بسم ءلله الرحمان الرحيم
لماذا ثقبوا الأرض؟!
(جوديز) سفينة علمية تحمل أحد عشر عالماً من جنسيات مختلفة. وهي تجوب العالم لتخرق قيعان البحار وتستخرج عينات من طبقات الأرض. وهذه الأيام ترسو السفينة بين ماليزيا وتايوان في مهمة جديدة لثقب الأرض والتعرف على التكوين القديم لتلك المنطقة!!
والسفينة جوديز نموذج فريد للتعاون الدولي المشترك؛ فأثناء الحرب الباردة لم يكن التنافس بين امريكا وروسيا قاصراً على غزو الفضاء وتكديس الأسلحة، بل وعلى ثقب الأرض والوصول لأعمق نقطة ممكنة!!؟
والفكرة بدأت عام 1957م حين تقدم عالم جيولوجيا يدعى د.مونيك باقتراح لثقب الأرض والوصول إلى مركزها .. ولم يكن اقتراح مونيك ساذجا أو غبياً، لأن تنفيذ مشروع كهذا كفيل بالكشف عن السجل الكامل لكوكب الأرض؛ فثقب الأرض أسلوب فعّال لدراسة الطبقات والرواسب القديمة. بل ان حال المناخ (قبل ملايين السنين) لا يمكن معرفته إلا بحفر الأرض والكشف عن رواسب الحيوانات والنباتات التي عاشت في تلك الحقبة.
وبعد أن أدرك العلماء أهمية اقتراح الدكتور مونيك اقترح بعضهم ثقب الأرض من قاع المحيط لأن ذلك سيوفر مزيداً من العمق ـ بالاضافة إلى تزويدنا بعينات عضوية ترسبت خلال ملايين السنين. إلا أن الحفر في قاع المحيط ـ رغم نتائجه العظيمة ـ له مشاكل عويصة، مثل صعوبة الاحتفاظ بتوازن السفينة، وكسر الأنابيب، وصعوبة تكملة الحفر في ذات المكان إذا حدث خلل ما .. من أجل ذلك تكونت في بداية الستينات لجنة امريكية لدراسة مشاكل الحفر في قاع المحيط واستعانت بتجارب شركات النفط. وأول مشروع أنجزته كان بقرب شاطئ كاليفورنيا ووصل لعمق 350قدماً وكلف ثلاثة ملايين دولار. وفي 7مارس 1961م استطاعت سفينة الحفر (Cuss) الوصول إلى عمق 3100قدم أمام سواحل كاليفورنيا. وعلى عدة مراحل تمكنت من استخراج طبقات (على شكل أنابيب طويلة) لأحافير واحياء كانت تعيش في البحر منذ أكثر من عشرين مليون عام.
على أي حال ما أن بدأ الأمريكان بتطبيق الفكرة حتى سارع الروس لمنافستهم. وكان أول مشاريعهم الحفر تحت بحر قزوين. وحسب علمي ان مشروع الحفر في جزيرة كولا الشمالية وصل إلى 1063متراً قبل أن يتوقف عام 1984م ـ وهو عمق كبير ولا شك!
وبعد ذلك ـ كما حصل مع الأسلحة النووية والأقمار الصناعية ـ بدأت دول أقل حجماً في تبني مشاريع مماثلة كل حسب امكانياته والأغراض التي يسعى إليها .. أما بالنسبة للروس فقد شرعوا بتصميم مركبة صاروخية تشق الأرض بالطاقة النووية. ومن الطريف أن هذه الفكرة كانت أساساً لدكتور امريكي من جامعة كاليفورنيا يدعى مانسفيلد اقترح تصميم مثقب ذري للغوص لباطن الأرض. إلا أن مانسفيلد تراجع عن فكرته، ـ في حين تبناها الروس ـ حين افترض أن الحرارة العالية ستغير التركيب الكيميائي للصخور وتتلف الأحافير القديمة!
ورغم أن أيا من مشاريع الحفر لم يصل لمركز الأرض إلا أن تلك المحاولات اضافت الكثير لعلمي الأحياء والجيولوجيا.. وفي الحقيقة أن أهمية هذه المشاريع تظهر متى ما علمنا أن كل (بوصة) يتم استخراجها من الأعماق تكشف عن حال الأرض قبل عشرة آلاف عام!!
على أي حال نقول:
في مرة من المرات تناقشنا انا ومجموعةمن الاقارب عن هل استطاع العلماء حقا الوصول الى اعماق الارض ؟؟؟
فقد قلت لهم: انهم استطاعوا
عن( طريق الموجات وربما عن طريق انابيب*
وهم غير مصدقين... بل وقالوا :من المستحيل
ان يصلواالى اعماق ربما 13كيلو تحت الارض فقط
فقلت: ان العلم تطور وقد استطاعوا بالفعل
ان يصلوا اليهاوعرفوا بعض اسرارها.
شكراً لكم مروركم العطر..
تحياتي لكم ءحبتي
السلام عليكم ءجمعين