بسم ءلله الرحمان الرحيم
صناعة مفردات الهزيمة
لقد ساهم الجميع في صناعة هذه الثقافة، ساهمت أشباح الخوف والكبت واليأس، ساهم واقع الفقر والحاجة ولقمة العيش، ساهم رجال الفكر والقانون والإعلام وغيرهم في هذه الصناعة، وصارت هناك كلمات لها مدلولها الشعبي العام عند جمهور الأمة، فـمفردات مثل "أمن الدولة"، "والنظام"، "والحكومة" و "المخابرات" لم تعد مجرد كلمات تشير إلى مواقع هامة في البنيان المؤسسي للأمة بل صار لها مدلول ذهني خطير يؤسس لثقافة التقزم والانكسار والخوف لا من سلطة القانون بل من شبح السلطان الذي ينفذه.
بينما تشير مفردات أخرى مثل "الواسطة"، "والكوسة"، و"المحسوبية" و "الرشوة" إلى مفاتيح الحياة السحرية في مصر الحاضرة!!! هذه المفردات قتلت الأمل لدى النابهين من أبناء الفقراء، بل قتلت الحب والانتماء أيضا، فصرنا نبحث عن وطن الحلم، عن وطن الحب بعيدا عن وطن الغربة! صباح الخير يا وطني، هكذا أقولها لوطني الحبيب المفقود الذي حلمت به فما وجدته، وعندما ظننت أنني وجدته؛ غرق في المحيط وتركني بلا وطن!
ثقافة الهزيمة وقحة فجة حمقاء؛ فالفنان الذي ينتقد النظام والحكومة لنيل الشهرة أو اجتذاب الجماهير على شباك التذاكر هو نفسه الذي يكيل المدح للنظام والحكومة في حال الجد، بعد أن جنى ثمرة دغدغته لعواطف الشعب من الشباك أو من الجوائز الحكومية والامتيازات المرتبطة بها، وهو الآن في مسرحية هزلية يحاول حفظ مكانته في الهرم الاجتماعي للطبقة صاحبة النفوذ!!
وإذا كان التعليم في مرحلة السبعينيات والثمانينات ظل طريقا ممكنا لفئة محدودة من المتفوقين وأصحاب الكفاءات، فقد تغير الأمر بعد انتشار التعليم الخاص وتسلط المال والواسطة على كثير من المرافق والمراكز، فسقطت مهابة العلم، وتراجع مستوى التعليم، وصارت الحياة بمعناها المادي مطلب الجميع؛ سقط العلم فسقط الوطن، احتلت مجموعة من شركاء الوطن مراكز التميز فضاع انتماء الأمة، وصار شباب الأمة يهرب من وطن لا يمنحه العمل مقابل الحياة ولا يتيح له الحياة، ليعيش منبوذا مطاردا ينتحل جنسيات أخرى حتى يجد مأوى يداريه في وطن يحميه ويمنحه الحياة مقابل العمل، تراجعت الأمة القائدة التي يؤهلها موقعها وتاريخها وعددها لتكون قوة عالمية، وتبلور أفرادها كل قد حول همه ونفسه فضاعت شخصية الأمة، وتاهت سفينتها.
السلام عليكم ءجمعين
صناعة مفردات الهزيمة
لقد ساهم الجميع في صناعة هذه الثقافة، ساهمت أشباح الخوف والكبت واليأس، ساهم واقع الفقر والحاجة ولقمة العيش، ساهم رجال الفكر والقانون والإعلام وغيرهم في هذه الصناعة، وصارت هناك كلمات لها مدلولها الشعبي العام عند جمهور الأمة، فـمفردات مثل "أمن الدولة"، "والنظام"، "والحكومة" و "المخابرات" لم تعد مجرد كلمات تشير إلى مواقع هامة في البنيان المؤسسي للأمة بل صار لها مدلول ذهني خطير يؤسس لثقافة التقزم والانكسار والخوف لا من سلطة القانون بل من شبح السلطان الذي ينفذه.
بينما تشير مفردات أخرى مثل "الواسطة"، "والكوسة"، و"المحسوبية" و "الرشوة" إلى مفاتيح الحياة السحرية في مصر الحاضرة!!! هذه المفردات قتلت الأمل لدى النابهين من أبناء الفقراء، بل قتلت الحب والانتماء أيضا، فصرنا نبحث عن وطن الحلم، عن وطن الحب بعيدا عن وطن الغربة! صباح الخير يا وطني، هكذا أقولها لوطني الحبيب المفقود الذي حلمت به فما وجدته، وعندما ظننت أنني وجدته؛ غرق في المحيط وتركني بلا وطن!
ثقافة الهزيمة وقحة فجة حمقاء؛ فالفنان الذي ينتقد النظام والحكومة لنيل الشهرة أو اجتذاب الجماهير على شباك التذاكر هو نفسه الذي يكيل المدح للنظام والحكومة في حال الجد، بعد أن جنى ثمرة دغدغته لعواطف الشعب من الشباك أو من الجوائز الحكومية والامتيازات المرتبطة بها، وهو الآن في مسرحية هزلية يحاول حفظ مكانته في الهرم الاجتماعي للطبقة صاحبة النفوذ!!
وإذا كان التعليم في مرحلة السبعينيات والثمانينات ظل طريقا ممكنا لفئة محدودة من المتفوقين وأصحاب الكفاءات، فقد تغير الأمر بعد انتشار التعليم الخاص وتسلط المال والواسطة على كثير من المرافق والمراكز، فسقطت مهابة العلم، وتراجع مستوى التعليم، وصارت الحياة بمعناها المادي مطلب الجميع؛ سقط العلم فسقط الوطن، احتلت مجموعة من شركاء الوطن مراكز التميز فضاع انتماء الأمة، وصار شباب الأمة يهرب من وطن لا يمنحه العمل مقابل الحياة ولا يتيح له الحياة، ليعيش منبوذا مطاردا ينتحل جنسيات أخرى حتى يجد مأوى يداريه في وطن يحميه ويمنحه الحياة مقابل العمل، تراجعت الأمة القائدة التي يؤهلها موقعها وتاريخها وعددها لتكون قوة عالمية، وتبلور أفرادها كل قد حول همه ونفسه فضاعت شخصية الأمة، وتاهت سفينتها.
السلام عليكم ءجمعين
تعليق