السبع المثاني بين الله والرب
ثقافة الدين خير ثقافة للمثقفين
رغم انتشار الثقافة الدينية في الوسط المتدين الا ان هنلك خلط غير متعمد بين لفظين يستخدمان في مساحة واسعة من الثقافة الدينية الا وهما لفظي (الله و الرب) حيث تتوحد المقاصد فيهما كحالة واحدة لا تنفصل وان اجتمعت لا توجد مضامين فاصلة تفصل بينهما ...
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)
فعندما يكون لكل شيء رب تتضح الصورة في مقاصد لفظ الرب كما يثبتها الله سبحانه في خارطة التكوين (قرءان) ومنها يقوم علم كبير يحتاجه المثقف في دينه وفي يومياته فيكون
الرب : هو الله المتخصص بخصوصية الشيء وهي خصوصية الصفة المطلقة للشيء الواحد وكل الاشياء (واحد + واحد + واحد) .. ذلك هو الله رب الاوكسجين وعالمه الكبير والله رب الماء وخصوصياته والله رب كل امر في خصوصيته في تفاعليته وانتاجه وحيازته وانتقاله وسكونه فلكل تلك الخصوصية ربوبية يمارسها الخالق الله (منزل الكتاب) .
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الاحقاف:13)
من المعالجة المسطورة اعلاه مع النص الكبير الذي يفرق بين الله والرب ويجمعهما في وعاء عقلاني نحتاج الى حذق تثقيفي يعبر سقف الخلط الفكري في مقاصد المؤمن في ان الله والرب في قصد واحد حيث تختلط المفاهيم وتضيع على المتدينين فرصة رؤيا الربوبية فيحصل زيغ فكري قد يودي الى الشرك غير المتعمد من خلال غفلة المقاصد الالهية المستقرة في منظومة تشغيل الخلق بعد الخلق .
ربنا الله .. هنا تم جمع قصدين في رابط (قالوا) وان عملية الجمع مشروطة في .... ثم استقاموا ... وهنا شرط الاستقامة ... فاين يكون .. وكيف يكون ... ؟؟ ولعل الناس يعلمون انها في زهد وصوم وصلاة وان كانت تلك الانشطة الدينية يقينا من وعاء الاستقامة الا ان مراشدنا الفطرية تؤكد ان الاستقامة لن تكون حصرا في الشؤون التنظيمية للدين بل في كل حاوية الحياة من نشاط وفعل ونوايا ونرى الاستقامة في موضوعيتها في النص التالي :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7)
هذا النص ورد فيه انه (فاتحة الكتاب) والكتاب حسب ما نروج له انه الوعاء التنفيذي لنظم الخلق (تشغيل الخلق بعد خلقه) وفيه بسملة ومجموعة بيانات سباعية النشيء سباعية التنفيذ فتكون (سبعا مثاني) وهي سبعة مراشد تكوينية بيد الله وسبعة مراشد تفعيلية بيد العبد تقابلها وتطابقها لتكون نتيجة لها (صراط مستقيم) فاصبحت (سبع مثاني) .. ولو كنا نفقه هذا البيان العظيم الذي ورد في قرءان ربنا (خارطة الخلق) فان ثقافة الدين سترتبط مباشرة مع القرءان في يوم نعيشه نحن نحتاج منه ونحتاج فيه الى وسعة بيان بسبب وسعة الحاجات في زمن يتطور بسرعة فائقة ..
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرءانَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)
فان كان الخطاب القرءاني للرسول عليه افضل الصلاة والسلام حصرا فهي لنا لان المؤمنين اولى برسول الله وهم يطبقون ما جاء به نبيهم من مصدر معلمه الله (شديد القوى) وما اؤتمر به رسول الله من ربه ينقلب الى سنة نبوية واجبة التطبيق وان كان الخطاب القرءاني لحامل القرءان عموما فهي له بموجب فطرة الخطاب للمخاطب المسلم المؤمن بالقرءان الذي كلف بحمل القرءان وتنفيذ بيانه .
فلو عدنا للصراط المستقيم لوجدنا ان في فاتحة الكتاب (وعاء التنفيذ) واحدة من البيانات السبع هي (اهدنا الصراط المستقيم) .. والله الهادي ولا غيره هاديا بموجب قراءات قرءانية سابقة فان اهتدى العبد قام النفاذ في وعاء السبع المثاني الثانية وهي السبع (التنفيذية) ... ونضرب المثل التالي :
يريد العبد منزلا لعياله وبيده مبلغا من المال وجاء لدار معروض للبيع والمشتري لا يعلم تكوينة ذلك الدار في صلاحه للعيال وفي تاريخ حليته وحرمته واساس بنيانه فهل كان على تقوى او غيرها وهل فيه ما يسوء العبد الصالح او يرحمه ... وهنا سوف تتفعل (اهدنا الصراط المستقيم) ولا نرى في هذا المثل المفترض فاعلية صلاة او صوم بل العبد لا يعلم الغيب فالغيب في رحم تنفيذي بيد الرحمان وهو مشغلهما (الرحيم) فيكون (الرب) حاضرا عندما يستصرخه (العبد) فيقول (ربنا اهدنا) فيكون الحضور الالهي بصفته (الرب) ولن يكون بصفته (الله) فالله هو الخالق و (الرب) هو في التنفيذ لمرابط ما خلق تشغيليا فلو كان بائع الدار من الصالحين وذلك العبد الصالح قالها ايضا (ربنا اهدنا) فيكون الله الخالق هو (رب) البائع و(رب) المشتري ولو تمعنا في كلا الفعلين سنجد بينهما تنافر وصف وتعاكس نفاذ وليس تطابق فالرب عندما يهدي المشتري الصالح يهدي البائع الصالح فتكون وسيلة المشتري تختلف عن وسيلة البائع حيث سيكون هدف البائع صلاح ثمن الدار بين يديه وهدف المشتري ان يكون صلاح الدار بين يديه فان تمت المعادلة الحق في (السبع المثاني) التي كرم الله بها عباده الصالحين (آتيناك سبعا من المثاني) فان كلا المتناقضين (البائع والمشتري) سيكون الله الخالق ربهما رغم اختلاف وسيلة كل منهما وتنافرهما ..!! .. العبدان الصالحان (البائع والمشتري) هم المقصودين بالنص (قالا ربنا الله) اي (ربطا فعلهما) وهو تكوينة (القول) فاصبحا لا خوف عليهما ولا هما يحزنان فرغم تناقض فعلهما (بائع وشاري) الا انهما اتحدا على صراط مستقيم بموجب برنامج التشغيل لنظم الخلق فكلاهما جعلا ربوبيتهما في الله ... مثلها في تطبيقاتنا المعاصرة عندما نريد الاستخدام الامثل لجهاز ما بين ايدينا (لا خوف ولا حزن) فيكون (الاكفأ) في النفاذ الامثل هو ان يتدخل (المصمم) وهو (الصانع) للجهاز بما يصدره من تحذير في الاستخدام ومن تبشير بحسن الاستخدام وهنا في مثلنا المفترض نفس المعيار الفكري ايضا حيث تكون الهداية من الاكفأ العارف بالخلق لانه خالقه ومنه نهتدي لصلاح الحال في استخدام الدنيا (تشغيل منظومة الخلق) لتكون مطالبنا منها راشدة برشاد الهي (صراط مستقيم) ..
كلا الربين .. رب البائع .. و .. رب المشتري .. هو الله سبحانه فالذين قالوا ربنا الله ثم اهتدوا الى الصراط المستقيم (ثم استقاموا) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..!! فكيف يكون لنا رب حكومي اويكون لنا رب في العمل اويكون لنا رب في الاسرة ويكون لنا رب في الطب ويكون لنا رب في المعرفة ورب في القبيلة ورب في بناء منزل ورب في الانجاب و .. و .. وارباب لا تنتهي قائمتهم ونقول في صلاتنا يوميا عشرات المرات (لا إله الا الله) فلكل عبد منا عشرات الارباب بل مئات الارباب ولو علمنا لما رضينا يقينا ...!! ولكننا وجدنا قومنا عليها ...! وتصورنا ان الله في الخلق حصرا ...! ونسينا انه الله في كل شيء .. فان نسينا امرنا (الحق) فالقرءان يذكرنا لان صفته (ص والقرءان ذي الذكر) فان اوقفنا صفة الذكرى في قرءان وقلنا ان فلان من الناس يذكرنا فان الذكرى لن تقوم لنمسخ النسيان الذي حل في عقولنا فاستوجب ان نتمسك عقلا بالقرءان ليذكرنا ولا نركع لغير القرءان من رأي او قول قال به بشر لان الهدي الهي النشيء الهي القرار وحاجاتنا متطورة مختلفة بين اليوم والغد فما يحتاج الى ربوبية شأن في يومنا فانه يحتاج الى ربوبية نفس الحاجة في الغد فيكون ربنا اليوم وربنا في الغد ولنفس الحاجة هو الله سبحانه
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
قد يتصور كثير من الناس ان الله (سيزعل) لو اشركنا معه اله اخر وان زعل الله كبير ومصالحته اصعب وربما عند كثيرين ان الله سهل المصالحة فبمجرد الاستغفار سيكون رحيما ورحمته تطغى على غضبه لانه كتب على نفسه الرحمة وقد نتصالح مع الله بدمعة خشوع او لفظ توسلي بالاستغفار الا ان ذلك لا وجود له في خارطة الخالق (قرءان) حيث نرى البوليس الالهي بالمرصاد
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)
وهنا لا بد لعقل حامل القرءان ان يرى الاستقامة في صراط كتبه الله يقف عليه ابليس بالمرصاد لكل من خرج منه وهو مجمل الوعاء التنفيذي لمنظومة الخلق فينا نحن بشر اليوم كما كان في اجدادنا بشر الامس فنفاذ النظم فينا لا يشبه نفاذه بالامس ولكل بشر في كل ومضة زمن رب يهديه (ربنا اهدنا الصراط المستقيم) فهل نبحث عن صراط رجل في الامس ام نبحث عن صراط بشر يعيش الان ... بل هو الانسان نفسه له صراط مستقيم في هذه الساعة سيختلف عنه في ساعة اخرى وفي يوم اخر ونراه تحت مثل فطري كما هو المثل التالي
لو ان رجلا اراد ان يسافر الى مدينة اخرى لقضاء حاجة له وطلب من ربه ان يهديه الصراط المستقيم كما طلب منه في فاتحة الكتاب (وعاء التنفيذ) فهل ستكون سفرته الان خاضعة لنفس النظم التي ستكون غدا او بعد ساعة ..!! بالتأكيد وبفطرة عقل يكون الجواب (كلا) لان حجما هائلا من المتغيرات يحصل كل دقيقة بل كل ومضة زمن فهنلك متغيرات لا حصر لها تقع جميعا في فهم مقاصد (بيده ملكوت كل شيء) ولا يوجد احد له كفوء اكفأ من الله يهدينا صراطه المستقيم هو ولن يكون صراط يخطه حكيم او خبير او منظومة معرفية او حكومية او دينية ..!!!
الحمد لله (رب) العالمين ... وهما عالم المادة وعالم العقل .. وهو ايضا (الرحمان) ذو رحم عقلاني ورحم مادي وفيهما تولد كل ناشطة (ملكوت) والله هو مشغلهما (الرحيم) وهو (مشغل الرحم) فهو ربنا في كل ومضة زمن ولن يكون ربنا حين خلق الخلق فقط ... في مجمل الخلق وفي مجمل الحدث هو الله وهو معنا في كل ومضة زمن يكون (ربنا) ... يهدينا صراطه المستقيم .. فنتخلص من ابليس القاعد لنا على (صراط ربنا المستقيم) الذي قال فيه ابليس (صراطك المستقيم) وليس على (صراط وطني) او (صراط طبي) او (صراط مذهبي) او أي صراط اخر يخضع له الناس بصفته الافضل (الاكفأ) والناس يقرأون يوميا (ليس له كفوا احد) ولا يمكن ان نكون نائمين على وسادة عقائدية ..!!! ولا يستطيع كاتب السطور ان يزكي نفسه ايضا فهو من جيل نائم على وسادة العقيدة وما كانت هذه السطور بيننا معلنة الا وفق برنامج الهي في تمامية تبليغه فلله الحجة البالغة حتى على كاتب السطور فيما استذكر وكتب ...!! ... حين يقول احدنا ربي الله .. سيجد طريقه (صراط الله) المستقيم وذلك لا يعني ان العبد سيرشد بتمام الرشاد من قول واحد يقوله في صلاة او في دعاء بل تلك فاعلية تتفعل مع كل نفاذية في وعاء التنفيذ (كتاب الله) ذلك لان الحاجة للرب وهدايته ستكون في كل شيء حتى في شربة ماء فلو كانت ملوثة بجرثومة ضارة فهو الذي يمنع العبد من شرب شربة الماء (يهديه) ولسوف يرى غيرها ترضيه فيكون الرجوع الى الرب ذو نتيجة كبرى ( راضية مرضية)
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر:30)
وعندما يدخل العبد في عباد الرحمن يأمن الفعل الابليسي الذي رفض السجود لأءدم ..!! ويكون في جنة دنيا (راضي مرضي) لان القائل هو (الذي يربط) ان ربنا الله ففي كل فعل يقوم الربط وليس في منسك صلاة فقط وتكون النتيجة ... لا خوف عليه .. ولا حزن ...
