الاستدلال على الماء بالنباتات :
( من مقال الكشف عن باطن الأرض بالفراسة )
( من مقال الكشف عن باطن الأرض بالفراسة )
منقول للفائدة
الدكتور محمد عيسى صالحية
لقد كانت معارف العرب عن النباتات متميزة، فكان وجود أنواع من النبات في أماكن معينة دليلاً على وجود المياه في تلك المنطقة ، فما على ( القنقن ) الخبير في الكشف عن المياه ، إلا أن يتقن أنواع النباتات ويتعرف إليها ويصنفها ليحدد فائدتها في الكشف عن المياه ، فمثلا :
- نبات لا يستقيم لها حال الا اذا وصل جذرها الى الماء : فحيت رأيت هذا النوع من النبات فاحفر متبعا جذر النبات فستصل حتما إلى نبع الماء ، فنبات ( الحاج ) ويطلق عليه ايضا ( العاقول ) تغور أصوله حتى تصل إلى الماء ،ولقد ذكر (الكرخي )انه شاهد واحدة منه طولها (خمس عشرة ذراعا) وأصلها كان في (نهر دجلة ؟؟) . وروى آخر خبرا عمن حفر بئرا في صحراء ذات ( حاج ) اتصلت عروقها الى ان وصل الماء بعد
( خمسين ذراعا ) .
- نبات يدل وجودها على قرب الماء وعذوبته : ( كالقصب والثيل والحلفاء والسر والبطم والعليق و(العوسج الصغير) ،لا سيما اذا نمت في الصيف والريف وذلك لأن جذورها تغور بعيدة في الآرض باحثة عن الماء . وأضاق المسعودي إليها ( اللين والحشيش ) وجعلها دالة على قرب الماء لم أراد الحفر ،وما عدا ذلك فعلى البعد .
- نباتات تدل على رطوبة الآرض مع قلة الماء : مثل لسان الثور ،والبابونج ،والخطمي ،وكزبرة البئر ،وأكليل الملك ، والخبازي ، والحندقوق ، والضمران ( الضومران) والآسل ، ونبات الدم ان نبات دم الاخوين .
- نباتات تدل على ان الآرض ذان ماء فقط : (كالحرشف والحمض) التي لا تنمو الا على ماء التوأب ، و(العوسج المستوي القبضان ) الذي لا يمكن ان ينمو على أرض ذات ماء .
- نباتا تدل على بعد الماء : مثل ( العوسج الكبير ) الذي ينبث في الأرض القشفة البعيدة الماء .
- نبات لا تنمو الا في الآرض الرطبة : مثل الطرفاء والبردي والسماق والحماض ولسان الحمل والعليق ، واحتمال وجود الماء فيها قائم .
- ولم يغب عن بال ( القنقن ) أنه بمقدار غضاضة تلك النباتات ونضرتها وخضرتها وكثر اغصانها والتفاف ورقها يكون الماء قريبا او بعيدا ، وكذا كميته كثيرة او قليلة في جوف الأرض.
الاستدلال على الماء بشم التراب :
يمكن ان يستدل على أمكنة وجود ( الماء) عن طريق شم ( تراب المنطقة ) التي يراد الحفر فيها ، اذ لكل بقعة من الأرض رائحة خاصة بها ، يعرفها الماهرون والمدربون في هته الصنعة ، فاذا كان ريح التراب مثل ريح ( الطين ) المستخرج من السواقي والانهار الدائمة التي تجف على حافاتها اوحت ان المياه على أذرع يسيرة في غور الآرض ، ومثل ذلك التراب العفن الذي تتماثل رائحته رائحة الطحالب. وان كانت رائحة التراب كرائحة التراب القشف الدائم الجفاف!!دلت على ان الماء اما بعيد الغور أو لا ماء في المنطقة . وقد اورد ( الادرسي ) خبر ذلك التاجر الذي كان يبيع بضاعته في (بغامة) من ارض السودان ، وحين بلغ منه العطش أشده طلب الى الدليل البربري ان ينقذ حياته بقطرات من الماء ، ونعي نفسه الى الدليل لأنه سيموت ، ورفاقه عطشاى ، فما كان من الدليل البربري الا ان أخذ غرفة من تراب الآرض وشمه وتبسم ، وطلب الى اهل القافلة ان يستريحوا فان الماء معهم واخذوا يحفرون ، وبعد نصف قامة نبط لهم ماء كثير .
