العنكبوت في نظم التكوين
من أجل قراءة علمية لـمذكرات القرءان
من أجل قراءة علمية لـمذكرات القرءان
سورة (العنكبوت) تم نسخها في تسلسل المصحف القرءاني في الترتيب 29 من سور القرءان وكانت ضمن الجزء العشرين من المصحف الشريف وشملت 69 ءايه وهذه السورة تفردت باسم لـ حشرة عرفت بـ (العنكبوت) وقد تفرد هذا الاسم عربيا بانه لا يمتلك جذر عربي فهو لفظ مركب من (عن , كب) وهو لا يحمل بيان عربي متداول
ورد لفظ (العنكبوت) في القرءان 3 مرات فقط , الاول في اسم السورة الشريفة والثاني والثالث , في نص الاية 42 من نفس السورة التي قيل ان تسميتها جاءت بسببه
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } (سورة العنْكبوت 41 - 43)
اسم السورة (العنكبوت) يحتاج الى تدبر قرءاني متين بسبب غرابته عربيا فهو لا يتصل بجذر عربي ( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) .... رغم ان ظاهر فطرة النطق العربي للفظ (عنكبوت) ذكوري المنطق الا ان النص القرءاني أنث ذلك الاسم المذكر (الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا) ولا بد من تدبر ذلك الاختلاف
الهمة الفكرية التي حركت هذه التذكرة لنشرها هو التأكيد العلمي لصفة العنكبوت وهل ان قصد القرءان لـ (العنكبوت) هو تلك الحشرة التي قيل فيها حديثا ان هنلك اكثر من 30000 نوع من تلك الفصيلة والتي تصنع شباكا منسوجة من لعابها لتصطاد بعض الحشرات التي تتغذى عليها
لفظ (العنكبوت) في علم الحرف القرءاني يعني (محتوى تكويني) لـ (رابط ناقل) لـ (مساكة فعل انتاج بديل)
اذا عدنا الى حشرة العنكبوت كـ ءاية مرئية في ما كتبه الله في الخلق يقيم القرءان ذكراها على شكل مثل قرءاني له تصريف في عقل حملته فنرى ءاية خلق تربطنا بالرشاد الحرفي اعلاه فقد عرف عن العناكب انها تقتل الذكر بعد اللقاح أو ان الذكر يبقى في الحجر الذي تم فيه التلقيح وتضع الانثى بيوضها في ذلك الحجر ويبقى الذكر منتظرا فقس البيوض ويبدأ الصغار باكل الذكر ويكون غذاؤهم فترة الحضانة وبذلك يتضح القصد في لفظ العنكبوت ان ذلك المخلوق بطبيعته يستبدل الزوج من اجل اللقاح وهو ينتج التكاثر الجنسي وهو (مساكة فعل انتاج بديل) فحشرة العنكبوت كلما تريد التكاثر (الانجاب) انما تستبدل الماسكه وهي في التلقيح اي تستبدل الذكر مع كل تلقيح وقد وردت التذكرة كـ (مثل) للذين يستبدلون الماسكة ويتخذون اولياء من (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا )
كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ..... تدبر النص الشريف يوحي لعقل الباحث وبوضوح ان البيان مبني على فاعلية انثوية (اتخذت) وليس فاعلية ذكورية (اتخذ) وذلك واضح في أن انثى العنكبوت هي في القصد الشريف وليس الذكر وذلك يدل دلالة قطعية ان الوهن يقع في تلك الصفة (بيت انثى العنكبوت) فهي مخلوقة (بيتها واهن) سواء كان الذكر الذي يموت بعد التلقيح او يموت بعد فقس البيوض (يؤكل) فلو عدنا الى منطقنا الفطري الى مسمى المرأة (الأرملة) اي (زوجها متوفي) فهي تحمل نفس الصفة (بيتها واهن) في معارفنا المجتمعية حتى ان فطرة النطق اطلقت على بعض انواع من العناكب اسم (العقرب الارمله) فهي مع كل تلقيح من زوج جديد يموت فالوهن صفة علمية في ذلك المخلوق ليكون ءاية للناس في صفة موجودة في نظم الخلق علينا تدبرها وفهم مقاصد القرءان الذي يهدي للتي هي اقوم
