بسم ءلله الرحمان الرحيم السلام عليكم ءجمعين ءما بعد،
هل يمكن للذهن تفسير نفسه!؟
من قصص التراث الطريفة أن رجلا مخمورا وقف أمام القاضي إياس يدافع عن نفسه قائلاً: رحمك الله هل تضربني لو أكلت التمر!؟ فقال إياس: لا، قال: هل تضربني لو شربت عليه قدراً من الماء؟ قال: لا. قال إنما الخمر خليط من التمر والماء فكيف يكون حراماً!!؟
فابتسم إياس ورد عليه بنفس المنطق: لو رميتك بالتراب أيوجعك؟ قال الرجل: لا، قال: لو رميتك بقليل من الماء أينكسر فيك عضو؟ قال: لا، قال: ماذا لو صنعت من الماء والتراب طوباً فضربت به رأسك بعد أن يجف؟ قال الرجل: ينكسر رأسي، فقال إياس: حسناً الخمر مثل الطوب...
هذه القصة على طرافتها تفسركثيرا من مظاهر المادة والأصل الذي تشكلت منه أو ظهرت بسببه ؛ فكثير من الأشياء حولنا تتكون من عنصرين أو أكثر إذا اجتمعت شكلت مادة ثالثة لها شكل وطبيعة مختلفة.. فعنصر الهيدروجين مثلا يختلف عن الأوكسجين - ويملك كل منهما صفات مستقلة عن الآخر - ولكنهما إذا اتحدا كوّنا مادة ثالثة مختلفة (هي الماء) ..
والذهن البشري بدوره قد لا يكون عنصراً وحيدا أو عضواً قائما بذاته إنما محصلة ونتيجة لتعاون كافة أعضاء الجسد ... وقبل التوسع أكثر أشير أولا الى أن «الذهن» كلمة مرادفة للعقل ويطلق على عدد كبير من الملكات الراقية كالوعي والانطباع والتذكر والإرادة والتفكير. ومعظم الثقافات القديمة ترى أن الإنسان مكون من (مادة) و (ذهن) يرتبطان ببعضهما بعلاقة قوية ووثيقة.. والمادة في الانسان تمثلها أعضاؤه الداخلية التي تملك وزنا وحيزا ويمكن مشاهدتها ولمسها (كالكبد والقلب والرئتين). أما الذهن فجوهر روحاني - يمكن فقط الاحساس به - ولكنه غير مشاهد أو ملموس ولايملك وزنا أو حيزا من الفراغ (كالإرادة والوعي والمنطق)!
أما الجزء المعقد من السؤال فهو: أين يقع الذهن؟.. وكيف نشعر به داخلنا؟.. وهل هناك عضو معين يولده أو يقف خلفه؟
... في الحقيقة هناك ثلاثة آراء مختلفة تحاول تقديم الجواب:
الرأي الأول يؤكد بأن الذهن (أو العقل) عنصر غير مستقل بذاته وغير موجود فعلا ولكنه يتولد نتيجة لاجتماع عناصر كثيرة (كاجتماع ذرتي الهيدروجين والأوكسجين لإنتاج الماء) .. بمعنى أن الذهن هو مجرد (محصلة نفسية) أو (نتيجة روحانية) يستحيل رؤيتها أو تحديد موقعها داخل الجسد - كونها طاقة لطيفة يفرزها تعاون كافة الأعضاء! -
... أما الرأي الثاني فيقدمه فلاسفة المادة الذين يرون أن الذهن يقع في «الجمجمة» على وجة التحديد - أو في أسوأ الظروف يتولد من (جسم مادي) غير معروف الى الآن.. وهم يخالفون الرأي الأول اعتمادا على حقيقة أن الذهن - لو كان محصلة لتعاون الأعضاء الداخلية - لامتلكت الحيوانات بدورها عقلا يماثل البشر!!!
... أما الرأي الثالث (الذي قد يكون أقرب للصحة والمنطق) فيحاول الجمع بين الوجهين.. فرغم أن العلم الحديث عجز عن اكتشاف مكان الذهن (أو العضو المسؤول عن الإرادة والضمير والحب والإخلاص) نشعر نحن بوجوده كمؤثر مستقل ومنفصل.. ولكننا أيضا نشعر بوجوده من خلال علاقته وتأثره بأعضائنا الداخلية (حيث تتأثر ملكاتنا الذهنية بشكل واضح حين نمرض أو نتعب أو حتى نجوع) !!
... على أي حال لا تشغل بالك كثيراً؛ فإشكالات كهذه تظهر بشكل طبيعي حين يحاول ذهنكم الكريم تفسير نفسه ب (نفسه)!؟
ان ما يتعلق بالذكاء والقدرة الإستيعابية والقدرة التفسيرية والذاكرة هي امور متعلقة بالدماغ.
