النظام العشري في سنن التكوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لعل المتابع الفاضل لطروحاتنا من اجل حضارة اسلامية معاصرة يجد الكثير من المعالجات المترابطة مع العلوم الحديثة وقد يتصور بعض المتابعين ان موضوعية الطروحات موضوعية ناقدة للعلم الحديث الا ان حقائق التكوين التي يسطرها القرءان مبنية على اسس تكوينية مختلفة تماما عن العلوم الحديثة والفارق الفكري الذي يفرق علوم المادة عن العلوم التكوينية التي رسخ القرءان مبادئها ان علوم العقل لا تفترق عن علوم المادة وبالتالي فان منظومة العلم في القرءان مبنية على اسس مختلفة تبدأ من الخطوة الاولى في البناء المعرفي صعودا الى قمم علمية تعبر سقف العلوم المتألقة في زماننا ولعل خروقات الباراسيكولوجي وظاهرة الاطباق الطائرة التي تعمل خارج قوانين الفيزياء تؤكد ان وعاء العلوم القائمة فينا ما هي الا ارهاصة بشرية فرعونية سوف تغرق في خاتمة المطاف العلمي القائم وبموجب قراءات قرءانية عميقة ..
لقد وضعنا ادراجا تحت عنوان (تسعة عشر) بينا فيه النظام التكويني لكل فاعلية نراها وندركها بعقولنا ومهما كانت فهي خاضعة لتفاعلية بين حاويتين (تسع) و (عشر) وان النظام العشري هو نظام تكافلي تضامني مع التسع فتكون حاوية كاملة النتاج غير منقوصة لا تتفعل الا عندما تقترن معها حاوية تسع تفقدها (واحد) وتتم تبادلية الواحد لتقوم تفاعلية الخلق ولعل افضل راصدة واوضح مدرك ندركه هو بين البذرة والماء فالبذرة حاوية مكتملة الخلق (عشر) وعندما يأتي الماء بصفته حاوية تسع فان تبادلية التفعيل تسري بين الحاويتين فيكون انفلاق البذرة وبداية خلق جديد
الماء هو مشغل تكويني وبنص قرءاني
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (الانبياء:30)
فيكون المشغل في الخلق دائما هو المبني على منظومة التسع وتلك المنظومة تتفعل مع حاويات كونية لا حدود لها فقد تكون حاوية كونية متكونة من ( 10 × ملايين ) من الحاويات فيكفي لتشغيلها حاوية تسع واحدة فان اتصلت حاوية تسع بملايين الحاويات العشرية فان انتزاع واحد من حاوية عشرية تقلبها الى تسع وتلك تقلب اخرى واخرى وتسري الفاعلية كما هي في التيار الكهربائي وانتقال الالكترون من ذرة الى ذرة مجاورة لتكتمل الدائرة الكهربائية ويعود الالكترون الى اول ذرة تنازلت عنه فتكون دورة المغنط في الملف النحاسي هي حاوية تسع واحدة قامت بتشغيل حاويات عشرية لا عداد يقدر على عدها ...
النظام العشري المتكامل كحاوية يمكن تكرار فاعليتها واستمرار انتاجها يظهر للعقل لاول مرة في نظام الارقام العشري حيث نرى ان العقل البشري لكل البشر وعلى طول تاريخه المعروف وتقلباته المعرفية والعلمية لا يمتلك غير عشرة ارقام تتكرر وقد وردت الارقام العشرة في القرءان من الواحد لغاية عشرة وما زاد عليها كان تكرار لنفس المنظومة في احد عشر واثني عشر لغاية تسعة عشر وبقية المسلسل العددي الى ما لا نهايه فكانت الارقام 10 اما العدد فهو في ما لانهاية في العقل ...
