تويت
ألماس في الكلى....مما قرءت 15
بسم ءلله الرحمن الرحيم
ألماس في الكلى.. وطماطم بالفياجرا
الكاتب المصري نهاد شريف من أكثر الأدباء العرب إنتاجا لقصص الخيال العلمي. وقد وصلت أعماله إلى مائة رواية كان أولها "قاهر الزمن" عام 1972ثم "سكان العالم الثاني" و"بالإجماع" و"الماسات الزيتونية"... والرواية الأخيرة تميزت عن بقية أعماله بفكرتها المدهشة والغير مستطرقة؛ فلأن نهاد شريف كان في الأصل طبيبا ويعاني من متاعب الكلى أثر فيه هذان العنصران وألهماه فكرة الرواية.. وتبدأ القصة بتساؤل أحد الأطباء (ويدعى عبداللطيف) عن إمكانية حث الكلى على إنتاج الألماس بدل بلورات الاكسلات. وبعد تجارب مضنية ينجح في إنتاج ألماسات صغيرة من كلى مرضاه بدون علمهم. ورغم أنه حقق ثروة طائلة من هذا العمل إلا انه لم يجرب إنتاج ألماسات كبيرة خشية انكشافه من المرضى. وفي النهاية يقرر إنتاج الماسة كبيرة من كليته (هو) ولكنه يموت حين تنفجر فجأة!
هذه الرواية تذكرتها اليوم وأنا أقرأ خبرا عن نجاح العلماء في استنبات إنسان في فأر صغير (حسب مجلة نيتشر ميديسن).. ففي معهد وايزمان في إسرائيل زرعوا خلايا إنسان جذعية في فأركي تنمو ككلية.. والخلايا الجذعية هي خلايا أولية لم تتحول بعد إلى عضو كامل (كالعين والكبد والعظام). ولأنها خلايا أولية - لم تتخصص بعد - لا يتم رفضها إذا زرعت في جسم مختلف. وعليه؛ زرع البروفيسور ريزنر في الفأر خلايا جذعية بشرية (كتب عليها أن تتحول لكلية) فنمت ككلية بشرية سليمة.. ولكن بمقاس فئراني صغير!!
وتكمن أهمية التجربة في فتح الباب لإنتاج أعضاء بشرية مختلفة (كالكلى القرنيات والقلب وخلايا الدماغ) بنفس الطريقة. وقد تكون الخطوة التالية استعمال حيوانات أكبر كمصانع حية لتلبية الطلب المتزايد على عمليات نقل الأعضاء!!
أيضا هناك محاولات لاستغلال النباتات بنفس الطريقة؛ إذ يمكن مثلا استعمال الهندسة الوراثية لحث النبتة على إفراز أدوية ولقاحات معروفة.. فالموز مثلا يمكن تهجينه بحيث يضم لقاحا لمقاومة الشلل أو الإيدز. كما يمكن للطماطم أن تنمو وبها نسبة كبيرة من فيتامين دي أو مادة الفياجرا. وجميعنا يعرف أن بعض الأعشاب (كاليانسون والبابونج) تضم بطبيعتها عناصر طبية فعالة.. هذه العناصر يمكن استخراج مورثتها الخاصة ودمجها في اي فاكهة نتناولها مباشرة! وفي أغسطس الماضي فقط اعلنت شركة برودجين (Prodigene) في تكساس عن إنتاج ذرة مهجنة تعالج الإسهال المزمن. ومن المعروف أن هذه الحالة تودي بحياة آلاف الأطفال حول العالم - وبالذات في المناطق الفقيرة حيث لا يتوفر الدواء. وتقول الشركة أن مشروعها القادم سيكون إنتاج لقاح ضد فيروس الكبد الذي يقتل مليون شخص كل عام. وفي حين يصل سعر الدواء إلى خمسين دولاراً (وهو ما لا يطيقه كثير من الناس) تأمل الشركة إنتاجه من خلال ذرة أو أناناس مهجنة!!
وغني عن القول أن هذه الطريقة مفيدة من نواح كثيرة؛ فهي مثلا متاحة للدول الفقيرة (حيث يمكنها إنتاج فاكهة تضم لقاحا ضد الإيدز). كما أنها مستساغة ومقبولة من قبل المرضى والاطفال (فهم بالتأكيد يفضلون أكل الموز على حقنة الطبيب)
أضف لهذا أن إنتاجها لإيحتاج لمعامل معقدة أو تقنيات مكلفة (فالجميع يستطيع زراعة الذرة)!
.. على أي حال؛ قريبا سأخبركم عن النباتات التي تصنع الذهب!
دمتم بخير...
سلام عليكم ءجمعين
ألماس في الكلى.. وطماطم بالفياجرا
الكاتب المصري نهاد شريف من أكثر الأدباء العرب إنتاجا لقصص الخيال العلمي. وقد وصلت أعماله إلى مائة رواية كان أولها "قاهر الزمن" عام 1972ثم "سكان العالم الثاني" و"بالإجماع" و"الماسات الزيتونية"... والرواية الأخيرة تميزت عن بقية أعماله بفكرتها المدهشة والغير مستطرقة؛ فلأن نهاد شريف كان في الأصل طبيبا ويعاني من متاعب الكلى أثر فيه هذان العنصران وألهماه فكرة الرواية.. وتبدأ القصة بتساؤل أحد الأطباء (ويدعى عبداللطيف) عن إمكانية حث الكلى على إنتاج الألماس بدل بلورات الاكسلات. وبعد تجارب مضنية ينجح في إنتاج ألماسات صغيرة من كلى مرضاه بدون علمهم. ورغم أنه حقق ثروة طائلة من هذا العمل إلا انه لم يجرب إنتاج ألماسات كبيرة خشية انكشافه من المرضى. وفي النهاية يقرر إنتاج الماسة كبيرة من كليته (هو) ولكنه يموت حين تنفجر فجأة!
هذه الرواية تذكرتها اليوم وأنا أقرأ خبرا عن نجاح العلماء في استنبات إنسان في فأر صغير (حسب مجلة نيتشر ميديسن).. ففي معهد وايزمان في إسرائيل زرعوا خلايا إنسان جذعية في فأركي تنمو ككلية.. والخلايا الجذعية هي خلايا أولية لم تتحول بعد إلى عضو كامل (كالعين والكبد والعظام). ولأنها خلايا أولية - لم تتخصص بعد - لا يتم رفضها إذا زرعت في جسم مختلف. وعليه؛ زرع البروفيسور ريزنر في الفأر خلايا جذعية بشرية (كتب عليها أن تتحول لكلية) فنمت ككلية بشرية سليمة.. ولكن بمقاس فئراني صغير!!
وتكمن أهمية التجربة في فتح الباب لإنتاج أعضاء بشرية مختلفة (كالكلى القرنيات والقلب وخلايا الدماغ) بنفس الطريقة. وقد تكون الخطوة التالية استعمال حيوانات أكبر كمصانع حية لتلبية الطلب المتزايد على عمليات نقل الأعضاء!!
أيضا هناك محاولات لاستغلال النباتات بنفس الطريقة؛ إذ يمكن مثلا استعمال الهندسة الوراثية لحث النبتة على إفراز أدوية ولقاحات معروفة.. فالموز مثلا يمكن تهجينه بحيث يضم لقاحا لمقاومة الشلل أو الإيدز. كما يمكن للطماطم أن تنمو وبها نسبة كبيرة من فيتامين دي أو مادة الفياجرا. وجميعنا يعرف أن بعض الأعشاب (كاليانسون والبابونج) تضم بطبيعتها عناصر طبية فعالة.. هذه العناصر يمكن استخراج مورثتها الخاصة ودمجها في اي فاكهة نتناولها مباشرة! وفي أغسطس الماضي فقط اعلنت شركة برودجين (Prodigene) في تكساس عن إنتاج ذرة مهجنة تعالج الإسهال المزمن. ومن المعروف أن هذه الحالة تودي بحياة آلاف الأطفال حول العالم - وبالذات في المناطق الفقيرة حيث لا يتوفر الدواء. وتقول الشركة أن مشروعها القادم سيكون إنتاج لقاح ضد فيروس الكبد الذي يقتل مليون شخص كل عام. وفي حين يصل سعر الدواء إلى خمسين دولاراً (وهو ما لا يطيقه كثير من الناس) تأمل الشركة إنتاجه من خلال ذرة أو أناناس مهجنة!!
وغني عن القول أن هذه الطريقة مفيدة من نواح كثيرة؛ فهي مثلا متاحة للدول الفقيرة (حيث يمكنها إنتاج فاكهة تضم لقاحا ضد الإيدز). كما أنها مستساغة ومقبولة من قبل المرضى والاطفال (فهم بالتأكيد يفضلون أكل الموز على حقنة الطبيب)
أضف لهذا أن إنتاجها لإيحتاج لمعامل معقدة أو تقنيات مكلفة (فالجميع يستطيع زراعة الذرة)!
.. على أي حال؛ قريبا سأخبركم عن النباتات التي تصنع الذهب!
دمتم بخير...
سلام عليكم ءجمعين
تعليق