يقول الحق تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) ( المعارج : 19)
يقول الحق تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) ( المعارج : 19)
صفة الهلع ..صفة مرتبطة ملتصقة بنا .. خلقت معنا (خُلِقَ)
نحن متصفون بصفة ( الهلع ) في كل أمر ومن كل أمر !! وليس منا من لم يعش هته الصفة وعايشها وعاش ( بقليل او بكثير )
- فإذا أكرمنا الحق تعالى ..ووسع علينا من كل رزق وخير .. نمسك ذلك الخير بهلع ، مخافة ان يضيع او ان يذهب .. أو ان يتغير ..، نمسكه بقوة وبجشع لدرجة الامتناع عن العطاء وحب الخير للآخر ، وذلك مصداقا لقوله تعالى ( وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ) وذلك- تالله - مرض عظيم و خطير يصيب القلوب !!
- اما اذا مسنا قليل من الضر او نقص في الرزق والأموال ..او ابتلاء من الله تعالى ..فنجزع جزعا عظيما !!
صفة الهلع .. وما يرتبط بها من جزع ومنع .. هي صفة تؤرق مضاجع الأشخاص، وتجعلهم دوما في متهاة ودوامة وعيشة قلقة مهتزة .. تعتريها الكثير والكثير من الهواجس والاعصاير النفسية والقلق المستمر الدائم .
وما من انسان وشخص الا ويريد العيش في استقرار وهناء بال ، وفي طمأنينة دائمة وكاملة ..
فيا ايها... الهلوع ..الجزوع .. المنوع .. الخائف ... أقبل وأبشر !!
اقبل الى الله
وابشر بما بشرك الله تعالى
يقول الحق تعالى (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ) ( المعارج :19 – 34)
الحل بين يدينا ..
انها الصلاة .. صلتك بالله تعالى ، تذهب عنك كل جزع ، تذهب عنك كل هلع ، تذهب كل خوف وهاجس من غد !!
يقول الحق تعالى (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)
فهل صلتك بالله دائمة ... بالله عليكم .. اقراوا تلك الآية بتدبر كبير وخشوع وتمعن
يقول الحق تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43 ) ) ( الآحزال :43 )
ان الله ... الله يصلي علينا ..انه الله بقدرة جلاله وعظمته يصلي علينا هو .. وملائكته
فكيف انت صلتك بالله !!
والآية الكريمة من نفس سورة المعارج ابتدأت بالصلاة (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ) ..دوام الصلاة.
واختتمت بتذكرة أعظم وهي الحفاظ على تلك الصلاة (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) ( المعارج : 34) .
وانظروا معي – اخوتي في الله- فمحافظتك على الصلاة أمر عظيم ، وضعه الله تعالى بين أمور وأمور عدة .. لا يمكن ان تحفظ صلاة الا بها .
إن هذا ( الحفظ ) لا يقام الا بما نهاك الله عنه وامرك به في قوله تعالى من نفس نص السورة الكريمة (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)) .
- فانظر الى نفسك .. اين انت من حفظ الأمانة
- ومن حقوق المال والعباد
- ويقينك بيوم الدين
- وانظر الى قلبك ..هل هو مشفق من عذاب الله
- وانظر الى عرضك ..هل انت حافظ له
- وانظر الى شهادتك ..هل انت قائم عليها بما يرضى الله
تلك امور كلها .. إن حفظتها .. فلقد حفظت على ( دوام صلاتك ) وصلتك بالله
فلا يصيبك هلع .. ولا يعتريك جزع ... ولا منع .
ان كنت من المصلين الدائمين لصلاتهم وصلتهم بالله والمحافظين عليها
تعليق