ويقودنا هذا الى العلامات الدالة على الماء من ظاهر التربة ، فان نعومة وخشونة وجهها يدلان على إمكانية وجود الماء فيها ، فكل منخفض من الأرض ذي ( طين أسود ودسم ) فهو ذو ماء ، وأكثر ذلك يوجد في هوات ومغارات اذا كان قرارها مسترخي التربة ، وان كانت الأرض قاحلة يابسة مدرها مثل ( الخزف ) كانت عديمة الماء ، ولاثبات ذلك يبلل ترابها ، فان كان طينها كطين ( الخزف ) كانت عديمة الماء والنداوة. أما اذا كان على وجه الأرض صخور ذاهبة طولا وعرضا قليلة السمك فهي قليلة المياه ،وكذلك الآرض الكثيرة الرمل والرضراضة والخشنة التراب . ولمزيد من التاكيد يعجن تراب الآرض فان كانت صمغية ل ذلك على أن الآرض ريانة وفيها ماء / وإلا فالآمر عكس ذلك .
الاستدلال على الماء باستقراء ظواهر سطوح الجبال :
يرى ( الكرخي ) إن لون ( الجبال ) ينبئ عن الماء فيها .فالجبال السوداء ذات اللون الأسود الرخوة والحجارة والطبقية التكوين ( عريضة وضخمة من الآعلى ) ، أو حجرها كثير متبدد وصخورها قائمة كانها ناتئة يكون الماء فيها اكثر وأغزر من الجبال ذات اللون الاخضر او الصفراء او الحمراء ، ولا سيما ان ظهر على سطحها ندى في الصباح الباكر أو وفي آخر ساعات النهار، يلحظ بالعين ويلمس بالبيد . ويمكن التيقن من ندواتها وتعرقها بنثر تراب ناعم عل وجه حجارة تلك الجبال وينظر عند المساء!! فان تندى التراب ففيه ماء قريب من وجه الارض ، وبقدر كثر الماء وقربه من الظاهر تكون كثرة الندى / وان كان الماء قليلا او بعيدا ، كان الندى قليلا وضعيفا . اما الجبال البيضاء فان لا ماء فيها .
ومن ناحية اخرى فان الجبال المتصلة بعضها البعض والتي تتخللها الشعاب وتظللها الأشجار غالبا ما تكون أوفر حظا من الجبال المنفردة اليابسة والمزدحمة الصخور باحتوائها على المياه ، لأن النوع الثاني من الجبال لا تستديم الثلوج عليها لمدة طويلة فلا تنفذ المياه منها الا باطن الأرض الا قليلا . وفي الجبال المتصلة ينظر الى الشقوق التي في ظاهر الجبل او الأرض ، فان كانت شبه الجليد فذاك حفيف الهواء . وان كانت ندية والبخار طالع منها فذلك حفيف الماء . ثم ان نمو بعض النباتات مما لا يزرع على الجبال دليل على وجود المياه فيه ، وكذا مشاهدة ثار قنوات مائية نحتتها المياه الجارية فوقها في موسم الشتاء ن أو عن ذوبان الثلوج بحي تتصل تلك المسايل بشعاب الجبال ولا يرى أي مخرج لها .
الاستدلال على وجود الماء بالسماع :
وغالبا ما يقوم ( القنقن ) بذلك فيميز بين دوي الريح في باطن الآرض ، والدوي الذي يعقبه غرير الماء او حفيفه في جوف الآرض وغالبا ما يختار ( القنقن ) مكانا بعيدا نديا معشبا ، ويستمع الآصوات في شعاب الجبال والبطاح .وبقدرة قوة تمييزه بين الأصوات يستطيع أن يحدد قرب الماء او بعده !! وان تعذر عليه ذلك فينظر الى (الدوي ) ، فان استمر على حالة واحدة عن اطالة الاستماع له ويكون كالدوي في غور من الجبال فذاك صوت الماء ، و ان سكن تارة وهاج أخرى فهو صوت الريح . لآن الآرض الخالية من الماء يدب في خللها الهواء ويخرقها فيسمع صوته . وقد اوضح ( الكرخي ) في هته المسالة عندما وصف مكانا مرملا في سفح جبل ( قرب نهاوند) ، يسمع منه اوقاتا مثل دوي الريح وبعد سماع ذلك يفيض منه ماء يجري الى حضيض الجبل فيسقي المزروعات .
واورد ( البريوني ) ان أهل اليمن ربما حفروا البئر فبلغوا صخرة حسبوا ان تحتها ماء فينقرونها نقرة يعرفون بصدى صوت نقرهم مدى مقار الماء تتها .وأشار الى مثل ذلك صاحب كتاب ( الاستبصار في عجائب الامصار ) عند وصفة لمدينة ( ورجلان ) من غانة فذكر انها ( كثيرة الماء) ولها اعجوبة ليست في موضع من الارض ، اذ يحفر الرجل يئرا فيجد طبقا من حجر صلد فيستبشر عند وجوده ويطعم اولياءه فرحا ، ويدخل اليه من يعرف كيف ينقره .