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164)
فعندما يكون لكل شيء رب تتضح الصورة في مقاصد لفظ الرب كما يثبتها الله سبحانه في خارطة التكوين (قرءان) ومنها يقوم علم كبير يحتاجه المثقف في دينه وفي يومياته فيكون
الرب : هو الله المتخصص بخصوصية الشيء وهي خصوصية الصفة المطلقة للشيء الواحد وكل الاشياء (واحد + واحد + واحد) .. ذلك هو الله رب الاوكسجين وعالمه الكبير والله رب الماء وخصوصياته والله رب كل امر في خصوصيته في تفاعليته وانتاجه وحيازته وانتقاله وسكونه فلكل تلك الخصوصية ربوبية يمارسها الخالق الله (منزل الكتاب) .
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الاحقاف:13)
من المعالجة المسطورة اعلاه مع النص الكبير الذي يفرق بين الله والرب ويجمعهما في وعاء عقلاني نحتاج الى حذق تثقيفي يعبر سقف الخلط الفكري في مقاصد المؤمن في ان الله والرب في قصد واحد حيث تختلط المفاهيم وتضيع على المتدينين فرصة رؤيا الربوبية فيحصل زيغ فكري قد يودي الى الشرك غير المتعمد من خلال غفلة المقاصد الالهية المستقرة في منظومة تشغيل الخلق بعد الخلق .
ربنا الله .. هنا تم جمع قصدين في رابط (قالوا) وان عملية الجمع مشروطة في .... ثم استقاموا ... وهنا شرط الاستقامة ... فاين يكون .. وكيف يكون ... ؟؟ ولعل الناس يعلمون انها في زهد وصوم وصلاة وان كانت تلك الانشطة الدينية يقينا من وعاء الاستقامة الا ان مراشدنا الفطرية تؤكد ان الاستقامة لن تكون حصرا في الشؤون التنظيمية للدين بل في كل حاوية الحياة من نشاط وفعل ونوايا ونرى الاستقامة في موضوعيتها في النص التالي :
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة:7)
هذا النص ورد فيه انه (فاتحة الكتاب) والكتاب حسب ما نروج له انه الوعاء التنفيذي لنظم الخلق (تشغيل الخلق بعد خلقه) وفيه بسملة ومجموعة بيانات سباعية النشيء سباعية التنفيذ فتكون (سبعا مثاني) وهي سبعة مراشد تكوينية بيد الله وسبعة مراشد تفعيلية بيد العبد تقابلها وتطابقها لتكون نتيجة لها (صراط مستقيم) فاصبحت (سبع مثاني) .. ولو كنا نفقه هذا البيان العظيم الذي ورد في قرءان ربنا (خارطة الخلق) فان ثقافة الدين سترتبط مباشرة مع القرءان في يوم نعيشه نحن نحتاج منه ونحتاج فيه الى وسعة بيان بسبب وسعة الحاجات في زمن يتطور بسرعة فائقة ..
(وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرءانَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)
فان كان الخطاب القرءاني للرسول عليه افضل الصلاة والسلام حصرا فهي لنا لان المؤمنين اولى برسول الله وهم يطبقون ما جاء به نبيهم من مصدر معلمه الله (شديد القوى) وما اؤتمر به رسول الله من ربه ينقلب الى سنة نبوية واجبة التطبيق وان كان الخطاب القرءاني لحامل القرءان عموما فهي له بموجب فطرة الخطاب للمخاطب المسلم المؤمن بالقرءان الذي كلف بحمل القرءان وتنفيذ بيانه .
