ماذا لو أعاد السارق زرع يده؟
أكاد أجزم أن معظمكم شاهد في طفولته "وزغاً" ترك ذيله أو "جرادة" تركت رجلها أو "فأراً" قطع ذنبه أو "نجمة بحر" تركت أحد أطرافها..
والحقيقة أن هناك مخلوقات أكثر بكثير يمكنها تعويض أطرافها المقطوعة بنسخة جديدة مشابهة.. فسرطان البحر مثلاً يمتلك مخلبين (الأول) ضخم وكبير و(الثاني) عادي وصغير.. وحين يفقد المخلب "الكبير" يبدأ "الصغير" بالنمو والتضخم حتى يصل لحجم المخلب المقطوع لدرجة تعمد بعض مزارع السرطان لنزع المخلب الكبير المرة تلو الأخرى لبيعه على المطاعم دون الحاجة لقتل المخلوق نفسه!!
الأغرب من ذلك أن "دودة الأرض" يظهر لنصفها المقطوع المتضمن الذيل رأس جديد، وللنصف المتضمن الرأس ذيل جديد ... وهناك أيضاً دودة مفلطحة تدعى (بلارينا ) تملك رأساً وعينين ولساناً وشفتين ومع ذلك لو قطعتها (مئة قطعة) عادت كل منها للنمو كمخلوق مستقل!
.. هذه العملية المدهشة تدعى "البتر الذاتي" حيث يعمد المخلوق إلى قطع أحد أطرافه عند الضرورة وتعويضه لاحقاً.
هناك دراسات كثيرة حاولت فهم هذه الظاهرة ونقلها للإنسان. والحقيقية أن علم الوراثة يسعى اليوم لتنشيط هذه الآلية (الخاملة) في الإنسان من خلال زرع الجينات المسؤولة عنها في حمضه النووي او من خلال الخلايا الجذعية في حبله السري , وهذه الظاهرة العجيبة كفيلة بإثارة العديد من الأسئلة الفلسفية والبيولوجية والطبية , بل وحتى الفقهية.. فمن الأسئلة الفلسفية مثلاً لو كان لهذه المخلوقات أرواح (والروح من أمر ربي) فهل تنشطر بدورها بانشطار الجسد!؟ ومن الناحية البيولوجية.. ماهي الآلية التي تتيح (لسمندل الماء) مثلا ترك قدميه ورجليه بسهولة (قبل أن يعيدها لاحقاً) وتجعله يتميز عن الإنسان أو الحصان .؟ ! وبخصوص الإنسان نفسه لماذا ينمو جلده وأسنانه وعظامه ، في حين لا ينمو أصبعه أو يده أو قدماه وأنفه...؟ وهل يا ترى سينجح الأطباء في تنشيط خلايا الجسم (في منطقة البتر) بحيث تنمو للإنسان أعضاء جديدة مكان الأعضاء المفقودة! وفي حال نجاحهم مستقبلاً , ماذا سيكون (رأي الشرع ) في سارق أو مُفسد قُطعت يده أو أحد أطرافه ثم ذهب إلى الطبيب لإعادة إنمائها من جديد!؟
سأترك لكم حرية التفكير في هذه التساؤلات .. وأشير فقط إلا أني قرأت قبل سنوات رواية خيالية (لا أعتقد أنها ستظل خيالية لزمن طويل) تدعى "سبيرز" أو قطع الغيار يتخيل فيها المؤلف زمناً يعمد فيه الأثرياء إلى استنساخ أجسادهم خشية الإصابة أو المرض.. وبهذه الطريقة يصبح لديهم ما يكفي من قطع الغيار في حالة احتاجوا يوماً لعضو مريض أو رأس معطوب( قوم نوح الجدد) .. ولأن هذه الأعضاء مستنسخة من الجسد نفسه لا تواجه بمشكلة الرفض المناعي ويتقبلها الجسم بكل يسر وسهولة!!
قبل منتصف هذا القرن سيلجأ الناس إلى بنوك الأعضاء كما نلجأ نحن اليوم إلى بنوك الدم .. على أي حال نقول (الاستنساخ حرام) وقد ينتج عنه (طفرة جينية) تكون سبب لهلاك البشرية
قال الله تعالى
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا سورة النساء 119
احترامي لكم جميعا مروركم الطيب وتفاعلكم وتعليقاتكم المثمرة
السلام عليكم
أكاد أجزم أن معظمكم شاهد في طفولته "وزغاً" ترك ذيله أو "جرادة" تركت رجلها أو "فأراً" قطع ذنبه أو "نجمة بحر" تركت أحد أطرافها..
والحقيقة أن هناك مخلوقات أكثر بكثير يمكنها تعويض أطرافها المقطوعة بنسخة جديدة مشابهة.. فسرطان البحر مثلاً يمتلك مخلبين (الأول) ضخم وكبير و(الثاني) عادي وصغير.. وحين يفقد المخلب "الكبير" يبدأ "الصغير" بالنمو والتضخم حتى يصل لحجم المخلب المقطوع لدرجة تعمد بعض مزارع السرطان لنزع المخلب الكبير المرة تلو الأخرى لبيعه على المطاعم دون الحاجة لقتل المخلوق نفسه!!
الأغرب من ذلك أن "دودة الأرض" يظهر لنصفها المقطوع المتضمن الذيل رأس جديد، وللنصف المتضمن الرأس ذيل جديد ... وهناك أيضاً دودة مفلطحة تدعى (بلارينا ) تملك رأساً وعينين ولساناً وشفتين ومع ذلك لو قطعتها (مئة قطعة) عادت كل منها للنمو كمخلوق مستقل!
.. هذه العملية المدهشة تدعى "البتر الذاتي" حيث يعمد المخلوق إلى قطع أحد أطرافه عند الضرورة وتعويضه لاحقاً.
هناك دراسات كثيرة حاولت فهم هذه الظاهرة ونقلها للإنسان. والحقيقية أن علم الوراثة يسعى اليوم لتنشيط هذه الآلية (الخاملة) في الإنسان من خلال زرع الجينات المسؤولة عنها في حمضه النووي او من خلال الخلايا الجذعية في حبله السري , وهذه الظاهرة العجيبة كفيلة بإثارة العديد من الأسئلة الفلسفية والبيولوجية والطبية , بل وحتى الفقهية.. فمن الأسئلة الفلسفية مثلاً لو كان لهذه المخلوقات أرواح (والروح من أمر ربي) فهل تنشطر بدورها بانشطار الجسد!؟ ومن الناحية البيولوجية.. ماهي الآلية التي تتيح (لسمندل الماء) مثلا ترك قدميه ورجليه بسهولة (قبل أن يعيدها لاحقاً) وتجعله يتميز عن الإنسان أو الحصان .؟ ! وبخصوص الإنسان نفسه لماذا ينمو جلده وأسنانه وعظامه ، في حين لا ينمو أصبعه أو يده أو قدماه وأنفه...؟ وهل يا ترى سينجح الأطباء في تنشيط خلايا الجسم (في منطقة البتر) بحيث تنمو للإنسان أعضاء جديدة مكان الأعضاء المفقودة! وفي حال نجاحهم مستقبلاً , ماذا سيكون (رأي الشرع ) في سارق أو مُفسد قُطعت يده أو أحد أطرافه ثم ذهب إلى الطبيب لإعادة إنمائها من جديد!؟
سأترك لكم حرية التفكير في هذه التساؤلات .. وأشير فقط إلا أني قرأت قبل سنوات رواية خيالية (لا أعتقد أنها ستظل خيالية لزمن طويل) تدعى "سبيرز" أو قطع الغيار يتخيل فيها المؤلف زمناً يعمد فيه الأثرياء إلى استنساخ أجسادهم خشية الإصابة أو المرض.. وبهذه الطريقة يصبح لديهم ما يكفي من قطع الغيار في حالة احتاجوا يوماً لعضو مريض أو رأس معطوب( قوم نوح الجدد) .. ولأن هذه الأعضاء مستنسخة من الجسد نفسه لا تواجه بمشكلة الرفض المناعي ويتقبلها الجسم بكل يسر وسهولة!!
قبل منتصف هذا القرن سيلجأ الناس إلى بنوك الأعضاء كما نلجأ نحن اليوم إلى بنوك الدم .. على أي حال نقول (الاستنساخ حرام) وقد ينتج عنه (طفرة جينية) تكون سبب لهلاك البشرية
قال الله تعالى
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا سورة النساء 119
احترامي لكم جميعا مروركم الطيب وتفاعلكم وتعليقاتكم المثمرة
السلام عليكم