اما ما يتعلق بالاخلاق وطريقة استخدام الدماغ في الخير او الشر وفي اختيار الدين الصحيح فهذا الامر متعلق بالروح ومحلة هنا القلب.
وللتفريق بين الذكاء والعقل
فإن الذكاء مثل الادوات في يد شخص معين
اما العقل فهو كيفية استخدام هذة الادوات من قبل هذا الشخص ولمصلحته.
والعقل ينقسم الناس حوله الى 3 اقسام:
1 فاقد العقل وهو المجنون وقد يكون ذكيا ولكنه لا يستخدم ذكاءه فيما ينفعه بل يكون الاختيار عنده عشوائي.
2 الانسان الذي يستخدم ذكاءه حسب مصلحته دون الرجوع الى دين او اخلاق او خلافه.
3 الانسان الذي يستخدم ذكاءه حسب مصلحته ولكن مع ضبط تصرفاته بالمبادئ والدين اللذين يعتقدهما.
اما عن ذوي الذكاء الضعيف فهم الاغبياء بصرف النظر عن عقلانيتهم .
على العموم نعلق عليها ونقول؛
ماذا اذا عن غسيل المخ؟!!
اذا كان «الذهن» كلمة مرادفة للعقل ويطلق على عدد كبير من الملكات الراقية كالوعي والانطباع والتذكر والإرادة والتفكير. ؟؟؟؟
ومعظم الثقافات القديمة ترى أن الإنسان مكون من (مادة) و (ذهن) ؟
هل هذا يعني ان الذهن هو العقل*
فكيف لنا ان نقوم بالتاثير على الاخرين دون معرفه مراكز الذهن؟؟؟؟
أو هل صحيح
ان هناك شي يقال له غسيل المخ وماذا يعني ذلك وكيف ؟
إنه سر من أسرار النفس البشرية ألا وهو موقع العقل
وأعتقد أن العقل عبارة عن مزيج من الذبذبات والشعيرات الموجودة في المخ هي المسؤولة عن ترجمة الأفكار والمعاني والأحوال المحيطة بالانسان والتي ترسل بدورها تلك الإشارات وتترجمها الأعضاء إلى حركة أو مقال.
والله أعلى وأعلم
شكرا لكم جميعا
سلام الرحمان عليكم
هل يمكن للذهن تفسير نفسه!؟
من قصص التراث الطريفة أن رجلا مخمورا وقف أمام القاضي إياس يدافع عن نفسه قائلاً: رحمك الله هل تضربني لو أكلت التمر!؟ فقال إياس: لا، قال: هل تضربني لو شربت عليه قدراً من الماء؟ قال: لا. قال إنما الخمر خليط من التمر والماء فكيف يكون حراماً!!؟
فابتسم إياس ورد عليه بنفس المنطق: لو رميتك بالتراب أيوجعك؟ قال الرجل: لا، قال: لو رميتك بقليل من الماء أينكسر فيك عضو؟ قال: لا، قال: ماذا لو صنعت من الماء والتراب طوباً فضربت به رأسك بعد أن يجف؟ قال الرجل: ينكسر رأسي، فقال إياس: حسناً الخمر مثل الطوب...
هذه القصة على طرافتها تفسركثيرا من مظاهر المادة والأصل الذي تشكلت منه أو ظهرت بسببه ؛ فكثير من الأشياء حولنا تتكون من عنصرين أو أكثر إذا اجتمعت شكلت مادة ثالثة لها شكل وطبيعة مختلفة.. فعنصر الهيدروجين مثلا يختلف عن الأوكسجين - ويملك كل منهما صفات مستقلة عن الآخر - ولكنهما إذا اتحدا كوّنا مادة ثالثة مختلفة (هي الماء) ..
والذهن البشري بدوره قد لا يكون عنصراً وحيدا أو عضواً قائما بذاته إنما محصلة ونتيجة لتعاون كافة أعضاء الجسد ... وقبل التوسع أكثر أشير أولا الى أن «الذهن» كلمة مرادفة للعقل ويطلق على عدد كبير من الملكات الراقية كالوعي والانطباع والتذكر والإرادة والتفكير. ومعظم الثقافات القديمة ترى أن الإنسان مكون من (مادة) و (ذهن) يرتبطان ببعضهما بعلاقة قوية ووثيقة.. والمادة في الانسان تمثلها أعضاؤه الداخلية التي تملك وزنا وحيزا ويمكن مشاهدتها ولمسها (كالكبد والقلب والرئتين). أما الذهن فجوهر روحاني - يمكن فقط الاحساس به - ولكنه غير مشاهد أو ملموس ولايملك وزنا أو حيزا من الفراغ (كالإرادة والوعي والمنطق)!