فلو عدنا للصراط المستقيم لوجدنا ان في فاتحة الكتاب (وعاء التنفيذ) واحدة من البيانات السبع هي (اهدنا الصراط المستقيم) .. والله الهادي ولا غيره هاديا بموجب قراءات قرءانية سابقة فان اهتدى العبد قام النفاذ في وعاء السبع المثاني الثانية وهي السبع (التنفيذية) ... ونضرب المثل التالي :
يريد العبد منزلا لعياله وبيده مبلغا من المال وجاء لدار معروض للبيع والمشتري لا يعلم تكوينة ذلك الدار في صلاحه للعيال وفي تاريخ حليته وحرمته واساس بنيانه فهل كان على تقوى او غيرها وهل فيه ما يسوء العبد الصالح او يرحمه ... وهنا سوف تتفعل (اهدنا الصراط المستقيم) ولا نرى في هذا المثل المفترض فاعلية صلاة او صوم بل العبد لا يعلم الغيب فالغيب في رحم تنفيذي بيد الرحمان وهو مشغلهما (الرحيم) فيكون (الرب) حاضرا عندما يستصرخه (العبد) فيقول (ربنا اهدنا) فيكون الحضور الالهي بصفته (الرب) ولن يكون بصفته (الله) فالله هو الخالق و (الرب) هو في التنفيذ لمرابط ما خلق تشغيليا فلو كان بائع الدار من الصالحين وذلك العبد الصالح قالها ايضا (ربنا اهدنا) فيكون الله الخالق هو (رب) البائع و(رب) المشتري ولو تمعنا في كلا الفعلين سنجد بينهما تنافر وصف وتعاكس نفاذ وليس تطابق فالرب عندما يهدي المشتري الصالح يهدي البائع الصالح فتكون وسيلة المشتري تختلف عن وسيلة البائع حيث سيكون هدف البائع صلاح ثمن الدار بين يديه وهدف المشتري ان يكون صلاح الدار بين يديه فان تمت المعادلة الحق في (السبع المثاني) التي كرم الله بها عباده الصالحين (آتيناك سبعا من المثاني) فان كلا المتناقضين (البائع والمشتري) سيكون الله الخالق ربهما رغم اختلاف وسيلة كل منهما وتنافرهما ..!! .. العبدان الصالحان (البائع والمشتري) هم المقصودين بالنص (قالا ربنا الله) اي (ربطا فعلهما) وهو تكوينة (القول) فاصبحا لا خوف عليهما ولا هما يحزنان فرغم تناقض فعلهما (بائع وشاري) الا انهما اتحدا على صراط مستقيم بموجب برنامج التشغيل لنظم الخلق فكلاهما جعلا ربوبيتهما في الله ... مثلها في تطبيقاتنا المعاصرة عندما نريد الاستخدام الامثل لجهاز ما بين ايدينا (لا خوف ولا حزن) فيكون (الاكفأ) في النفاذ الامثل هو ان يتدخل (المصمم) وهو (الصانع) للجهاز بما يصدره من تحذير في الاستخدام ومن تبشير بحسن الاستخدام وهنا في مثلنا المفترض نفس المعيار الفكري ايضا حيث تكون الهداية من الاكفأ العارف بالخلق لانه خالقه ومنه نهتدي لصلاح الحال في استخدام الدنيا (تشغيل منظومة الخلق) لتكون مطالبنا منها راشدة برشاد الهي (صراط مستقيم) ..
كلا الربين .. رب البائع .. و .. رب المشتري .. هو الله سبحانه فالذين قالوا ربنا الله ثم اهتدوا الى الصراط المستقيم (ثم استقاموا) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..!! فكيف يكون لنا رب حكومي اويكون لنا رب في العمل اويكون لنا رب في الاسرة ويكون لنا رب في الطب ويكون لنا رب في المعرفة ورب في القبيلة ورب في بناء منزل ورب في الانجاب و .. و .. وارباب لا تنتهي قائمتهم ونقول في صلاتنا يوميا عشرات المرات (لا إله الا الله) فلكل عبد منا عشرات الارباب بل مئات الارباب ولو علمنا لما رضينا يقينا ...!! ولكننا وجدنا قومنا عليها ...! وتصورنا ان الله في الخلق حصرا ...! ونسينا انه الله في كل شيء .. فان نسينا امرنا (الحق) فالقرءان يذكرنا لان صفته (ص والقرءان ذي الذكر) فان اوقفنا صفة الذكرى في قرءان وقلنا ان فلان من الناس يذكرنا فان الذكرى لن تقوم لنمسخ النسيان الذي حل في عقولنا فاستوجب ان نتمسك عقلا بالقرءان ليذكرنا ولا نركع لغير القرءان من رأي او قول قال به بشر لان الهدي الهي النشيء الهي القرار وحاجاتنا متطورة مختلفة بين اليوم والغد فما يحتاج الى ربوبية شأن في يومنا فانه يحتاج الى ربوبية نفس الحاجة في الغد فيكون ربنا اليوم وربنا في الغد ولنفس الحاجة هو الله سبحانه
