لا تقيم اي دليل عند من يتدبر القرءان من طرق تذكيرية اخرى غير قرءانية المرابط*
الموجز : رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام امتلك صفة حراك فعال جدا في مستويات عقلية خمس هي موجودة عند البشر الا انها مستويات للربط فقط مثلها مثل (مقسم الكهرباء) عند مدخل المنزل تعمل عمل رابط الا ان الرسول امتلك عملية تكوينية في حراك تلك المستويات حراكا يتصف بصفة (اللاحدود) من خلال صلة الله وملائكته بتلك المستويات الخمس ...
مثل ذلك النظام ليس بغريب خصوصا عند حملة علوم البايولوجيا فهنلك (جينات نائمة) غير فعالة الا انها تتفعل في ظروف (زمنية) مع عمر المخلوق اي تتفعل في (عنصر الزمن) فهنلك كثير من الجينات النائمة لا تتفعل في الصبا والشباب بل في الشيخوخة او في الازمات او كثير من المؤثرات تجعل من (الجينات النائمة) هي (جينات فعالة) ورغم ان المثل لا يتطابق مع خصوصية المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فهو انما مثل سيق لاثبات (سنة خلق) موجودة في سنن الخلق اجمالا ولها خصوصيات (علة) عندما تقوم العلة يتأثر بها المعلول ..!!
*معذرة منكم على تاخرنا قليلا في الاجابة على سؤالكم الكبير بسبب طاريء شغلنا من التفرغ للاجابة على السؤال الكبير الذي نفث مدادا طاهرا لنكتب به هذه التذكرة ونحن انما نجهد النفس والقلم من اجل (وقار رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام) لنرد على ما اسيء اليه ويوم يكون لهذا العلم تطبيقات (مادية) ميدانية فانها ستكون (سيفا حادا) يقطع كل لسان يتطاول على (وقار الرسول)
*سلام عليكم*
القطب المحمدي الشريف مسمى خاص من مسميات علوم الله المثلى حصرا فهو (قطب) لان نظامه نظام (استقطاب عقلاني) يولد منه (استقطاب مادي) خاص بالمنظومة المحمدية الشريفة التي تمثل ءاخر برنامج رسالي تبليغي شامل (لا محدود) في هذه الدورة للحياة البشرية على الارض فكل صفة في المنظومة المحمدية تمتلك فاعلية (مطلقة) لا تحدها حدود زمنية او حدود كونية او حدود فئوية او اقليمية فهي منظومة تبليغ رسالي لا محدودة ....
القطب المحمدي الشريف يرتكز على مباديء علم كبير والاهم من ذلك يمتلك ركيزة كبرى هي في استحقاق حمل ذلك العلم لانه علم لا يقوم بالنظم المعرفية بل يقوم حصرا بنظام (التذكرة) وبما ان الذكرى تخضع لارادة و (ادارة) الهية مباشره فان بيانات علم القطب المحمدي الشريف ستكون عصية على غير المستحقين لها فلكل علم استحقاق ولكل استحقاق مؤهلات يجب توفرها في الراغب لذلك العلم حتى وان كانت شروط الايمان متوفرة في طالب الرغبة لذلك العلم وذلك الترشيد لا نطرحه جزافا بل هو موجود في فطرة عقل بشري معروف ويمارسه مؤهلي العلم فلكل كلية علمية نظام لقبول الراغب فيها وتشترط عمادة الكلية بقبول الطالب بعد عبور شرط الدرجات ومن ثم الى شرط اجراء (مقابلة) مع الطالب قبل قبوله يجريها طاقم علمي متخصص لفحص (استحقاق) ذلك المتقدم لحمل العلم في الطب او الهندسة او غيرها وقد يقبل في الكلية او لا يقبل نتيجة لذلك الفحص وهو فحص (عقلاني محض) وهذا النظام كان يعمل به لغاية ما قبل ثمانينات القرن الماضي في العراق الا ان نظام القبول المركزي لطلبة الجامعات الغى ذلك النظام الا انه لا يزال موجود في بعض الكليات وفي الجامعات الاكاديمية في العالم وهذا النظام (قراءة استحقاق طالب العلم) يعتبر ركيزة من مرتكزات العلم نفسه فهو نظام غير متبع في كثير من العلوم فالكليات التي لا تحتاج عمق علمي يكون قبول الطالب فيها عائما حسب الرغبات ومؤهل الدرجات الامتحانية اما العلوم العميقة والشهادات العليا لا يكفي ان يكون طالب العلم حاملا لنمر (درجات) امتحانية مقبولة بل لا بد من مركز فكري يبحث عنه في عقل طالب العلم لذلك يكون من الصعب طرح مساحة علمية عائمة في موضوعية علم القطب المحمدي الشريف ونحن نعلم انها تحتاج الى استحقاق (ايماني اولا) و (ابراهيمية ثانيا) ومن تلك الركيزة تبدأ عملية بناء المادة العلمية المستخرجة من ذكرى قرءانية .