ذهب كثير من المفسرين الى ان (الوهن) في نسيج العنكبوت واعتبروه (بيته) الا ان العنكبوت لا يسكن في تلك الشبكة العنكبوتية فهو يعيش في حجر خارج ذلك النسيج وما النسيج الى مصيدة يصطاد بها الحشرات التي يتغذى عليها .. نقل عن الحراك التقني الحديث ان خيط نسيج العنكبوت يتكون من مادة هي اقوى من اي ماده تقاوم الاستطاله (قوة القطع) حيث تفوق قوته قوة اشد انواع المعادن صلابة بعشرات المرات وقد استخدم خيط العنكبوت في بعض الدول الاوربية قديما شباكا قوية جدا للصيد بعد تصنيعه كما اطلعنا على فلم وثائقي تحدث عن صناعة بدله واقية ضد الانفجارات والحريق بشكل متميز جدا مما يدلل على ان ما ذهب اليه اهل التفسير في ان نسيج العنكبوت (أوهن البيوت) كان في غير محله
وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .... يعلمون في منطق علم القرءان يعني لو (يحوزون مشغل العلة التبادلي) وبالتالي فأن الذي يتعامل مع صفة العنكبوت التي بيناها حرفيا اعلاه (محتوى تكويني) لـ (رابط ناقل) لـ (مساكة فعل انتاج بديل) يبتلى بصفة (أوهن وسيله) اي أوهن بيت
أَوْهَنَ .... لفظ مستخدم عربيا على انه (الاكثر ضعفا) بديل القوة فيقال مثلا ان المريض عل وهن كبير .. لفظ (وهن) في علم الحرف القرءاني يعني (استبدال رابط دائم) فيكون معنى (أوهن) (استبدال مكون) لـ (ديمومة رابط) وفي العنكبوت حسب ما ظهر من تصرفه انه (يستبدل الزوج) برابط منقول اي رابط نافي ينفي الزوج بعد كل عملية تلقيح ويأتي بزوج اخر من اجل التلقيح اي انتاج الصغار اي (مساكة فعل انتاج بديل) وهو يخص تكاثر الجنس وضرب الله سبحانه ذلك المثل حين تستبدل انثى العنكبوت مكون لقاحها من من زوج لزوج لزوج وربطه بمثل الذين استبدلوا ولاية الله باولياء من دونه
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } (سورة العنْكبوت 41)
فاستبدال ولاية الله المطلقة لكل شي خلقه الله بولاية اخرى لاولياء ليسوا من الله ويخضع لها الانسان برغبته وقراره يكون بيته (وسيلته) مثل وسيلة العنكبوت واهن !!! مثل الوطن , الحزب , المذهب , القبيلة , القومية , الحرفة , الاموال , الشطاره , الشهاده , الطب , الادوية , النقل السريع , نظم الصناعة , نظم الزراعة , وووووووو ومرابط مستبدله ليس لها وجود في خلق الله بل استحدثت وابتدعت واتخذها المعاصرون كـ (أولياء) وهم استبدلوا (مساكة فعل انتاج بديل) فتكون تلك الوسائل هي أوهن البيوت عندما تم (استبدال مكون) لـ (لديمومة رابط) , فاستبدال المكون ذو الرابط الدائم (خلق الله) ببديل من دون الله او من غير الله لغرض مساكة فعل انتاج بديل , يكون موصوف بصفة بيت العنكبوت وبيته هو أهون بيت والله سبحانه وتعالى بين لنا في القرءان ديمومة المرابط التي يريدنا التمسك بها لانه هو الذي خلقها (دائمة الربط) وعلينا التمسك بها وقد بين القرءان ذكراها بسنن الاولين قبل التحضر
{ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا } (سورة فاطر 43)
لو رصدنا التقدم الحضاري بكافة مفاصله لوجدناه (استكبارا في الارض) وما اوضح ذلك الاستكبار في كل شيء في زرع وصنع ومأكل ومشرب وترف وسفر سريع ووفرة في كل شيء حتى قيل ان ثلث الغذاء يهدر يوميا في القمامة !! في الدول المترفة حضاريا فالاستهلاك في كل شيء مفرط ويتحدثون عن نفاد النفط وهو دم الحضارة المستحدثة
المثل الشريف وصف لنا (العنكبوت) وقد رأى الانسان وسيلته ولكن مصيدته فائقة القوة مثل (عنكبوتية) شبكة الاتصالات وعنكبوتية طرق السفر الحضاري والطائرات والمكننة والعمارات الشاهقة ومضخات الماء واسلاك الكهرباء ووو ... وكل شيء في زمن الحضارة صار يشبه او يتطابق مع نسيج العنكبوت ورغم قوته التي اكتشفها العلم الحديث الا ان وسيلة انسان اليوم (بيته ونفسيته وبيئته) واهنة محطمه بشكل كبير فالانسان اليوم يعيش متاهات فكرية وتطبيقية لا حصر لها لان انسان اليوم استبدل سنن الاولين (الدائمة) بسنن حضارية لها اجل منقطع
{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (سورة يونس 24)
الاختلاف الكبير في (ماسكات الانتاج) استبدلت (روابط انتاجها) بشكل مفرط وتركت سنن الله في كل شيء زراعي او صناعي او تصرفات مثل العلائق المجتمعية والسفر والوصال بين الامم والتعامل مع الحيوان فـ اليوم يتم تكاثر الحيوان غالبا بالتلقيح الصناعي ومثله الانسان في انجاب الانابيب وكل شيء خضع للاستبدال المنتج وقامت بديلها (ولاية الدولة والعلم والمستحدثات التقنية والمعرفية ) بديلا عن نظم الله حيث مارس أولئك الاولياء الجدد (نظم الاستبدال) وليس نظم (التطوير) والفرق كبير وجوهري بين نظم الاستبدال عن نظم التطوير فالاستبدال يقع في (المرابط) الكونية فالطاقة مثلا كانت مرتبطة بالشجر الاخضر الا ان مصدر الطاقة اليوم من نفط ءاسن
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ } (سورة يس 80)
فـ الاية ليست خبرية الوظيفة بل تعلن عن (رابط) تكويني للحصول على الطاقة الا ان استبدالها يندرج وبشكل مبين في (ولاية) ابتدعت من غير الله فاصبح اشعال النار اليوم غير ممكن لتأمين مقاومة ولاية (الاولياء من دون الله) وفي كل شي فقد تم مثلا تولية السفر الحديث بدلا من السفر القديم فاختلفت ولاية صفة السفر الطبيعي عندما كنا نخترق كينونة مغنط الارض في السفر على ظهور الانعام فاستبدلت بالركوب على ظهور المعادن السريعة سواء كانت سيارات او قاطرات او طائرات فلن يستطيع شخص ما اليوم ان يسافر بموجب رابط الانعام التي جاء في ولايتها لله حصرا نصا مبينا
{ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } (سورة الزخرف 12 - 13)
الا ان ما نركب على ظهورها اليوم مبني على ولاية شركات صناعة السيارات وشركات التعدين ومصانع البترول وقوانين المرور الوطنية فاتخذناها اولياء من دون الله فاصبحنا خاضعين لمثل العنكبوت في استبدال رابط الماسكة الانتاجية
هذه التذكرة قامت لغرض البيان وليس لغرض معالجة السوء والفساد او محاولة سلوك مقترح لطريق هدفه الافلات من الغضبة الالهية وتبقى حسرات العقل على مطلب النجاة وتلك الصفة اختص بها الله سبحانه لعباده الناجين وتبقى مساحة (استحقاق النجاة) في نفق قليل النور بسبب تورط الناس بالنظم الحضارية بشكل شبه تام ولا رجعة عنه فنظم الحضارة استحكمت ولايتها على شؤون كل عباد الله (استكبارا في الارض) عدا اولئك الفارين من الحضارة بطبيعتهم ومنهجهم مثل بعض البدو وبعض المزارعين في المناطق النائية ولعل حشرة العنكبوت هي الناجية اكثر من البشر وان كانت طبائعها استبدال فعل الماسكة المنتجة في قتل الذكور لان طبائعها التي اقامها الله فيها قادرة على قتل ذكورها اما المتحضرون فهم غير قادرين على استبدال حضارتهم والعودة الى طبيعة خلق الله
{ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (سورة إِبراهيم 49 - 52)
اصفاد الحضارة قيدتنا بقيود لا فرار منها والنار (مفرقة الصفات) تلفح وجوهنا اينما توجهنا وسرابيلنا من مركبات نفطية (قطران) وهذا بلاغ للناس كما جاء في النص الشريف
كل شيء في دنيانا الحديثة استبدل سنن الله المنتجة بسنن مبتدعة اكثر انتاجا وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فحملنا الصفة العنكبوتية !! وسبحان من أنزل القرءان فيه تصريف لكل مثل
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ } (سورة العنْكبوت 41)
الحاج عبود الخالدي
قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ
تعليق