ولله في خلقة شؤون .
- نبات لا يستقيم لها حال الا اذا وصل جذرها الى الماء : فحيت رأيت هذا النوع من النبات فاحفر متبعا جذر النبات فستصل حتما إلى نبع الماء ، فنبات ( الحاج ) ويطلق عليه ايضا ( العاقول ) تغور أصوله حتى تصل إلى الماء ،ولقد ذكر (الكرخي )انه شاهد واحدة منه طولها (خمس عشرة ذراعا) وأصلها كان في (نهر دجلة ؟؟) . وروى آخر خبرا عمن حفر بئرا في صحراء ذات ( حاج ) اتصلت عروقها الى ان وصل الماء بعد
( خمسين ذراعا ) .
- نبات يدل وجودها على قرب الماء وعذوبته : ( كالقصب والثيل والحلفاء والسر والبطم والعليق و(العوسج الصغير) ،لا سيما اذا نمت في الصيف والريف وذلك لأن جذورها تغور بعيدة في الآرض باحثة عن الماء . وأضاق المسعودي إليها ( اللين والحشيش ) وجعلها دالة على قرب الماء لم أراد الحفر ،وما عدا ذلك فعلى البعد .
- نباتات تدل على رطوبة الآرض مع قلة الماء : مثل لسان الثور ،والبابونج ،والخطمي ،وكزبرة البئر ،وأكليل الملك ، والخبازي ، والحندقوق ، والضمران ( الضومران) والآسل ، ونبات الدم ان نبات دم الاخوين .
- نباتات تدل على ان الآرض ذان ماء فقط : (كالحرشف والحمض) التي لا تنمو الا على ماء التوأب ، و(العوسج المستوي القبضان ) الذي لا يمكن ان ينمو على أرض ذات ماء .
- نباتا تدل على بعد الماء : مثل ( العوسج الكبير ) الذي ينبث في الأرض القشفة البعيدة الماء .
- نبات لا تنمو الا في الآرض الرطبة : مثل الطرفاء والبردي والسماق والحماض ولسان الحمل والعليق ، واحتمال وجود الماء فيها قائم .
- ولم يغب عن بال ( القنقن ) أنه بمقدار غضاضة تلك النباتات ونضرتها وخضرتها وكثر اغصانها والتفاف ورقها يكون الماء قريبا او بعيدا ، وكذا كميته كثيرة او قليلة في جوف الأرض.
الاستدلال على الماء بشم التراب :
يمكن ان يستدل على أمكنة وجود ( الماء) عن طريق شم ( تراب المنطقة ) التي يراد الحفر فيها ، اذ لكل بقعة من الأرض رائحة خاصة بها ، يعرفها الماهرون والمدربون في هته الصنعة ، فاذا كان ريح التراب مثل ريح ( الطين ) المستخرج من السواقي والانهار الدائمة التي تجف على حافاتها اوحت ان المياه على أذرع يسيرة في غور الآرض ، ومثل ذلك التراب العفن الذي تتماثل رائحته رائحة الطحالب. وان كانت رائحة التراب كرائحة التراب القشف الدائم الجفاف!!دلت على ان الماء اما بعيد الغور أو لا ماء في المنطقة . وقد اورد ( الادرسي ) خبر ذلك التاجر الذي كان يبيع بضاعته في (بغامة) من ارض السودان ، وحين بلغ منه العطش أشده طلب الى الدليل البربري ان ينقذ حياته بقطرات من الماء ، ونعي نفسه الى الدليل لأنه سيموت ، ورفاقه عطشاى ، فما كان من الدليل البربري الا ان أخذ غرفة من تراب الآرض وشمه وتبسم ، وطلب الى اهل القافلة ان يستريحوا فان الماء معهم واخذوا يحفرون ، وبعد نصف قامة نبط لهم ماء كثير .