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
قد يتصور كثير من الناس ان الله (سيزعل) لو اشركنا معه اله اخر وان زعل الله كبير ومصالحته اصعب وربما عند كثيرين ان الله سهل المصالحة فبمجرد الاستغفار سيكون رحيما ورحمته تطغى على غضبه لانه كتب على نفسه الرحمة وقد نتصالح مع الله بدمعة خشوع او لفظ توسلي بالاستغفار الا ان ذلك لا وجود له في خارطة الخالق (قرءان) حيث نرى البوليس الالهي بالمرصاد
(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) (لأعراف:16)
وهنا لا بد لعقل حامل القرءان ان يرى الاستقامة في صراط كتبه الله يقف عليه ابليس بالمرصاد لكل من خرج منه وهو مجمل الوعاء التنفيذي لمنظومة الخلق فينا نحن بشر اليوم كما كان في اجدادنا بشر الامس فنفاذ النظم فينا لا يشبه نفاذه بالامس ولكل بشر في كل ومضة زمن رب يهديه (ربنا اهدنا الصراط المستقيم) فهل نبحث عن صراط رجل في الامس ام نبحث عن صراط بشر يعيش الان ... بل هو الانسان نفسه له صراط مستقيم في هذه الساعة سيختلف عنه في ساعة اخرى وفي يوم اخر ونراه تحت مثل فطري كما هو المثل التالي
لو ان رجلا اراد ان يسافر الى مدينة اخرى لقضاء حاجة له وطلب من ربه ان يهديه الصراط المستقيم كما طلب منه في فاتحة الكتاب (وعاء التنفيذ) فهل ستكون سفرته الان خاضعة لنفس النظم التي ستكون غدا او بعد ساعة ..!! بالتأكيد وبفطرة عقل يكون الجواب (كلا) لان حجما هائلا من المتغيرات يحصل كل دقيقة بل كل ومضة زمن فهنلك متغيرات لا حصر لها تقع جميعا في فهم مقاصد (بيده ملكوت كل شيء) ولا يوجد احد له كفوء اكفأ من الله يهدينا صراطه المستقيم هو ولن يكون صراط يخطه حكيم او خبير او منظومة معرفية او حكومية او دينية ..!!!
الحمد لله (رب) العالمين ... وهما عالم المادة وعالم العقل .. وهو ايضا (الرحمان) ذو رحم عقلاني ورحم مادي وفيهما تولد كل ناشطة (ملكوت) والله هو مشغلهما (الرحيم) وهو (مشغل الرحم) فهو ربنا في كل ومضة زمن ولن يكون ربنا حين خلق الخلق فقط ... في مجمل الخلق وفي مجمل الحدث هو الله وهو معنا في كل ومضة زمن يكون (ربنا) ... يهدينا صراطه المستقيم .. فنتخلص من ابليس القاعد لنا على (صراط ربنا المستقيم) الذي قال فيه ابليس (صراطك المستقيم) وليس على (صراط وطني) او (صراط طبي) او (صراط مذهبي) او أي صراط اخر يخضع له الناس بصفته الافضل (الاكفأ) والناس يقرأون يوميا (ليس له كفوا احد) ولا يمكن ان نكون نائمين على وسادة عقائدية ..!!! ولا يستطيع كاتب السطور ان يزكي نفسه ايضا فهو من جيل نائم على وسادة العقيدة وما كانت هذه السطور بيننا معلنة الا وفق برنامج الهي في تمامية تبليغه فلله الحجة البالغة حتى على كاتب السطور فيما استذكر وكتب ...!! ... حين يقول احدنا ربي الله .. سيجد طريقه (صراط الله) المستقيم وذلك لا يعني ان العبد سيرشد بتمام الرشاد من قول واحد يقوله في صلاة او في دعاء بل تلك فاعلية تتفعل مع كل نفاذية في وعاء التنفيذ (كتاب الله) ذلك لان الحاجة للرب وهدايته ستكون في كل شيء حتى في شربة ماء فلو كانت ملوثة بجرثومة ضارة فهو الذي يمنع العبد من شرب شربة الماء (يهديه) ولسوف يرى غيرها ترضيه فيكون الرجوع الى الرب ذو نتيجة كبرى ( راضية مرضية)
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر:30)
وعندما يدخل العبد في عباد الرحمن يأمن الفعل الابليسي الذي رفض السجود لأءدم ..!! ويكون في جنة دنيا (راضي مرضي) لان القائل هو (الذي يربط) ان ربنا الله ففي كل فعل يقوم الربط وليس في منسك صلاة فقط وتكون النتيجة ... لا خوف عليه .. ولا حزن ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق