يأجوج ومأجوج في التكوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يأجوج ومأجوج اسم محير حير المفسرون ولم يغادروا تكوينته فاصروا على القول بلا علم وبلا سلطان منير فقال بعضهم انهم اقوام من اب ءادمي وام من فصيلة الدببة وقال اخرون عكس ذلك فالام ءادمية والاب دبا ولهم اذان طويلة تخط بالارض فواحدة غطاء والثانية فراش لهم وان لهم ألسنة كالمناشير وغذاؤهم هو امتصاص الدماء .. !! كان ذلك من روايات عديدة حملتها متون التفسير ولا حول ولا قوة الا بالله فيما قالوا ..!!
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) (الفرقان:53)
ملح اجاج ... وهو ضديد عذب فرات سائغ شرابه فالماء المالح (اجاج) وهو ماء متأين يعرفه طلاب الدراسة المتوسطة في هذا الزمن .. انه خليط متأين بسبب الملح ويمكن الحصول على تيار كهربي ضعيف منه ..
ويقول العرب في فطرتهم العربية (أجج نار الفتنة) ويقول العرب في العراق (إج النار) او (وج النار) في لهجتهم المحلية
يأجوج هو لفظ من تأجيج الطاقة في بناء لفظي عربي
أج .. يأج .. اجاج .. اجوج .. يأجوج ... مأجوج .. مثله في البناء العربي
صد .. يصد .. صداد .. صدود .. يصدود ..مصدود ... ومثله .. بر .. يبر .. برار .. برور .. يبرور ... مبرور .. ومثله .. سر .. يسر .. يسار .. سرّار .. سرور ... يسرور .. مسرور ..
ففعل الاج هو فعل تفعيل الطاقة في القصد العربي وهو في العلم الحرفي القرءاني (كينونة احتواء ماسكة) وهي نفسها في اج النار فالنار تتعلق بمنظومة تكوينية يمكن احتواء ماسكتها فالرمال لا تشتعل والحديد لا يشتعل فلا يمكن احتواء مسك النار منها فاصبحت في اللسان العربي مرتبطة بالكينونة في احتواء ماسكة هي في الاصل تكوينية في نظم الخلق (افرأيتم النار التي تورون * أأنتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون) الواقعة .. فيكون التأجيج هو مسك كينونة النار في التكوين وهي معالجة عقل مع النص القرءاني ..
وبما ان الالكترون من الجسيمات الذرية التي يمكن ان تنفلت من الذرة بشكل تكويني كذلك يمكن احتواء مسك الالكترون كينونة في مسار سلكي كما في الكهرباء فاصبح في اللسان العربي المبين ان يأجوج ومأجوج هم ذوي القدرة على احتواء الالكترون ويطلق عليها في زماننا الدائرة الكهربائية التي يتنصب على قطبيها منتج الكهرباء ومستهلكه ...
يأجوج .. المستهلك .. صاحب الاجهزة الكهربائية يقوم باعادة الالكترونات الى مأجوج بعد ان يشغل اجهزته وان لم يعيدها فان صانع الكهرباء مأجوج يتوقف فهي دائرة كهربية بين يأجوج ومأجوج وكل واحد منهما يمتلك موقعا تكوينيا في الدائرة الكهربائية بصفة التلازم التكويني
فلو تصورنا ان مستهلك الكهرباء معدوم غير موجود فان ماكنة الكهرباء سوف لن تنتج الكهرباء ويبقى قلبها يدور دون توليد ... نفس الشيء في الفرض يحصل عندما يكون مأجوج في العدم ولا يوجد من يقوم بتصنيع الكهرباء فان دائرة الكهرباء لن تكتمل تكوينيا ولا يستطيع يأجوج ان يشغل اجهزته .. اذن الاصل هو المستهلك في السوء والاذى لذلك ورد في المثل القرءاني متقدما بالصفة على صانع الكهرباء مأجوج فكان السرد القرءاني (يأجوج ومأجوج) في بلاغة وحكمة بالغة المضمون والحبك لان الله هو المتكلم ..
العملية التكوينية في صناعة الكهرباء تعتمد بشكل رئيس ومباشر في تدوير جسم ممغنط في وسط ملفات نحاسية ... ذلك التدوير يقيم عملية تقاطع بين قطبي المغناطيس الطبيعيين لللارض وقطبي المغناطيس الصناعي الذي يدور في قلب ماكنة التوليد .. بتلك التقاطعية المستمرة (الدوارة) تتدافع الكترونات النحاس في ملفات مادة النحاس فتندفع الالكترونات في السلك (السالب) لتقوم بتشغيل الاجهزة الكهربائية (يأجوج) وتعود عبر القطب الثاني (الموجب) وتستمر العملية ... ويجب التنيه هنا ان القطب السالب (علميا) هو قطب اندفاع الالكترونات والقطب الموجب (علميا) هو قطب استلام الالكترونات الراجعة .. ذلك الوصف يختلف بين الناس فيكون الموجب سالب والسالب موجب في مفاهيمهم ...
القرءان يتحدث عن علوم جمّة في هذا المفصل الخطير من مفاصل حضارة اليوم وان وصفت حضارة اليوم وصفا علميا غير فلسفيا فهي (حضارة الكهرباء) بكل ما تعنيه الكلمة من تطبيقات تقنية رفعت المتحضرين الى مقامات تطبيقية مذهلة كان ويكون الكهرباء سببا مباشرا لها ...
العلوم القرءانية تشير الى امور خطيرة ... منها الوعد الالهي الخطير الذي يتم فيه الركوع لتلك العلوم المذخورة في القرءان
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
اقتراب الوعد الحق متحقق بامتلاء الارض بفساد يأجوج وهم الان ينسلون من كل حدب موصوف بصفة الحدب للخطوط المغنطية في الارض حيث تؤكد التقارير العلمية ان خيوط المغناطيس المنبثقة من القطب الشمالي لتفرغ في القطب الجنوبي تظهر على شكل اقواس محدبة تغلف الارض جميعها ... وكلها الان مليئة بيأجوج ومأجوج .. فسبحان الله في حكمته في قرءانه ...
ذلك الوعد وان كان يهم المسلمين بصفته نشيد اسلامي يغذي الروح الاسلامية الجريحة الا انه موصوف بصفة الرحمة الالهية الكبرى
(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) (الكهف:98)
وهذا كلام منقول من خلال صفة القائد الذي سيعالج موضوع فساد يأجوج ومأجوج وهو (ذو القرنين) والذي يحمل صفات ايمانية كما روجنا له في ادراج منشور (ذو القرنين صفة وليس اسم) .. وهذا الوعد سيكون (دكاء) وهو لفظ من (دكة) يستخدمها الناس للراحة ولكنها دكة تكوينية فتكون (دكاء) وهذه الدكة التكوينية لها صفات علمية تخصصية بحيث لا يمكن ان يخترقها غير المؤمنين ولا يمكن الحصول على لبناتها الا من قرءان الله الذي حرّقوه في ساحات مدنهم العملاقة في احتفالية جرحت خواطر حملة القرءان
(فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) (الكهف:98)
وهو (ردم) ذو القرنين رحمة من رب ذو القرنين ولكن لن يسطيع احد ولا يستطيع له نقبا
نقب من التنقيب وهو اكتشاف الاثر .. فما استطاعوا ان يجدوا له اثرا
وما اسطاعوا .. اسطاع تختلف عن استطاع .. وهو نتاج لفظ (سطو) فمن سطى على شيء وانتج من ذلك السطو نتاجا فقد اسطاع فكان ساطعا ... وذلك سطوع ضوء الشمس فهي تنتج النور الذي يربط الصفات للناس فكانت ساطعة ومثلها النجم الساطع الذي ياخذ بانظار الناس ... فهم لا يستطيعون السطو على ردم ذو القرنين ولا ينتجون منه شيئا الا ان يكون ذو القرنين قد اذن بذلك ... لانه يحمل من كل شيء سببا وهو بالتأكيد يحمل ما يحمل من حضارة لوثت وسيلتها يوم حرّقوا قرءان الله وتبولوا عليه وهم منتصرون ..!!
نسأل الله ان يرينا يوم ذو القرنين فقد يأس الذين ءامنو ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا وقد حصل اليأس من كثرة فساد الناس وسوء نواياهم في كل مكان وانغماسهم الشديد في الرذيلة فاصبحت المعايير الايمانية ترفض ان يكون لمثل اولئك الناس هداية فقام اليأس من شدة السوء فيهم في راصدة ترصد الناس وليس راصدة ترصد حلم الله ورحمته ..
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
وسلام على ذي القرنين وهو في وعد الله المذخور وسلام عليه يوم يعلن عن قرنيه وسلام عليه يوم يركع الظالمون لردمه .
الحاج عبود الخالدي
تعليق