تلك المنظومة عندما تتفعل في العقل وتترسخ بين يدي الباحث القرءاني تتحول الى مفاتيح علمية تمتلك مضامين علم لا يمكن ان تكون في ناصية علم منخفض او حتى مساوي لعلوم المادة لان صفة العلوم التكوينية ان لا يفترق العلم المادي والعقلي ويبقيان متلازمين منذ تبدأ المفردة العلمية الاولى لحين الوصول الى قمة علمية عليا ونجد مثل تلك الضابطة في القرءان
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)
في هذا النص قمة علمية فائقة تفوق كل تصورات العلم ولكن المفتاح العلمي القرءاني مع اثارتنا على هذه الصفحات ستكون الحاوية النافذة في ذلك العلم هي حاوية متكاملة (عشر) وان تشغيلها يكون (معشر) وبذلك يكون لنا شريك اخر في تلك الحاوية الا هو مخلوق الجان وهنا تقوم ضابطة عقل باحثة تبحث في مشغل بحث قرءاني عن ماسكة علم خفية على الآدميين تبحث عن الرابطة بين مخلوقين رئيسين صفتهما (معشر) يمتلكان قدرة نفاذ (لا تنفذون) وتلك تحتاج الى سلطان ونرى في نص اخر ترابطية مخلوقين عاقلين (انس وجن)
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:128)
عند الحشر يكون الجن لوحده (معشر) ولم يكون مع الانس في معشر مشترك بل معشر لوحده كمخلوق سجل نهاية ترابطه مع الانس والنص يتحدث عن وصف سابق (قد استكثرتم من الانس) ويؤكد النص ايضا ان (ربنا استمتع بعضنا ببعض) وذلك الترابط في الخلق غير معروف عقائديا ولا يوجد له بساط علمي مادي لحد الان ..!!
النص القرءاني يؤكد ان الانسان والجان يتصفان بصفة معشر في الحياة الدنيا وفي الحشر يكون الجان وحده معشر وما يؤيد هذا المسرب العقلاني النص التالي
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ) (الأنعام:130)
نص يؤكد صفة المعشر المرتبطة بين الجان والانسان في زمن يكون فيه الرسل وقد اتصف المعشر ان غرتهم الحياة الدنيا وهو يختلف عن (معشر الجن) في الاية 128 من سورة الانعام
عندما يكون الانسان والجان حاوية عشرية لها مشغل فتكون معشر فيكون الباحث القرءاني ساعيا الى معرفة الحاوية التسع التي تشغل ذلك المعشر كما في الماء والبذرة
(وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ) (فصلت:25)
النص الشريف يضع فاعلية القرين في وعاء غير مادي (فزينوا لهم ما بين ايديهم) وعملية التزيين هي عملية عقلانية في ترتيب ما بين الايدي عقلانيا فزينة المرأة لن تكون مادية محض بل زينتها في مستقر عقلاني فبين الجميلة والدميمة تفاعلية عقل تستقر في العقل ولا تستقر في المادة ...
من هذه الضابطة يقوم الانضباط العقلي ان الحاوية العشرية للجان والانسان منظومة عقل ولن تكون منظومة مادية كما في الماء والبذرة ويؤكد هذا نص واضح
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)
والعبادة تقع حصرا في الوعاء العقلاني وتقع حصرا في المستوى الخامس العقلي عند الصحو . ذلك لا يعني ان الجان غير مادي بل يعني ان الترابط الجسدي بين الجان والانسان مقطوع وان الترابط يقع حصرا في الوعاء العقلاني ومن ذلك يقوم علم كبير الا انه علم يؤتى على سلالم متقدمة من علوم القرءان بعد الالمام بمساحة واسعة من خارطة الخالق المسطورة في القرءان والاسطر السابقة تذكير اواعداد لمراحل متقدمة
عودة للنظام العشري ومنظومة الخلق فان كل فاعلية تمتلك عشر قدرات لتكون (اية) تتفعل في حيز مادي او حيز عقلاني وتلك القدرات التي وسمها الخالق وسما (سماء) تقع في حاوية التكوين سواء كانت مادية او عقلية
صفة الحيازة .. صفة السريان ... صفة النفاذية .. صفة الارتباط .. صفة الانتقال ... صفة المسك ... صفة القبض ... صفة الاحتواء ... صفة التبادل ... صفة التشغيل ...
هذه الصفات تطرح بشكل نتاج اولي يمثل اول قراءة للنظام العشري وصفة التشغيل تعتبر اهم صفة من تلك الصفات بحيث تتفعل الحاوية وتكون فعالة عندما تتبادل الفاعلية مع المشغل فالصفة التبادلية تمنح صفة المشغل في الانتقال الى حاوية التسع فيكون المشغل تبادلي كما في سريان الالكترون في السلك
فهم هذه المنظومة واحتضان علومها يؤتى من خلال متابعة عقلانية واسعة ودقيقية ويستطيع كل متابع ان يبدأ من نقطة الانطلاق هذه ليتعرف على علوم الله من خلال تلك الحاوية الكونية العشرية حيث يكون المشغل كما يكون الالكترون في الذرة وبالتالي فان المشغل يندفع بشكل تكويني ليفعل حاويات عشرية لا حدود لها بموجب منظومة توافقية رائعة احكم الله سبحانه انضباطها وخلقها
العلم الحديث شاهد وجها من واجهات تلك المنظومة أي انه شاهد عشر العشرة (1/10) وهو (صفة التشغيل) وقد انحسرت علوم المادة في (السالب والموجب) تحت راصدة مادية في الشحنات فكان ولا يزال العلم يدور في دائرتها دون ان يستطيع الانفلات من قبضتها فبقيت الجاذبية سرا بين اروقة المختبرات المزدحمة بالتقنيات المفرطة ..!!
لو فهمت هذه المنظومة التكوينية فسوف تجيب على سبب عدم فاعلية الفايروس في ماء المختبر وفاعليته في ماء الخلية ويمكن فهمها عندما يتم التعامل مع (ماء الرجل) لمعرفة حقيقة التكوين بحيث سوف يسخر كثيرا جيل من علماء الغد مع محاولات الاستنساخ التي استعرت في نهاية القرن الماضي ..! وتتفتح كثير من المغاليق العلمية ويقوم علم قرءاني مرتبط بخارطة الخالق يقرأها القاريء في قرءان يقرأ ....
الشيطان ... صفة الخروج عن سنن الخلق .. وتلك الخارجات عن سنن الخلق سوف تفعل فعلها فينسى الانسان (اختزال الفطرة) ولا يستطيع الذكرى فتكون الذكرى خاصة في اللذين لم يصبهم الاثر في خارجات هذا الكم الهائل من التقنيات من سنن الخلق ... ويبقى هنلك من يتذكر .. وهذه السطور اليه عسى ان تنفع الذكرى
في النظام العشري المرتبط بـ (تسعة عشر) يضيع النظام الدائري المرصود في العلم المادي بدءا من الميزونات الدوارة وصولا الى مراصد المجرات البعيدة في الكون ... السبب يقع حصرا في فاصلة فصلت بين العقل والمادة في العلم لذلك توقفت البنود المعرفية في التقدم العلمي بخصوص الجاذبية والموجة الكهرومغناطيسية لان المراصد الدوارة مفقودة فيهما فكان جدار الغفلة العلمية متوقفا على ذلك المفصل وقد ادركها نيوتن بفطرته الا ان خلفاء نيوتن لم يكملوا البحث معتمدين على فطرة الخلق التي كانت في نيوتن فقد قال نيوتن ان (كل جسمين يتجاذبان فيما بينهما بقوة تتناسب عكسيا مع مربع المسافة بينهما) لذلك كانت دائرة الرنين مفقودة الحس العلمي لان الوجه الثاني للعلم (العقل) مفقودة تماما وان دائرة الرنين تعمل بموجب نظام (تسعة عشر) وهو نظام غير معروف للعلم ويعتبر حافة علمية شديدة القساوة
نفس الازمة قائمة الان في الفايروسات فالاوامر الصادرة من الفايروس اوامر غير مسيطر عليها لانها تعتمد دائرة رنين مبنية على تسعة عشر يكون سايتوبلازم الخلية عنصر التشغيل فيها فالمراصد الكيميائية لم تفلح في رصد برامجية الفايروس التكوينية كذلك مراصد البياولوجيا فشلت في تحديد برامجية الفايروس ويبقى ذلك المخلوق النصفي يتحدى جبروت العلم ... لبنات العلم لا تقوم على سطور مهيأة للنشر ولا يمكن ان يقوم العلم من مجرد اثارة بل تعتمد الاثارة لتثوير العقل ليبحث عن العلم في مصدرية علمية مهجورة اصبح زمنها القائم زمن الحاجة الى هجر الهجر واحتضان القرءان في العلم
الحاج عبود الخالدي
تعليق