بسم ءلله الرحمان الرحيم
الله واحد وليس موحداً كثيرا ما نقول أننا موحدون ... وأن الإسلام هو دين التوحيد ( كأنه جاء ليوحد الله ( الإله )
ولكن هذا الكلام لا يقول به ولا يقبله النص القرآني في سورة الإخلاص :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}
المتدبر لهذه الآيات يجد أن الله أفرد ذاته ووصف نفسه بأنه ( أحد ) وينفي أي شريك له أو مثيل أو سابق أو لاحق
فهو كما نعلم جميعا ونقول : لا إله إلا الله .
وكلمة التوحيد تعني فيما تعني جمع الأشياء المتعددة وجعلها موحدة وقد تدمج لتصير واحد ،
وهذا القول لا ينطبق ولا ينبغي أن يقال على الله ، فالله أصلا واحد و ما كان متعددا ليصير واحد .
كما أننا لو بحثتنا في القرآن الكريم عن كلمة توحيد أو كلمة موحد أو أي من دلالاتها لن تجد لها أي وجود أو إرتباط بذات الله الواحد الأحد .
فآنى لنا أن نبرئ أنفسنا وديننا من خطأ جسيم كنا نعتقد به لدرجة تكفيرنا لكل من لا يوحد الله حسب مفهومنا بينما ننسى أو نتجاهل دلالات تلك الكلمة ( التوحيد ) أو
كأننا نعجز عن قول أن ( الله واحد ) .
هل نحن عاجزون أن نتبع ما أمرنا به الله ورسوله ؟؟ !! حين قال الله عز وجل : قل الله أحد .
فهو لم يأمرنا بأن نقول أن الله موحد .
إن مفهوم التوحيد مفهوم أصطلاحي لا يصح القول به ونسبته إلى الإسلام لأن دلالته اللغوية لا تدل على المعنى الذي نحاول أن نلصقه به ، ولأن كلمة (التوحيد) تعني بالضرورة جعل المتعدد واحد وهذا ما لا يقول به الإسلام بحال! بل هو منافي للعقيدة الإسلامية التي نؤمن جميعا فيها بأن الله واحد لا شريك له . وإذا أردنا استعمال مصدر صحيح فيكون "الوحدانية" والذي ليس فيه أي نسبة لفعل العبد, فالوحدانية (سمة قائمة في الإله الرب الخالق,) بينما التوحيد راجع إلى العباد, وهم لم يوحدوه وإنما أفردوه بالعبادة!
ونعود فنقول: لا نميل إلى استعمال مصطلح الإفراد او قولنا ( نحن مفردون) لأنه يجعل مع الله آلهة أخرى وأُفرد من بينها كما أن ينسب الفعل إلى العباد, ونقول (بالوحدانية) لأنها سمة قائمة بالله وليس للبشر أي دور فيها!
النبي الكريم.. تحدث عن شهادة أن لا إله إلا الله فحوّلها الرواة مع ظهور المصطلحات العقائدية إلى "أن يوحدوا"! وهو استعمال غير صحيح!
لذا فالأرجح والله أعلم أن يقال: أن الإيمان في الإسلام قائم على وحدانية الله.
وفي الختام , تحية وسلام
تعليق