تلك اقمنا بكتابة مؤلف مهم تحت عنوان*((العقل والقطب المحمدي الشريف) الا اننا لم ننشر ذلك المؤلف ولم ننشر بياناته في الشبكة الدولية لانه لا يمتلك استحقاق للنشر فالناس في واد وبيانات ذلك الكتاب المؤلف في واد بعيد جدا)*تلك الصفة التي نعلن جزء من خصوصيتها لا تمنعنا من الصمت التام بل تمنحنا بعض الفرص لبثق قسطا من البيانات التي يمكن ان نعلنها كمادة علمية عائمة وعندها يستطيع الراغب بتلقف البيان ان يقيم التذكرة في عقله من تلك التذكرة ... ذلك لان الله يهدي العبد الى سبله ولن تنجح نظم التلقين المعرفية ونبدأ بسم الله في هذه المحاولة الفكرية الحرجة :
*هنلك تساؤل كبير بل كبير جدا الا انه يمر على خواطر المؤمنين مرورا عابرا وهو (لماذا خاتم النبيين ..؟؟) فهل الله متعسفا في ارادته حين يترك الناس بلا رسول لغاية اليوم قرابة 1400 سنه والله يعلم كم من السنين ستاتي بعدنا ستكون البشرية بلا رسول ..؟؟
اذن كيف نعالج النص التالي :*{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى*وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً*}الإسراء15اين هو الرسول ...؟؟ فهل يكفي ان يكون اهل يثرب مشمولين بالنص ونحن غير مشمولين ..؟؟
البشرية القائمة اليوم او بالامس فهل الله لا يعذبهم لانه لم يبعث رسولا فيهم ..!!
ما هو موقف حملة الديانات الوثنية القائمة الان وهم لم يبلغوا بالرسالة المحمدية فكيف يعذبهم الله ويدخلهم النار وهم غير مبلغين برسالة الله ولا يعرفون محمدا ..؟؟!! ... اضافة لهذا السؤال الفطري الذي يطلقه العقل البشري (لماذا خاتم للنبيين ..؟؟)
وكيف سيكون الحال حين نقرأ في القرءان (أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم) فهل كان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام غير نافعا في قومه ..؟؟!! ام انه فشل في رسالته ..؟؟ او ان رسالته من الله كانت تجريبية وفشلت او انها احتوت قلة من الناس فقط ..؟؟ وهنا يولد سؤال في العقل هو اخطر من سابقه وهو (وما ذنبنا نحن وقد انقلب الاباء على اعقابهم يوم مات او قتل ..؟؟)
ومن ثم تبدأ رحلة البحث الابراهيمية التي تتفرد بها (سنة ابراهيم) حين فكر وتفكر (بمعزل عن قومه) ليرى ءايات ربه ويعرف الله في عقله بعد ان عجز عقله ان يرى الله بعينيه في قمر او شمس او كوكب ..*اذن من هو رسول الله ..؟؟ هل هو رسول قريش ومن حولها ..؟؟ من نحن اذن ..؟؟ هل نحن بلا رسول ..؟؟ واين هو ..؟؟ وكيف يعذبنا الله وهو يقول :*{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا*صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً*}الأحزاب56الله لم يقول يا اهل يثرب صلوا عليه ولم يقل ايها العرب صلوا عليه وسلموا تسليما بل يقول يا ايها الذين ءامنوا ... فمن هم ..؟؟ هنا مركزية استحقاق اوجزنا سبل التذكير بها ليس اكثر ..!!