ويقودنا هذا الى العلامات الدالة على الماء من ظاهر التربة ، فان نعومة وخشونة وجهها يدلان على إمكانية وجود الماء فيها ، فكل منخفض من الأرض ذي ( طين أسود ودسم ) فهو ذو ماء ، وأكثر ذلك يوجد في هوات ومغارات اذا كان قرارها مسترخي التربة ، وان كانت الأرض قاحلة يابسة مدرها مثل ( الخزف ) كانت عديمة الماء ، ولاثبات ذلك يبلل ترابها ، فان كان طينها كطين ( الخزف ) كانت عديمة الماء والنداوة. أما اذا كان على وجه الأرض صخور ذاهبة طولا وعرضا قليلة السمك فهي قليلة المياه ،وكذلك الآرض الكثيرة الرمل والرضراضة والخشنة التراب . ولمزيد من التاكيد يعجن تراب الآرض فان كانت صمغية ل ذلك على أن الآرض ريانة وفيها ماء / وإلا فالآمر عكس ذلك .
الاستدلال على الماء باستقراء ظواهر سطوح الجبال :
يرى ( الكرخي ) إن لون ( الجبال ) ينبئ عن الماء فيها .فالجبال السوداء ذات اللون الأسود الرخوة والحجارة والطبقية التكوين ( عريضة وضخمة من الآعلى ) ، أو حجرها كثير متبدد وصخورها قائمة كانها ناتئة يكون الماء فيها اكثر وأغزر من الجبال ذات اللون الاخضر او الصفراء او الحمراء ، ولا سيما ان ظهر على سطحها ندى في الصباح الباكر أو وفي آخر ساعات النهار، يلحظ بالعين ويلمس بالبيد . ويمكن التيقن من ندواتها وتعرقها بنثر تراب ناعم عل وجه حجارة تلك الجبال وينظر عند المساء!! فان تندى التراب ففيه ماء قريب من وجه الارض ، وبقدر كثر الماء وقربه من الظاهر تكون كثرة الندى / وان كان الماء قليلا او بعيدا ، كان الندى قليلا وضعيفا . اما الجبال البيضاء فان لا ماء فيها .
ومن ناحية اخرى فان الجبال المتصلة بعضها البعض والتي تتخللها الشعاب وتظللها الأشجار غالبا ما تكون أوفر حظا من الجبال المنفردة اليابسة والمزدحمة الصخور باحتوائها على المياه ، لأن النوع الثاني من الجبال لا تستديم الثلوج عليها لمدة طويلة فلا تنفذ المياه منها الا باطن الأرض الا قليلا . وفي الجبال المتصلة ينظر الى الشقوق التي في ظاهر الجبل او الأرض ، فان كانت شبه الجليد فذاك حفيف الهواء . وان كانت ندية والبخار طالع منها فذلك حفيف الماء . ثم ان نمو بعض النباتات مما لا يزرع على الجبال دليل على وجود المياه فيه ، وكذا مشاهدة ثار قنوات مائية نحتتها المياه الجارية فوقها في موسم الشتاء ن أو عن ذوبان الثلوج بحي تتصل تلك المسايل بشعاب الجبال ولا يرى أي مخرج لها .
الاستدلال على وجود الماء بالسماع :
وغالبا ما يقوم ( القنقن ) بذلك فيميز بين دوي الريح في باطن الآرض ، والدوي الذي يعقبه غرير الماء او حفيفه في جوف الآرض وغالبا ما يختار ( القنقن ) مكانا بعيدا نديا معشبا ، ويستمع الآصوات في شعاب الجبال والبطاح .وبقدرة قوة تمييزه بين الأصوات يستطيع أن يحدد قرب الماء او بعده !! وان تعذر عليه ذلك فينظر الى (الدوي ) ، فان استمر على حالة واحدة عن اطالة الاستماع له ويكون كالدوي في غور من الجبال فذاك صوت الماء ، و ان سكن تارة وهاج أخرى فهو صوت الريح . لآن الآرض الخالية من الماء يدب في خللها الهواء ويخرقها فيسمع صوته . وقد اوضح ( الكرخي ) في هته المسالة عندما وصف مكانا مرملا في سفح جبل ( قرب نهاوند) ، يسمع منه اوقاتا مثل دوي الريح وبعد سماع ذلك يفيض منه ماء يجري الى حضيض الجبل فيسقي المزروعات .
واورد ( البريوني ) ان أهل اليمن ربما حفروا البئر فبلغوا صخرة حسبوا ان تحتها ماء فينقرونها نقرة يعرفون بصدى صوت نقرهم مدى مقار الماء تتها .وأشار الى مثل ذلك صاحب كتاب ( الاستبصار في عجائب الامصار ) عند وصفة لمدينة ( ورجلان ) من غانة فذكر انها ( كثيرة الماء) ولها اعجوبة ليست في موضع من الارض ، اذ يحفر الرجل يئرا فيجد طبقا من حجر صلد فيستبشر عند وجوده ويطعم اولياءه فرحا ، ويدخل اليه من يعرف كيف ينقره .
ولله في خلقة شؤون .