أما الجزء المعقد من السؤال فهو: أين يقع الذهن؟.. وكيف نشعر به داخلنا؟.. وهل هناك عضو معين يولده أو يقف خلفه؟
... في الحقيقة هناك ثلاثة آراء مختلفة تحاول تقديم الجواب:
الرأي الأول يؤكد بأن الذهن (أو العقل) عنصر غير مستقل بذاته وغير موجود فعلا ولكنه يتولد نتيجة لاجتماع عناصر كثيرة (كاجتماع ذرتي الهيدروجين والأوكسجين لإنتاج الماء) .. بمعنى أن الذهن هو مجرد (محصلة نفسية) أو (نتيجة روحانية) يستحيل رؤيتها أو تحديد موقعها داخل الجسد - كونها طاقة لطيفة يفرزها تعاون كافة الأعضاء! -
... أما الرأي الثاني فيقدمه فلاسفة المادة الذين يرون أن الذهن يقع في «الجمجمة» على وجة التحديد - أو في أسوأ الظروف يتولد من (جسم مادي) غير معروف الى الآن.. وهم يخالفون الرأي الأول اعتمادا على حقيقة أن الذهن - لو كان محصلة لتعاون الأعضاء الداخلية - لامتلكت الحيوانات بدورها عقلا يماثل البشر!!!
... أما الرأي الثالث (الذي قد يكون أقرب للصحة والمنطق) فيحاول الجمع بين الوجهين.. فرغم أن العلم الحديث عجز عن اكتشاف مكان الذهن (أو العضو المسؤول عن الإرادة والضمير والحب والإخلاص) نشعر نحن بوجوده كمؤثر مستقل ومنفصل.. ولكننا أيضا نشعر بوجوده من خلال علاقته وتأثره بأعضائنا الداخلية (حيث تتأثر ملكاتنا الذهنية بشكل واضح حين نمرض أو نتعب أو حتى نجوع) !!
... على أي حال لا تشغل بالك كثيراً؛ فإشكالات كهذه تظهر بشكل طبيعي حين يحاول ذهنكم الكريم تفسير نفسه ب (نفسه)!؟
ان ما يتعلق بالذكاء والقدرة الإستيعابية والقدرة التفسيرية والذاكرة هي امور متعلقة بالدماغ.
اما ما يتعلق بالاخلاق وطريقة استخدام الدماغ في الخير او الشر وفي اختيار الدين الصحيح فهذا الامر متعلق بالروح ومحلة هنا القلب.
وللتفريق بين الذكاء والعقل
فإن الذكاء مثل الادوات في يد شخص معين
اما العقل فهو كيفية استخدام هذة الادوات من قبل هذا الشخص ولمصلحته.
والعقل ينقسم الناس حوله الى 3 اقسام:
1 فاقد العقل وهو المجنون وقد يكون ذكيا ولكنه لا يستخدم ذكاءه فيما ينفعه بل يكون الاختيار عنده عشوائي.
2 الانسان الذي يستخدم ذكاءه حسب مصلحته دون الرجوع الى دين او اخلاق او خلافه.
3 الانسان الذي يستخدم ذكاءه حسب مصلحته ولكن مع ضبط تصرفاته بالمبادئ والدين اللذين يعتقدهما.
اما عن ذوي الذكاء الضعيف فهم الاغبياء بصرف النظر عن عقلانيتهم .
على العموم نعلق عليها ونقول؛
ماذا اذا عن غسيل المخ؟!!
اذا كان «الذهن» كلمة مرادفة للعقل ويطلق على عدد كبير من الملكات الراقية كالوعي والانطباع والتذكر والإرادة والتفكير. ؟؟؟؟
ومعظم الثقافات القديمة ترى أن الإنسان مكون من (مادة) و (ذهن) ؟
هل هذا يعني ان الذهن هو العقل*
فكيف لنا ان نقوم بالتاثير على الاخرين دون معرفه مراكز الذهن؟؟؟؟
أو هل صحيح
ان هناك شي يقال له غسيل المخ وماذا يعني ذلك وكيف ؟
إنه سر من أسرار النفس البشرية ألا وهو موقع العقل
وأعتقد أن العقل عبارة عن مزيج من الذبذبات والشعيرات الموجودة في المخ هي المسؤولة عن ترجمة الأفكار والمعاني والأحوال المحيطة بالانسان والتي ترسل بدورها تلك الإشارات وتترجمها الأعضاء إلى حركة أو مقال.
والله أعلى وأعلم
شكرا لكم جميعا
سلام الرحمان عليكم
تعليق