الدعوة الى الله علمياً ! كيف تكون ؟
من أجل يوم إسلامي سلمي وسليم
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة النحل 125)
لا شك ان كل مسلم يدرك مضامين الدعوة الى الله على لسان (دعاة الدين) خصوصا بعد امتلاء الفضائيات بهم وامتلاء الشبكة الدولية بكثير من المتكلمين عن الدين على شكل محاضرات مسجلة بالصوت والصورة كما امتلأت الشبكة الدولية بكثير من المواقع المتخصصة بالدعوة الى الدين الاسلامي من خلال انشطة كتابها ومؤسسيها كما هو معهدنا القائم الان وأمثاله حيث مادته الرئيسية هي الدعوة الى الدين والتدين باساليب شتى ومحاور فكرية كثيرة
المادة الدينية الدعوية انحسرت في نشر التعاليم الدينية والاحكام الفقهية واساليب تلك التعاليم في التطبيق مثل الحرص على الفرائض وانفاق الاموال بسم الله وقول الصدق وصفاء النية لله سبحانه والاكثار من قراءة القرءان او الاكثار من بعض السور والايات حيث امتدادات الدعوة الى الله غير محددة الابعاد ويحق لكل داعية لله ان يضيف من بيانات الدين ما يضيف فينتقي الروايات التي يرى فيها دعوة لله كما في سنن المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والصحابه وما روي عن تلك الحقبة من احداث دالة على الهدي والدعوة لله او يسرد الدعوي بعض القصص التي حصلت لمؤمنين في التأريخ او في حاضرتهم
سطورنا لا تعترض على ذلك الخطاب الدعوي الى الله فالرجعة الى الله تحتاج الى داعية يتفقه في الدين ويدعو الى الله في مجتمعه وفق معطيات ذلك المجتمع فالمجتمع الذي فيه تصدع في الامان يختلف عن المجتمع الذي فيه تراجع اخلاقي مخالف لدين الله وهكذا كل داعية لله في موطنه يحتاج الى مادة دينية تعالج ما يعتري ذلك المجتمع من سيئات لها رابط مع الدين يتضمن معالجات او توجهات فكرية او تطبيقية لاتقاء مثلها او قد تمثل حلولا تنفيذية من مصدر ديني روائي
الدعوة الى الله لها (داعين) يظهرون في الوسط الديني ايا كان فهي ليست ظاهرة اسلامية متفردة بل كل الاديان حتى الوثنية فيها دعاة للدين يدعون فيها الى تعاليم دينهم حيث يتضح من تلك الممارسة أن ظاهرة الدعوة الى الله او الآلهة مغروسة في طبيعة الانسان وفطرته سواء كانت في الداعي (توفر الدعاة) الى الله او في المجتمع الذي يسمع لتلك الدعوات ويستجيب لها بقدر ما ,او قد يرفضها بقدر ما , ان كان المدعو متمردا على الدين الذي ينتسب اليه فمثلما يكون في الناس قرارا لقبول دعوة الداعي الى الدين يكون في نفس الوقت قرارا للرفض والتمرد على دعوة الدين كما في مريدي الفكر الماركسي او جمهرة الملحدين فهي مظاهر ترتبط بطبائع العنصر البشري عموما في كل دين وكل مجتمع وتلك القراءة التحليلية الرابطة بين الداعي للدين والمدعو اليه يمكن ان تدرك بوضوح من خلال فطرة كل شخص يتابع الخطاب الديني وينقلب ليرى اثره الايجابي او السلبي في الناس واكثر المراصد السلبية وضوحا في زمننا الاسلامي هو الخطاب الديني (الجهادي التكفيري) الذي يدعو الى تكفير الاخر ليعالجه بـ (القتل) حيث يرى الباحث استجابة عند كثير من المتأثرين بذلك الخطاب (قرارا بالقبول) وفي نفس الوقت يرى الرافضين لمثل ذلك الخطاب (قرارا بالتمرد) على دعوة الداعية الديني
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ..... في هذا النص الشريف هنلك منقلب تذكيري مبين ان الدعوة الى سبيل (ربك) وليس الله رغم ان الرب والله ذو مفهوم واحد عند كل الناس او اغلبهم ولكن الراشدة العلمية تفرق بين (الله) و (الرب) ففي مثل ابراهيم نقرأ صفة (الرب)
{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة الصافات 99 - 100)
ابراهيم ذهب الى ربه اي راجع ربه اي رجع اليه كما يراجع المريض طبيبه وفي القرءان
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } (سورة الفجر 27 - 28)
ولكن في نص ءاخر نقرأ لفظا مختلفا في الرجعة الى الله
{ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة هود 4)
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ .... رجوع العبد الى الله في خصوصية العبد فيكون الله ربه
إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ .... رجوع العباد الى الله فهو سبحانه رب كل عبد وقد روجنا لهذا البيان في عدة حوارات في المعهد لبيان الفارقة بين العبد والرب وبين الخلق والله في البيان العلمي للقراءة القرءانية
من ذلك يتضح ان الدعوة للدين لن تكون عامة كما هو منهج الخطاب الديني بل هنلك خصوصية لكل عبد في توجهه الى الله بخصوصية ما يريده من الله فيكون ربه وذلك الرشاد نقرأ مثله في ملة ابراهيم (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ) ولكن حين وجه وجهه لله كان البيان موسع بما خلق الله سبحانه
{ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة الأَنعام 79)
وهنا يتجلى البيان الشريف ان (وجهة العبودية) للخالق الذي فطر السماوات والارض وما فيهن جميعا (مجمل الخلق) ولكن الذي سيهديه الى الرشاد هو (ربه الله) وهنا تقوم الخصوصية بين العبد والمعبود وعندها يقوم بيان قرءاني رفيع المستوى
{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (سورة الأَحقاف 13)
من ذلك يتضح أن الدعوة الى الله سبحانه تقوم بخليط مزدوج في دعوة الرب وهي ستكون في رابط عله يرفع الدعوة تلقائيا الى الله (رَبُّنَا اللهُ) لان خصوصية العبد فلان لن تكون خصوصية العبد غيره فهذا مريض بداء القلب وذلك مريض بداء المعدة ولكل مرض رب اي (قابض وسيله) مختلف عن الاخر لذلك فان المراجعة الفكرية للخطاب الديني تتغير مع تغير حاجة العبد واذا انتشر طيف الحاجات عند كل العباد او كثير منهم فان الخطاب الديني الداعي الى الله يجب ان يرتبط بـ (علة دعوة الله) وعلى الداعي لله ان يختص بربوية تلك العلل ولا يتحول الى (ءالة تسجيل) ويكرر ما نقل عن السلف الصالح من خطاب ديني فهم في الوصف والصفات والتطبيق الديني يختلفون عن حالنا المعاصر المبتلى بكثير من المبتدعات الحضارية الضارة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن !!
