بسم ءلله الرحمان الرحيم
السلام والرحمة والبركة عليكم ءجمعين
الهامبرجر كمقياس للغنى والفقر
مجلة الأيكونمست تصدر كل عام قائمة عالمية تدعى مقياس الهامبورجر. وهي قائمة توضح القدرات الشرائية لشعوب العالم (PPP) من خلال ثمن الهامبورجر في 120دولة. وقد صدرت القائمة لأول مرة عام 1986م في حين صدرت آخر قائمة في عدد ابريل الماضي!!
وحسب الإصدارات الأخيرة أتى ثمن الهامبورجر (وتحدياً سندوتش البيج ماك) على النحو التالي:
1ـ في سويسرا حيث يباع أغلى هامبورجر بـ 3.65دولارات.
2ـ يليها الدنمرك بـ 2.93دولار.
3ـ ثم بريطانيا بـ 2.85دولار.
4ـ ثم أمريكا (موطن الهامبورجر، والمجلة) حيث يكلف 2.54دولار.
5ـ ثم الأرجنتين بـ 2.50دولار.
6ـ ثم فرنسا بـ 2.49دولار.
7ـ ثم اليابان 2.38دولار.
8ـ ثم المكسيك بـ 2.36دولار.
9ـ ثم السويد بـ 2.33دولار.
10ـ ثم ألمانيا 2.30دولار.
أما أرخص هامبورجر فيوجد في الفيلبين وماليزيا والصين وجنوب افريقيا حيث لا يزيد سعره عن 1.20دولار (في حين أثبتت أبحاثي الخاصة أنه يكلف (2.40) دولار في السعودية.
ولا أخفي عليكم انني كنت اكن اعجاباً شديداً للهامبورجر ولا مانع لدي من اتخاذه كمقياس لقدرة المواطن على الشراء. أضف لذلك أن القارئ العادي لا يفهم بالأرقام الاقتصادية بقدر ما يفهم الفرق بين سعر الهامبرجر في سويسرا وبنجلادش!!
ومن الملاحظ أن أول سؤال نتوجّه به إلى القادم من بلاد أجنبية هو
(كيف الأحوال المعيشية هناك؟) وحين يجيبنا المسافر بكلام فضفاض من نوع "رخيصة جداً" أو "غالية جداً" نشعر أننا لم نحصل على الجواب الشافي فنكرر السؤال بصيغة أخرى (يعني، كم تكلف زجاجة البيبسي هناك؟) ..
وبصرف النظر عن الجواب هذه المرة نلاحظ أن المواطن العادي يفضل استيعاب الأوضاع المعيشية في البلدان الأخرى من خلال مقارنتها بما هو موجود لديه؛ فهو لا يهتم بالمؤشرات التي ينشرها البنك الدولي بقدر اهتمامه بمعرفة ثمن كيلو الأرز أو لتر البنزين الذي يشتريه المواطن البسيط في البلد المقابل!!
وفي الحقيقة ليس هناك ما يمنع من استعمال الأرز أو قطعة الصابون أو علبة الزيت كبديل لتخمين أحوال الشعوب.. فعلى سبيل المثال من أجل شراء كيلو أرز واحد يضطر سائق الأتوبيس في بنغلاديش للعمل ثلاث ساعات بينما لا يلزم النجار في السويد العمل سوى (20) دقيقة للحصول على نفس الكمية. ويبدو أن سائق الأتوبيس في الهند ليس أسعد حظاً من أخيه في بنغلادش حيث يضطر للعمل ساعة كاملة كي يتحصل على زجاجة بيبسي بينما يمكن لسائق الأتوبيس في اسبانيا وايطاليا شراء تلك الزجاجة نظير العمل لست دقائق فقط. أما الجرسون في النمسا فيستطيع شراء اثنتي عشرة زجاجة بالعمل لساعة واحدة فقط بينما أجر هذه الساعة لا يمكن الجرسون في بوليفيا إلا من شراء زجاجة واحدة!!!
ومهما تكن أحوال العالم نستطيع متابعتها بالاطلاع على قائمة الهامبرجر في الموقع التالي
www.economist.com/finance/
شكرا لكم جميعا سادتي الكرام حسن إنصاتكم وتفاعلكم وتعليقاتكم
السلام عليكم ءجمعين