وفي الوسعة حرج كبير وخطير قد يعرضنا ويعرض المعهد للسوء من الذين لا يعرفون علوم الله المثلى او لا يعيرون لها اهتماما عقائديا ...
وهنا تساؤلات الغرض منها القفز على العقل لامساك سقف العقل ومداركه .. فهل من قال الشاهادتين يمتلك الاستحقاق في حمل علم القطب المحمدي الشريف ..؟؟ ام من قام بتفعيل الشهادتين يمتلك ذلك الاستحقاق ..؟؟ انه سؤال صعب ..!! بل صعب جدا ..!! لان الكلام فيه سيجعلنا في وادي بعيد كل البعد عن اودية الناس ..!!
*انك لعلى خلق عظيم ... هل هي صفة امبراطورية او صفة بشرية معتادة بين الناس ..!! وما هو الخلق العظيم ..؟؟ هل هو (اخلاق) كالتي نعرفها ..؟؟! ام انها تعني نظام خلق له عظمة وله بيان ..؟؟؟ قد نجد ثقبا في باب مؤصدة في العقل نرى منه جزء من نور في النص التالي ..!!
{وَقُلِ اعْمَلُواْ*فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ*وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}التوبة105
اذا كان الرسول يرى عمل اهل يثرب في زمنه فهل ذلك ممكن وهو عليه افضل الصلاة والسلام في منزله او في الجامع ..؟؟ اذا كان يرى عمل كل المسلمين على مر ازمانهم فهل ذلك ممكن ..!!! وكيف ..!!؟؟ ... هنا ايضا تظهر ركيزة من الاستحقاق للجواب على تلك الاسئلة الصعبة*هل يبعث فينا محمدٌ من جديدهي سنة ثابتة في الخلق وليست تبديل سنة او تحويل سنة اخي الفاضل فهو (انما انا بشر مثلكم يوحى الي) وهو متخصص برسالة يبلغها للناس والناس يتصورون ان (الحضور المحمدي) الشريف كان وترا في زمن قريش وحين يذكرنا القرءان افإن مات او قتل انقلبوا على اعقابهم فمن هو راعي تلك الرسالة بعده وليومنا هذا ..؟؟ ومن هو المذكر والمبلغ بعده ..!! وكيف نقيم الصىلاة (عليه) ..؟ ..
رغم ان الناس يمارسونها (قولا) لفظيا فيما تدبروه من كينونة الصلاة على محمد اما في علوم الله المثلى فان الصلاة على محمد تعني انه (صاحب علة تكوينية لا محدودة) واقامة الصلاة عليه تعني ( الاتصال بعلته) وهذا من لسان عربي مبين يحمل بيانه في فطرة ناطقة تمت دحرجته بايجاز تذكيري فقط ...*تحدثنا بايجاز شديد في موضوع منشور في هذا المعهد (حديث عن المهدي المنتظر) وكان الحديث عن عنصر الزمن كوعاء للمنظومة المهدوية الاصلاحية وقلنا ان هنلك زمن وسط بين زمن الموت وزمن الحياة تمارس فيه تلك المنظومة واجبها الوظيفي وادرجنا الذكرى القرءانية التي ذكرتنا بتلك الراشدة الخاصة بعنصر الزمن الوسط في عدة المرأة المتوفي عنها زوجها وهي (اربعة اشهر وعشرة ايام) وهي تعني ان (رابط الزوجية يبقى قائما) الا ان (عدة زوجات النبي) في القرءان كان طول حياتهن ...!!!!!