الداعية الى الله المعاصر عليه ان يعيش يومه المعاصر ويدعو الى الله في كل ازمة تعتري كيان المدعو (المسلم) في مجتمعه الذي يلقي خطابه فيه وليسمعه حتى غير المسلم او الجاحد او الملحد لأن الدعوة الى الله تشمل غير المسلمين ايضا لانهم عباد الله وان تلقفوا الدعوة من الداعي فيكونوا مسلمين وان لم يعلنوا اسلامهم او لا يعرفوا عن الاسلام شيئا
هنلك فصيلة تطبيقية من البشر (مسلمين) ولكنهم ليسوا مسلمون ويسمونهم في بعض التقارير (الطبيعيون) او (عباد الطبيعة) فهم لا يأكلون او يلبسون اويشربون او يسكنون الا من مصدر طبيعي خالص من الشراكة مع نظم التحضر فهم (علميا) قد قاموا بتشغيل صفة الـ (سلم) في انفسهم وكيانهم فهم باليقين مسلمون وان لم يقولوا (اشهد ان لا إله الا الله) قولا ولكنهم يقولونها (فعلا) اي بافعالهم عندما يرفضون كل مستحدث ويتمسكون بطبيعة خلق الله فهم الاعظم شهادة أن (لا إله الا الله) وان لم يفقهوا ذلك عقلا ولكنهم يطبقوه فعلا
أمثلة :
من عرف ان عطر التفاح ينشط القلب وينهي امراض الاوردة والشرايين ويزيل الترسبات فيها نتيجة تقوية عضلات القلب (تقوى الله) فعليه ان يدعو الناس المصابين بامراض القلب والشرايين لعطر التفاح لانه قد عد اعدادا من الله للبشر لان الله كتب على نفسه الرحمة وجعل لكل عبد مخطيء فرصة الاستغفار تطبيقيا والدعي في مثل هذا المثل وأمثاله انما يدعو الى الله وضديده من يدعو لغير الله (الطب الدوائي الكيميائي) عندما يدعو الى الادوية التي قال فيها صناعها ومروجيها ان لها مضاعفات جانبية ضارة
عطر التفاح وامراض القلب
عندما يشكو احدهم انه مبتلى بـ 5 او 6 بنات ولا ولد له فاذا صادفه المحب لممارسة الدعوة الى الله فعليه ان ينبه ذلك الشخص وامثاله الى الامتناع عن بيض الدواجن غير الملقح
بيض المائدة المعاصر وثن في البطون !!
وهي دعوة الى الله والى (رب) ذلك المبتلى بالبنات دون البنين ليحافظ على بناته عندما يكبرن ويتزوجن وينجبن وعليه ان يدعو الاخرين بنفس الدعوة لان الله خلق طبائع الخلق في الدواجن زوجين (الذكر والانثى) وحين قامت الحضارة بافساد ذلك المنهج وعزلت دواجن انتاج البيض عن الذكور لاغراض ربحية فان تكليف المؤمن بالله هو الدعوة الى الله في ذلك الشأن
كثير من الناس يحبون الوطن كحب الله { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ } فاذا علم الراغب في الدعوة لله ان حب الوطن حين يسمو الى مستوى حب الله عندما يرفعون شعارا (الله الوطن) فيستوجب عليه الدعوة الى الله ليقول لهم لا تشركوا مع الله إله ءاخر
الَّذِينَ ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ .. فكيف يكون حب الله ؟!
ما كانت تلك السطور من اجل الترويج لنداء المعهد بل لغرض تكليفي ملزم فــ (من شهد منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فليغيره بلسانه) صدق المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
وبعد التهديد الإلهي اعلاه , ادناه وعد إلهي كريم
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة آل عمران 104)
ما كانت تلك السطور من اجل الترويج لنداء المعهد بل لغرض تكليفي ملزم فــ (من شهد منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطع فليغيره بلسانه) صدق المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (سورة البقرة 159)
وبعد التهديد الإلهي اعلاه , ادناه وعد إلهي كريم
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (سورة آل عمران 104)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق