بسم ءلله الرحمان الرحيم
الكذب على القرآن الكريم...
شخصي المتواضع مغرم بكتب الإعجاز العلمي في القرآن والسنة رغم اعترافي بأن حماسي لها خف في السنوات الأخيرة - ومن الكتب التي أملكها ثلاثة متخصصة بما يسمى "الإعجاز الرقمي" في القرآن حيث تتقابل كلمات مترادفة أو متضادة لإثبات حقيقة مدهشة أو إعجاز معين..
فعلى سبيل المثال جاء في هذه الكتب مقابلات رقمية عجيبة مثل:
1) تساوي كلمة "الدنيا" مع "الآخرة" ب 115 مرة.
2) وتساوي كلمة "الملائكة" مع ال "الشياطين "ب 88 مرة.
3) وتساوي كلمة "الحياة" 145 مرة مع "الموت".
4) "والصدقة" 73 مرة مقابل 73 مرة "للقناعة".
5) "والسحر" 60 مرة مقابل 60 مرة "للفتنة".
6) "والزكاة" 32 مرة مقابل 32 مرة "للبركة".
7) "والعقل" مقابل "النور" 49 مرة.
8) "واللسان" 25 مرة مقابل 25 مرة للبهجة .. والاحتفال.
9) "ومحمد" 4 مرات مقابل 4 مرات "للشريعة".
10) "والرجل" 24 مرة مقابل 24 "للمرأة"..
وفي حين يستبشر معظم الناس بهذه الأرقام يسارع قلة منهم فقط لفتح القرآن للتأكد من دقتها..
ومؤخرا قررت أن أكون من هذه "القلة" التي تعمد للتأكد بنفسها فأكتشف أن معظم هذه المقارنات والمقابلات إما مختلقة، أو موضوعة، أو غير دقيقة، أو منتقاة عمدا، أو تحتسب الاشتقاقات ولام التعريف (في مواضع) وتتجاهلهما (في مواضع أخرى) !!
فإذا نظرت مثلا لآخر معلومة (24 للرجال و 24 للنساء) ستكتشف أن الكاتب أهمل وجود مشتقات كثيرة لكمة "رجل" جاءت في القرآن (مثل رجلا ورجال ورجلين والرجال) واكتفى بإيراد الكلمة المفردة ليتساوى عددها مع جزء من مشتقات "المرأة" !!
وحين تراجع المعلومة التي سبقتها (حيث ادعاء تكرار كلمة محمد والشريعة 4 مرات) ستكتشف أن كلمة "الشريعة" لم ترد في القرآن سوى مرة واحدة فقط (وحتى في حال أضفتها لمشتقاتها سيرتفع عددها الى 5 وليس 4 كما ذكر)...
أما إن صعدت لثاني معلومة (حيث الادعاء أن كلمة الملائكة تساوي الشياطين ب88 مرة) ستكتشف أن كلمة ال"ملائكة" وردت في القرآن 68 مرة و "الشياطين" 17 مرة فقط !!
أيضا ستكتشف إصرار المؤلفين على مقابلة كلمات ليس بينها علاقة قوية أو حتى أي علاقة على الاطلاق مثل وضع كلمة "اللسان" مقابل كلمة "البهجة" (وحين قصرالعدد أضاف كلمة الاحتفال حتى يصل للرقم المناسب) ! الوحيدة التي اكتشفت صحتها هي أول معلومة حيث ثبت فعلا أن كلمة "الدنيا" تساوى "الآخرة" ب 115 مرة .. ولكن حتى في حال تغاضينا عن مشتقات هاتين الكلمتين أتساءل إن كان لهذا التساوي أي معنى إعجازي في ظل وجود 77436 كلمة يتضمنها القرآن الكريم !!
.. وبالمناسبة .. هذا العدد الهائل من الكلمات في القرآن الكريم يذكرنا بحقيقة أن الكلمات التي تم استبعادها أكثر بكثير من الكلمات التي تم إيرادها لتأييد وجهة نظر الكاتب.. فأصحاب هذه الكتب مثلا لم يتعرضوا لكلمة "الليل" التي تكررت 74 مرة (لماذا؟) لأن كلمة "النهار" المضادة لها تكررت 54 مرة فقط كما لم يتعرضوا لكلمة "مريم" التي تكررت 34 مرة لأن كلمة "المسيح" المرادفة لها تكررت 11 مرة فقط
على أي حال هذه مجرد نماذج بسيطة لمقارنات موضوعة ومختلقة يمكن استخراجها من أي رواية أدبية ضخمة (مثل البؤساء وهاري بوتر) .. ورغم تفهمي لحماس البعض وسعيهم لإثبات أوجه الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة إلا أن السؤال هو :
هل يحتاج القرآن الكريم لهذه النوعية من الاستنتاجات الهشة !؟
وهل الانسياق خلف العواطف وتلفيق المواقف سيخدم الدعوة أم يضرها !؟
وهل يمكن لكل أنواع الحماس والتعصب (لفكرة الاعجاز) الصمود أمام أي دراسة جادة يقوم بها باحث من الغرب أو الشرق؟
تحمل مسؤولية الإجابة بنفسك ...
على أي حال نقول:
1/قد يكون قلة الثقافة هي السبب في انتشار مثل هذه الكتب , الكتب العربية التي تفتقد للمصداقية كثيرة , فمن يحمي القارئ من كذب الكتب والكتاب..
2/القرآن ليس بحاجه لكل هذه الأمور حتى نوقن بإعجازه، وللأسف بعض الناس أدمنوا موضوع المعجزات والكرامات، مره يجيب لك خروف يقول اقرأ مكتوب عليه لفظ الجلاله ومره صورة سحاب مصمم بالفوتشوب وكأننا نحاول أن نقنع العالم بصحة ديننا ورسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل أمرنا بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظه الحسنه ولم يحملنا مسئولية استجابة الناس من عدمه (إنك لا تهدي من أحبتت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) القصص56
السلام عليكم ءجمعين