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ*النَّبِيِّ*إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ*يُؤْذِي النَّبِيَّ*فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّوَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً*}الأحزاب53
تلك البيانات تقيم ذكرى من قرءان وحين يتم تجميع البيانات في عقل الباحث سيجد ان رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام مع رعيل كبير من المؤمنين لهم وعاء كوني خاص بهم والفرق بين الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبقية المؤمنين تكمن في ان الرسول هو (مبني ابتداءا على تلك السنن) اما المؤمنين فهم اتصلوا بتلك السنن (فالصلة قائمة من الله وملائكته على النبي) وذلك (بنيان تكويني) اما المؤمنين فهم الذين يقيمون الصلة مع (العلة المحمدية) وهو شأن معروف النتيجة عند المسلمين وهم (يوقرون رسول الله) لتلك الصفة (اتصاله بالله وملائكته) الا ان تلك المعرفة لا تمتلك مساحة علم فهي مادة عقائدية الا انها تفتقد للتفاصيل العلمية لتكون مادة علمية عقائدية لها بيان وذلك شأن كل موارد الشريعة فهي (مدركات شرعية) الا انها تفتقد الى وسيلة بيان علتها فالعلة دائما في مدرسة الشريعة (علة ظنية) ولم ترقى للعلم فلو سألت احدهم لماذا نطوف حول الكعبة سبعة اشواط فمنهم من يقول لان السماوات سبع ومنهم من يقول ان علتها (تعبدية) فعلمها عند الله ومن اجل ذلك كان جهدنا هذا وكان المعهد وقبله موقع جميعة علوم القرءان ...*(عالم الغيب والشهادة) عالم (غائب) عن معارف الناس الا ان الله يقول (له غيب السموات والارض ابصر به واسمع) ذلك العالم الغائب فيه (الرسول والمؤمنين) يرون اعمال الناس والناس سيردون الى ذلك العالم وهو كينونة من عنصر زمني (وسط) يتوسط عنصرين تكوينين من عناصر الزمن (المجهول علميا ومعرفيا) اي انه (كيان في الخلق الا انه غائب عن العقل البشري) الا ان غياب ذلك الكيان الزمني ليس غائب غيبا مطلقا وسبق ان تذكرنا ذلك الكيان من قرءان ربنا في تذكرة عدة المرأة المتوفي عنها زوجها وعدة زوجات الرسول ...*اما المستويات العشر فهي موجودة عند كل انسان الا انها لن تكون فعالة عند جميع الناس لان كل شيء في الخلق لابد ان يكون مزدوج وبنصوص قرءانية فالمرأة تمتلك خمس مستويات زوجية الا ان خمسة ازواج منها لا تتفعل عندها بل زوجها (الذكر) يرتبط بها ربطا تكوينيا في وعاء (ارض الرضا) وكذلك الذكر فهو يمتلك خمسة ازواج من مستويات العقل (مجموعها عشرة) وهي لا تتفعل بعشريتها بل خمسة منها والخمس الاخرى تقيم رابط مع الصنف الانثوي للمرأة فالمستويات الخمس الفعالة في زمن الفلك (زمن الحياة) معها خمس مستويات واجبها (الربط التكويني فقط) فلا ترى فاعلياتها ويقابله انقلاب وظيفي لتلك المرابط في زمن ما بعد الحياة (عنصر الزمن الوسط)*{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45{يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً }طه103
ففي زمن الحياة نحيا بعشر مستويات (معشر جن وانس) اما المستويات (الرابطة) فهي ذات فعالية ربط ولا تظهر فاعلياتها في زمن الحياة ولها فعالية في عنصر الزمن الوسط وحين الخروج من زمن الحياة يبقى الجن (المتعاشر) مع الانسان في زمن الحياة ولا ينتقل الى عنصر الزمن (الوسط) وهنا نص يذكرنا بذلك البيان المبين*{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14فالجن لا يعلمون (الغيب) اي لا يمتلكون (مشغل علة) مع عالم الغيب والشهادة ولنص الشريف اعلاه يبين تلك التذكرة فالجن يعيش زمن الفلك فقط وفي القرءان تذكرة علمية انه يمارس نشاطه في حاوية السعي (الساعة) وفي فزياء زمن الحياة الفلكي (قال عفريت من الجن انا ءاتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين) فهو بيان للمارسة مخلوق الجن في (زمن + سعي) مترابطان في عنصر الزمن الحياتي الذي نعرفه فـ (عالم الغيب والشهادة) والذي فيه ممارسة ترتبط بزمن الحياة (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو ذلك الزمن الوسط بين الحياة والموتالرسول عليه افضل الصلاة والسلام يمتلك تشغيل علة الهية وربانية (الله وملائكته يصلون على النبي) اما المؤمنين فلا يمتلكون تلك الصفة بل يمتلكون (رابطه) في مستويات خمس (تقيم رابط) اي (تقيم الصلة) بالعلة المحمدية الشريفة وهنا يظهر بشكل مبين ان المنظومة المحمدية الشريفة (منظومة الرسالة المحمدية) تمتلك في خارطة الخلق (رابط وسط) فمن جهة اليمين هنلك صلة الهية وملائكية بالنبي ومن اليسار صلة اسلامية محمدية ... تلك هي خصوصية الصفة المحمدية الشريفة في الخلق انها (خاتمة) لكل دين ولكل رسالة تبليغية يقوم بشر بتبليغها في (زمن الحياة) الا ان هنلك زمن (وسط) بين الحياة والموت فيه (مشغل علة محمدية) لعالم كبير فيه الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وفيه المؤمنون وهو في (عالم مادي) الا انه (غير مرئي)*{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ*بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ*}البقرة154
وهذه تذكرة بذلك العالم غير المرئي فهو موجود (ماديا) الا اننا (لا نشعر به) وهو ليس بامر غريب بشكل مطلق الغرابة بل غربته نسبية فالعلم وعلماء المادة اكتشفوا اشياء كثيرة كنا لا نشعر بها كالجاذبية او ان النبات يتنفس ما نطرحه نحن من زفير اثناء بناء الكاربوهيدرات فهو عالم غير مرئي و (لا نشعر به) الا ان الوسيلة العلمية امسكت به فلفظ (لا تشعرون) تعني ان ذلك العالم الغيبي لا يقام بـ (المشاعر) والكلام المسطور والقول المأثور بل يحتاج الى تذكرة من قرءان فنستشعر به من قرءان كما استشعر مؤهلي العلم نظم الخلق غير المرئية في مجالات لا حصر لها لم تكن من مصدرية (مشاعر) يقول بها الناس بل بوسيلة علم ممنهج يبحث عن الحقيقة بعيدا عن المشاعر ...*في زمن الحياة كان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يمتلك عشر مستويات (فعالة بعشريتها) لان (الله وملائكته يصلون عليه) برابط تكويني يخص الرسالة اللامحدودة فتفعلت عنده المستويات الخمس التي خصصت لعملية الربط فقط عند كل الناس بما يقيمون هم من مرابط ومنها انهم (يتصلون بالعلة المحمدية) وبما ان الرسالة المحمدية عنوانها (اللاحدود) فان المستويات الخمس المخصصة للربط عند الرسول (على خلق عظيم) تفعلت بكامل وعائها (المطلق) (اللامحدود) بسبب حجم تلك المرابط لانها من (صلة الله وملائكته) ولم يستثن الله صنفا من ملائكته الا ويقيم صلة محمدية مع الرسول ..!! ذلك الرسول الذي يسخرون منه ويسيئون اليه ..!!
نحن نمتلك مثل تلك المستويات ولكن الله وملائكته لا يقيمون الصلة في علتها (عليها) معنا وهنا هي الفارقة التي تفرق الرسول عن المؤمنين ويبقى الرسول في مقدمة البشرية جميعا لانه (مصطفى) اي (متقدم على الصف) وهو سيد الخلق اجمعين بموجب تلك الصفة ... المسلمون يعرفون كثيرا من صفات الرسول (اللامحدودة) وهي لسبب فعالية مستوياته الخمس الاضافية التي يمتلكها بصفتها الفعالة في زمن الحياة وفي زمن وسط وفي زمن الموت حين يموت بعد ان تنتهي وظيفة القطب المحمدي الشريف بنهاية دورة خلق بشري لتبدأ دورة خلق بشري بعدها كما في مثل نوح في القرءان*تلك الخصوصية هي التي جعلت من عدة زوجات الرسول طول حياتهن (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً) فهو ليس تعسف بل هو (استكمال نظم) وهي تعني (عظيم) فتلك السنة هي (مستكملة لوسيلتها) في عدة زوجات النبي وهي تعني (عظيما)*الرسول عليه افضل الصلاة والسلام هو في (عالم الغيب والشهادة) ويمارس دوره (الرسالي) بشقيه (العقلاني والمادي) وهو (دور تبليغي) محض وهو (تذكيري) يقيم الذكرى في العقل عندما يكون البلاغ عقلانيا ويقيم الذكرى (ماديا) عندما يكون البلاغ في (رحم مادي) اي في ممارسة نبوية وليست رسالية وننصح بالمرور على ادراجنا المنشور*من هو النبي ومن هو الرسول في الخطاب الدينيولو تدبرنا الاية الشريفة 53 من سورة الاحزاب لوجدنا ان الخطاب الشريف موجه الى صفة (زوجات النبي) في حياته لان رابطه القائم معهن رابط (زوجة) يتفعل في رحم (مادي) وحين قبض عليه افضل الصلاة والسلام تحول الخطاب الى صفة النبوة (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا*رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً) انتقال صفة الخطاب من (النبي) الى (الرسول) في ءاية واحدة وخصوصية واحدة هي (زوجات النبي) تقيم دليلا علميا يكون فعالا في علوم الله المثلى ومن هم على طاولة تلك العلوم وقد لا تقيم اي دليل عند من يتدبر القرءان من طرق تذكيرية اخرى غير قرءانية المرابط*
الموجز : رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام امتلك صفة حراك فعال جدا في مستويات عقلية خمس هي موجودة عند البشر الا انها مستويات للربط فقط مثلها مثل (مقسم الكهرباء) عند مدخل المنزل تعمل عمل رابط الا ان الرسول امتلك عملية تكوينية في حراك تلك المستويات حراكا يتصف بصفة (اللاحدود) من خلال صلة الله وملائكته بتلك المستويات الخمس ...
مثل ذلك النظام ليس بغريب خصوصا عند حملة علوم البايولوجيا فهنلك (جينات نائمة) غير فعالة الا انها تتفعل في ظروف (زمنية) مع عمر المخلوق اي تتفعل في (عنصر الزمن) فهنلك كثير من الجينات النائمة لا تتفعل في الصبا والشباب بل في الشيخوخة او في الازمات او كثير من المؤثرات تجعل من (الجينات النائمة) هي (جينات فعالة) ورغم ان المثل لا يتطابق مع خصوصية المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فهو انما مثل سيق لاثبات (سنة خلق) موجودة في سنن الخلق اجمالا ولها خصوصيات (علة) عندما تقوم العلة يتأثر بها المعلول ..!!
*معذرة منكم على تاخرنا قليلا في الاجابة على سؤالكم الكبير بسبب طاريء شغلنا من التفرغ للاجابة على السؤال الكبير الذي نفث مدادا طاهرا لنكتب به هذه التذكرة ونحن انما نجهد النفس والقلم من اجل (وقار رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام) لنرد على ما اسيء اليه ويوم يكون لهذا العلم تطبيقات (مادية) ميدانية فانها ستكون (سيفا حادا) يقطع كل لسان يتطاول على (وقار الرسول)
*سلام عليكم*
تعليق